٤٨..انا بخير

2.6K 56 1
                                    

وجدت ليلى كسرا في يد ياغيز اليسرى و في ضلعين من أضلاع صدره اضافة إلى رضة قوية في عنقه..جبرت الكسر و وضعت له حامي العنق البلاستيكي و نصحته بعدم الحركة طيلة أسبوع على الأقل لكي تتحسن كسور أضلاعه..كتبت له بعض الأدوية اللازمة ثم قالت" الحمد لله على سلامتك سيد ياغيز  ..لقد تضررت بشكل سيء من الوقعة التي وقعتها..لكنك فعلا تعد شخصا محظوظا إذا نظرنا إلى الخطر المحدق بك و بحياتك" قال" شكرا لك دكتورة..ما دامت تميمة حظي معي فلن يصيبني مكروه" غمزها مارت و قال" انه يقصد هزان..يسميها تميمة حظه" ابتسمت ليلى و قالت" هذا يعني أن هزان هانم إمرأة محظوظة جدا..ليدم الله سعادتكما" قال ياغيز " آمين" نظرت إليه ليلى و سألته" بخصوص الحمل..هل استطعت اقناع هزان هانم بالإجهاض؟" هز رأسه بالنفي و أجاب" لا..انها مصرة على انجاب الطفل..لم أستطع اقناعها بأي شكل من الأشكال..أنا خائف بصراحة" زمت ليلى شفتيها و قالت" معك حق..الوضع حرج و كلما كبر الجنين في بطنها كلما زاد الخطر على حياتها..يجب أن تفهم ذلك جيدا..حفاظها على الجنين قد يكلفها حياتها لا سمح الله" عبس ياغيز و قال" أعلم..مع الأسف..لا تقبل حتى الحديث في الموضوع..أتمنى أن تغير رأيها في أقرب وقت..ليس لأنني لا أريد أن يكون لدي طفل منها..و لكن لأنني مرتعب من فكرة فقدانها" قال مارت" و الآن..كيف ستعود إلى المنزل و أنت على هذه الحال؟ ألن تتفاجئ هزان و تتأثر بذلك؟" قال" نعم..معك حق..لكن إذا لم أعد فستقلق أكثر..يجب ان تعلم..ليس امامي حل آخر" قالت ليلى" اذا لم يكن لديكما مانع أستطيع مرافقتكما لكي نتأكد من ألا يصيبها مكروه من تأثير الصدمة" ابتسم مارت و لم يقل شيئا..أما ياغيز فهز برأسه و قال" على العكس..ذلك يسعدني جدا..تفضلي معنا"..

ذرعت هزان الصالون جيئة و ذهابا و هي تنتظر عودة ياغيز..كانت الأفكار السوداء تتلاعب بها و تغزو رأسها بلا توقف..كانت تخشى عليه و تخاف عليه أكثر من نفسها..لا تريد لاصبعه ان يخدش..هو كل ما تملك في هذه الحياة اضافة إلى هذا الصغير الذي ينمو داخلها..أخذت الهاتف و اتصلت به لكنه لم يرد..سمعت صوت المفتاح في كوة الباب و رأت مارت يدخل..اقتربت منه و سألت" مارت..أين ياغيز؟ هل هو بخير؟" وضع مارت يديه على كتفيها و قال" هزان..اهدإي لو سمحت..ياغيز بخير..لكنه تعرض إلى حادث بسيط..تماسكي و لا تنذعري..انه بخير..أقسم لك أنه بخير" ارتعدت هزان بشدة و حملقت في ياغيز الذي دخل من الباب..بيد مكسورة و حامية بلاستيكية على عنقه و يتكئ على ليلى لكي يستطيع أن يمشي..اسرعت نحوه و اخذت تمرر أصابعها على وجهه و هي تبكي و تقول" حياتي..ماهذا؟ هل أنت بخير؟ مالذي حدث لك هكذا؟ لقد شعرت بذلك..قلبي اخبرني بأن مكروها أصابك..يالله..كيف حدث هذا؟" شحب لون هزان فجأة و ارتخت و كادت تسقط أرضا لولا أن مارت التقطها و وضعها على الاريكة..اقترب منها ياغيز و قال بصوت مرتعش" هزان..افتحي عيونك..أنا بخير..انظري إلي..أرجوك حبيبتي..لا تخيفيني" نظرت إليه ليلى و قالت"سيد ياغيز ..ابتعد لو سمحت..يجب أن أفحصها" ابتعد ياغيز فأخذت ليلى تفحص هزان و تحاول اعادتها إلى وعيها..بعد لحظات..فتحت هزان عيونها و نظرت مباشرة إلى ياغيز الجالس بجانبها..لم تستطع منع نفسها من الإنفجار بالبكاء..وضعت يديها على وجهها و اخذت تبكي بصوت مسموع..أبعد ياغيز يديها عن وجهها فنهضت و عانقته بقوة..أنّ من الألم فابتعدت و همست" اعتذر حياتي..أنا آسفة..هل أنت بخير؟" أجاب" انا بخير..لا تقلقي..و انت؟" هزت رأسها و قالت" و انا بخير..أخبرني..ماذا حصل؟ و كيف حدث هذا؟" وضع ياغيز يده على وجهها و قال" سأخبرك حياتي..لكن يجب أن تهدإي اولا" قال مارت" سأعد لك مشروبا دافئا" و دخل إلى المطبخ..نظرت ليلى إلى هزان و قالت" هزان هانم..يجب أن تكوني هادئة و إلا تأذيت انت و جنينك..لقد اطمأننت عليك و يجب ان أذهب الآن..اعتنيا ببعضكما جيدا" ..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن