٦..مساعدة غير متوقعة

4.2K 94 0
                                    


وصل ياغيز إلى الدار المقصودة..أوقف سيارته بعيدا ..و ترجل..مشى قليلا إلى أن وجد نفسه أمام الباب..جمد في مكانه للحظة و هو يرى الباب مغلقا بالشمع الأحمر..و مكتوب عليه أغلق هذا المكان بأمر من النائب العام و شرطة الآداب..ارتعدت فرائصه و فكر مباشرة في تلك الفتاة التي هو متأكد بأنها اضطرت أن تكون هنا..في هذا المكان المشبوه..و لا بد أنها بحاجة إلى المساعدة الآن..تحرك مسرعا إلى سيارته..هم بالإنطلاق بها قبل أن يتذكر أنه لا يعلم شيئا عن الفتاة..فكيف سيسأل عنها أو سيساعدها؟ ..ضرب بيده مقود السيارة بغضب و تأفف بصوت مسموع..بقي مكانه للحظات..ثم انطلق بسيارته تجاه مخفر الشرطة..قسم الآداب..لديه صديق هناك..قد يساعده..دخل إلى مكتب الضابط ماهر ( كنان امرزالي أوغلو) ..حياه قائلا" مساء الخير صديقي" ابتسم ماهر و وقف يصافح ياغيز و هو يقول" صديقك..أيها المخادع..منذ متى لم نلتقي؟ أي ريح رمت بك هنا؟" عانق ياغيز صديقه و أجاب" أعتذر ماهر..انها الأشغال..لكنك دائما على بالي..كيف حالك؟" جلس ماهر و جلس ياغيز قبالته..أجاب" بخير..كالعادة..أقضي معظم وقتي في ملاحقة العاهرات..و أنت..كيف حال عملك؟" رد" لا يعتبر بخير..لكن أتمنى أن يتحسن الحال" اكتست الجدية ملامح ياغيز عندما نظر إلى ماهر و قال" كارديشيم..أتيت إليك في خدمة خاصة..هل ستساعدني؟" أجاب" بكل تأكيد..قل" فرك ياغيز أصابعه ببعضها و هو يقول" علمت أنكم أغلقتم منزلا للدعارة في شارع بيكوز أمس..هل كل الفتيات موقوفات هنا؟" رفع ماهر حاجبه استغرابا و قال" ايفيت..لماذا تسأل؟" قال" هناك فتاة أريد أن أتأكد من وجودها معهم..لا أعرف اسمها..لكن أمرها يعنيني..هل تسمح لي برؤيتهن؟" صمت ماهر قليلا ثم قال" مع أن الأمر يخالف القوانين..لكن..تمام..تعال معي" تبعه ياغيز و هو يشكره..من وراء زجاج عازل وقف ياغيز ينتظر عرض الفتيات عليه..دخلت الفتيات الواحدة تلو الأخرى..نظر ياغيز إليهن..كن كثيرات..كاد ييأس من وجودها بينهن عندما دخلت..هي الأخيرة..كانت ملامحها هادئة و حزينة..نظر إليها ياغيز للحظات..ثم التفت إلى ماهر و قال" هذه هي..كيف أخرجها من هنا؟" حملق فيه ماهر مستغربا كلامه ثم قال" تستطيع اخراجها بكفالة..لكن" قاطعه" أرجوك صديقي..لا تسألني شيئا..أنا نفسي لا أجد اجابة لأسئلتي..هيا..سأدفع كفالتها و أخرجها من هنا"..دفع ياغيز كفالة هزان و عرف اسمها من ماهر الذي استغرب اهتمامه الغريب بها..لكنه لم يقدم له أية إجابة..و ما ان أنهى الإجراءات حتى وجدها تقف أمام مكتب الضابط..نظرت إليه بدهشة و ارتعد جسدها فور رؤيتها له..صافح ياغيز صديقه ماهر و شكره كثيرا قبل أن يسحب هزان من ذراعها و يركبها معه في السيارة..ركب بجانبها فسألت مباشرة" ماذا تفعل هنا؟ و لماذا قمت بإخراجي؟ و كيف عرفت مكاني؟ و.." قاطعها" اسكتي..توقفي عن طرح الأسئلة..كان يجب أن تخرجي من هناك..من تلك الدار و من المخفر..تلك الأماكن لا تليق بك" رمقته بنظرة حادة و قالت" و من أين عرفت أنها لا تليق بي؟ ألم تجدني البارحة هناك و .." وضع يده على فمها ليسكتها و تمتم" نعم..أعلم..سنذهب إلى مكان هادئ نستطيع التحدث فيه..اصبري قليلا" هزت رأسها بالإيجاب فأبعد يده عن فمها و تحرك بالسيارة..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن