٣٧..مساومة

2.8K 60 0
                                    


كتب ياغيز الرقم الأول على هاتفه ففوجئ بأنه رقم الدكتور مصطفى إينملي صديق والده..ارتعدت يد ياغيز و التفت إلى مارت و قال بنبرة قلقة" انه رقم الدكتور مصطفى..ترى لماذا اتصلت به؟ ترى هل أصاب هزان مكروه؟ هل آذتها؟ اقسم انني سأقتلها بيدي ان لمست شعرة من رأسها" نظر مارت إلى صديقه و قال" ياغيز..اهدأ..يجب أن نتثبت أولا..قد تكون احتاجت إليه في امر يخصها لذلك اتصلت به" زم ياغيز شفتيه و قال" ربما..سنتأكد..هيا نذهب إليه" هز مارت رأسه بالنفي و قال" الساعة متأخرة..مستحيل أن نجده في هذه الساعة..سنذهب إليه غدا صباحا" رد ياغيز" لا..لن انتظر إلى الصباح..أنا أعرف منزله..هيا نذهب" لم يجد مارت مايقوله له ..كان مصرا و قلقا و خائفا و لن يستطيع منعه..تناولت هزان طعامها و اخذت ادويتها و بقيت مستلقية في سريرها مقيدة الساقين ..سمعت صوت خطوات فأغمضت عينيها و تظاهرت بالنوم..تكلم سونار" نعم ..انها نائمة..نعم..لقد حرصت على أن تأكل و تأخذ علاجها..لا..لا تقلقي..كل شيء على ما يرام..اوه..جيد..يعني انه عاد إليك و تخلى عنها..حسنا اذا..سأتصرف أنا الآن..لآخذ ما أريد ..أتعتقدين أنه سيدفع من أجلها؟ ..معك حق..سأحاول..تمام..تصبح على خير" و خرج..جمدت هزان في مكانها و هي تحاول تفسير ما سمعته منذ قليل..أيعقل أنه يتكلم عن ياغيز..و من هذه التي سيتركها لأجلها..معقول أن تكون دويغو متورطة في عملية اختطافها..لم تجد هزان أجوبة شافية لأسئلتها لكنها رجحت ان يكون ما فكرت فيه هو الأصح...طرق ياغيز باب منزل الدكتور..فتح له و هو يفتح عيونه بصعوبة كأنه افاق لتوه من نوم عميق..سأل" ياغيز ..مرحبا..هل انت بخير..هل والدك بخير؟" اجاب" نعم..بخير..جئت لكي أسألك عن الأمانة التي تركتها دويغو لديك..هل هي بخير؟" حاول الرجل الإنكار و هو يقول" عن اية إمانة تتحدث؟ أنا لا أفهم شيئا" اقترب منه ياغيز و قال بنبرة باردة" انظر..انت صديق والدي..و لا أريد أن أستعمل معك طريقة أخرى..أخبرني..أين هزان؟..".. حملق الطبيب في ياغيز الذي بدا الغضب باديا على وجهه..ارتعد صوته و هو يجيب" لا أعلم أين هي بالضبط..لقد اتصلت بي سيدة دويغو  و طلبت مني أن ارافقها لكي أعاين مريضا..أغمضت لي عيوني و ذهبنا إلى مكان مهجور..كأنه معمل او مصنع قديم..هزان هناك" سأل ياغيز بلهفة" هل هي هناك؟ هل رأيتها؟ هل هي بخير؟ هل كانت مريضة؟ اجبني لو سمحت" أجابه" نعم..لقد كانت هناك..كانت تعاني من سوء تغذية و .." صمت فجأة فأمسكه ياغيز من ياقته و هزه بعنف و هو يقول" و ماذا؟ هل أصابها مكروه؟ هل آذوها؟" رد" لا ..لا تخف..انها حامل..طبعا حسب المعاينة الأولية..لكنني اخذت عينة من دمها و ارسلتها إلى التحليل..غدا تظهر النتائج..لقد طلبت مني أن أساعدها لكنني خفت..دويغو تهددني بأنها ستفضح اجرائي لعمليات غير قانونية" أفلته ياغيز و قد امتلأت عيونه بالدموع..نظر إلى مارت الواقف قريبا منه و قال" أسمعت يا صديقي؟ هزان حامل..سأصبح أبا..حبيبتي حامل..لا اصدق..مارت..يجب أن أجدها..اونو بولمام لازم..اخشى أن تؤذيها تلك المجنونة اذا عرفت بحملها" قال الطبيب" لم أخبرها..لقد قلت انها تعاني من سوء تغذية..و اعطيتها بعض الفيتامينات..لا تقلق..انها بخير" مرر ياغيز أصابعه في شعره و قال" يالله..ساعدني..يجب أن أجدها..لا يجب أن أتركها هناك" اقترب منه مارت و امسكه من ذراعه و هو يقول" سنجدها..سنصل إليها" ثم التفت إلى الطبيب و سأل" ألن تعود لمعاينتها مرة أخرى؟" هز الطبيب رأسه و اجاب" نعم..بعد غد" هز ياغيز رأسه بالنفي و قال بعصبية" لا..لن انتظر إلى الغد..لن أستطيع الإنتظار..يجب ان اصل إليها و أخرجها من هناك..دكتور..هل كان هناك رجال في المكان؟" رد" نعم..اربع رجال..احدهم اسمه سونار" حملق ياغيز فيه و قال بنبرة خوف" سونار..لا..مستحيل..انه ابن عمها الذي يكرهها..هل يمشي أعرجا؟" اجاب" نعم..انه أعرج..و وجهه يوحي بالإجرام"

هم ياغيز بإجابته لكن هاتفه رن..أجاب بعصبية" افندم" على الطرف المقابل قال صوت غريب" ياغيز ايجمان" قال" نعم..أنا" قال الصوت" هناك أمانة تخصك لدينا..هل تريدها؟" سأل" عن أية امانة تتحدث؟" اجاب" هزان..خطيبتك..هل تريد استعادتها..أم نتصرف معها على طريقتنا" جن جنون ياغيز و أخذ يصيح" اياك..احذر..سأقتلك ان لمست شعرة من رأسها..هل سمعت أيها الحقير..ماذا تريد؟ أخبرني" قال" أريد مليون ليرة..يجب أن تكون جاهزة في الغد..و سأعيد الإتصال بك لكي أخبرك عن المكان..كن جاهزا و انتظر اتصالي" صاح ياغيز" لا تغلق..أريد أن أسمع صوت هزان..اسمعني صوتها يا هذا..حقير" أغلق الآخر الخط فتأفف ياغيز بصوت مسموع و لكم الحائط بيده..أمسكه مارت و قال" ياغيز..لا تفعل..اهدأ لو سمحت..ما رأيك أن نبلغ الشرطة؟" هز برأسه و قال" لا..أخاف أن يؤذي هزان..لن أسمح بأن يصيبها مكروه..سأوفر له المال و استعيدها" قال مارت" ياغيز..لا تهذي..من أين ستجهز له مليون ليرة..انه مبلغ كبير" قال" لا يهمني..المهم أن تعود هزان إلي سالمة هي و ابننا..أقسم أنني سأقتل من يمسها بأي أذى..لن أرحم أحدا" نظر مارت إلى الطبيب و قال" ألا تستطيع أنت مساعدتنا؟"..

تميمة حظي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن