١٣..موقف ايجابي

3.9K 93 7
                                    

انهيا طعامهما و عادا معا إلى المنزل الخشبي..تجاهل ياغيز عديد الإتصالات من والديه كان يعلم سببها..متأكد هو أنهما سيعارضان فكرة انفصاله عن دويغو التي خطبها رسميا من أهلها المقيمين في أستراليا منذ ثلاثة أشهر تقريبا..و كانا معا في علاقة قبل ذلك بسنة ..ظهرا معا امام عدسات الصحفيين أكثر من مرة و الجميع يعرف بعلاقتهما..الإرتباط فكرة مقدسة بالنسبة لوالديه..وعد..إلتزام..و مسؤولية..يجب الوفاء بها..كان يستطيع تفهم ذلك لو لم تتوالى المشاكل بينهما و يصبح التفاهم أقرب إلى المستحيل..لو لم يجد منها لا مبالاة رهيبة تجاه مشاكله و أزماته..لو لم تبرد مشاعره تجاهها و يكتشف انه لم يكن يحبها من الأساس..و لو لم تظهر هزان في حياته و لو لم يجد فيها كل ما يتمناه و ما يرغب فيه..هو الآن مقتنع بقراره و متأكد منه مئة بالمئة..و لا يمكن لأي شيء أو لأي شخص بأن يجعله يتراجع عنه..لن يعود إلى دويغو..و سيتمسك بذلك الصوت النابع من أعماق قلبه و سيتبعه حتى النهاية..وقف بجانب النافذة و أخذ ينظر إلى أضواء المدينة التي تتلألئ من بعيد..وضعت هزان القهوة على الطاولة و قالت" سيد ياغيز..القهوة جاهزة" التفت إليها و قال" سلمت يداك..متى ستتخلين عن مناداتي بالسيد..نادني ياغيز" قالت" لكن.." قاطعها" لا تعترضي..خلال ساعات العمل نادني سيد ياغيز..و عندما نكون لوحدنا نادني بإسمي فقط..أحبذ سماعه منك" نظرت إليه و همست" تمام ياغيز ب..أقصد ..ياغيز" جلس ياغيز و هو يضحك..ارتشف رشفة من قهوته و اغمض عينيه و تمتم" اممم..انها لذيذة جدا..هذه الموهبة الثانية التي أكتشفها فيك اليوم" زمت شفتيها و سألت" و ما الموهبة الأولى؟" التفت إليها و أجاب" الحساب الذهني..علمت انك نابغة في مجال الرياضيات" طأطأت رأسها و همست" أنا جيدة فقط..لا تبالغ" وضع ياغيز اصبعه تحت ذقنها و رفع وجهها إليه و هو يقول" لا تفعلي..لا تنتقصي من قيمة نفسك أبدا..لقد رأيت ذلك بأم عيني..كنت تحلين أصعب المسائل دون استعمال الآلة الحاسبة..و هذا يعتبر نبوغا..أنا لا أبالغ..أنت مميزة جدا..آمني بهذا و كوني واثقة بأنك ستكتشفين في نفسك موهبة جديدة في كل مرة..تعلمي أن تحبي نفسك و أن تفتخري بها..أن تخرجي مواطن القوة الخفية الموجودة عند كل واحد فينا..حسنا" نظرت إليه للحظات ثم قالت" شكرا لك من كل قلبي..شكرا لأنك تعطيني صورة عن نفسي لم ارها من قبل..شكرا لأنك تعلمني أن أحب نفسي و ان أنسى ضعفي و كل ما مررت به..انت رجل مميز و مختلف..و أنا سعيدة جدا لأنني تعرفت عليك" هم ياغيز بإجابتها لكن رنين هاتفه قاطعه..قال" نعم بابا..حسنا..أنا قادم"

نظرت إليه هزان بعيون قلقة فقال" لا تقلقي..لن يحدث شيء سيء..اذا تمكنت من العودة إلى هنا لن أتأخر..سأتصل بك..أغلقي الباب من الداخل..و لا تخافي" وقف فأمسكت يده و همست" لست خائفة على نفسي..أنا خائفة عليك..أتمنى ألا تتخاصم مع والدك" وضع يده على وجهها و همس" لن يحدث شيء..تمام..لا تقلقي" قبل جبينها بحنان ثم خرج..اما هي فبقيت في مكانها و قلبها يرتعد خوفا من أن يحدث أمر سيء لياغيز..فتحت التلفاز و جلست ..تحاول تشتيت عقلها لكي لا تسمح للأفكار السوداء بالسيطرة عليها..وصل ياغيز إلى منزل والديه..فور دخوله إلى الصالون..بادره أبوه بقوله" ياغيز..أين كنت بني؟ لقد اتصلت بك أكثر من مرة ..دويغو اتصلت بي و أخبرتني أنك.." قاطعه" إهدأ بابا..لقد كنت مشغولا..و نعم..لقد انفصلت عن دويغو..لم أعد قادرا على الكذب و التمثيل..انها شخص لا مبالي..لا يعنيها سوى المظاهر و الحفلات و الأمور التافهة..لم تقف بجانبي في ازمتي..لم تهتم اصلا..لم تدعمني..لم تساندني..لقد تعبت منها..اعترف أنني أخطأت الإختيار ..دويغو ليست المرأة المناسبة التي أريد أن اواصل معها حياتي..بابا..ارجوك..احترم قراري" نظر إليه والده و قال" لن اتدخل في قراراتك..أنا أثق بك و بعقلك الراجح..لكنني تمنيت أن تكون دويغو هي مصدر سعادتك..و أن تتزوج بها..لكن مادام الأمر كذلك..فلن أتمنى لك سوى أن تجد الفتاة المناسبة التي تسعدك..سعادتك هي كل ما يعنيني بني" عانق ياغيز والده بقوة و قال" شكرا لك بابا..هذا ما كنت أتمناه..أن تساندني و أن تدعمني" وقفت امه قريبا منه و قالت" و أنا؟ اليس لي مكان معكما؟" التفت ياغيز إلى أمه و قال" أكيد أمي..أنت في قلبي دائما..أعلم أنك حزينة لأنني انفصلت عن دويغو..لكن" قاطعته" نعم..أنا حزينة..كنت أحب تلك الشقية جدا..لكنني أحبك أكثر منها..و من نفسي حتى..المهم أن تكون سعيدا" عانق ياغيز أبويه بسعادة و في أعماق نفسه كان يدرك أن كل الأمور الجيدة التي تحدث معه طوال هذه الفترة كانت من تأثير ظهور هزان في حياته..تلك الفتاة المميزة..تميمة حظه..هناك..في المنزل الخشبي..كانت هزان قد نامت على صوت التلفاز..لكن صوت طرقات على الباب..أيقظها و أجبرها على الوقوف..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن