٣٣..مخطط شيطاني

2.7K 60 0
                                    

..في مكان آخر..كانت هزان تجلس على كرسي و هي تبكي بصوت مسموع..يقترب منها شاب ذو لحية..ملامحه مخيفة..له جرح في حاجبه..و عيون كلها شر..كان يعرج في مشيته..و يحمل مسدسا في يده..صاح بها" توقفي عن البكاء يا هذه..أنت الآن تحت رحمتي..لقد انتهت فترة الرفاهية التي كنت تعيشينها مع ابن الأغنياء..لقد تصرفت بتعقل عندما سمعت كلامي و كتبت له تلك الكلمات على الورقة..سيظن انك تركته و لن يبحث عنك..و عندها أكون أنا قد حصلت عليك..و بعد أن أعذبك و أنغص عليك عيشك كما فعلتي معي..قد ارميك له مقابل مبلغ من المال" نظرت هزان إلى سونار..ابن عمها الواقف امامها و قالت" اقتلني..انتقم مني و اقتلني..ذلك افضل لي من أن أكون معك" شدها سونار( فرحات في حب ابيض و اسود) من شعرها و قال"لن اقتلك..سأستمتع بتعذيبك أولا..ثم أفكر في ذلك" بصقت هزان في وجهه فصفعها بقوة حتى سقطت أرضا مغشيا عليها..فكر سونار جيدا..انها تحب ياغيز كثيرا..و هو يحبها ايضا..فلماذا لا يستفيد من الوضع..لو لم يهددها بأنه سيقتل ياغيز فور دخوله إلى المنزل لما قبلت بأن ترافقه و بأن توهم ياغيز بأنها تركته..ابتسم سونار بخبث و هو يختار أحد الأفكار الشريرة التي تدافعت إلى عقله تباعا..أيها يبدأ بها أولا..

ذرع ياغيز حديقة المنزل الخشبي جيئة و ذهابا..يفكر فيما حدث..يحاول أن يحلل كل شيء بطريقة منطقية و عقلانية..يضغط على نفسه لكي لا يسمح لقلبه بتولي الأمور..و إلا لكان غلبه و دفعه إلى تصديق أنها تركته و تخلت عنه بعد أن علمت بأنه خسر عائلته و كل شيء من أجلها..لكن لا..اذا ارادت هزان أن تتركه فلن تترك له رسالة بكلام جاف لا يشابه حبها المجنون..بل لربما كانت لتخبره بأنها تحبه للمرة الأخيرة ..أو لكانت وعدته بأن تبقى تحبه حتى ولو تفرقا..لكانت كتبت كلاما صميميا و شاعريا أكثر..لكن كلامها الجاف يوحي إلى شيء ما..إلى خروجها على عجل..إلى اضطرارها للخروج..إلى إجبارية تركها له ..مرر ياغيز اصابعه في خصلات شعره بعصبية و تأفف بضيق..يكاد يجن..لو كان هناك من اجبرها على تركه..فمن سيكون؟ ترى هل تتجرأ دويغو على فعل شيء كهذا؟ هل يصل بها الجنون إلى هذه الدرجة؟ ..لا يعلم..عقله سيتوقف من كثرة التفكير..و قلبه لا يستطيع سوى التألم لأنها ليست هنا الآن معه..قد يستطيع مقاومة الجميع و التغلب على كل المشاكل و المصاعب حين تكون معه..لكن أن تغيب عنه..و أن تترك مكانها شاغرا..ألا يستطيع أن يراها..أن يسمع صوتها..أن يحس بأنفاسها..أن يقبلها..أن يعانقها..و أن ينام بجانبها..فهذا يشبه الموت بالنسبة إليه..لم يكن يتصور انه سيصل في يوم ما إلى هذه الدرجة من العشق..أن يرتبط بشخص ما حد التماهي معه..فيصبحان واحدا..أن يتيه حبا بها و أن يختصر حياته فيها..فعندها يبدأ كل شيء..و عندها ينتهي..أن يتعود على وجودها و أن يستصعب غيابها إلى هذا الحد..كل هذه المشاعر قوية و جديدة بالنسبة إليه..لم يعرفها مع أية إمرأة قبلها..و لن يعرفها مع أخرى بعدها..كماله لا يكون سوى على يديها..هي فقط..دون الجميع..نظر بعيون دامعة إلى المنزل..لن يستطيع أن يدخله طالما ليست فيه..لن يستطيع ان يتحمل برودة الجدران و صمت المكان ..لن يقدر أن يبقى هنا و لا أن ينام هنا..دون أن تكون هي معه..وضع الرسالة في جيبه..ركب سيارته..و انطلق مسرعا بها..غفلت عين هزان قليلا ..رغم البرد الذي يجعلها ترتعد..و رغم بعدها عن حبيبها و كل حياتها ياغيز..رأته في منامها..ينظر إليها..يناديها..يفتح ذراعيه لها لكي ترتمي هناك..حيث أمانها و اطمئنانها..تحاول أن تركض نحوه..لكن حبالا تشدها إلى الخلف..و تبعدها عنه..تصرخ فلا يسمع صوتها..تبكي و تحاول الوصول إليه لكن دون جدوى..تنادي بإسمه بأعلى صوتها..تفتح عيونها و ينتهي الحلم..تنظر حولها..لا يوجد أحد..ضوء خافت في الخارج..وشوشة..تسمع طرقعة حذاء نسوي..كعب عالي..تحاول أن تسمع ما يقولون لكن دون جدوى..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن