١٤..اريد ان اخفيك

3.9K 101 1
                                    

فتحت هزان الباب فوجدت شابا طويلا ذي وجه جميل و شعر أسود كثيف..قال" عفوا..اليس هذا منزل ياغيز؟" هزت رأسها بالإيجاب و أجابت" بلى..انه هو..لكنه ليس موجودا الآن" ابتسم الشاب و قال" اعتذر عن الإزعاج..أنا صديقه مارت..اتصلت به كثيرا اليوم و لم يرد..و مررت قبل ساعة تقريبا إلى منزل والديه و لم يكن هناك..فتوقعت ان يكون هنا..آسف على الإزعاج..سأذهب و .." قاطعه صوت هاتفه و ابتسم عندما رأى اسم ياغيز على شاشته..قال" ها هو يتصل" اجاب عليه" اخي..اين انت؟ ..نعم..خمن اين انا الآن؟ اجل..انا في المنزل الخشبي..و وجدت فتاة جميلة هي من فتح لي الباب..أنت قادم إلى هنا..اتفقنا اذا..سأنتظرك" و أنهى المكالمة..سمحت له هزان بالدخول بعد سماع ما دار بينه و بين ياغيز..اعدت له القهوة و جلست قبالته..قال و هو ينظر إليها" هل انت صديقته؟ أنا لم اراك معه من قبل؟" صمتت هزان قليلا ثم اجابت" نعم..أنا صديقته..و أعمل لديه في الشركة" ابتسم و قال" ..جميل..أعتقد أن لك مكانة كبيرة لديه..لأنه لا يدخل أي احد إلى هذا المنزل إلا إذا كان يراه مقربا جدا" سألت" هل انتما صديقان منذ زمن؟" أجاب" نعم..منذ مرحلة الدراسة الابتدائية..نعتبر إخوة" ابتسمت و قالت" أنت محظوظ" نظر إليها للحظة ثم علق" أجل..بكل تأكيد..ياغيز شخص مميز و نقي..و أي شخص يكون مقربا منه يكون محظوظا بكل معنى الكلمة..لكن مع الأسف هناك من لم يقدر قيمة هذه النعمة" تنهدت هزان بصوت مسموع و قالت" ان كنت تقصد موضوع انفصال خطيبته عنه..فمعك حق..لقد حدث ذلك امامنا اليوم في الشركة" هم مارت بإجابتها لكن الباب فتح و دخل ياغيز و علامات الضيق بادية على وجهه..وقف مارت و صافح صديقه و هو يقول" مرحبا ياغيز..لقد أتعبتني بالبحث عنك من مكان لمكان..أين اختفيت؟" أجاب" كنت في منزل والدي..كما تعلم..لقد انفصلت أنا و دويغو..و أراد أبي أن يسألني عن الأسباب" سألت هزان بقلق" و ماذا حدث؟" رد" لا شيء..لقد تمنى لي السعادة و احترم قراري..و أمي أيضا..أخبرتك أن كل شيء سيكون على ما يرام" ابتسمت هزان و قالت" عن اذنكما..سأعد طعام العشاء" اشار ياغيز إلى مارت بالجلوس و قال" مالأمر المستعجل الذي جعلك تبحث عني هنا و هناك؟" أجاب" انها دويغو..لقد جاءت إلي و كادت تفسد مراسم توقيع الكتاب..كانت ثملة و تصرخ و تهدد و تتوعد..أردت أن أحذرك منها و من جنونها..تبدو جادة فيما قالته" هز ياغيز كتفيه بلامبالاة و قال" تهديدها لا يعنيني و لا يخيفني..انها فتاة تافهة ..مشكلتها أنها لم تتقبل الإنفصال..و ذلك أمر يعنيها لوحدها" ابتسم مارت و قال" معك حق..لكن ما قصة هذه الفتاة؟"

صمت ياغيز قليلا..فكر فيما يقوله لصديقه..لم يرد أن يحرج هزان بأن يفضح سرها و بأن يخبر بانها هي بائعة الهوى التي عاشرها..خشي عليها من نظرة اتهام او احتقار من مارت..لم يرضى لها ذلك ..أجاب" انها صديقة تحتاج مساعدتي..لها مكانة خاصة لدي..هذه هي قصتها" ابتسم و قال" فهمت ان هنالك ما تخفيه..لكنني أحترم ذلك..فليس من الضروري أن تروي لي قصتها كاملة..المهم أنها تعني لك الكثير و إلا لما كنت أحضرتها إلى هنا..أليس كذلك؟" هز ياغيز رأسه و قال" هو ذلك" ..بقيا يتبادلان أطراف الحديث إلى أن جهزت هزان العشاء و وضعته على الطاولة و قالت" تفضلوا..العشاء جاهز" جلس الجميع و اخذوا يتناولون الطعام اللذيذ الذي أعدته..لم يتوقف مارت عن مدح هزان و مجاملتها بخصوص الأكل اللذيذ و موهبتها في اعداد الطعام..تضايق ياغيز من كلامه لكنه لم يظهر أية ردة فعل..كان ينتظر انتهاء العشاء بفارغ الصبر و انصراف مارت قبل أن ينسى أنه صديقه و بمثابة أخيه و يفقد أعصابه..تملكه شعور غريب بالغيرة على هزان..رغبة في اخفاءها عن العيون و حبسها داخل صدره..حيث لا يمكن لأي أحد الوصول اليها..و انتهى العشاء..و وقف مارت و هو يقول" لتسلم يداك هزان..الطعام كان رائعا..ياغيز..نلتقي غدا..تصبحان على خير" رافقه ياغيز إلى الباب و ودعه..قبل أن يعود إلى المطبخ حيث كانت هزان تنظف الصحون..قال" هل أساعدك؟" أجابت" لا..لا داعي..سأنهي كل شيء بسرعة..هل تريد شيئا؟" وقف خلفها مباشرة و همس" أريد" شعرت بأنفاسه على رقبتها..جمدت في مكانها..لم تستطع أن تتحرك..سألت بصوت مرتعش" م..ماذا..ماذا تريد؟" وضع يده على خصرها و قربها منه حتى التصق جسدها بجسده..ظهرها على صدره..و رأسه على كتفها..قال" أريد أن أخفيك عن عيون الجميع..أريد أن نكون معا..لوحدنا..في مكان بعيد..لا يرانا فيه أحد..أريدك..نعم..أريدك بكل ما في الكلمة من معنى..أريدك كما يريد الرجل امرأة يكاد يجن لكي يكون معها..لكنني خائف" سألت" مم تخاف؟" قال و هو يمرر شفاهه الدافئة على عنقها" خائف من أن تكوني معي كمجرد اعتراف بالجميل..أخشى أن أجبرك على شيء لا ترغبين به..أخشى.." التفتت إليه و وضعت اصبعها على شفته و هي تقول" لا تقل هذا..أنت لا تجبرني على شيء..ما تشعر به تجاهي..أنا أشعر به تجاهك..هناك شيء غريب يشدني نحوك..أنا و أنت..بيننا رابط قوي..لا أعرف كنهه أو أصله او ماهيته..لكنني أعتقد أن لقاءنا لم يكن مصادفة..انها الحياة..قررت أن نلتقي فالتقينا..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن