٤٩..وضع جديد

2.6K 65 0
                                    

تركتهما ليلى لوحدهما و لحقت بمارت إلى المطبخ..وجدته يعد الشاي بالأعشاب..نظرت إليه للحظات بعيون كلها اعجاب به..انتبه إليها فرفع رأسه و قال" هل كنت تراقبينني؟" هزت رأسها و أجابت" نعم..منظرك و أنت في المطبخ جميل جدا..أعتقد أنك موهوب في الطبخ كما في الكتابة" ضحك مارت و قال" يجب أن تتذوقي أكلي لكي تحكمي بالعدل..لن أشكر نفسي..سأترك لك الكلمة الأخيرة" اقتربت منه و سألت" هل اعتبر ذلك دعوة على العشاء؟" جذبها إليه حتى كادت وجوههما تتلامس و أجاب" نعم..لكن سيكون العشاء في منزلي..هل تقبلين؟" هزت رأسها و قالت" أكيد..لكن يجب أن أذهب الآن..لقد تأخرت على مرضاي" عبس و قال" لكنك ستتركين مريضا هنا..دون علاج..هل هذا عدل؟" ابتسمت و قبلت خده ثم قالت" سأعالجك في المساء..عندما نكون معا..لوحدنا" و سحبت نفسها من بين ذراعيه و لوحت له بيدها قبل أن تخرج..في الصالون..روى ياغيز لهزان ما حدث له..وضعت رأسها على كتفه و تعلقت أصابعها بياقة قميصه كأنها تخشى عليه أن يختفي من أمامها..لف ياغيز كتفيها بذراعه و ضمها إليه و هو يهمس" لا تقلقي حبي..لقد مر..ها أنا هنا..معك..نحن معا..لن يصيبنا مكروه أبدا..هل نسيتي أنك تميمة حظي؟" رفعت هزان عيونا تكسرت رموشها من كثرة البكاء و قالت" مع الأسف..لست كذلك..فلو لم أدخل إلى حياتك لما كنت قد تعرضت لكل هذا الأذى بسببي..أنا م.."أسكتها ياغيز بقبلة حارة من شفتيه على شفاهها..كان يعلم أنها ستعود إلى هراء الشؤم الذي يلاحقها و إلى أنها مشؤومة..ستعود إلى لوم نفسها على كل ما حدث و ما سيحدث..و يعرف جيدا طريقة مناسبة لإسكاتها و لإعادتها إلى وعيها..بادلته هزان قبلاته المجنونة و نسيت تماما ماذا كانت تقول..امتزجت شفاههما و تلاحمت أنفاسهما و نسيا الكون من حولهما..تنحنح مارت من باب المطبخ لكي ينبههما إلى دخوله عليهما..ابتعد ياغيز عن هزان و هو يبتسم..قال" احذري أن تقولي ذلك الكلام مرة أخرى..أنت من غير حياتي إلى الأفضل..أنت تميمة حبي و حظي..لا تنسي ذلك أبدا" هزت رأسها و لم تقل شيئا..وضع مارت الطبق الذي عليه فناجين الشاي و قال" ها قد جهزت لكما شايا من الأعشاب سيكون نافعا لكليكما..ياغيز..يجب أن نبلغ الشرطة بما حدث..ماهر مطلع على كل الامور ذاتا..سيكون من الجيد اخباره بآخر التطورات لكي يوقف الجناة عند حدهم" نظرت إليه هزان و قالت" معك حق..شكرا لك مارت على كل ما تفعله لأجلنا" لامس مارت كتفها بخفة و قال" لا داعي للشكر يا زوجة أخي..و الآن عن اذنكما..لدي بعض الأعمال العالقة..إلى اللقاء" و خرج..

اتصل ياغيز بماهر و أعلمه بما جرى فأخبره بأنه سيتابع الموضوع و أنه سيأخذ فرقة فحص فني لمعاينة ما تبقى من السيارة و اثبات الحادث في ملف رسمي و تسجيله كشروع في القتل..سأله" بمن تشك؟" أجاب" في سونار و دويغو..هما اول من يخطر على بالي عند الحديث عن هذا الكم الهائل من الشر و الحقد" قال" حسنا..سأستدعي دويغو للتحقيق معها و سأضعها تحت المراقبة علنا ننجح في القاء القبض على المدعو سونار" قال ياغيز" حسنا أخي..شكرا لك" رد ماهر" لا داعي لشكري أخي..انتبه لنفسك و بلغ سلامي إلى زوجة أخي" و أنهى المكالمة..التفت ياغيز إلى هزان و سأل" هل ارتحت الآن؟ ها قد صار الامر بين يدي الشرطة..و سينتهي هذا الكابوس قريبا..أنا واثق من ذلك" نظرت إليه هزان بقلق و قالت" ان شاء الله..أتمنى ذلك" صمتت قليلا ثم شهقت بصوت عالي و صاحت" اوووه..لقد نسيت أن والديك سيأتيان لزيارتنا هذا المساء..ألا يجب أن أجهز لهما العشاء؟" هز ياغيز رأسه بالنفي و قال" لا..لن تفعلي شيئا من ذلك..سنطلب أكلا جاهزا و بعض المقبلات و الحلويات و سنتساعد على ترتيب الطاولة..اتفقنا؟" ابتسمت و قالت" مع أن وضعك صعب و حركتك صارت ثقيلة بعض الشيء..لكنني أطمع انك تستطيع مساعدتي" أمسكها ياغيز من ذراعها و سأل" هل تسخرين مني أيتها الشريرة؟" أجابت" لا..أكيد لا..لكنني أقول الحقيقة..أعتقد أننا سنكون في حاجة إلى معينة منزلية" ابتسم ياغيز و قال" نعم..معك حق..يجب أن نجد من يعتني بنا أنا و أنت" ثم هم بالوقوف فساعدته هزان و أوصلته إلى سريره حيث استلقى لأنه شعر بالألم في صدره و يجب أن يرتاح..على الساعة السادسة مساءا..وصل حازم و سيفنش فاستقبلهما ياغيز و هزان..اندهشا من حالة ابنهما فأخبرهما ياغيز بما حدث معه و حاول طمأنتهما لكنهما أصرا على أن يأتي هو و هزان للعيش معهما..هناك في القصر..حيث الخدم و حيث يستطيع الكل الإهتمام به و بها خاصة في هذه الفترة الحرجة..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن