٣٨..لقاء مؤقت

2.8K 60 0
                                    


في الصباح..استيقظت هزان لتجد فطورا دسما بالقرب منها..فطائر و حليب و بعض الزبدة و كأس من الشاي..نظرت يمنة و يسرة فرأت سونار جالسا أمام الباب الموارب..كان يلعب بهاتفه..سمعت احد الرجال يسأله" و ماذا سنفعل الآن؟" أجاب" سنتصل به و نخبره بمكان يترك فيه المال " سأله مرة أخرى" و هل ستعيد له خطيبته؟" وقف و أمسكه من ياقة قميصه و هزه بقوة و هو يقول" ماشأنك أنت؟ اذهب و اهتم بعملك ..هيا" سمعت هزان ذلك ففهمت أنه طلب المال كفدية من ياغيز..تمنت أن تراه و أن تعود لملامسة وجهه و الإرتماء بين أحضانه..تشتاق إليه و تفتقده جدا..مسحت دمعة سخية نزلت على خدها و وضعت يدها على بطنها و هي تقول" سنصبر قليلا لنرى أباك..سيجدنا..أنا واثقة من ذلك" ثم اخذت تأكل لكي تشرب دواءها..في منزلها..قالت دويغو" لماذا..ألا تستطيع تأخير سفرك؟ لا..يجب أن أطمئن انها بخير أولا..تمام..تستطيع معاينتها اليوم..سأمر عليك و أصطحبك و نذهب معا..إلى اللقاء" ابتسم ياغيز الواقف بجانب الطبيب و قال" غوزال..سنتابعك أنا و مارت و الرجال بسيارتنا..و كما حذرتك سابقا..احذر أن تظهر أنك متوتر او خائف..اي شك من دويغو سيمنعني من العثور على هزان..هل فهمت؟" هز الدكتور برأسه و قال" فهمت" نظر إليه ياغيز و أضاف" لا تقلق..ستحصل على مبلغ هام مقابل خدماتك..المهم أن أجد خطيبتي" ثم التفت إلى مارت و سأل" هل استطعت تأمين الرجال الذين سيرافقوننا؟" اجاب" نعم..لا تقلق ..سيكون كل شيء على ما يرام" نظر الطبيب إلى ساعته و قال" لتتجهزوا سريعا..دويغو ستكون هنا بعد لحظات" قال ياغيز" حسنا" .....ركب ياغيز سيارته مع مارت و الرجال و أخذوا ينتظرون وصول دويغو..رن هاتف ياغيز فأجاب بسرعة" نعم" قال سونار" هل المبلغ جاهز؟" رد ياغيز" سيكون جاهزا بعد الظهر..لم أستطع تأمين المبلغ في هذا الوقت القصير..أخبرني بالمكان" قال" لا..ليس بعد..يجب أن أتأكد من تأمين المبلغ اولا" قال" حسنا..لكنني اريد أن أسمع صوت هزان..مالذي يؤكد لي أنها معك؟" اجابه" حسنا..انها تسمعك" قال بصوت مرتعش" هزان..حياتي.. هل أنت هناك؟" قالت هزان" ياغيز..حبيبي..أنا هنا..اشتقت إليك كثيرا" قال و هو يحاول جاهدا منع دموعه التي تجمعت في عيونه من الإنهمار على خديه" و أنا ايضا..هل انت بخير؟" أجابت" أنا بخير..لا تقلق..أنا.." قاطعها سونار و قال" هذا يكفي..جهز المبلغ و خذ خطيبتك..اتفقنا؟" رد" تمام" ثم انهى المكالمة و اخذ يلعن بصوت عالي..وضع مارت يده على كتفه و قال" ياغيز..لقد وصلت دويغو..كن هادئا لو سمحت..لم يبقى الكثير على اجتماعك بحبيبتك" نظر إليه و قال" ان شاء الله" ركب الطبيب سيارة دويغو و انطلقا بها و تبعتهما سيارة ياغيز من مسافة بعيدة لكي لا تلاحظهما..بعد نصف ساعة..وصلوا إلى مصنع قديم مهجور في أطراف المدينة..نزل الدكتور و دخل على هزان..نظرت إليه و سألت" خيرا دكتور؟ موعدنا كان في الغد؟" اقترب منها و قال" اضطررت إلى تقديم الموعد بسبب السفر" ثم اقترب منها و همس" ياغيز هنا..سيأخذك بعد قليل" لمعت عيونها و همست" حقا؟" هز برأسه أن نعم و واصل فحصه لها..بعد لحظات قال" بالمناسبة..لقد تأكدت من حملك..تحليل الدم أكد ذلك..و اخبرت ياغيز أيضا" تجمعت الدموع في عيون هزان و قالت" الحمد لله..انا حامل..و حبيبي هنا..هل سمعت يا صغيري..سنذهب إلى المنزل معا بعد قليل" قال الطبيب"سيدة هزان ..كوني هادئة لو سمحت..لا تثيري الإنتباه..ستؤذين السيد ياغيز..لو سمحت" قالت" حسنا..لا تقلق" انهى الطبيب فحصها و خرج..بعد ذهاب دويغو و الدكتور..وزع ياغيز الرجال على مداخل المصنع..كانوا جميعا مسلحين..تمكن مارت من ابعاد الحارس الذي كان يحرس البوابة الرئيسية و جعله يغيب عن الوعي بضربة من مسدسه على رأسه..تسلل ياغيز إلى الداخل و أخذ يبحث بين الغرف عن الغرفة التي تحتجز فيها هزان..تواجه مع أحد الرجال..تعارك معه و لكمه بقوة على وجهه و اوقعه ارضا و واصل جريه كالمجنون هنا و هناك..وصل إلى غرفة بابها موارب..فتحه و دخل فرأى هزان واقفة ..كانت مقيدة و مكممة..كانت تهز له برأسها كأنها تقول له لا تأتي..شوقه إليها و سعادته برؤيتها منعاه من التركيز ..اقترب نحوها و عانقها بقوة..

و ما هي إلا لحظات حتى وقع على الارض بعد أن أحس بضربة ثقيلة على رأسه..بعيون نصف مفتوحة و نظرات ضبابية رأى ياغيز سونار الأعرج يسحب هزان و يجبرها على الخروج من الغرفة..كانت تتخبط و تحاول التخلص منه لكنه حملها بين ذراعيه و خرج بها..مد ياغيز يده كأنه يحاول منعه ثم انهار على الأرض و أغمض عينيه..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن