٦٨..النهاية

4.6K 136 35
                                    

كان التعب يبدو على هزان كلما تقدمت بها الشهور و تطور الحمل اكثر..كانت تعاني من نوبات الم متكررة..قلة نوم..و اجهاد بدني..و مع دخولها في الشهر السابع..تعقدت حالتها أكثر و أصبحت الولادة المبكرة أمرا ضروريا..نظرت هزان إلى وجه ياغيز الشاحب و القلق و قالت" حبيبي..لا تقلق..ابننا سيأتي إلى هذه الدنيا في صحة جيدة..لقد تمسك بي و بقوة..و حان وقت انفصالنا..حبيبي..لا اوصيك..اذا اضطررت إلى الإختيار بيننا فاختره هو..أنا عشت معك أياما و أشهرا كانت عبارة عن حلم ..حتى اذا مت فسأكون سعيدة لأنني أحببتك و تزوجتك و كنت انت اول و آخر رجل في حياتي..و لأنني تركت لك ذكرى مني ..لا .." وضع ياغيز أصابعه على شفتيها و همس بصوت ضعيف" هزان..حياتي..اصمتي..لا تقولي هذا..أنت حياتي و كل ما أملك..لا تفكري أبدا في تركي..لا أستطيع أن أعيش من دونك..ستلدين ابننا و ستكونان بخير..كلاكما..مازال أمامنا الكثير لكي نعيشه..عديني بأنك لن تستسلمي و لن تتركيني لوحدي..عديني" لامست هزان وجهه و قالت" حسنا..اعدك..مهما حصل..لا تنسى..أنا أحبك" وضع جبينه على جبينها و قال" و أنا أعشقك" ثم قبلها بخفة قبل أن تأتي ليلى و تدخلها إلى غرفة العمليات..تابعها ياغيز بعيون دامعة و قلب يكاد يغادر صدره خوفا عليها..ربت مارت على كتفه و قال" لا تقلق أخي..ستكون بخير" نظر ياغيز إلى صديقه..إلى أمه و أبيه..و هز رأسه فقط..دون أن يقول حرفا واحدا..ساعات مرت طويلة و مخيفة..كان ياغيز خلالها يذرع الردهة جيئة و ذهابا..لم يقدر أن يجلس و لا أن يهدأ..كان ينتظر خبرا من الداخل بفارغ الصبر..و كان يحاول طرد تلك الأفكار السوداء التي كانت تتوالى على رأسه..و في النهاية خرجت ليلى تحمل ولدا صغيرا..اقتربت من ياغيز و قالت" مبارك لك ياغيز..لقد رزقت بصبي كالقمر ما شاء الله" نظر ياغيز إلى الصغير ثم سأل بقلق" و هزان؟ هل هي بخير؟" طأطأت ليلى رأسها و قالت" أنا آسفة ياغيز..لقد فعلت كل ما بوسعي..لكن.." .....           
.احتضن ياغيز صغيره بين ذراعيه و همس" يمان..بني..هل تريد أن أخبرك قصة قبل النوم؟" رفع الطفل عيونه البلورية ناحية والده كأنه يجيبه بنعم..نظر إليه ياغيز بعيون دامعة و قال" سأروي لك قصة رجل أحب امرأة حد الجنون..أحبها كما لم يحب و لن يحب أبدا..التقيا في مكان غريب..في وقت غريب..غيرت حياته..و كانت تميمة حظ بالنسبة إليه..أحبته كما أحبها..واجها كل المصاعب و الشر معا..يدا بيد..بصلابة و شجاعة و حب..لم ينجح أحد في تفريقهما..ثم تزوجا..و كانت تبدو كالملاك في فستانها الأبيض..كان ذلك الرجل يومها أسعد رجل على وجه البسيطة..فقد اجتمع بحبيبته في النهاية و اعطاها اسمه..و عمره..و حياته..و كل حبه..و وهبته هي كل نبضة في قلبها..كل اخلاصها و وفاءها..و وهبته ولدا صغيرا..حذرها الأطباء من قدومه..و حاولوا اقناعها بالتخلي عنه..لكنها لم تقبل..و تمسكت به كما تمسك هو بها..و أنجبته إلى هذه الدنيا..لكن ولادته كانت عسيرة كما كان متوقعا..و كلفتها الدخول في غيبوبة طويلة..دامت شهرين و نصف..طوال تلك المدة..لم يستطع الرجل معانقة صغيره او رؤيته..كان يقضي الايام و الليالي بجانب زوجته..يحدثها و يتوسل إليها أن تفتح عيونها و تعود إليه كما وعدته..يئس الجميع من عودتها إلا هو..كان واثقا بأن تميمة حظه لن تتخلى عنه..و استيقظت المرأة..و عادت إلى وعيها..و إلى زوجها و ابنها..و اجتمعت معهما ليؤسسوا معا أجمل و أسعد عائلة في العالم..و أصرت على أن تسمي صغيرها يمان..لأنه كان قويا فعلا..و أصر على المجادلة و المحاربة لكي يأتي إلى هذه الدنيا" انهى ياغيز القصة و رفع عيونه ليرى هزان تقف أمامه..قبلته و قالت" الا تتعب من اعادة سرد نفس القصة على مسامع الولد؟" وضع ياغيز طفله في سريره و اجاب" لا..لم و لن اتعب..لأنها قصة حياتنا..و يجب أن يعرفها و يحفظها لكي يحب مثل حبنا..و يتمسك بمحبوبه كما تمسك أحدنا بالآخر" لفت هزان ذراعيها حول عنق ياغيز و قالت" أتمنى له الحظ السعيد" ابتسم و قبلها ثم قال" أتمنى له أن يلتقي بتميمة حظه التي ستسعده طوال عمره ..كما فعل والده تماما" همست" أحبك" أجاب" أعشقك" و غابا معا في قبلة طويلة أخذتهما إلى عالمهما الخاص..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 25, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن