٥٤..لا تكذبي

2.4K 45 0
                                    

تجاهلت هزان الألم الذي شعرت به بسبب ضغطه على ذراعيها و قالت" ياغيز..اتركني..ليس هناك ما أخبرك به..ما أطلبه منك سهل و واضح..لننفصل..و ليذهب كل منا في طريقه..أريد أن أذهب..أريد أن أبتعد عن هنا" ابعد ياغيز يديه عنها و تراجع إلى الخلف و هو يمرر اصابعه خلال خصلات شعره بعصبية ..ذرع الغرفة جيئة و ذهابا و هو يتأفف بقوة..نظر إليها و قال" هزان..لن تنجحي في جعلي أصدق انك تريدين الإنفصال هكذا بدون سبب..لا بد أنك تخفين عني شيئا ما..أعطني هاتفك..لأرى من اتصل بك و جعلك تمثلين علي بهذه الطريقة السخيفة..أعطني" كان هاتف هزان في جيبها..ابتعدت عن يده الممدودة نحوها و قالت" لا تهذي..لم يتصل بي أحد..فكرة الزواج أخافتني..لا أريد أن اتزوج..لا أريد أن أبقى هنا..أريد أن أبتعد..أن أكون في مكان آخر لوحدي" اقترب منها مرة أخرى و أخذ يهزها بعنف و هو يسأل" و أنا؟ ماذا سيحدث لي من دونك؟ ألم تفكري بي؟ هل ستقنعينني الآن بأنك لا تحبينني و لا تفكرين بي؟ ها..قولي" ارتعدت هزان و حاولت أن تسيطر على دموعها التي تكاد تخونها و تمتمت" قد تكون مشاعري بدأت تتغير..قد يكون الحب بدأ ي.." قاطعها بأن احتوى شفاهها بين شفتيه في قبلة عنيفة..كلامها دفعه إلى الجنون و إلى التصرف معها بطريقة عنيفة..شعرت بأن أنفاسها تذهب سدى و بأن قلبها يكاد يتوقف..كان يلتهم شفتيها التهاما دون أن يسمح لها بأخذ نفسها حتى..وضعت يدها على صدره علها تنجح في جعله يتراجع إلى الخلف لكنها لم تستطع زحزحته و لو انشا واحدا..أمسك يدها و أبعدها عنه بأن لواها خلف ظهرها و واصل تقبيلها..لم تجدي محاولاتها في تمثيل البرود و الجمود امام جمر شفتيه الحارق..فبادلته قبلاته رغما عنها..

بعد لحظات ..رفع ياغيز رأسه عنها..كانت مغمضة العينين و صدرها يعلو و ينخفض جراء تنفسها السريع..نظر إليها بحب..سحبها نحوه و وضع جبينه على جبينها و هو يهمس" هزان..حبيبتي..لو سمحت..لا تفعلي هذا..أخبريني بما حدث..لا تكذبي علي و تحاولي اقناعي بهراء الانفصال و انتهاء الحب..صارحيني و دعينا نفكر معا..لو سمحت..سيكون ذلك أفضل لكلينا" صمتت هزان و لم تجد كلاما تقوله له..خوفها عليه يفوق كل شيء..خوفها من فقدانه يمزق قلبها إلى أشلاء..و تخشى أن تسبب في إيذاءه سواء إن أخفت عليه أو أخبرته بالحقيقة..ابتعدت عنه و قالت" ياغيز..دعني لوحدي لو سمحت" قال" هزان..ل.." قاطعته" لوسمحت..اتركني لوحدي..اريد ان ابقى لوحدي" نظر إليها ياغيز و قال" حسنا..سأخرج..لكن حديثنا سيتواصل..و لن تتوقف أسئلتي إلى أن تخبريني بالحقيقة..ليكن ذلك في علمك" و خرج صافقا الباب خلفه بقوة..انهارت هزان على السرير و قد أكلت الحيرة رأسها..لم تعد تعلم كيف تتصرف..تشعر أنها تختنق..بقدر ما توجعه و تؤلمه بحديث الفراق فهي توجع نفسها كذلك..بنفس القدر او ربما أكثر..تحبه أكثر من نفسها..و تخاف عليه كذلك..أكثر من نفسها و من حياتها..و تخشى أن تفقده بسهولة..أن تستكثر عليها الحياة هذه السعادة التي وجدتها بعد طول معاناة..أن توجعها بفقد أكثر ما تحب..أن تؤذيها و تصفعها من جديد..و هذا ما لن تستطيع تحمله هذه المرة..رن هاتفها من جديد لينتشلها من تفكيرها العميق..رسالة جديدة..كتب فيها" ساعات مضت ..و لم تتركي المنزل..لم تنفصلي عنه..يبدو أنك لم تأخذي تهديدي على محمل الجد..أنا لا أمزح..لكي تتأكدي من كلامي..ستصل هدية الآن إلى زوجك..ان حالفك الحظ و وصلت قبل فتحه لها فقد نجا..أما ان لم تصلي في الوقت المناسب..فأنا آسف" ارتعشت يد هزان بشدة حتى وقع الهاتف منها..وضعت يدها على قلبها الذي أخذ يدق بسرعة كالمجنون..هذا الرعب يكاد يقضي عليها..وقفت و خرجت تجري..وجدت ياغيز قد أخذ طردا سلمه له الحارس..هم بفتحه لكنها صاحت بأعلى صوتها" ياغيز..لاااااا"

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن