chapter 2

73.2K 1.9K 201
                                    

 (تم التعديل )

وقفت مارجريت تتكئ على عتبة باب غرفة داني وحدقت بعدوها الذي بدا رجلا في اواخر العشرينات يرتدي معطفا طويلا وحذاء قاسي تملاه التربة والغبار .

 كان ممسكا بداني بين ذراعيه وينحني نحوه كأنه يكلمه .

 تمعنت به مجددا وفكرت انه يبدو مألوفا بشكل غريب .

 وتنبه الرجل لوجودها فهمس بكلمات قليلة لداني ووضعه في سريره ,  ثم نفض يداه واستدار ليواجه مارجريت التي ارتعدت خوفا لدى رؤيتها لتلك النظرة في عينيه . 

وقال بصوت عميق هادئ وكأنه استعد كثيرا لهذا اللقاء .

" انسة كينغستون , سرني رؤيتك مجددا "

تمتمت مارجريت بعصبية ظاهرة

" ما الذي تريده ؟ "

ضحك بخفة وتقدم نحوها بخطوات ثابتة وبطيئة فتراجعت عدة خطوات رافعة سكينها دون اخفاضها , لكنها اصطدمت في حين غرة بعدة رجال وقفوا خلفها يسدون المخرج .

استدارت بتوتر وهلع لتقابل  ما يقارب خمسة رجال متسلحين بأسلحةعلقت على اكتافهم العريضة , فبدت كأنها في شرك محاصرة.

اعادت نظرها نحو الرجل الغريب الذي ابتسم بسخرية ورفع يده ليعبث بخصلات شعره الحريرية ذات اللون الاسود الفاحم .

" مارجريت كينغستون , ان لم تأت معنا سيتحتم موت احدهم "

عقدت مارجريت حاجبيها بتفكير وقررت الاقدام على خطوة متهورة قد تنقذها وقد تكلفها حياتها .

لن تستسلم وترضخ لمشيئة خاطفين لا تعلم عن غايتهم شيئا.

وقفت بثبات وقالت بثقة تخفي خلفها هلع وخوف هائلان

" اذا يجب على احد ان يموت كي انجو بنفسي "

اوما الغريب برأسه موافقا ونظرة تهديد ووعيد تملا عيناه الرماديتين

" بالضبط , فهل تقبلين بموت طفلك ام ستأتين معنا بهدوء  دون اثارة اي متاعب  ؟"
اجاب مبتسما بقسوة فردت مارجريت بثقة

" ومن قال ان طفلي هو من سيموت ؟ "

واستدارت بحركة سريعة لتطعن اكبر الرجال حجما في صدره تماما .

ذهلت من نفسها لكن ليس بقدر دهشة الرجال الذين لم يتوقعوا للحظة ان فتاة مثلها ستقدم على فعلة كهذه .

وقفت مكانها للحظة ثم ما لبثت ان اسرعت بالتنحي جانبا بينما يقع الرجل المصاب ارضا .

ادركت للحظة ان امامها اقل من دقيقتين لإكمال خطتها والهرب بطفلها بعيدا بينما يتجمع الرجال حول صديقهم المصاب , ولاحظت انها اصابت باختيار الرجل الذي طعنته فيبدو انه رجلا مهما نسبة لأصدقائه اللذين اندفعوا نحوه محاولين ايقاف نزيفه المتواصل .

واسرعت تركض نحوه طفلها بعد ان هرع الرجل الغريب نحو زميله , وحملت داني بين ذراعيها متذكرة بعض الدروس في الدفاع عن النفس التي تلقتها سابقا.

فكرت مارجريت انه من الغريب كون رجال مجرمين كهؤلاء يبالون لأحدهم الاخر ويهتمون بسلامة زملائهم .

توقفت عن اضاعة وقتها في التفكير المتواصل وأدركت انها قضت مدة تكفي ليلاحظ الغريب محاولتها للهرب .

فأسرعت نحو النافذة وتعلقت بإطارها في يدها اليسرى بينما بقيت ممسكة بصغيرها في اليد الاخرى لتتسبب في بكائه دون ان يدرك كم العناء الذي تقاسيه والدته في انقاذه .

 وأنزلت مارجريت جسدها لتقابل قدميها قرميد الطابق الاول حيث اصبحت على بعد طابق واحد من الارض .

هي تعلم ان هذه القفزة ستؤذي طفلها الرضيع , لكنها ستحميه مهما كلفها الامر .

وبحركة واحدة احاطت به بذراعيها لتحتضنه وتحبسه بوسيلة دفاعها الوحيدة , ثم قفزت فاصطدمت قدماها بالارض الصلبة وكادت تفقد توازنها وتقع ارضا .

وازنت خطواتها بصعوبة وتسللت الحرارة الى جفونها حين ادركت انها كادت تقتل ابنها بهذه المحاولة , تشوشت رؤيتها بسبب تلك الدموع التي رفضت النزول .

وبسرعة ابتسمت حين لاحظت بكاء داني والذي لم يتأذى جراء قفزتها .

احببت قاتلي .!! ❤( قيد التعديل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن