٧..مالمقابل ؟؟

4.2K 104 0
                                    

..بعد لحظات..وصل إلى منزل خشبي صغير يقع في أطراف مدينة اسطنبول..فتح ياغيز الباب بمفتاح صغير أخرجه من جيبه و أشار إليها بالدخول..خطت خطوة إلى الداخل ثم توقفت و همست" من الأفضل أن تبعدني عنك..أنا لا أجلب سوى الشؤم" نظر إليها باستغراب و سأل" ماذا؟ شؤم؟ مستحيل" ابتسمت بسخرية و قالت" أنت لا تعرف شيئا..أنت تريدني أن أكون عاهرتك أنت فقط..لا تريد أن يشاركك في أحد آخر..هذا كل ما في الأمر" أمسكها ياغيز من ذراعها بعنف و قال" قلت لك اصمتي..اجلسي" تحركت نحو الأريكة و جلست..سأل" هل أنت جائعة؟" هزت رأسها بالنفي فجلس قبالتها و قال" لا أعلم فيم تفكرين..و لماذا تبدين مهزومة و مستسلمة هكذا..لكنني أريد أن أساعدك..لا تسأليني عن السبب لأنني لا أملك الإجابة..ما أعرفه فقط هو أنني أريد مساعدتك" ضحكت هزان بصوت مسموع و هي تقول" مساعدتي؟ بهذه البساطة..و دون مقابل؟ هل أنت ملاك لكي تفعل هذا؟ لا تسخر مني لو سمحت..لا يوجد أمر دون مقابل..أعلم ما تريده مني..لذلك لا تضع قناع البراءة على وجهك..يكفي أن تكون صريحا معي..و سأفعل ما تطلبه بما أنك ستجد لي مكانا أقيم فيه و ستساعدني"

انتفض ياغيز واقفا و سحبها تجاهه بشدة حتى كادت شفاههما تتلامس..قال بنبرة غاضبة" لماذا تصرين على أن تبدي بهذه الصورة الخاضعة و المستسلمة ؟ أليس لديك شخصية ؟ ألا تريدين أن تكوني امرأة مستقلة بذاتها لا تخضع لأمر أي رجل أو لنزواته؟ لماذا ترضين بهذا كله؟ لماذا؟" أجابته و هي تحاول سحب نفسها إلى الخلف" لأنني تعودت على ذلك..تعودت أن أكون مسحوقة و منسية و ذليلة..تعودت ألا أقول ما أريد..بل أن أنفذ ما يريده الآخرون مني..و أنت؟ لماذا تصر على مساعدتي؟ لقد أخذت ما أردته مني ليلة البارحة..ألم تكتفي؟ ان كنت تريد المزيد فيكفي أن تقول ذلك صراحة..و سأعطيك ما تريد..أما إذا كنت لا تريد مني شيئا..فدعني أذهب..و دعني أواصل حياتي البائسة و التي لم أختر المجيء إليها حتى..أنا لا أؤمن أن هنالك ملائكة على وجه الأرض..كل انسان يخفي شيطانه داخله ببراعة..و يخرجه في الوقت المناسب ..يرتدي قناع البراءة..إلى أن يحصل على ما يريده..هذا كل ما في الأمر..ربما تكون مختلفا عن البقية..ربما..لكن لا تنكر أن رغبتك في معاشرتي من جديد هي من جعلتك تبحث عني و تجدني..أليس كذلك؟" ضغط ياغيز على ذراعيها بقوة حتى آلمها و تكلم من بين أسنانه" أنت لا تعرفينني..لذلك لا تتكلمي بلساني و لا تحاولي أن تفسريني..ما جعلني أبحث عنك شيء آخر..شيء رأيته في عيونك..حزن..انكسار..هزيمة..استسلام..كل ذلك استفزني..و جعلني أندم لأنني لمستك..و جعلتك تفقدين عذريتك..كرهت نفسي و احتقرتها..لا أعلم لماذا..أنت و أنا كنا في المكان الخطأ..و دفعنا الثمن..توقفي عن استفزازي..اجلسي..و كوني هادئة..لو سمحت" تركها فأخذت تفرك ذراعيها ..آثار أصابعه أوجعتها..عادت إلى الجلوس و بقيت تنظر إليه..دخل إلى المطبخ..وضع الأكل الجاهز الذي اشتراه على الطريق في أطباق و وضعه على الطاولة أمامها..و أعد ابريق شاي و سكب لنفسه و لها..قالت" لست جائعة" رمقها بنظرة غاضبة و قال" كلي دون نقاش"

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن