٦٢..مواجهة

2.2K 57 1
                                    

همت هزان برفع فنجان الشاي إلى شفتيها عندما رن هاتفها..ردت" الو حبيبي" صاح ياغيز" هل صحيح ما سمعته؟ هل أتى إليك ذلك الحقير؟ كيف فعل ذلك؟ كيف لم يلاحظ الحرس وجوده؟ " قالت" ياغيز..اهدأ لو سمحت..لقد فاجئني بقدومه..أتى في ساعة مبكرة..و .." قاطعها" و ماذا قال لك؟ هل آذاك؟ هل أخافك؟ ها؟ قولي" أجابت" نفس الهراء..أخبرني أنه يجهز جوازات السفر..و انه لن يسمح للشرطة بإلقاء القبض عليه..و انه يراقبني و عينه علي" صاح" حقير..ليلعنه الله..لن أنتظر أكثر من ذلك..سأظهر امامه و أضع له حدا..إلى متى سأسمح له بالتلاعب بنا و بأعصابنا؟ إلى متى سنظل ننتظر ظهوره و اختفاءه؟ لم أعد قادرا على الصبر و الإنتظار..هذا النذل استنزف كل طاقة التحمل و الصبر لدي..هذا يكفي" قالت هزان" ياغيز..لو سمحت..لا.." لكنه اغلق الخط ..وقفت هزان و قالت" لا..يالله..لا يجب أن يأتي ياغيز إلى هنا..ارجوك..افعلي شيئا سونجول..امنعيه بأية طريقة..ستحدث كارثة كبرى إذا رآه سونار..ارجوك..اتصلي بماهر ..ليتدخل هو و يمنعه..يا الله" نظرت إليها سونجول و قالت" هزان هانم..اهدإي لو سمحت..الإنفعال ليس جيدا من أجلك..سنتصرف بأي شكل كان و نمنع ياغيز باي من القدوم إلى هنا..اهدإي" جلست هزان و هي تمرر يدها على وجهها..كان عقلها يصور لها أشياء بشعة و سوداوية..فأمر مفروغ منه أن تحدث كارثة إذا التقى ياغيز و سونار في نفس المكان..أحدهما سيقتل الآخر لا محالة..ارتعدت هزان و هي تفكر بأن مكروها قد يصيب ياغيز بسببها..و بسبب حقير تسلط على حياتها منذ زمن..

اتصلت سونجول بماهر الذي جن جنونه عندما سمع بما ينوي ياغيز فعله..اتصل به مئات المرات لكنه لم يجب..وقفت هزان و أخذت تذرع الصالون جيئة و ذهابا في انتظار خبر من ماهر او مارت اللذان اتصلت بهما لكي يساعداها في منع ياغيز من المجيء إلى المنزل..سمعت طرقات ملحة على الباب..اسرعت تفتح فوجدت ياغيز امامها..سحبته من يده بسرعة و اغلقت الباب..التفتت إليه و قالت" ياغيز..ماذا تفعل هنا؟ ألم نتحدث و .." قاطعها بأن جذبها بقوة بين ذراعيه و التهم شفتيها بقبلات عنيفة و متتالية..ضغط عليها بقوة و واصل تقبيلها..انسحبت سونجول إلى الداخل لكي تسمح لهما بالبقاء لوحدهما..نسيت هزان نفسها..و نسيت كل خوفها..و قلقها..بمجرد ان وجدت نفسها بين أحضانه..انقطعت انفاسها جراء قبلاته الملهوفة..و التي بادلته إياها بسعادة..لحظات نسيا فيها الكون من حولهما و نسيا مخاوفهما..انتبهت هزان لنفسها و ابتعدت عنه..نظرت إليه نظرة عتاب و قالت بصوت مرتعش" ياغيز..لماذا أتيت؟ ستفسد كل شيء..يجب أن تذهب من هنا بسرعة قبل ان ينتبه إليك سونار" لامس وجهها و اخذ يمرر لسانه على شفتيه..ثم قال" حبي..لقد اشتقت اليك كثيرا ..كنت أبحث عن حجة لكي آتي إليك" ضربته بخفة على كتفه و قالت" لا تفعل هذا..الأمر ليس مزحة ياغيز..يجب الا تتصرف هكذا و إلا "..

سأل ياغيز و هو يضحك" و إلا ماذا؟" أجابه صوت آت من الداخل" و إلا قتلتك يا ابن الأغنياء..كنت متأكدا أنكما اتفقتما على خطة لإيقاعي..كنتما تظنان أنني غبي إلى هذه الدرجة لكي أصدق تلك التمثيلية الفاشلة التي قمتما بها..أردت لك ان تقع في فخي..أن أتلاعب بأعصابك و أجعلك تأتي إلى هنا برجليك..و ها قد نجحت..و الآن هزان هانم..كيف تريدين لحبيبك أن يموت؟" قال سونار ذلك و هو يوجه مسدسه بإتجاه ياغيز..نظرت هزان يمنة و يسرة كأنها تبحث عن سونجول..انتبه سونار لنظراتها فانفجر ضاحكا و قال" لا تتعبي نفسك بالبحث عنها..لقد تلقت ضربة قوية على رأسها ستجبرها على النوم لساعة أخرى على الأقل..انها شرطية مبتدأة..لن تساعدك في شيء..انا حذرتك و انت لم تسمعي كلامي..ستدفعين ثمن كذبك علي" نظر إليه ياغيز و قال" اسمع يا هذا..لست خائفا منك..أخرج هزان من هنا..و صفي حسابك معي أنا ..لنتواجه رجلا لرجل..و ننهي هذه اللعبة التي بدأت تصبح مملة" ابتسم سونار بسخرية و قال" لا..لن افعل..أنا وعدت هذه المشؤومة بأنها ستشهد موتك بأم عينها..الم تخبرك بأنها منحوسة و مشؤومة..انظر..انا اعرج بسببها..و دخلت السجن في المرة الأولى بسببها..انها لا تجلب الا النحس و الشؤم..ليتك نجوت بنفسك قبل ان يطالك ذلك أنت أيضا" وضع ياغيز هزان خلف ظهره و قال" أنت لا تعرف شيئا يا هذا..هذه المرأة التي تقول عنها انها مشؤومة هي تميمة الحظ بالنسبة إلي..هي كل ما أملك..هي التي غيرت حياتي و علمتني معنى العشق..هي الوحيدة الجديرة بالحب و الإحترام و التقدير..و هي الوحيدة التي أضحي بحياتي لأجلها دون تردد" ضحك سونار و قال" ..هذا ما أقوله اساسا..أنك ستموت لأجلها..و بسببها..أنت" قاطع كلامه صوت من الخارج يتكلم عبر مكبر الصوت و يقول" سونار شامكران..سلم نفسك..المنزل محاصر..لن تستطيع الهرب هذه المرة" التفت سونار ناحية النافذة و لعن بصوت عال..و في النفس اللحظة..ارتمى عليه ياغيز مستغلا لحظة شروده تلك و اخذ يحاول أخذ المسدس من يده..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن