٢٠..عشق

4K 83 0
                                    

نظر حازم إلى ياغيز الذي كانت الراحة و السعادة جلية على ملامحه..قال" بني..لقد سررت كثيرا بالنجاح الذي تحصده الشركة و المنتج الجديد..و الحفل كان ممتعا و راقيا ليلة البارحة..أنا فخور جدا بك" قالت سيفنش" و أنا كذلك بني ..طوال الحفل كنت أرى في عيون الناس حسدهم لي و لأبوك لأنك ابننا..يتمنون لو كانوا مكاننا..فأنت مصدر فخر لنا..ليسعدك الله بني مثلما تسعدنا" ابتسم ياغيز و قال" أطال الله في عمركما و أبقاكما بجانبي طول العمر..لولاكما لما كنت ما أنا عليه اليوم..منكما آخذ قوتي و ثباتي..أحبكما كثيرا" ابتسم حازم و ربت على كتف ابنه و هو يقول" و نحن كذلك بني..لكن..أعتقد أن هنالك شخصا آخر موجود معك يعطيك السعادة و الدعم اللازم..هل أنا مخطئ؟" فوجئ ياغيز بسؤال والده لكنه لم ينكر بل أجاب" بلى..لم أتعود أن أخفي عنكما..أنا واقع في الحب..و الفتاة التي أحبها هي تميمة حظي و حب حياتي..منذ اليوم الذي رأيتها فيه تغيرت كل حياتي نحو الأفضل..انها مميزة حقا" قالت امه بلهفة" لماذا لا تعرفنا عليها إذا؟" أجاب" قريبا جدا سأعرفكما عليها..و سأعرف الجميع عليها..أريد أن تكون علاقتنا في النور و أمام كل الناس" قال حازم" يسعدني أن أراك سعيدا بني..سعادتك هي كل ما يهمني" ابتسم ياغيز بسعادة و أخذ يتناول طعامه المفضل و عقله مشغول بهزان التي تركها لوحدها..نامت هزان على الاريكة أمام التلفاز..تركته مفتوحا لكي لا تستوحش لوحدها في ذلك البيت البعيد و المهجور..اتصل بها ياغيز بعد ساعة و قال" جنم..كيف الحال؟ هل أنت بخير؟" ردت بصوت ضعيف" ايفيت..لقد كنت نائمة..و أنت؟ كيف كان عشاءك مع أهلك؟" أجاب" جيد..لقد جهزت لي أمي كل الأكلات التي أحبها..و تحدثنا عن العمل و الشركة ..و عنك انت ايضا" فتحت هزان عيونها و استوت في جلستها ثم سألت بقلق" ماذا؟ عني؟ كيف؟ و لماذا؟ ماذا أخبرتهم عني؟" ضحك ياغيز و قال" اهدإي..لم أذكر لهم اسمك..لكنني أخبرتهم أنني واقع في الحب..فطلبا مني أن أعرفهما عليك..لذلك وعدتهما بأن يكون ذلك في أقرب وقت" صمتت هزان ثم قالت بقلق" ياغيز..و ماذا ان عرفا شيئا بخصوص الماضي؟ هل سيتقبلانني بعدها؟ هل سيرضيان على علاقتنا؟ لا أعلم لماذا أشعر بخوف رهيب من الأيام القادمة" طمأنها ياغيز قائلا" ميراك ايتما جنم..لن يعرف أحد شيئا..و حتى اذا عرفا..فهل تتوقعين مني أن أتخلى عنك لأي سبب كان؟ هزان انت حياتي..لن أتخلى عنك أبدا مهما حدث" ابتسمت هزان و بقيت تتجاذب معه اطراف الحديث إلى أن ناما و بقي الخط مفتوحا..

مر اليوم الموالي سريعا في الشركة ..بين اجتماعات و جلسات و لقاءات مع صحفيين مهتمين بالنجاح الباهر الذي يحققه المنتج الجديد..حاسوب بمواصفات عالمية و يحتوي على برامج تشغيل و حماية متطورة جدا..انشغلت هزان بتجهيز ميزانية العام الجديد مع زليخة ..إلى أن انتهى الدوام و سمح ياغيز للموظفين بالمغادرة..جمعت هزان اوراقها و همت بمغادرة المكتب لكنها فوجئت بياغيز يقف خلفها..أغلق الباب و تقدم نحوها..رمى الاوراق على الطاولة و سحبها بقوة بين ذراعيه..لم يقل شيئا..لم ينطق بأي حرف..بل أخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة قالت كل ما لم ينطق به..لقد اشتاق اليها..و كان ينتظر اللحظة التي يكونان فيها لوحدهما لكي يعبر لها عن ذلك..دفء شفتيه و طعم قبلاته الساحر و رائحة عطره و جسده المميزة افقدت هزان وعيها و أجبرتها على الإستسلام له و على مبادلته قبلاته الهوجاء..كان يلتهم شفاهها التهاما..يمتصهما..يحتويهما..يعضعضهما..يمرر لسانه عليهما..ثم يجبر فمها على استقبال لسانه و مداعبة لسانها..شعرت هزان بأن ساقيها لم تعد قادرة على حملها و أن قلبها يكاد يفر من صدرها و أن أنفاسها تذهب أدراج الرياح..فلفت ذراعيها حول عنقه و القت بثقلها عليه..ضغط ياغيز على جسد هزان المختلج بين ذراعيه و واصل تقبيلها..و بعد لحظات..رفع رأسه و هو يهمس" لقد اشتقت إليك..كنت انتظر هذه اللحظة طوال اليوم..كدت أجن من شوقي اليك..ماذا تفعلين بي يا هزان؟" وضعت جبينها على جبينه و قالت تمازحه" و ماذا أفعل بك؟ هيا أخبرني" تنهد بعمق و قال" تأخذين عقلي من رأسي..تسكنينني..تستوطنينني..تحتلين تفكيري..و روحي..و جسدي..لو لم أكن أخشى أن يفاجئنا احد لأخذتك إلي هنا..و الآن..لكن" احمرت وجنتا هزان خجلا فقبل ياغيز كلتا وجنتيها و هو يقول" لا داعي للخجل حياتي..أنا و أنت أصبحنا شخصا واحدا..كلانا رأى الآخر بروحه قبل عينيه..و ربطنا الحب سوية قبل أن نرتبط بعلاقة رسمية..أحبك هزان" نظرت هزان إليه بعيون ملأتها دموع الفرح و همست" و انا أعشقك ياغيز" ابتسم ياغيز..عانقها بقوة..اختطف قبلة سريعة من عنقها قبل أن يفتح باب المكتب و يخرجا معا..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن