(تم التعديل )
وقفت مارجريت تتكئ على عتبة باب غرفة داني وحدقت بعدوها الذي بدا رجلا في اواخر العشرينات يرتدي معطفا طويلا وحذاء قاسي تملاه التربة والغبار .
كان ممسكا بداني بين ذراعيه وينحني نحوه كأنه يكلمه .
تمعنت به مجددا وفكرت انه يبدو مألوفا بشكل غريب .
وتنبه الرجل لوجودها فهمس بكلمات قليلة لداني ووضعه في سريره , ثم نفض يداه واستدار ليواجه مارجريت التي ارتعدت خوفا لدى رؤيتها لتلك النظرة في عينيه .
وقال بصوت عميق هادئ وكأنه استعد كثيرا لهذا اللقاء .
" انسة كينغستون , سرني رؤيتك مجددا "
تمتمت مارجريت بعصبية ظاهرة
" ما الذي تريده ؟ "
ضحك بخفة وتقدم نحوها بخطوات ثابتة وبطيئة فتراجعت عدة خطوات رافعة سكينها دون اخفاضها , لكنها اصطدمت في حين غرة بعدة رجال وقفوا خلفها يسدون المخرج .
استدارت بتوتر وهلع لتقابل ما يقارب خمسة رجال متسلحين بأسلحةعلقت على اكتافهم العريضة , فبدت كأنها في شرك محاصرة.
اعادت نظرها نحو الرجل الغريب الذي ابتسم بسخرية ورفع يده ليعبث بخصلات شعره الحريرية ذات اللون الاسود الفاحم .
" مارجريت كينغستون , ان لم تأت معنا سيتحتم موت احدهم "
عقدت مارجريت حاجبيها بتفكير وقررت الاقدام على خطوة متهورة قد تنقذها وقد تكلفها حياتها .
لن تستسلم وترضخ لمشيئة خاطفين لا تعلم عن غايتهم شيئا.
وقفت بثبات وقالت بثقة تخفي خلفها هلع وخوف هائلان
" اذا يجب على احد ان يموت كي انجو بنفسي "
اوما الغريب برأسه موافقا ونظرة تهديد ووعيد تملا عيناه الرماديتين
" بالضبط , فهل تقبلين بموت طفلك ام ستأتين معنا بهدوء دون اثارة اي متاعب ؟"
اجاب مبتسما بقسوة فردت مارجريت بثقة" ومن قال ان طفلي هو من سيموت ؟ "
واستدارت بحركة سريعة لتطعن اكبر الرجال حجما في صدره تماما .
ذهلت من نفسها لكن ليس بقدر دهشة الرجال الذين لم يتوقعوا للحظة ان فتاة مثلها ستقدم على فعلة كهذه .
وقفت مكانها للحظة ثم ما لبثت ان اسرعت بالتنحي جانبا بينما يقع الرجل المصاب ارضا .
ادركت للحظة ان امامها اقل من دقيقتين لإكمال خطتها والهرب بطفلها بعيدا بينما يتجمع الرجال حول صديقهم المصاب , ولاحظت انها اصابت باختيار الرجل الذي طعنته فيبدو انه رجلا مهما نسبة لأصدقائه اللذين اندفعوا نحوه محاولين ايقاف نزيفه المتواصل .
واسرعت تركض نحوه طفلها بعد ان هرع الرجل الغريب نحو زميله , وحملت داني بين ذراعيها متذكرة بعض الدروس في الدفاع عن النفس التي تلقتها سابقا.
فكرت مارجريت انه من الغريب كون رجال مجرمين كهؤلاء يبالون لأحدهم الاخر ويهتمون بسلامة زملائهم .
توقفت عن اضاعة وقتها في التفكير المتواصل وأدركت انها قضت مدة تكفي ليلاحظ الغريب محاولتها للهرب .
فأسرعت نحو النافذة وتعلقت بإطارها في يدها اليسرى بينما بقيت ممسكة بصغيرها في اليد الاخرى لتتسبب في بكائه دون ان يدرك كم العناء الذي تقاسيه والدته في انقاذه .
وأنزلت مارجريت جسدها لتقابل قدميها قرميد الطابق الاول حيث اصبحت على بعد طابق واحد من الارض .
هي تعلم ان هذه القفزة ستؤذي طفلها الرضيع , لكنها ستحميه مهما كلفها الامر .
وبحركة واحدة احاطت به بذراعيها لتحتضنه وتحبسه بوسيلة دفاعها الوحيدة , ثم قفزت فاصطدمت قدماها بالارض الصلبة وكادت تفقد توازنها وتقع ارضا .
وازنت خطواتها بصعوبة وتسللت الحرارة الى جفونها حين ادركت انها كادت تقتل ابنها بهذه المحاولة , تشوشت رؤيتها بسبب تلك الدموع التي رفضت النزول .
وبسرعة ابتسمت حين لاحظت بكاء داني والذي لم يتأذى جراء قفزتها .
أنت تقرأ
احببت قاتلي .!! ❤( قيد التعديل )
Mystery / Thriller( سيتم تعديل الرواية خلال الشهر الحالي ، وسيشار ب √ لكل بارت تم تعديله وتجهيزه ، اتمنى منكم التفهم ) تحت السماء البنفسجية ، تقع غرفة الغسق ، بجمالها وتالقها ، هناك حيث ولدت معها ذكرياتي الدامية بحلوها ومرها حيث قبع قلبي في دوامة الحب ، لاجد العالم...