١٦..الحفل

4.4K 100 4
                                    

بعد ساعتين..أنهت هزان دوامها و بقيت تنتظر اتصالا من ياغيز لكنه لم يتصل..خرجت و وقفت أمام مبنى الشركة ترقب مرور تاكسي تستقله و تذهب إلى المنزل..سمعت زمور سيارة ينطلق من الطرف المقابل للشارع..نظرت فإذا هو ياغيز ..توجهت إليه و ركبت بجانبه..قالت تعاتبه " انتظرت اتصالك لكنك لم تتصل" ابتسم و قال" اليست رؤيتي افضل من سماع صوتي على الهاتف فقط؟" أجابت" معك حق..ماذا حدث مع الوفد الياباني؟" ابتسم بسعادة و رد" لقد اتفقنا و الليلة سأقيم حفلا على شرفهم في فندق الهيلتون..نحن ذاهبان إلى هناك اساسا" حملقت فيه هزان و سألت"  ماذا؟ و لماذا أذهب أنا معك؟ و بقية الموظفين؟ الن يكونوا هناك؟" نظر إليها ياغيز و قال" اهدإي..كل الموظفين مدعوون إلى الحفل..لقد اخبرت ألما بأن تبلغهم..سيكون حفلا مفتوحا امام الصحافة أيضا..سأشرف على كل التحضيرات بنفسي..اما انت..فستجدين أخصائيي تجميل و مجموعة فساتين ستختارين احدها لكي تشاركي في الحفل..هل انتهت أسئلتك؟" هزت برأسها و قالت" تمام..فهمت" لامس ياغيز وجهها بأصابعه و همس" لا تقلقي..سيكون كل شيء على ما يرام..يكفي أن تكوني معي" صمتت هزان و أخذت تنظر عبر النافذة..بعد دقائق..وصلا إلى الفندق..اصطحبها ياغيز إلى الغرفة المخصصة لها..و تركها هناك..ثم نزل لكي يشرف على كل تحضيرات الحفل..و على الساعة الثامنة تماما..بدأ المدعوون في الوصول و وقف ياغيز ببدلته السموكينغ السوداء و قميصه الأبيض يستقبلهم..غصت قاعة الإستقبال بالصحفيين و الأصدقاء و الشركاء اليابانيين..عانق ياغيز صديقه مارت الذي دعاه لكي يكون معه و هو يقول" مرحبا يا أخي..من الجيد أنك اتيت..أشعر بشيء من التوتر" ابتسم مارت و ربت على كتفه و قال" من المؤكد انني سأكون هنا..أنت اخي ياغيز..لا تتوتر..كن قويا و متماسكا..اليوم يوم مهم بالنسبة لك" هم ياغيز بإجابته لكنه صمت فجأة..تعلقت عيونه بهزان التي كانت تنزل على الدرج..كانت ترتدي فستانا طويلا احمر اللون..بكتفين مكشوفين و فتحة ما بين النهدين و شق في الأسفل يظهر ساقها اليمنى..مساحيقها أضفت على وجهها سحرا و جمالا..و شعرها الأسود المتموج يصل إلى خصرها..نظر مارت حيث ينظر ياغيز و قال" اوهاااا..من هذه السندريلا" انتبه ياغيز لنفسه و رمق مارت بنظرة حادة انفجر على اثرها ضاحكا و هو يقول" فهمت انها تخصك..لا تغضب"

تجاهله ياغيز و لم يرد ..تحرك دون وعي نحو هزان و مد لها يده ليساعدها على نزول الدرج ..يدها كانت باردة و جسدها يرتعد..وقفت امام ياغيز الذي كان يحملق فيها كأنه لا يصدق ما يراه..سألت بقلق" كيف أصبحت؟ هل أبدو لائقة بالحفل؟" همس ياغيز" أنت رائعة الجمال..أنت أجمل امرأة رأيتها في حياتي..أين كنت تخفين كل هذا الجمال؟" احمرت وجنتا هزان خجلا و قالت" حقا؟ هل أنا جميلة؟ " وضع يده على خصرها و تحرك بها وسط القاعة و هو يقول" انظري إلى الموجودين..هل ترين نظراتهم؟ انهم مأخوذون بما يرونه..أنت الأجمل بين الحاضرين" نظرت إليه و همست" أنا خائفة" ضغط ياغيز على يدها و قال" لا تخافي..أنا معك" ..وقفت هزان بجانب مارت و راقبت ياغيز الذي صعد على المنصة مع شركاءه و قال" مرحبا بالجميع..شرفتموني بحضوركم..اليوم يوم مهم بالنسبة لي و لشركة ايجمان للمعلوماتية..لقد تم اليوم الإتفاق مع شركة سان يون اليابانية للتكنولوجيات الحديثة على عمل توأمة و شراكة اتمنى ان تكون مثمرة..سيتم توقيع العقود الآن ..ليتفضل الإخوة الصحفيون بالتقاط الصور و طرح الأسئلة..أتمنى للجميع سهرة رائقة" و تم توقيع العقود تحت فلاشات الصحفيين ..صافح ياغيز شركاؤه و رافقهم نحو البوفيه المفتوح و الذي وضعت عليه مختلف انواع الأكل..

التفت ياغيز ليبحث عن هزان فرآها تقف مع السيدة زليخة و سكرتيرته ألما..ابتسم كأنه يقول لها أرأيت أنك تميمة حظي ..ها قد حدث كل شيء ايجابي في حياتي منذ أن ظهرت امامي..بادلته هزان الإبتسامة كأنها تبادله نفس الكلام و نفس التفكير..فهاهي حياتها تتغير منذ أن التقته..و ها هي تصبح امرأة أخرى لا تشبه تلك الفتاة الضعيفة و المهزومة التي كانتها من قبل..تواصلا للحظات بالعيون قبل أن ينقطع ذلك التواصل بوصول أبوي ياغيز..تقدم نحوهما و رحب بهما..عانقه والده مطولا و هو يقول" بني..أنت مصدر فخري..لقد رفعت رأسي مجددا..انا فخور بك جدا" ابتسم ياغيز بسعادة فور سماعه لهذا الكلام..لقد كاد يموت خوفا منذ شهر تقريبا من خيبة امل سيسببها لوالده جراء افلاس الشركة..لكن كل شيء تغير..و ذلك بفضل ظهور هزان في حياته..رافق والديه نحو طاولتهما ثم صعد إلى المنصة من جديد..قال و هو ينظر إلى مراد و هزان" أعيروني انتباهكم للحظات لو سمحتم..أردت فقط أن أقدم شكري لشخص على قدر كبير من الكفاءة و الأهمية بالنسبة لشركتنا..هو يعتبر سبب انتعاشة الشركة و تحسن امورها..انه دكتور المعلوماتية و التكنولوجيا..الباحث..مراد ..شكرا جزيلا لك..نحن ندين لك بهذا النجاح..و هناك امر آخر ايضا..منذ ثلاث اسابيع تقريبا ..انظمت إلى شركتنا فتاة موهوبة..نابغة في مجال الرياضيات و الحساب الذهني..انها هزان شامكران..مراد..هزان..تفضلا لو سمحتما" حملقت فيه هزان و أخذت تهز رأسها بالنفي..لكنه اكد عليها لكي تصعد بجانبه..تقدمت صحبة مراد نحو المنصة..كانت ترتعد خوفا من نظرات الناس و فلاشات الصحفيين..جدد ياغيز شكره لهما و قدم لمراد شهادة تقدير و شيكا كمكافأة..أما هزان فتولى الصحفيون توجيه بعض الأسئلة لها عن نبوغها في مجال الحساب الذهني..حتى انهم أعطوها بعض المعادلات و نجحت في حلها سريعا..الامر الذي أدهش كل الحاضرين..و جعل هزان محل اهتمام الصحافة ..ابتسم ياغيز بسعادة لأنه جعلها ترى قيمة نفسها في عيون الناس..جعلها تجد مصدر قوة و ثقة تستطيع من خلاله اثبات نفسها أمام الجميع..نظرت إليه هي بحب ..نظرة اختصرت كل المشاعر الجميلة التي تكنها له..فكيف لها ألا تعشق رجلا حولها من امرأة ضعيفة و مستسلمة إلى إمرأة قوية و واثقة و ناجحة أيضا؟ ..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن