٣٤..مجبرة

2.7K 51 0
                                    

وصل ياغيز إلى شقة مارت منهارا و مهموما..طرق الباب ففتح له و هو يقول" مرحبا يا أخي..مالأمر؟ ما هذه الحال؟" أجاب" مرحبا مارت..سأخبرك..لأدخل اولا" قال مارت" طبعا..تفضل ادخل" تجاوزه ياغيز و دخل..انهار على الأريكة و وضع رأسه بين ذراعيه..جلس مارت بجانبه..وضع يده على كتفه و سأل" ياغيز..ماذا جرى؟ هذه المرة الأولى التي اراك فيها هكذا؟ أخبرني" رفع ياغيز راسه و أجاب" هزان..لقد تركتني" رفع مارت حاجبه استغرابا و قال" تركتك؟ و لماذا؟ و هل انت في هذه الحال لأنها تركتك؟" هز ياغيز رأسه بالإيجاب و رد" نعم..اكاد أجن..أريد أن اعرف إلى أين ذهبت..هي لا تعرف أحدا هنا..ليس لها أحد..أنا عائلتها الوحيدة..لقد تركت لي ورقة بها كلام غريب..لا يشبهها..جاف و بارد..كلام الرسالة جعلني أشك انها لم تتركني بإرادتها..بل هناك من أجبرها انها تتركني" زم مارت شفتيه و قال" لا اظن..ياغيز..لا تهذي..من هذا الذي سيجبرها على تركك؟ و من له مصلحة في ذلك؟ اخبرني مالذي حدث بينكما بالتفصيل لعلنا نفكر معا..لحظة..سأعد قهوة لكلينا و نتحدث بعدها" اعد مارت القهوة و جلس يستمع لحديث ياغيز..بعد لحظات قال" اسمع أخي..قد تكون تركتك لأنها لا تريدك أن تخسر كل شيء من أجلها..قد يكون حبها الكبير لك هو من دفعها إلى تركك..أنت من تحدى الجميع لأجلها..فكيف سترضى لك الخسارة بعد كل ما فعلته من أجلها؟" صمت ياغيز قليلا ثم قال" لا أعتقد..عقلي يرجح أنها تركتني مجبرة..هزان تحبني مثلما أحبها..و لو كانت ستتركني..فستكتب لي كلاما يعبر عن ذلك الحب..لن يكون كلاما بلا روح كذلك المكتوب على الورقة..سأتبع ما يقوله عقلي..لأنني اذا سمعت صوت قلبي فسأنهار أكثر..و لن أستطيع فعل شيء..سأجدها..و عندما اجدها..سأفهم ان كانت تركتني بإرادتها..أم أجبرها أحد آخر على ذلك" هز مارت راسه و قال" حسنا أخي..و انا سأساعدك..أخبرني..من أين سنبدأ؟ بمن تشك؟" نظر ياغيز إلى البعيد و أجاب" أشك بالشخص الذي حاول فعل كل شيء لكي يفرقنا..أشك بدويغو"..

حاولت هزان أن تتحرك بالكرسي..أن تقترب من النافذة لكي تسمع حديث الواقفين في الخارج..لكنها كانت مقيدة إلى الكرسي و إلى عمود خشبي يمنع تحركها..حاولت أن ترهف سمعها لكنهم كانوا يوشوشون بأصوات خافتة..سمعت صوت سيارة بعد قليل..و صوت صرير باب يفتح..و يدخل منه ابن عمها المزعج سونار..اشاحت بعيونها عنه فاقترب منها و هو يضحك بصوت عال..مرر يده على شعرها ثم على عنقها..شعرت بالتقزز لمجرد لمسه لها..آلمتها معدتها و احست برغبة في الغثيان..قال بصوت مزعج" ماذا؟ هل تضايقت لأنني لمستك؟ مسكينة..يجب أن تتعودي..هل تتخيلين أنني سأعيدك إلى ابن الأغنياء دون أن أحصل عليك؟ أيعقل أنني لن آخذ منك ما اردته منذ زمن؟ لقد كنا على وشك أن نتزوج..لولا فعلتك الشنيعة تلك و شؤمك الذي حل علي لكنا قد اصبحنا زوجين..و لكنت قد حصلت عليك بإرادتك او من دونها..لكن..على كل حال..لم يفتنا شيء..سنعوض تلك الأيام..اليس كذلك يا حلوة؟" صاحت بأعلى صوتها" لا..أبدا..لن تحصل علي إلا إذا قتلتني..ابتعد عني..ابعد يديك المقرفتين عني..حقييير" ..بقي ياغيز ليلتها عند مارت..بقيا يتحدثان عن هزان إلى أن تعب مارت و دخل إلى غرفته..اما ياغيز فظل ساهرا..لم يغمض له جفن..احتسى كأسي ويسكي و بقي يتحرك هنا و هناك..لم يهدأ له بال..عقله تعب من التفكير و قلبه تمزق من الألم..انتظر انبلاج الصباح بفارغ الصبر..و مع دخول أشعة الشمس الأولى إلى الغرفة..اخذ ياغيز مفاتيح سيارته و خرج مسرعا..توقف امام منزل دويغو و انتظر خروجها..بعد لحظات..خرجت و ذهبت إلى مكتب الهندسة الذي تعمل فيه..خير مراقبتها عن بعد و تعقب تحركاتها علها توصله إلى هزان..لكن اليوم كان هادئا و عاديا..مما جعل ياغيز يشعر باليأس لأنه لم يتمكن من العثور على طرف خيط..في مكان آخر..كانت هزان ما تزال مقيدة على الكرسي..حاول سونار اطعامها لكنها رفضت..تكرهه و لا تريد أن تأكل من يده..إضافة إلى شعورها المتواصل بالغثيان..نظرت إليه و قالت" يجب أن أستعمل دورة المياه" رمقها بنظرة باردة و قال" لن تذهبي إلى أي مكان..تصرفي" حدجته بنظرة احتقار و قالت" أهذه هي الرجولة سيد سونار؟ أنت تقيدني..هل تخشى ان اهرب مثلا؟ افتح يدي و دلني على دورة المياه" فكر للحظات ثم اقترب منها..فك يديها و اصطحبها إلى دورة مياه قديمة و مهترئة..قضت حاجتها و حاولت أن تهرب..لكن النافذة كانت عالية..و عليها قضبان حديدية..طلب منها سونار أن تسرع..ثم بعد ثوان فتح الباب و دخل عليها..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن