٢١..مفاجأة سيئة

3.6K 76 2
                                    

اوصلها إلى المنزل ثم ذهب إلى منزل والديه..غير ملابسه..ارتدى سروال جينز ازرق و قميصا بنفسجيا و حذاءا رياضيا..ثم ذهب إلى منزل دويغو حيث يقام حفل عيد ميلادها..طرق الباب ففتحت له دويغو..عانقته بسعادة و هي تقول" من الجيد أنك اتيت..أهلا بك" سحب ياغيز نفسه بسرعة من عناقهما و قدم لها علبة صغيرة كهدية و قال" عيد ميلاد سعيد دويغو..أتمنى لك الأفضل دائما" شكرته و سحبته من يده إلى الداخل....جال ياغيز ببصره هنا و هناك ثم سأل" أين بقية المدعوين؟" أجابت" انهم في الخارج..بجانب المسبح..ألا تسمع الضوضاء و الموسيقى العالية؟" هز رأسه بالإيجاب فقالت" لقد اتصلت بمارت قبل قليل و أخبرني بأنه على وشك الوصول..لنشرب شيئا في انتظار وصوله" تبعها إلى قاعة الجلوس ..سكبت كأسي نبيذ أحمر قدمت أحدهما له و الآخر لها..ارتشف ياغيز رشفة من مشروبه و قال" كيف حال أهلك؟ ألن تذهبي لزيارتهم في أستراليا؟" أجابت" بلى..سأذهب قريبا..هناك بعض الأعمال العالقة سأنهيها و أذهب..أفكر في عمل جولة حول العالم..و سأنهي دراستي في مجال الهندسة..و أنت؟ هل من جديد؟" ارتشف ياغيز رشفة ثانية من مشروبه و قال" لا شيء..ضغوطات العمل كما تعلمين..و الشركة اكتسبت سمعة عالمية يجب السهر على المحافظة عليها" ابتسمت دويغو بسخرية..وضعت كأسها على الطاولة و اقتربت منه..وضعت يدها على صدره و قالت" أنا لم أكن أقصد العمل..لقد قصدت أحوال قلبك..هل تعيش علاقة جديدة؟" ابتعد ياغيز عنها و هم بالوقوف لكنه أحس بأن رأسه ثقيل و أن عيونه تكاد تغمض..انهار على الأريكة و هو يقول" ما هذا الذي يحصل معي؟ مالذي وضعته لي في هذا المشروب؟ لماذا أشعر بأن رأسي ثقيل" اقتربت منه دويغو أكثر و وضعت شفتيها على شفتيه لكنه وضع يده على كتفها و أعادها إلى الخلف و هو يغمغم" ..لا..انا..هزان..لقد خدعتني..ابتعدي..أريد أن أذهب" ابتسمت دويغو بخبث و قالت" إلى أين ستذهب مني؟ أنت تحت رحمتي هذه الليلة..أنت ملكي..لست ملكا لتلك التافهة المسماة هزان..هل فهمت؟" و أمسكت وجه ياغيز بيدها و غرزت اظافرها في ذقنه و هي تقول" فلتتحمل تلك التافهة ما ستراه بأم عينها" لم يجبها ياغيز..كان قد أغمض عينيه و نام..في الصباح..فتح ياغيز عينيه بتثاقل..رفع رأسه بصعوبة عن الوسادة..شعر بألم رهيب في رأسه..حملق فيما يراه غير مصدق..انه في غرفة نوم دويغو..لا بل انه في سريرها..و هي تنام بجانبه..عارية..و هو أيضا..ارتسم القلق و التوتر على ملامح ياغيز..حاول تذكر ما حدث البارحة..لكن دون جدوى..فراغ أسود..مرر أصابعه بعصبية في خصلات شعره..وقف..ارتدى ملابسه سريعا و خرج..و فور خروجه..اعترضه كم هائل من الصحفيين..يلتقطون صوره..و يسألونه عن عودة المياه إلى مجاريها مع خطيبته السابقة..

لم يعطي ياغيز أي تصريح..سارع إلى ركوب سيارته و الإبتعاد عن ذلك المكان..ضرب المقود بيديه بقوة و هو يصيح بأعلى صوته..لقد نجحت تلك الحقيرة في خداعه..ظن أنها صادقة في اعتذارها و في كلامها..لكنها كانت تنوي تدمير حياته..كيف سيواجه هزان الآن؟ بأي عين سينظر إليها؟ هل يخبرها بما حدث؟ أم يكذب عليها؟ و إذا كذب..فالحقيقة ستظهر عاجلا أم آجلا..خاصة بعد ظهور الصحافة أمام المنزل..تأكد الآن بأن الأمر كان مدبرا منذ البداية..فلماذا تواجدت الصحافة في هذا الوقت بالذات أمام المنزل؟ ..و كون ما فعلته دويغو أمرا مقصودا فهذا يعني اما أنها تريد وضعه أمام الأمر الواقع و أن تجبره على العودة اليها باستغلال الصحافة و والديه..أو أنها علمت بشكل او بآخر بعلاقته بهزان و فعلت ما فعلته لكي تفرق بينهما..قال بصوت مسموع" لن تنجح في ذلك..لن أسمح لها بأن تبعد هزان عني..لن أسمح لها بذلك" ..في المنزل الخشبي..استيقظت هزان مرهقة و متوترة بعد ليلة مليئة بالكوابيس و النوم المتقطع..جهزت لنفسها قهوة جلست تشربها..اليوم يوم عطلة..و يجب أن تفكر كيف ستقضيه مع حبيبها الذي اتصلت به مرارا ليلة امس لكنه لم يرد..رجحت أنه كان مشغولا مع أهله أو مع صديقه مارت لذلك لم يتصل بها..رغم أن الامر ازعجها بعض الشيء..لأنه متعود أن يتصل بها كل ساعة عندما لا يكون معها..ارتشفت رشفة من قهوتها و ابتسمت بسعادة و هي تسمع صوت المفتاح في كوة الباب ..انه ياغيز..اعترضته مسرعة و ارتمت بين ذراعيه حتى كادت تسقطه أرضا..ضغط عليها بيديه بقوة كأنه يخشى أن يفقدها..قبلت هزان خده و سألت بقلق عندما رأت ملامح وجهه القلقة" حبي؟ هل أنت بخير؟" هز رأسه و جلس ثم سحبها من يدها لكي تجلس بجانبه..أخذ يفرك يديه ببعضهما دون أن ينطق بحرف واحد..قالت" ياغيز..حبيبي..لا تخفني..مالأمر؟ هل والديك بخير؟ هل حدث شيء سيء؟ ارجوك أخبرني..لا تبقى صامتا هكذا" التفت ياغيز إليها و قال" أولا..آسف لأنني لم أتصل بك ليلة البارحة..لم أكن .." قاطعته" لا تعتذر..رجحت أنك كنت مشغولا..أين قضيت ليلة البارحة؟ في منزل والديك أم عند مارت؟ من هذا الذي سرقك مني و شغلك عني" تجهم وجه ياغيز و هرب بعينيه منها و هو يهمس" لا هذا و لا ذاك..لقد قضيت الليلة في منزل دويغو" جمدت هزان في مكانها للحظات تحملق فيه ثم ضحكت بطريقة هستيرية و هي تقول" هههه..لا بد أنك تمزح..انها مزحة سيئة حبيبي..تعلم أنني أغار..لا تمزح معي بهذه الطريقة" أمسك ياغيز يدها و قال" هزان..أنا لا أمزح..لقد دعتني دويغو إلى حفل عيد ميلادها..و ذهبت..لم أكن أعلم أنها تعد لي مفاجأة سيئة..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن