٤٥..نسخة مصغرة عنك

2.8K 58 1
                                    

حاولت هزان كثيرا اقناع ياغيز بأن ينام بجانبها على السرير..لكنه رفض..كان يعلم بأنه لن يكتفي بمعانقتها فقط إذا نام بجانبها..شوقه إليها يفوق الوصف..و رغبته فيها لا تهدأ ذاتا..تستطيع بنظرة منها..بابتسامة..بمجرد نفس بأن تشعل النيران في جسده..بأن تجعله يفقد السيطرة على نفسه..لكنه لا يستطيع أن يجازف بذلك الآن..خاصة في هذا الوضع الحساس و الخطر الذي هي فيه..وضع الوسادة و استلقى على الأريكة..وضع يده تحت رأسه و حاول أن ينام..سمع وقع اقدام..رفع رأسه ليرى هزان أمامه..جلست على حافة الأريكة و همست" أنا أكره أن أنام لوحدي..سأجلس هنا إلى أن يغلبني النعاس..هل نشاهد فيلما معا؟" تأملها بعيون متفحصة..قميص النوم اللعين الذي ترتديه لا يكاد يخفي شيئا من مفاتنها التي تقوده إلى الجنون..سارع بإبعاد نظره عنها و قال" تمام..سأعد لك مشروبا دافئا" هزت رأسها و قالت" حسنا حبيبي" ابتعد عنها خطوات ثم التفت و أضاف" حياتي..لو تضعين على جسدك شيئا يستره..لو سمحت" ابتسمت هزان و دخلت إلى غرفة النوم..وضعت عليها القميص الأبيض الطويل المرافق لقميص النوم و أغلقته بإحكام من الأمام..نظرت إلى نفسها في المرآة و ابتسمت بسعادة..يسعدها أنها تنجح في إثارته..يسعدها أنها المرأة الوحيدة التي يفقد سيطرته على نفسه امامها..يسعدها أن ترى لهيب الرغبة في عينيه بمجرد أن ينظر إليها..لكنها تفهمته و قدرت حرصه عليها لذلك خيرت عدم اثارته أكثر من ذلك..فخرجت و جلست على الأريكة..جهز لها شايا من الأعشاب و لنفسه قهوة و جلس بجانبها..اختار فيلما و وضعه..وضعت هزان رأسها على كتفه فلف كتفيها بذراعيه و حاول التركيز على الفيلم..أمام شقة صغيرة في بناية ..وقف مارت مع ليلى..اوصلها بعد أن تناولا العشاء معا ..قالت" شكرا لك سيد مارت  على العشاء..لقد كان الطعام لذيذا جدا" قال" نادني مارت..مارت فقط..لقد اسعدني كثيرا الوقت الذي قضيته معك..من الجيد أنني تعرفت عليك..أشعر أنني أعرفك منذ زمن..ليلى..اريد أن أقضي معك أكثر وقت ممكن..انه لأمر ممتع أن أكون معك" قالت" و أنا أيضا ..أشعر بنفس الشيء" اقترب منها مارت..قبل وجنتها برقة و قال" لقد تأخر الوقت..تصبحين على خير" ردت" و أنت من أهله" ..

شعر ياغيز بثقل رأس هزان على كتفه و سمع صوت تنفسها الهادئ ففهم أنها نامت..ابتسم و وضع رأسه في خصلات شعرها..سحب نفسا عميقا..هذا ما كان يحتاج إليه..رائحتها..امتلأت كل حواسه بتلك الرائحة الساحرة..وحدها قادرة على اذهاب عقله و التسلط على كل ذرة فيه..يعشقها حد الجنون..حد الهيام..حد التيه..حد الصبابة..حد البكاء..نعم..البكاء..فهاهي دموعه تتجمع في عيونه من حبها لها و خوفه عليها..يخشى أن تحرمه الحياة منها..أن تبعدها عنه او تبعده عنها..أن ينجح أي شر في التفريق بينهما..أو ربما ذلك البغيض المسمى بالموت..لا سمح الله..أغمض عينيه بشدة كأنما ليطرد ذلك الإسم المرعب الذي خطر على باله للتو..ارتعد قلبه و تسارعت نبضاته من ذلك الهاجس المخيف الذي تسلط عليه..عانقها بقوة ثم ارخى ذراعيه عنها لكي لا يوقظها..حملها بين ذراعيه و وضعها في سريرها..غطاها جيدا..قبل جبينها برقة..ثم اطفئ النور و خرج..جلس على الأريكة و بقي يلعب بالهاتف إلى أن غلبه النعاس و نام..في الصباح..فتح ياغيز عيونه ليرى هزان جالسة بجانبه..كانت تتأمله بعيونها الجميلة ..ابتسم و تمتم" صباح الخير يا روحي" ردت" صباح النور حياتي" سأل" لماذا تنظرين إلي هكذا؟" أجابت" لكي يكون طفلنا القادم شبيها لك..أريده أن يأخذ منك كل تفاصيلك الخلقية و الخُلقية..أريده أن يكون نسخة مصغرة عنك" قال" و لماذا لا يكون نسخة عنك انت؟" هزت برأسها و قالت" لا..أنا التي تتوحم..و أنا من تختار شكل صغيرها..أريده أن يشبهك أنت..أن يأخذ عنك جمال عيونك البلورية..و رقة شفاهك المرسومة بدقة..و لون خصلات شعرك الذهبي..أن يرث عنك صفاء قلبك و روحك..و طريقتك المميزة في الحب..رجولتك و أخلاقك..كل شيء..كل شيء" أحاط ياغيز وجه هزان بيديه و قال" حياتي انت..ألهذه الدرجة تحبينني؟" همست" أنا أعشقك بجنون..أموت فيك..و أتمنى من كل قلبي أن يكون طفلنا القادم نسخة مصغرة عنك" و انحنت عليه و قبلت شفتيه بخفة..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن