همت ليلى بالإبتعاد عندما لمحت شحوبا شديدا في وجه هزان و قطرات عرق لمعت على جبينها..اقتربت منها و سألت" هزان.. هل أنت بخير؟" غمغمت بكلمات غير مفهومة و كادت تقع أرضا لولا مارت الذي أمسكها و حملها إلى غرفة المعاينة..فحصتها ليلى مطولا و اعادتها إلى وعيها..فور استيقاظها سألت" هل ياغيز بخير؟ " نظرت إليها ليلى و اجابت" نعم..وضعه مستقر..لكن عليك أن تقلقي من أجل نفسك اولا" حملقت فيها هزان و قالت" ماذا حدث لي؟ هل الطفل بخير؟" طأطأت ليلى رأسها و قالت" هزان..يؤسفني أن أخبرك ان جسمك ضعيف جدا..و الحمل صار خطرا على حياتك..نمو الطفل سليم..لكنه يحتاج إلى تغذية أكثر..و وضع الرحم يهدد بولادة دقيقة و حساسة..أخشى أننا سنضطر إلى .." هزت هزان رأسها و قاطعتها" لا..لن أتخلى عن صغيري..أبدا..سأنجبه إلى هذه الدنيا حتى لو كلفني ذلك حياتي" نظرت إليها ليلى بحزن و قالت" أخشى انه فعلا سيكلفك حياتك..علينا أن نختار بينك و بينه..انقاذكما معا يبدو امرا مستحيلا" قالت" لا..ليس هنالك مستحيل..بعد ما حدث معي و مع ياغيز..بعد لقاءنا و حبنا الكبير..بعد تخلصنا من اكبر كابوس في حياتنا..لم اعد أؤمن أن هنالك مستحيلا..سننجو انا و ابني..و لن يصيبنا مكروه..أنا واثقة من ذلك" وضعت ليلى يدها على يد هزان و قالت" أتمنى أن يكون الأمر كذلك..المهم..سأضاعف لك الأدوية و الفيتامينات..و ستحتاجين إلى الإنتباه على صحتك و تغذيتك..و لن اوصيك مرة اخرى ..يجب أن تبتعدي عن التوتر و الانفعال..لوتفن هزان..الأمر معقد بما فيه الكفاية..لا تعقديه أكثر..انتبهي إلى صحتك و اعتني بنفسك جيدا" ابتسمت هزان و قالت" حسنا..سأفعل..و الآن يجب أن اذهب لرؤية ياغيز"
خرجت هزان من غرفة المعاينة و مشت بإتجاه العناية المشددة حيث يرقد ياغيز هناك..اعترضتها سيفنش و عانقتها و هي تسأل" ابنتي الحبيبة..هل انت بخير؟ هل الطفل بخير؟" هزت برأسها و أجابت" انا بخير..نحن بخير ..نحن بخير..لا تقلقي" عبست المرأة و قالت" و أنا كنت بجانب ياغيز انا و عمك حازم..رؤيته على تلك الحال فطرت قلبينا..انه وحيدنا و غالينا..الحمد لله أن وضعه مستقر" هربت هزان بعيونها من عيون سيفنش و تمتمت" أعتذر ..أنا السبب في كل ما حدث..أنا حقا آسفة" لامست المرأة وجهها و قالت" لا..لا تقولي هذا..ما حدث حدث..و الحمد لله انه انتهى على خير..الآن سننتظر تحسن ياغيز لكي نزوجكما و نضمن وجودكما معا إلى الابد..حتى نرحل عن هذه الحياة و نحن مطمئنين ..ليسعدكما الله و ليأتي هذا المشاغب الصغير بصحة و عافية " عانقت هزان سيفنش و قالت" ان شاء الله أمي" صمتت قليلا ثم سألت" أين عمي حازم؟" اجابت" لقد نزل إلى الكافيتيريا مع مارت..و مر كذلك على المحاسبة من اجل التكاليف..هل نذهب إليهما؟" هزت هزان رأسها بالنفي و قالت" اعذريني..سأكون بجانب ياغيز..لن أتركه لوحده" ابتسمت المرأة و تحركت مبتعدة عنها..اقتربت هزان من غرفة العناية و همت بفتح الباب عندما سمعت صوتا مألوفا في الداخل..اطلت برأسها من البلور و ارتعد جسدها بشدة من غضبها و توترها و هي ترى دويغو في الداخل..كانت تضع يدها على وجه ياغيز و تقول" حبيبي..الحمد لله انك بخير..لم اكن أريد لكل هذا أن يحدث..أردت فقط أن ابعدك عن تلك المشؤومة..ارأيت ما حدث لك بسببها؟ لقد كدت تموت لا سمح الله..اتركها..اتركها و لنعد معا..أنا أحبك..و لن أؤذيك مثلها..أنا أريدك و أريد أن ننهي حياتنا معا..افتح عيونك و انظر من يوجد هنا معك..أنا..ليس هي..هي لا تجلب لك سوى المتاعب..متى سترى هذا و تعود إلي..رغم كل ما فعلته معي..إلا انني مازلت أحبك..و أتمنى من كل قلبي أن تتركها لكي نعود معا..لكن.." قاطعتها هزان بعد أن فتحت الباب و دخلت" لكنني هنا..أنا الموجودة هنا..دائما..و إلى الأبد..أنا التي يحبها و تحبه..أنا التي سيتزوجها و ستصبح اما لابنه..لذلك ابعدي يدك عن زوجي و اخرجي من هنا"..
أنت تقرأ
تميمة حظي
Romanceالحظ..كلمة قد لا تعني شيئا للبعض..و قد تكون كلمة محورية في حياة آخرين..قد تتغير حياة البعض بضربة حظ..و قد تنهار حياة آخرين بسبب سوء حظ..قد نكون محظوظين فعلا عندما نلتقي شخصا يكون هو تميمة حظنا و مصدر سعادتنا و سببا لانقلاب حياتنا رأسا على عقب..و لكن...