٦٤..اخرجي من هنا

2.4K 57 1
                                    

همت ليلى بالإبتعاد عندما لمحت شحوبا شديدا في وجه هزان و قطرات عرق لمعت على جبينها..اقتربت منها و سألت" هزان.. هل أنت بخير؟" غمغمت بكلمات غير مفهومة و كادت تقع أرضا لولا مارت الذي أمسكها و حملها إلى غرفة المعاينة..فحصتها ليلى مطولا و اعادتها إلى وعيها..فور استيقاظها سألت" هل ياغيز بخير؟ " نظرت إليها ليلى و اجابت" نعم..وضعه مستقر..لكن عليك أن تقلقي من أجل نفسك اولا" حملقت فيها هزان و قالت" ماذا حدث لي؟ هل الطفل بخير؟" طأطأت ليلى رأسها و قالت" هزان..يؤسفني أن أخبرك ان جسمك ضعيف جدا..و الحمل صار خطرا على حياتك..نمو الطفل سليم..لكنه يحتاج إلى تغذية أكثر..و وضع الرحم يهدد بولادة دقيقة و حساسة..أخشى أننا سنضطر إلى .." هزت هزان رأسها و قاطعتها" لا..لن أتخلى عن صغيري..أبدا..سأنجبه إلى هذه الدنيا حتى لو كلفني ذلك حياتي" نظرت إليها ليلى بحزن و قالت" أخشى انه فعلا سيكلفك حياتك..علينا أن نختار بينك و بينه..انقاذكما معا يبدو امرا مستحيلا" قالت" لا..ليس هنالك مستحيل..بعد ما حدث معي و مع ياغيز..بعد لقاءنا و حبنا الكبير..بعد تخلصنا من اكبر كابوس في حياتنا..لم اعد أؤمن أن هنالك مستحيلا..سننجو انا و ابني..و لن يصيبنا مكروه..أنا واثقة من ذلك" وضعت ليلى يدها على يد هزان و قالت" أتمنى أن يكون الأمر كذلك..المهم..سأضاعف لك الأدوية و الفيتامينات..و ستحتاجين إلى الإنتباه على صحتك و تغذيتك..و لن اوصيك مرة اخرى ..يجب أن تبتعدي عن التوتر و الانفعال..لوتفن هزان..الأمر معقد بما فيه الكفاية..لا تعقديه أكثر..انتبهي إلى صحتك و اعتني بنفسك جيدا" ابتسمت هزان و قالت" حسنا..سأفعل..و الآن يجب أن اذهب لرؤية ياغيز"

خرجت هزان من غرفة المعاينة و مشت بإتجاه العناية المشددة حيث يرقد ياغيز هناك..اعترضتها سيفنش و عانقتها و هي تسأل" ابنتي الحبيبة..هل انت بخير؟ هل الطفل بخير؟" هزت برأسها و أجابت" انا بخير..نحن بخير ..نحن بخير..لا تقلقي" عبست المرأة و قالت" و أنا كنت بجانب ياغيز انا و عمك حازم..رؤيته على تلك الحال فطرت قلبينا..انه وحيدنا و غالينا..الحمد لله أن وضعه مستقر" هربت هزان بعيونها من عيون سيفنش و تمتمت" أعتذر ..أنا السبب في كل ما حدث..أنا حقا آسفة" لامست المرأة وجهها و قالت" لا..لا تقولي هذا..ما حدث حدث..و الحمد لله انه انتهى على خير..الآن سننتظر تحسن ياغيز لكي نزوجكما و نضمن وجودكما معا إلى الابد..حتى نرحل عن هذه الحياة و نحن مطمئنين ..ليسعدكما الله و ليأتي هذا المشاغب الصغير بصحة و عافية " عانقت هزان سيفنش و قالت" ان شاء الله أمي" صمتت قليلا ثم سألت" أين عمي حازم؟" اجابت" لقد نزل إلى الكافيتيريا مع مارت..و مر كذلك على المحاسبة من اجل التكاليف..هل نذهب إليهما؟" هزت هزان رأسها بالنفي و قالت" اعذريني..سأكون بجانب ياغيز..لن أتركه لوحده" ابتسمت المرأة و تحركت مبتعدة عنها..اقتربت هزان من غرفة العناية و همت بفتح الباب عندما سمعت صوتا مألوفا في الداخل..اطلت برأسها من البلور و ارتعد جسدها بشدة من غضبها و توترها و هي ترى دويغو في الداخل..كانت تضع يدها على وجه ياغيز و تقول" حبيبي..الحمد لله انك بخير..لم اكن أريد لكل هذا أن يحدث..أردت فقط أن ابعدك عن تلك المشؤومة..ارأيت ما حدث لك بسببها؟ لقد كدت تموت لا سمح الله..اتركها..اتركها و لنعد معا..أنا أحبك..و لن أؤذيك مثلها..أنا أريدك و أريد أن ننهي حياتنا معا..افتح عيونك و انظر من يوجد هنا معك..أنا..ليس هي..هي لا تجلب لك سوى المتاعب..متى سترى هذا و تعود إلي..رغم كل ما فعلته معي..إلا انني مازلت أحبك..و أتمنى من كل قلبي أن تتركها لكي نعود معا..لكن.." قاطعتها هزان بعد أن فتحت الباب و دخلت" لكنني هنا..أنا الموجودة هنا..دائما..و إلى الأبد..أنا التي يحبها و تحبه..أنا التي سيتزوجها و ستصبح اما لابنه..لذلك ابعدي يدك عن زوجي و اخرجي من هنا"..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن