٤٣..أنا و أنت و ابننا

3K 63 2
                                    

فتح ياغيز الباب و دخل و هو يمسك بيد هزان..صالون كبير بأرائك مريحة لونها وردي و ستائر رمادية معرقة بالوردي..غرفة نوم بسرير أسود اللون و أغطية بيضاء..غرفة نوم أخرى بسريرين منفصلين..أما الغرفة الأخرى فهي غرفة لطفل صغير ..بسرير أبيض محاط بألعاب مختلفة ..نظرت هزان إلى الغرفة و تجمعت الدموع في عينيها ثم همست بصوت مبحوح" يالله..ما أحلى هذه الغرفة..طبيعي أن تكون بلون ابيض فنحن لم نعرف بعد جنس المولود..اذا كانت فتاة فسنطليها باللون الزهري و إذا كان صبيا فسيكون لونها ازرق..انها رائعة..كيف سنفي هذا المارت حقه؟" عانقها ياغيز من الخلف محيطا خصرها بذراعيه و واضعا رأسه على كتفها..قال" معك حق..مارت أخ حقيقي..و ليس مجرد صديق..لكن حياته هادئة أكثر من اللازم..لم يعش في السابق قصة تؤثر فيه أو تترك اثرا في قلبه..كل قصص الحب التي يكتبها مجرد خيال..أتمنى أن يجد الحب الذي يملأ حياته" همست" و أنا أيضا..تعالى لنكمل جولتنا في المنزل" ..مطبخ كبير بأحدث الآلات الإلكترونية..حمام بحوض استحمام كبير و شرفة واسعة تفتح على المسبح الواقع في الجهة الخلفية..قالت هزان و هي تجلس على الأريكة" المنزل رائع بكل معنى الكلمة..أعتقد أنه سيكون عشنا الصغير أنا و أنت و ابننا القادم" قطب ياغيز جبينه و اقترب منها..لف كتفيها بذراعيه و همس" حياتي..ألن تفكري اكثر في موضوع حملك؟ أعتقد أننا يجب أن نأخذ بعين الإعتبار كلام الطبيبة..هناك خطورة ع.." قاطعته" ياغيز..لو سمحت..لا تطلب مني هذا..أعلم أن ما قالته الطبيبة يقلقك..معك حق..لكن يجب أن تعرف شيئا مهما..أنا لن أتخلى عن طفلنا..انه متمسك بي و بالحياة..ينمو ها هنا رويدا رويدا..بإرادة صلبة و قوية..و ما دام هو راغبا في القدوم إلى هذه الحياة..و ما دام متمسكا بي..بكل قوته..فلن أتركه و لن أتخلى عنه..حتى لو كلفني ذلك حياتي" نظر إليها ياغيز بعيون خائفة و قلقة ثم قال" حياتي..أرجوك..لا تتكلمي عن الموت..أنا خائف بما فيه الكفاية..لا سمح الله..ان حدث لك شيء..ان أصابك مكروه..فكيف سأعيش أنا؟ كيف سأواصل حياتي من دونك؟ لا تحمليني أكثر من طاقتي..قد أستطيع تحمل كل شيء إلا الفراق..حياتي من دونك لا تعني اي شيء" امسكت هزان يده و قالت" لن يحدث لنا شيء..سنكون سعداء..أنا و انت و ابننا..لن يصيب أحدنا مكروه..أنا واثقة من ذلك..الحظ الذي جمعني بك و الف بين قلوبنا و منحنا هذه الحياة المشتركة سيرافقنا دائما و سيجمع شملنا و سيجعلنا نعيش معا..بأمان..لا تخف و لا تقلق..تمام" هز ياغيز رأسه و ضمها إليه بكل قوته..

في منزلها..كانت دويغو جالسة تحاول الإتصال بياغيز لكن هاتفه كان مغلقا..كانت قد بدأت تشعر بأنه خدعها و تقرب منها فقط لكي يحصل منها على شيء ما..لكنها لم تكن تعرف ما هو..سمعت طرقات على الباب فجرت بسرعة ظنا منها انه هو القادم..لكن ما ان فتحت حتى اختفت الإبتسامة التي كانت ترتسم على شفتيها و قالت" أهذا أنت؟" أجاب سونار المتكئ على الباب بصوته الخشن" نعم..هذا أنا..هل كنت تنتظرين شخصا آخرا؟" قالت" لا يهمك..لماذا جئت؟" تجاوزها و دخل و هو يقول" لكي أجعلك تستيقظين من أحلامك الواهمة..من تنتظرينه لن يأتي" أغلقت الباب و حملقت فيه بغضب ثم سألت" ماذا تعني؟ " جلس على الأريكة و مد سيقانه الطويلة على الطاولة و هو يجيب" أعني أن العاشقان قد اجتمعا من جديد..ياغيز و هزان معا الآن" نظرت إليه و قالت"  كيف؟ أليست هزان معك؟ كيف عثر عليها ياغيز؟ هل أعدتها له مقابل المال أيها المغفل؟" هز راسه بالنفي و قال" لا..لم آخذ ليرة واحدة..لقد نجحت في خداعي..تظاهرت بأنها تموت من الألم فاضطررت أن آخذها إلى المشفى..هناك أخبرتني الطبيبة بأن وضعها حرج..فخفت و هربت من هناك..لكنني تركت احد رجالي يراقب الوضع..و هو من أخبرني بأن ياغيز أتى إلى هناك و أخذها معه" صاحت" اللعنة..مغفل..كيف نجحت في خداعك؟ كيف تسمح لها بالعودة إليه؟ كيف؟" ابتسم و أجابها" مثلما نجح ياغيز في خداعك و عرف مكانها أول مرة..لقد استغلك و تظاهر بالعودة إليك لكي يعرف مكانها بمساعدة الطبيب..اذا كنت انا مغفلا فأنت لا تقلين عني غباء..أليس كذلك؟" انهارت دويغو على الأريكة و هي تلعن و تتأفف بضيق..نظر إليها سونار و قال" الغضب لن ينفعك في شيء..ماذا سنفعل الآن؟ هل سنتركهما ينعمان معا بعد أن خدعانا؟ " هزت راسها بالنفي و قالت" لا..مستحيل..لن أسمح لهما بذلك..أبدا..سأدمرهما هما الإثنين..سأنتقم منهما..سأحول حياتهما إلى جحيم..يجب أن يدفعا ثمن خداعهما لنا" وضع سونار يده على كتفها و قال" هذا ما يجب أن يحدث..لنفكر في طريقة مناسبة.."

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن