٢٩..معها..مهما كان الثمن

2.9K 63 2
                                    

نظر ياغيز إلى والده بثقة و قال" بعد اذنك بابا..قرار كهذا يعنيني وحدي..و لن أنتظر الموافقة عليه من أي كان..هزان هي المرأة الوحيدة التي أحب..و القادرة على اسعادي..ألم تقل سابقا بأن سعادتي هي الشيء الوحيد الذي يهمك..خذ إذا..سعادتي لا تكون إلا بهزان و معها..لن أتخلى عنها و لن أتركها حتى لو كلفني ذلك حياتي" صرخ أبوه" هل تتحداني؟ هل تعصي امري؟ هل تريد لعاهرة أن تكون كنة لهذا المنزل؟ هل هذا ما ربيناك عليه؟ ألم تقرأ ما كتب؟ انظر من النافذة..هل ترى كل هؤلاء الصحافيين؟ لقد جاؤوا لكي يأخذوا منا تصريحا بخصوص ما كتب..هل انزل و أقول بأن الخبر صحيح؟ هل أخبرهم بأن كنة عائلة ايجمان الشهيرة لها سوابق في قسم الآداب؟ هل هذا ما تريده لنا بعد هذا العمر؟ الفضيحة؟ الذل؟ الإهانة؟ هل هذا ما تريده سيد ياغيز؟" هز ياغيز رأسه بالنفي و أجاب" لا..ليس هذا ما أريده..لكن في الوقت نفسه..لن أخسر الفتاة التي أحبها..أنا الوحيد الذي يعرف بأن هزان لا تنتمي إلى هناك..أنا من التقاها هناك..و أنا من أخرجها من السجن..هزان فتاة ظلمتها الحياة كثيرا و قست عليها..و لن أضيف أنا ألما و خذلانا على آلامها و اوجاعها..هزان هي كل ما اريد و ما أتمنى..و لن أتخلى عنها..لن اترك يدها..و لن أسمح لأي أحد أن يفرق بيننا" حدجه والده بنظرة حادة و قال" هذا يعني انك تختارها هي على حسابنا نحن..و على حساب سمعة عائلتنا و صورتنا أمام الناس..اليس كذلك؟" قال دون تردد" نعم..أختارها هي" اقترب منه والده..أمسكه من ذراعه و دفعه نحو الخارج و هو يقول" ما دمت فضلتها علينا..اذهب إليها..و انسى أن لديك عائلة..انسى أن لديك أبوان..انسى أنك من عائلة ايجمان التي لا تهمك سمعتها..اذهب من هنا..هيا..اذهب" رمقت سيفنش ياغيز بنظرات متوسلة..كأنها تطلب منه أن يتراجع عن موقفه..هز رأسه بالنفي..أجابها بأنه لن يفعل..فتح باب المنزل..و خرج..

خرج ياغيز من منزل والديه فوجد الصحافيين قد تجمعوا أمام الباب ..لم يتهرب منهم..بل على العكس ..تقدم نحوهم..فتح البوابة الحديدية و وقف أمامهم..انهالت عليه الأسئلة من كل جانب"سيد ياغيز  هل الأخبار التي تم تداولها صحيحة؟ " " أين تعرفت على حبيبتك للمرة الأولى؟" " هل فعلا كانت تعمل في دار للدعارة و تم القاء القبض عليها من قبل شرطة الآداب؟" ..رفع يده في وجوههم و قال بصوت عالي" أيها الاصدقاء..اهدأوا لو سمحتم..سأعطي تصريحا توضيحيا حول الموضوع..حبيبتي و خطيبتي و زوجتي المستقبلية هزان كانت تعمل مجبرة في منزل مشبوه..كانت ضحية ذئاب بشرية أنا و أنتم نعرفهم جيدا..لقاءنا كان صدفة و يومها الأول في ذلك المكان العفن كلفها القاء القبض عليها و تشويه سمعتها..أنا اتكلم عن معرفة و أنا واثق مما أقوله..أنا من قام باخراجها من هناك..لا ألومكم لأنكم تقومون بعملكم..لكن اللوم للحقير الذي اخرج الخبر و نبش ماضي فتاة مظلومة ..لا لشيء. لكي يحدث مشكلة و يمنع ارتباطي بها..لكنني لن أتخلى عنها..لن افعل ما يفعله الآخرون..لن أدفن رأسي في الرمال و أهز كتفي بلا مبالاة..و أقول أن الأمر لا يعنيني..انه يعنيني و يخصني..و لأقولها لكم بكل صراحة..حتى لو كانت هزان فعلا كما وصفتموها و كانت قد مارست ذلك العمل بإرادتها..لما تركتها و لا تخليت عنها..لأنه يحق لها أن تتوب و أن تحصل على فرصة ثانية..قسوة الحياة تكفي..و لا أريد أن أزيد قسوتها قسوة..المهم..ما اريدكم أن تعرفوه أن هزان ستصبح زوجتي عما قريب..و لن اسمح لأحد بأن يتكلم عنها بالسوء..الماضي بقي في الماضي..و أنا و هي سنفتح صفحة جديدة في حياتنا..أتمنى أن تكونوا قد حصلتم على أجوبة لأسئلتكم..عملا موفقا يا أصدقاء" التقطوا له الصور و فيهم من سجل ما قاله..كانت تبدو على وجوههم علامات الإستغراب و الإندهاش من كلامه..طرحوا بعض الأسئلة الأخرى لكنه ركب سيارته و انطلق بها..من نافذة المنزل..تابع والده ذهابه بعيون حزينة..اقتربت منه سيفنش و قالت" حبيبي..ألا تعتقد أنك قد قسوت عليه أكثر من اللازم؟ انه عاشق..و يريد الدفاع عن حبيبته..انه" قاطعها" سيفنش..لقد تخلى عنا بكل سهولة..عن عائلته..عن سمعتنا..ستلوكنا الألسن الآن بسبب ارتباطه بتلك الفتاة..ماضيها لن يتركها و لن يرحمها..و سيتحمل هو مسؤولية تمسكه بها..قد ينجح في اخراس بعض الألسن..لكن ماضيها سيوقعه في مشاكل اكبر منه..سيجد نفسه وجها لوجه مع المشاكل التي ستتعبه تدريجيا..أنا متعب الآن..سأرتاح في غرفتي" هزت سيفنش رأسها و لم تقل شيئا..كانت تعلم انه يحب ياغيز جدا و يخاف عليه..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن