٢٤..أسامحك بشرط

3.8K 81 0
                                    

تأففت بضيق و راحت تحاول تهدأة نفسها..ما حصل قد حصل الآن..و لا فائدة من التفكير فيه..ستنسى غيرتها لبعض الوقت..ستتركها جانبا..و ستجعل حبها الكبير هو المتكلم الوحيد..اتصلت بياغيز و قالت" ياغيز..تعالى إلى هنا..أنا انتظرك" رد بنبرة قلقة" تمام....أنا قادم" ..أنهت هزان تجهيز الطاولة ..ارتدت فستانا قصيرا زهري اللون و اطلقت شعرها الطويل على كتفيها..وضعت مساحيقها و رشت من عطرها..و فتحت الموسيقى و أضاءت الشموع في انتظار وصول حبيبها..نظرت هزان إلى الساعة المعلقة على الحائط..انها تشير إلى الثامنة ليلا..ابتسمت و هي تسمع صوت المفتاح ..لقد وصل ياغيز..دخل يحمل باقة ورود ضخمة بألوان حمراء و بيضاء و وردية و علبة صغيرة كهدية..نظر إلى هزان الواقفة بجانب الطاولة ..تأملها للحظات..كانت فاتنة في فستانها القصير الملتصق بجسدها..و بشعرها الليلكي الطويل..و بابتسامتها الجميلة المرسومة على شفتيها..اقترب منها و قال" مساء الخير حياتي" و مد لها باقة الورود و الهدية..أخذتهما منه و قبلت خده ثم قالت" مساء النور حبيبي ..شكرا لك على الورود و الهدية" ابتسم ياغيز و هو يرى الطاولة الممتلأة بأشهى الأطباق ..جو رومانسي..شموع حمراء ..موسيقى هادئة..و الحب يخيم على كل زاوية من زوايا المنزل..سأل" هل أنت من أعد كل هذا؟" أجابت" نعم..أردت أن أعتذر لك عما بدر مني صباح اليوم..لم يكن يجب أن أتصرف بتلك الطريقة الفظة..لكنني كنت.." اقترب منها ياغيز..وضع اصبعه على شفتيها و قال" لا..لا تعتذري..أنا من يجب أن يعتذر..لقد أخطأت لأنني وثقت في دويغو و أعطيتها الفرصة لكي تنفذ مخططها..لكن أقسم لك أنني لم أكن واعيا..و أصلا لا اتذكر ما حدث..لو كنت واعيا لما اقتربت منها أبدا..هي لم تعد تعني لي شيئا منذ اليوم الأول الذي رأيتك فيه..هل تصدقينني؟" صمتت هزان للحظة..اندفعت إلى خيالها تلك الصور المزعجة و كلام دويغو المستفز..أغمضت عينيها بقوة كأنها تطرد كل ذلك من عقلها..نظرت إلى ياغيز و قالت" نعم..أصدقك حبيبي..ما حدث حدث الآن..و لن أسمح له بأن يبعدنا عن بعض..لن أسمح لتلك المجنونة بأن تفرق بيننا..ياغيز..أنت أغلى من حياتي..أنت الشيء الوحيد الجيد الذي حصل لي منذ يوم ولادتي..لذلك لن اتخلى عنك أبدا..لأنني إذا تخليت عنك فإنني أكون قد تخليت عن حياتي" احتوى ياغيز وجهها بين ذراعيه..طبع قبلة رقيقة على شفتيها و همس" هزان..أنا اعشقك..أتنفسك..أحبك..أموت فيك..أقسم لك أن نساء الأرض لا تعنين لي شيئا..انت المرأة الوحيدة التي أريدها حتى آخر نفس..حتى آخر لحظة في حياتي" عانقته هزان بقوة ثم ابتعدت و هي تقول" هيا لنأكل قبل أن يبرد الأكل" ابتسم ياغيز و جلس ثم قال" ألن تفتحي هديتك؟" اجابت" بلى..سأفعل" فتحت العلبة فوجدت فيها زجاجة عطر فاخر رائحته ساحرة و عقد ألماسي به حجر زمرد أخضر..
نظرت هزان بعيون دامعة إلى ياغيز و قالت" حبيبي..شكرا لك..انها المرة الأولى التي اتلقى بها هدية في حياتي..شكرا جزيلا..انها رائعة" ابتسم و قال" المهم أنها أعجبتك..أنت الهدية التي اعطاني اياها القدر و التي سأشكر ربي عليها دائما" قبلته هزان ثم جلست قبالته..تناولا طعامهما الذي مدح ياغيز لذته و طعمه المميز..بعد العشاء..رقصا معا على أنغام الموسيقى الرائعة..تعلقت هزان بكتفي ياغيز و وضعت رأسها على صدره..تنهدت بعمق و قالت" ياغيز..لقد جننت من الغيرة عليك..أريدك لي وحدي..لا أريد لأية امرأة أخرى أن تشاركني فيك" ضغط عليها بين ذراعيه و همس" لن تشاركك في أية إمرأة ..أنا لك وحدك..كوني واثقة من ذلك" رفعت هزان رأسها و قبلت ذقنه بخفة ثم قالت" حبيبي..كن حذرا من تلك المجنونة دويغو..لقد جاءت إلى هنا اليوم و أكدت لي بأنها ستفعل كل شيء لكي تستعيدك" نظر إليها ياغيز و سأل" ني؟ ماذا؟ جاءت إلى هنا؟ لقد تجاوزت كل الحدود..و يجب أن تقف عند حدها..هذه وقاحة و قلة أدب..بماذا أزعجتك؟ هل تكلمت معك بطريقة وقحة؟" عبست هزان و أجابت" لقد أفهمتني أنها ستأخذك مني بأية طريقة..و انك تحبها..و لا تحبني..و.." صمتت فجأة فقال" و ماذا؟ هل فعلت لك شيئا؟ قولي لو سمحت" قالت" لقد أرتني صورا لكما و أنتما معا في السرير..صور حميمة و ..اوف..لقد أزعجتني كثيرا" توقف ياغيز عن الرقص و قال بعصبية" تبا لها..ليلعنها الله..كم هي وقحة و مجنونة..لم اكن اتوقع أن يصدر منها هذا النوع من التصرفات..حقيرة..انها حقيرة..تبا لها" ثم التفت إلى هزان و قال بصوت مبحوح" هزان..سامحيني..اغفري لي كل هذا الألم الذي جعلتك تعيشينه..انت لا تستحقين هذا مني..أرجوك سامحيني..أقسم لك أنني لم أكن واعيا" همت هزان بأن تجيبه لكن رنين هاتفه قاطعها..قال ياغيز" افندم مارت..هل ظهرت نتيجة التحاليل..نعم..كنت متأكدا من ذلك أساسا..شكرا لك صديقي..سنتكلم لاحقا" نظر ياغيز إلى هزان و قال" لقد تأكدت من انها وضعت لي مادة مخدرة..انه نوع من المخدرات القوية..لقد أجريت فحص دم..و ظهرت النتيجة منذ قليل..لا أبرر لنفسي ما فعلته..لكن.." قاطعته هزان بأن وضعت اصبعها على شفتيه و قالت" و أنا أيضا..كنت متأكدة من انه مخطط منها..قبلت اعتذارك..و أسامحك بشرط" سأل" ما هو" أجابت" أن تعوضني عن ليلة البارحة"..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن