٣٩..عاجز من جديد

2.7K 51 0
                                    

..فتح عيونه بعد لحظات فوجد مارت يقف أمامه..حاول رفع رأسه لكنه أنّ بقوة و شعر بألم شديد ..سأل مباشرة" مارت..أين هزان؟ لقد رأيت ذلك الحقير يأخذها..هل اضعتها مرة ثانية؟" عبس مارت و قال" مع الأسف..لم نجده..لقد التهينا ببقية الرجال عندما خرج هو من البوابة الخلفية و ذهب..أنا آسف ياغيز" وضع ياغيز يده على جبينه و تنهد بحرقة ثم قال" لقد فقدتها مرة أخرى..انظر..رائحتها علقت بثيابي..لم يبقى لي منها سوى رائحتها..يالله..سأجن..سأفقد عقلي..كيف سأجدها الآن؟ اخشى أن يؤذيها ذلك الحقير" وضع مارت يده على كتف صديقه و قال" أعتقد أن همه الوحيد هو المال..ليس من مصلحته أن يؤذيها..سيتصل بك..أنا متأكد من ذلك" قال بعصبية" لكن متى؟ متى؟ " ساعده مارت على الوقوف و هو يقول" لنبلغ ماهر بالأمر..ربما يستطيع هو العثور عليه بسرعة..شخص كسونار صاحب سوابق من السهل ايجاده" صمت ياغيز ثم قال" أخاف على هزان..اذا علم سونار بأننا أبلغنا الشرطة فيمكن أن يؤذيها..اذا لم يتصل خلال اليوم..فسأضطر إلى اخبار ماهر..لن أقف مكتوف اليدين هكذا"...

انتظر ياغيز بقية اليوم أن يتصل به سونار..كان يتهيء له أحيانا ان الهاتف قد رن..ليعود و يصاب بخيبة أمل..يفقد أعصابه أحيانا..يصرخ..يلعن..يضرب ..ثم يهدأ..و ظل مارت بجانبه دون أن يتركه للحظة واحدة..كان يرى عذابه و قلة حيلته..كان يرى عجزه و حبه الكبير لهزان..كان يريد أن يساعده و أن يخفف عنه بأية طريقة..لكنه لا يجد أية وسيلة سوى الإنتظار المر..انتظار المجهول..مكالمة قد تأتي و قد لا تأتي..مصير غير معروف لفتاة قست الدنيا عليها بما فيه الكفاية ..و صار من حقها أن تنعم بالراحة و الطمأنينة و الإستقرار في حضن عائلة تحبها..مرت الساعات ثقيلة و بطيئة على ياغيز..ثم بحلول الليل..اتصل بماهر و طلب منه القدوم إلى منزل مارت..وصل بعد دقائق..صافح مارت و ياغيز و جلس..سأل بقلق" ياغيز ماذا حدث؟ لماذا تبدو متوترا هكذا؟" أجاب" سأخبرك بكل شيء بالتفصيل..أنا في حاجة ماسة إلى مساعدتك" ابتسم ماهر و قال" و أنا جاهز لمساعدتك دائما صديقي..أخبرني" اخذ ياغيز يروي له ما حدث..و ما ان أنهى كلامه..حتى ثارت ثائرة ماهر و اخذ يذرع الغرفة جيئة و ذهابا و هو يقول" كيف تفعل شيئا كهذا؟ لماذا لم تخبرني منذ البداية؟ لو أخبرتني لكان اختلف كل شي الآن..لكنت تجلس مع خطيبتك بهدوء في منزلكما..اوف يا ..ياغيز..لقد أخطأت" هز ياغيز رأسه و قال" نعم..أعلم ذلك..لكن..لقد خفت عليها..خفت أن يؤذيها ذلك الحقير..أنا آسف ماهر" ربت ماهر على كتفه و قال" افهمك..معك حق..لكن لا تقلق..سنجدها عاجلا أم آجلا" ..في شقة صغيرة في بناية قديمة..كانت هزان ما تزال مقيدة..لكن سونار نزع الكمامة عن فمها..قال" كلي..لا تنظري إلي هكذا..هل كنت تعتقدين أنني سأسلمك هكذا إلى ابن الأغنياء دون الإستفادة منه؟ أنت مخطئة..يجب أن آخذ أكبر مبلغ من المال..و أنت معه أيضا" صاحت هزان" معتوه..أعدني إلى خطيبي..و هو سيعطيك ما تريد..المهم أن تتركني و لا تؤذيني" ضحك سونار بصوت عال و قال" هل مكتوب كلمة غبي على جبيني؟ طبعا لن أفعل ذلك..أنا لن أعيدك إليه..مستحيل..أنت لي..حتى لو رفضتني..سآخذ منه المال و سنسافر معا إلى أبعد بقعة في الأرض..سنتزوج و نؤسس عائلة جميلة معا..على الأقل لتدفعي ثمن هذه الإعاقة التي كنت انت سببها"..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن