٢٨..خبر كالصاعقة

3.1K 71 1
                                    

في الصباح..استيقظ ياغيز على عشرين اتصالا من أبيه..هاتفه كان على الوضع الصامت لذلك لم ينتبه إليه..كانت هزان تنام على صدره ..لم يرد أن يزعجها و يوقظها..حاول أن يتسلل من الفراش دون أن تفتح عينيها..لكنها وضعت يدها على كتفه و سألت" عشقي..ماذا حدث؟" أجاب" لا تقلقي جنم..لقد اتصل بي أبي عدة مرات..سأتصل به..نامي أنت إذا أردت" اتكأت هزان على مرفقها و قالت" لا..لقد استيقظت..خيرا ان شاء الله..اتصل لنرى" قال" تمام جنم" ..اتصل ياغيز بأبيه و سأل" نعم بابا..ماذا حدث؟" صاح والده" ياغيز..ماهذه الأخبار المقرفة التي ظهرت في الجرائد؟ هل هي أخبار حقيقة؟" قال" عن أية أخبار تتحدث..لم افهم" قال" افتح مواقع التواصل الإجتماعي و ستفهم عما أتحدث..ثم تعال إلى هنا فورا لكي نتحدث..هذه الأخبار عبارة عن كارثة تسيء لسمعة العائلة و لسمعة الشركة..لا تتأخر..أنا انتظرك" رد بقلق" تمام بابا" أنهى ياغيز المكالمة و فتح الأخبار على مواقع التواصل الإجتماعي..ارتعدت يده بشدة و هو يقرأ الخبر المرعب الذي نزل..عنوان عريض" حبيبة ياغيز ايجمان الجديدة " عاهرة" و لها سوابق مع شرطة الآداب" نظرت هزان إلى وجهه الشاحب و سألت" ياغيز..مالأمر؟ عن أية أخبار تحدثت مع أبيك؟" بقي جامدا في مكانه يحملق بالهاتف..خرجت هزان من السرير و أخذته من يده..و فور قراءتها للخبر ارتعشت يدها و أسقطت الهاتف ارضا و كادت تقع هي الأخرى لولا أن ياغيز أمسك بها..شحب وجهها و تجمعت الدموع في عينيها و أخذت ترتعد بشدة و هي تقول" لقد حدث ما خفت منه..ماضي الأسود طفى على السطح و سيدمر حياتي و حياتك أنت أيضا..انه الشؤم الذي يرافقني منذ يوم ولادتي..لم اتعود أن اكون سعيدة هكذا..كان يجب أن أعرف أن هذا الحلم سيتحول إلى كابوس..كان يجب أن أعرف" عانقها ياغيز بقوة و قال" لا..لا تقولي هذا..لن يحدث شيء..لن يحدث شيء..أنا و أنت لن ننفصل أبدا..لن أسمح لأحد بتفريقنا..أعدك بذلك..أرجوك حياتي..تماسكي و كوني قوية..ثقي بي..صدقي ما اقوله..لن أتخلى عنك أبدا..أقسم لك..و الآن يجب أن أذهب..أبي ينتظرني..لا تتحركي من هنا..سأتحدث معه و أعود إليك..اتفقنا؟ ..انظري إلي..صدقي ما أقوله..لن أتخلى عنك أبدا"...

أمام والده الغاضب..وقف ياغيز يحاول تهدأته..سأله أبوه نفس السؤال للمرة الثانية" هل هذه الأخبار صحيحة ياغيز..أعطني الجواب الذي انتظر سماعه لو سمحت" نظر ياغيز إليه و قال" بابا..قد لا يعجبك ما ستسمعه ..لكن أرجوك اهدأ اولا و كن متفهما..في الخبر جانب صحيح..و هو أن هزان قد القي عليها القبض منذ شهر و نصف تقريبا من قبل شرطة الآداب..لقد تم اختطافها و اجبارها على أن تعمل مع الفتيات الموجودات هناك..و .." قاطعه بعصبية" يا للروعة..لقد ضاعت سمعتنا و صرنا مسخرة للقاصي و الداني..و رب عذر أقبح من ذنب..أي شخص قادر على اجبار فتاة على القيام بذلك العمل المقرف..هذا هراء..ما تقوله امر لا يصدق" اجابه ياغيز" انا أصدقه..لأنني التقيت بهزان هناك للمرة الأولى..و كنت أنا اول رجل في حياتها..نعم..لا تنظر إلي هكذا..لو كانت سيئة حقا لكانت قد فقدت نفسها مع رجل آخر قبلي..من حسن حظها و حظي أننا التقينا" ضحكت سيفنش و قالت" من حسن حظها نعم..فأن تجد من ينتشلها من المستنقع الوسخ الذي كانت فيه..و يحتويها و يؤمن لها منزلا و عملا..فهذا فعلا حظ..أما أنت..فعن أي حظ تتحدث؟ لقد كانت ساعة شؤم و نحس عندما التقيت بها" قال" امي..لا تفعلي لو سمحت..هزان كانت تميمة حظ بالنسبة إلي..لقد تغيرت حياتي كليا منذ التقيت بها..كنت ضائعا قبلها..وحيدا..فاشلا..تعيسا..حتى شركتي كانت على حافة الافلاس..و بعد أن التقيتها..تغير كل شيء..كل النجاح الذي حققته و كل الاشياء الجميلة التي حدثت لي كانت بفضل هزان..لذلك لا تتحدثا عنها بالسوء لو سمحتما" رمقه حازم بنظرة غاضبة و قال" اسمع..ما قلته لا يهمني..سمعة هذه الفتاة سيئة..و لها سوابق ستظل تلاحقها طوال حياتها..لذلك سيكون من الأفضل لك و لنا أن تبتعد عنها و تخرجها من حياتك نهائيا" هز ياغيز رأسه بالنفي و أجاب" لا أبي..لن أفعل..لن أتخلى عن هزان..هزان حب حياتي..انها المرأة التي احب و التي انوي الزواج بها" حملق فيه والداه و صرخت امه" ماذا؟ ماذا قلت؟ حازم ..هل سمعت ما قاله ابنك؟" أجاب حازم" نعم..سمعت..ما قاله امر مستحيل..لست مستعدا أن أسمح لفتاة سيئة السمعة بأن تكون زوجة ابني"

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن