٥٣..لننفصل

2.7K 56 0
                                    

أغلقت هزان على نفسها في غرفة الرياضة المخصصة لها..حاولت أن تركز و تبعد كل الطاقة السلبية من خلال اليوغا..لكن عقلها لا يتوقف عن التفكير..الحالة التي تجد نفسها فيها في كل لحظة تكاد تصيبها بالجنون..هذا الخوف الدائم..هذا الرعب من الفقدان..من حدوث مكروه لذلك الذي تختصر الحياة فيه..و في وجوده..كلمة الفقدان لا تخرج من تفكيرها..تحاصرها..و ترهبها..لم تستطع فعل شيء..جلست على الأرضية و ضمت ركبتيها إلى صدرها و وضعت رأسها عليهما..جعلت صوت الموسيقى عاليا لكي لا يسمع أحد صوت بكاءها..حبست دموعها طويلا..ثم انفجرت..كانت تعلم أنها إذا صارحت ياغيز بأمر الرسالة فسيتمسك بها و لن يسمح لها بالإبتعاد عنه و سيكون ذلك سببا في خسارته لحياته..فالتهديد جدي جدا..و القنبلة أكبر دليل على ذلك..و هي لن تسمح لذلك بأن يحدث..خرجت بعد لحظات من الغرفة..استحمت و بقيت في غرفتها..لم يكن لديها مزاج لكي تسمع حديث الزفاف و تحضيراته..و لم تكن قادرة على الجلوس مع ياغيز و أبويه دون أن ينفضح خوفها و رعبها..استلقت على السرير و أغمضت عينيها..سمعت صوت الباب يفتح و يغلق..عرفت انه ياغيز من رائحة عطره التي تسبقه..أبقت عيونها مغلقة..شعرت بثقل جسده على السرير بجانبها..ظن انها نائمة فاستند على مرفقه و أخذ يتأملها..داعب بأصابعه وجنتها و خصلات شعرها..التفتت إليه و أخفت رأسها في صدره..همس" حبي..هل أنت بخير؟" لم تجبه..سالت دموعها على خدها ..سمع صوت بكاءها المكتوم فوضع يده تحت ذقنها و رفع رأسها إليه..تغيرت ملامح وجهه و سأل بقلق" هزان..أنت تخيفينني..ما بك؟" نظرت إليه و قالت" ياغيز..لننفصل"

حملق فيها ياغيز للحظات ثم انفجر ضاحكا و هو يقول" مزحة سيئة..كاد قلبي يتوقف..اياك أن تمزحي مرة أخرى" نظرت إليه هزان بجدية و قالت" ياغيز..أنا لا أمزح..أنا أريد أن ننفصل" وضع ياغيز يده على وجهها و قال" حياتي..أعلم انك تمرين بفترة توتر صعبة..الحمل و الهرمونات و كل هذا..أستطيع تفهم ذلك..لكن.." ابعدت يده عنها و وقفت و هي تقول" ياغيز..توقف عن هذا..ما أقوله ليس بسبب الحمل..ما أقوله واضح جدا..لننفصل..لا أريد أن أتزوج ..أريد أن أذهب من هنا..لا أريد أن أراك مرة أخرى..دعني أذهب بعيدا..هذا كل ما أريده" انتفض ياغيز واقفا و صاح بها" هزان..حبا بالله ما هذا الذي تقولينه؟ ..كأنك شخص آخر يتكلم..مالذي حدث؟ أخبريني..من هددك؟ هل اتصل بك سونار؟ لا تخفي عني شيئا..لو سمحت..لا تفعلي هذا..أنا أعلم أنك تحبينني و سعيدة معي..تريدين أن نتزوج و أن نبني أسرة معا..لولا ذلك لما احتفظت بالجنين رغم الخطر على حياتك..لا تحاولي جعلي أصدق هذا الهراء الذي تقولينه..أخبريني بالحقيقة" هزت رأسها و قالت" لا..لا أريد أن أتزوج..لا أريد شيئا..أريد أن أذهب من هنا فقط..أن أبتعد عنك..أن أكون بعيدة جدا..هذا ما أريده" اقترب منها ياغيز و أمسك بذراعيها بعنف و هو يقول" هزان..لا تجعليني افقد صوابي..مالذي حدث لك هكذا فجأة؟ بدل ان تخفي عني و توهميني بأنك تريدين تركي..صارحيني بالحقيقة و أخبريني بما حدث"..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن