٣١..مواجهة قوية

3K 74 4
                                    

في منزلها..جلست دويغو أمام التلفاز تنتظر خبر انفصال ياغيز عن هزان بسبب تسريب تلك المعلومات عن ماضيها السيء..معلومات دفعت من أجلها الكثير من المال لمساعد الضابط ماهر..كانت قد بحثت عن سجل قانوني لهزان في أي فرع للشرطة علها تجد ما تدينها به في عيني ياغيز و عائلته و تؤلب عليها الصحافة و المجتمع..فكان ما وجدته في فرع الآداب عبارة عن قنبلة تمنت أن تنهي ما بين ياغيز و هزان بأقصى سرعة ..بثت القناة الأولى التصريح التوضيحي لياغيز كاملا..سمعت دويغو بانتباه و جن جنونها بعد ما سمعته منه..رمت الكأس الذي كان في يدها ارضا فتحطم إلى قطع صغيرة..أخذت تصرخ بأعلى صوتها كالمجانين..لعنت و شتمت و توعدت..ثم انهارت على الاريكة و هي تشعر بأن كل مخططاتها ذهبت أدراج الرياح..في المساء..كانت هزان جالسة مع ياغيز يشاهدان التلفاز عندما وقفت و هي تقول" سأعد طعام العشاء..يبدو أنك تريد لنا أن نبقى جائعين..كلماحاولت أن أدخل إلى المطبخ منعتني" وقف ياغيز و أمسك يدها و قال" لا..لن نبقى جائعين..بل سأصطحبك للعشاء في الخارج" هزت هزان رأسها بالنفي مباشرة و قالت" لا..لا..طبعا لا..لن نخرج إلى الخارج بعدما حدث اليوم..لن اضعك في هذا الموقف..ستضطر لمواجهة اناس سيتقصدون رمي الكلام علينا..سيزعجوننا و يقضون على أمسيتنا..لا..لنبقى في المنزل و سأعد لك ألذ عشاء" اقترب منها..وضع يديه على وجنتيها و همس" لن نختبئ هنا..لن نسمح لأحد بأن يزعجنا..لم نفعل شيئا نخجل به..سنظهر أمام الجميع..يدا بيد..سنتناول طعام العشاء..و سنقضي سهرة ممتعة..سيرانا الجميع..و سيعلمون أننا لن ننهزم أبدا..لن ينجحوا في تفريقنا او اخافتنا..هيا..لنغير ملابسنا" بقيت واقفة فحملها بين ذراعيه و أدخلها إلى غرفة النوم..في مطعم فاخر يقع في قلب مدينة اسطنبول..جلس ياغيز الذي ارتدى قميصا ابيضا و سروالا أسودا قبالة هزان التي اختارت لنفسها فستانا اسودا طويلا بأكتاف مكشوفة و حزام ذهبي في وسطه..

كانت هزان مضطربة و قلقة ..لأنها كانت ترى عيون الموجودين التي تتأملها و أفواههم التي تلوك سيرتها و سمعتها..طأطأت رأسها و هربت بعينيها منهم..لاحظ ياغيز ذلك فوضع اصبعه تحت ذقنها و قال" حياتي..ارفعي رأسك..لا تسمحي لأحد بأن يجعلك تحنين رأسك طالما لم تفعلي شيئا تخجلين به" نظرت إليه و قالت" لكن..انظر..انهم يتحدثون عني..و عنا..و ينظرون إلينا بعيون كلها اتهام و احتقار..لقد أخبرتك أنني لا أريد أن أضعك في هذا الموقف..لو كنت لوحدي لما كنت اهتممت بهم..لكن لا أريد لأحد أن يتحدث عنك أو .." قاطعها" لا يوجد انا و أنت..يوجد نحن..نحن معا ..أحدنا لا يكتمل سوى بالآخر..ما يمسك يمسني..ما يزعجك يزعجني..و ما يؤذيك يؤذيني..نحن شخص واحد..و سنواجه كل شيء معا..سنعيشه معا..سنفرح معا..و نتألم معا..لا تهتمي بأحد..انظري إلي أنا فقط..و انسي هؤلاء التافهين الموجودين حولنا" ابتسمت هزان و قالت" ماذا أفعل معك أنت؟ ترى هل أستحق كل هذا الذي تفعله معي؟ هل توجد طريقة لكي أحبك بها أكثر من هذا؟ ..لولاك لما كنت سأعرف ماذا أفعل..من الجيد أنك موجود" وضع ياغيز يده على يدها و همس" و أنت أيضا..من الجيد أنك موجودة في حياتي..لولاك و لولا حبك لما كنت سعيدا إلى هذه الدرجة..شكرا لك حبيبتي" على طاولة مجاورة..تعمدت سيدة رفع صوتها و هي تقول" لو كنت مكانها لدفنت نفسي بالحياة..وقحة..تظهر أمام الجميع دون حياء" قال آخر" لا يشرفنا أن تجلس هنا معنا..يجب أن تخرجوها من هنا..هذا مطعم محترم..لا يجوز لأصحاب السمعة السيئة أن يدخلوا اليه" قالت أخرى" بلا حياء..وقاحة تفوق الحد..كيف تتجرأ و تضع عيونها في عيون الناس؟" سمعت هزان ذلك الكلام المؤذي دون أن تبدي أية ردة فعل..لمعت الدموع في عينيها..و شعرت بأنها تختنق..همت بالوقوف لكن ياغيز وضع يده على يدها و هو يشير إليها بالجلوس..بقيت مكانها فوقف و قال" لو سمحتم..أعيروني انتباهكم..لقد سمعت كما سمعت خطيبتي كلامك الجارح..هذه الفتاة ستصبح زوجتي..و لا اسمح لأحد بأن يجرحها..كرامتها من كرامتي..و كل ما يؤذيها يؤذيني..تكلمتم عنها فقط..لسبب وحيد..هو انها إمرأة..يدينها كل ما تفعله أو تقوله..ان أخطأت فيجب قتلها و دفنها..ان ارادت أن تتوب و تصلح أخطاءها لا تسمحون لها و لا ترحمونها..ماذا تريدون منها أن تفعل؟ كيف تريدون لها أن تعيش؟ لو كانت رجلا لما تكلمتم عنها..لما تجرأتم على فتح أفواهكم في حقها..عندما يعاشر الرجل عشرات النساء فتلك فحولة و رجولة..لا يعتبر ذلك خطأ او رذيلة..لا تتجرأون على محاسبته أو الكلام عنه..مجتمع بعقلية سيئة.."

حملق الموجودون في ياغيز الذي واصل بكل ثقة" لن يخطر على بالكم مثلا أن تتساءلوا عن الأسباب التي قد تدفع بفتاة مسكينة إلى العمل في مكان مشبوه..لن تأبهوا إلى قسوة حياتها او ظروفها التي قد تجبرها على التخلي عن أغلى ما تملك..لن تستفيق ضمائركم و تشجعكم على مساعدة أولئك الفتيات أو حمايتهم بطريقة أو بأخرى..لن تعطوهن فرصة للتوبة أو العودة عن طريق الخطأ..ستقسون عليهن أكثر من الحياة..و ستزيدون عذابهن و تجعلوهن يتألمن أكثر فأكثر..لذا لو سمحتم..لا تتكلموا و لا تفتحوا أفواهكم..احتفظوا بآرائكم لأنفسكم..و توقفوا عن نهش لحم النساء..و خاصة هذه المرأة الطاهرة التي تجلس أمامكم..هذه المرأة ستصبح زوجتي..و أنا الرجل الأول و الأخير في حياتها..يشرفني أن أكون زوجها ..و سأرفع رأسي بها دائما أمامكم و أمام غيركم..أمسية رائقة للجميع..و عذرا على الإطالة..تستطيعون مواصلة عشاءكم..صحة و عافية" وضع كل واحد رأسه في صحنه و صمت..ابتسم ياغيز و هو يرى نظرات هزان العاشقة و الممتنة له..اشار إلى النادل بأن يضع موسيقى هادئة و التفت إلى هزان..مد لها يده و قال" هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟" وقفت هزان و وضعت يدها في يده فجذبها بين ذراعيه و أخذ يراقصها تحت انظار كل من كان في المطعم..كانت كل ثانية تقضيها مع ياغيز تساوي عمرا بأكمله..يمنحها الثقة و الحب و الحنان..يدعمها و يساندها و يدافع عنها..يضعها على رأس أولوياته و يوليها كل اهتمامه..يحتويها و يخفيها عن الجميع..لا يسمح لأحد بأن يمسها لا بعيونه و لا بكلامه..يحميها و يدللها و يغدق عليها مشاعره دون حساب..تعشقه..تذوب به حبا..و كيف لها الا تفعل ذلك؟ ..نظر إليها و سأل" فيم تفكرين؟" أجابت" فيك..كما يحدث دائما..ياغيز..أنا أعشقك..و أريد أن يكون لي قلبان أو أكثر لكي أستطيع بأن أحبك أكثر"

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن