١٩..غيرة

5.7K 82 1
                                    

في المصعد..نظر ياغيز إلى هزان و قال" لا أعلم كيف سأستطيع تحمل يوم كامل من العمل دون أن تكوني بجانبي..أريد أن تكوني معي كل لحظة و كل ثانية..لا أريد أن يشغلك اي شيء آخر عني" ابتسمت و لامست وجهه بيدها ثم قالت" لن يشغلني اي شيء عنك..لا تقلق..أنت هنا" و أشارت إلى قلبها..نظر ياغيز إليها..ابتسم ثم اقترب و قبل مكان القلب في صدرها..و سرعان ما ابتعد عندما انفتح المصعد ..و هي تهم بالتوجه إلى مكتبها همس" سأشتاق إليك" ردت بصوت خافت" و أنا ايضا" ثم تحركت مبتعدة عنه..اما هو فبقي واقفا مكانه يتابعها بعيونه..اقتربت منه الما و قالت" غونايدن ياغيز باي..لقد وصلت الآلات الجديدة للمعمل..و السيد يونغ ينتظرك لكي تذهبا معا إلى هناك" قال" تمام..سنكون في المعمل طيلة الفترة الصباحية ..إذا احتجت إلى أي شيء فاتصلي بي" هزت برأسها و سبقته ..فتحت له باب المكتب حيث كان السيد يونغ ينتظره..صافحه و جلسا معا لبعض الوقت..شربا قهوة صباحية ثم ذهبا إلى المعمل..في قسم المحاسبة ..جلست هزان تراجع بعض الحسابات مع السيدة زليخة..نظرت من نافذة المكتب فرأت دويغو تدخل إلى الشركة و تسأل السكرتيرة عن ياغيز..شعرت بالإنزعاج منها و من وجودها..و تساءلت عن سبب مجيئها متمنية ألا تكون قد أتت لكي تفتعل مشكلة ما..وصل ياغيز بعد لحظات..و عبس مباشرة فور رؤيته لدويغو..فتح باب المكتب..سمح لها بالدخول و تبعها..جلس و جلست قبالته..سأل" خير..مالذي اتى بك إلى هنا؟"

نظرت إليه دويغو بحزن و قالت" ألهذه الدرجة صارت تزعجك رؤيتي؟ أبهذه البساطة نسيت ما كان بيننا؟ لماذا ياغيز؟ لماذا محوتني من حياتك؟ لماذا استغنيت عني بسرعة؟ لماذا لم تتمسك بي و لو قليلا؟ ..قد أفهم انك لم تعد تحبني..لكن ما لم أستطع استيعابه هو أنك تتجاوز علاقتنا و لا تسأل عني حتى مجرد سؤال..هذا كثير علي ياغيز" صمت ياغيز قليلا ثم قال" باك دويغو..انظري ..أنا أحترمك و اكن لك مشاعر المودة الصادقة..لم اكن اتمنى أن تنتهي علاقتنا بتلك الطريقة..لكن هذا لا ينفي انك تصرفت بطريقة سيئة و انت من اوصلتنا إلى نقطة اللاعودة..لن افتح دفاتر الماضي و لن ألومك على كل ما حدث..لا فائدة من ذلك..المهم..أريدك أن تعرفي أنني موجود إذا احتجت اي شيء..انتهاء علاقتنا لا تعني أنني لن أساعدك إذا احتجت إلى شيء..قولي..هل تريدين مني شيئا؟" مسحت دويغو دمعة سالت على خدها و أجابت" لا اريد منك شيئا..لم آت إلى هنا لكي اطلب اية مساعدة..اولا ..أتيت لكي اعتذر عما بدر مني سابقا ..عن تصرفي بوقاحة هنا في الشركة..و عن الكلام السخيف الذي قلته أمام مارت..و عن كل تصرف ازعجك..أنا آسفة" قال" اعتذارك مقبول..شريطة الا تتكرر تلك التصرفات" قالت" أعدك بأنها لن تتكرر..ياغيز..هل نستطيع أن نكون أصدقاء؟" صمت ياغيز قليلا ثم قال" أكيد..نستطيع أن نكون أصدقاء" ابتسمت دويغو بسعادة و اقتربت من ياغيز..صافحته و هي تقول" شكرا لك ياغيز..لقد أسعدتني كثيرا ..و بما أننا صرنا اصدقاء..أريدك أن تقبل دعوتي على حفلة عيد ميلادي غدا..أتمنى أن تأتي" هم ياغيز بإجابتها لكن طرقات على الباب منعته..قال" تفضل" دخلت هزان و هي تحمل بعض الاوراق..تعلقت عيون ياغيز بها و لمعت بطريقة ملحوظة..أما دويغو فرمقتها بنظرة باردة فيها ما فيها من الحقد و الكره و الحسد..اقتربت هزان من ياغيز و قالت" ياغيز باي..هذه الأوراق تحتاج إلى توقيعك" غمزها ياغيز بخفة و اخذ الأوراق منها و وقعها و هو ينظر إليها..سألت دويغو بنبرة غريبة" هل أنت موظفة جديدة هنا؟" التفتت إليها هزان و أجابت" نعم..توظفت منذ مدة..تشرفت بمعرفتك دويغو هانم" ابتسمت دويغو بخبث و قالت" اتعرفينني؟" قالت" ايفيت..أعرفك" قالت" لقد كنت خطيبة مديرك..اما الآن فنحن اصدقاء..سررت بمعرفتك يا آنسة" هزت هزان رأسها و اخذت الاوراق و خرجت..اما دويغو فتابعت نظرات ياغيز لهزان ثم قالت" لا تنسى أن تأتي إلى عيد ميلادي..لن أرضى بأي عذر..تمام" صافحها ياغيز و قال" تمام..غيليجام..سآتي" ابتسمت دويغو و فتحت الباب و خرجت..

انتهى الدوام و عادت هزان صحبة ياغيز إلى المنزل ..طوال الطريق كانت هزان تقاوم فضولها لكي لا تسأل ياغيز عن زيارة دويغو..كانت قلقة و متوترة..نظر ياغيز إليها و سأل" نولدو هزان ؟ لماذا تبدين قلقة؟" صمتت قليلا ثم أجابت" صراحة..لقد أزعجتني زيارة دويغو..أخشى عليك منها..ماذا كانت تريد؟" رد" لا داعي للقلق او الإنزعاج حياتي..لقد جاءت لكي تعتذر عما فعلته في السابق..و طلبت أن نكون أصدقاء" قالت بسرعة " و أنت ؟ بم أجبتها؟" ابتسم و قال" لقد قبلت..علاقتي بدويغو انتهت..لكن هذا لا يمنع أننا نستطيع أن نكون أصدقاء..هناك الكثير من الذكريات التي تجمعنا..لا داعي للقلق" تجهم وجه هزان و لم تقل شيئا..وضع ياغيز يده على يدها و هو يقول" جنم..ماذا يحدث؟ اكره ان أرى الحزن و القلق يرتسمان على ملامح وجهك..قولي..مالذي يزعجك؟" همست هزان" اغار منها..أكره ان اراها قريبة منك..أخشى عليك منها..أخشى أن تأخذك مني..أخشى أن تبعدك عني..أخشى أن تفرقنا..لا استطيع تحمل ذلك" احاط ياغيز كتف هزان بيده و قربها منه لكي تضع رأسها على كتفه و قال" أولا..لن ينجح اي احد في أخذي منك او في تفريقنا..ثانيا..لا أحد يعلم بعلاقتنا..لذلك لا تخافي من دويغو..و ثالثا..تأكدي أنك انت فقط الموجودة في قلبي و في عقلي..و نساء الارض لا يعنين لي شيئا..إهدإي حياتي" نظرت هزان إليه و قربت فمها من ذقنه..قبلته بخفة و وضعت يدها على صدره..وصلا إلى المنزل..فدخلت هزان اما ياغيز فبقي واقفا بالباب..قال" جنم..أنا ذاهب إلى المنزل..لقد اتصل بي والدي و طلب مني أن أتناول طعام العشاء معه و مع امي..و سأنام هناك ايضا..سأتصل بك كل ساعة لكي أطمئن عليك..رغم أنني افكر بأن اعتذر لهما و أبقى معك..لكن" قاطعته" هايير جنم..اذهب إلى والديك..يجب أن تهتم بهما و تقضي معهما أكثر وقت ممكن..يحق لهما ذلك فأنت ابنهم الوحيد..سأكون بخير..لا تقلق" عانقها ياغيز بقوة ثم قبلها قبل أن يخرج و يتركها..غيرت هزان ملابسها و استلقت على الأريكة و اخذت تشرب فنجان قهوتها..أما ياغيز فوصل إلى منزل أهله..وجد أمه قد أعدت عشاء دسما به كل الأطباق التي يحبها..قبل أمه و والده ثم جلس معهما على الطاولة..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن