٤٤..هذا يفوق طاقتي

2.8K 65 1
                                    

جهز ياغيز العشاء و أخذ يرتب الطاولة..وقفت هزان و قالت" حياتي..لأساعدك قليلا" نظر إليها و قال بلهجة جادة" لا..اجلسي مكانك.. ممنوع أن تقومي بأي عمل طيلة فترة حملك..هل هذا مفهوم؟" ابتسمت هزان و قالت" لا تبالغ إذا أردت..هل سأقضي ثمانية أشهر و أنا جالسة في مكاني؟ هل تريدني أن أصبح كالدبة؟" انفجر ياغيز ضاحكا و علق لكي يغيظها" أجل..فأنا أحب الدببة" عبست و نظرت إليه بغضب ثم رمته بالوسادة على صدره..اعاد الوسادة إلى مكانها و اقترب منها..قبلها بخفة و همس" أنا أحبك في كل حالاتك" ابتسمت و لم تقل شيئا..جلسا بعد لحظات يتناولان طعامهما..قالت هزان" اممم..الأكل لذيذ جدا..سلمت يداك حبيبي" أجابها" صحة و عافية" ابتسمت و قالت" لا تعودني على هذا الدلال و إلا أتعبتك" أمسك يدها و طبع عليها قبلة رقيقة ثم همس" مهمتي هي تدليلك ..و تأكدي أنني لن أتعب من ذلك..أنت حياتي" سألت بدلال" أنا فقط؟" أجابها و هو يحاول اخفاء قلقه" أنت و القادم الصغير..كل حياتي..و كل ما أملك" ابتسمت و واصلت أكلها ..شرد ياغيز بخياله..رغما عنه تسللت تلك الأفكار السوداء إلى رأسه..ماذا لو أصابها مكروه؟ ماذا لو كلفها هذا الحمل حياتها لا سمح الله؟ كيف سيواصل حياته عندئذ؟ كيف سيتحمل غيابها عنه؟ كيف سيقوى على المواصلة من دونها؟ ..أيقظته هزان من شروده قائلة" حياتي..ألم يحن الوقت لكي تتصالح مع أبويك؟ انهما خائفان عليك و هذا حقهما..حاول أن تتفهمهما قليلا..لا تحرمهما منك..أنت ابنهما الوحيد" انتبه ياغيز لنفسه و قال" لا أعلم..لا أريد أن أسمع كلامهما القاسي..يجب أن يستوعبا أنك جزء لا يتجزأ من حياتي..لا أستطيع الإستغناء عنك" قالت" و لا عنهما..هما والداك..و أنا حبيبتك..كلانا له مكانته الخاصة ..لذلك يجب أن تصالحهما..أرجوك حبيبي" هز رأسه و قال" حسنا حياتي ..سأحاول"...

في المستشفى..أنهت الطبيبة ليلى آخر معاينة لها و نزعت البلوزة البيضاء و خرجت..أمام سيارتها وجدت مارت واقفا ينتظرها..سألته مباشرة" خيرا سيد مارت ؟ هل السيدة هزان بخير؟" ابتسم مارت و أجاب" ليلى هانم..لا تقلقي..هزان بخير..لم آت إلى هنا من أجلها" رفعت حاجبها استغرابا و قالت" من اجل ماذا أتيت إذا؟" نظر إليها و همس" من أجلك أنت" زمت شفتيها و علقت" عفوا؟" هز رأسه و أجاب" نعم..من أجلك أنت..قد تعتبرين ما سأقوله غريبا..لكن هناك شيء غريب يشدني نحوك..التقينا اليوم للمرة الأولى نعم..لكنني أشعر أنني أعرفك منذ زمن" ابتسمت بسخرية و قالت" يبدو أنك متأثر بقصص الحب الخيالية التي تكتبها  سيد مارت " اقترب منها و قال" من الجيد انك تعرفينني..أنا اكتب تلك القصص لأنني لم أعشها في الواقع..لم يسبق لي أن تأثرت بإمرأة مثلما تأثرت بك..أريد أن أعرفك أكثر..أن أقترب منك اكثر..أن أمنحك كل اهتمامي و وقتي..حياتي فارغة تماما..و قلبي أيضا..هل تمنحينني هذه الفرصة؟" نظرت إليه ليلى..انها تعرفه..نعم..تعرفه جيدا..لو انتبه عندما دخل إلى مكتبها في المستشفى لرأى روايته الجديدة على الطاولة..انها تعشق كتاباته و أسلوبه و قصصه..و تعيش كل كلمة يكتبها..لكن لم تسنح لها الفرصة لكي تلتقي به في السابق..و ها هو اليوم أمامها..يطلب فرصة للتقرب منها..فماذا ستطلب اكثر و هي من أشد المعجبين به؟ ..قالت" تمام..لنتعرف على بعضنا أكثر" ابتسم مارت بسعادة و قال و هو يمسكها من يدها" لنذهب إذا..أنت مدعوة على العشاء" اركبها في السيارة و ركب معها و انطلق مسرعا..في غرفة النوم..ارتدت هزان قميص نوم أبيض يصل إلى ركبتيها و يغلق بخيوط متشابكة من الخلف..نظرت إلى ياغيز الذي أخذ وسادة و غطاء و هم بالخروج من الغرفة و سألت" حبيبي؟ إلى أين؟" اجاب" سأنام في الصالون" عبست و قالت" لكن لماذا؟" قال" بصراحة لا اعلم إذا كان مسموحا لنا أن ننام معا دون ان يؤذيك هذا..لنسأل الطبيبة غدا..و إلى ذلك الوقت..سأنام في الخارج" ضحكت هزان و قالت" حياتي..لا تقلق..لن يؤذيني أن ننام معا..ثم نستطيع أن نتعانق و ننام فقط دون أن يحدث شيء بيننا..أليس كذلك؟" زم ياغيز شفتيه و قال" يؤسفني أنني لن اضمن لك ذلك..هذا يفوق طاقتي"

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن