غصة الم !!

9.3K 632 366
                                    

رواق مظلم يحده شعلات من النيران الهائجة ، وقفتُ في اوله اراقب ذلك الباب الشامخ امامي ، وكأن الزمن قد توقف ، فحركة النيران تباطئت واشتدت حرارتها .

هرولت نحو تلك البوابة السوداء ذات المقابض الصدئة ، لكنني كلما تقدمت زادت المسافة بيني وبينها .

لا بد ان المخرج من هناك ، اشعر انني لست بكامل وعيي .
كأنني مخدرة ، او احلم

حركتي كانت بطيئة ، وركضي تحول الى هرولة .

في جوانب الرواق زجاج شفاف ظهر خلفه أُناس مألوفين الملامح .

يراقبون حركتي بالم او مشغولين بالبكاء .
من بينهم وقف جوش وجون اضافة الى جان .

اكملت محاولتي للوصول الى الباب ، ونظرت للزجاج مجددا لاجد سمانثا تقف بضعف وتبكي بمرارة .

انتشرت النيران لتقترب نحوي ، لم اشعر بالحرارة بل شعرت بوخزة والم غريبان.

وبدأت ارضية الرواق تصبح حارة وساخنة ، فشعرت بقدمي تشتعل تحت تأثير الحرارة .

فجاة استطعت الوصول الى البوابة ، وضعت كلتا يداي على المقبض القديم وحاولت فتحها .

لكن جيكوب سبقني ووقف جانبي يضحك بانتصار .
لقد رقدت روحه بسلام ، واطمئن قلبه .
مهمته كانت سلب سعادة ابنة سمانثا وهذا ما حدث .

فُتح الباب على مصراعيه لاقع في هوة الظلام الدامسة .

********************

حين قُتلت جيسيكا على يدا جاك حلّق نسر اسود في الفضاء سعيدا ، فوق قبر جيكوب تماما اشتعلت الغربان حماسا واستمرت تنعق بانتصار .

جثى رايان على ركبتيه ، يشاهد تعابير الموت على وجه حبيبته .

كأن روحه قتلت ورحلت دون رجعه .
التفت نحو جاك يريد قتله لكن جسده رفض التحرك .

وكأن لوعته تهد كيانه وروحه ، كأنه تجمد رعبا .

خيانة جاك تسببت بالكثير .

اراد رايان الاقتراب منها اثناء احتضارها ، ان يحتضنها ، ان يمنع المها .

لكنه في صدمة ، سيحزن اكثر حين يدرك ادراكا كاملا انها لم تعد له .

بدا التأثر على وجه جاك الذي اختار قلبه وفضله على عقله .

اقترب نحو جثتها ووضع راسها في حضنه ينظر الي عيناها الفارغتين من اي اثر للحياة .

اراد رايان منعه لكنه حقا لم يستطع التحرك .

ذلك الالم الذي يحرقك بالكامل ، ليس فقط الم لروحك بل لجسدك وكل ما يتعلق بك .

رفع رأسه للسماء عاليا حتى سقطت دمعته تشق طريقها الى فكه العريض .
وهمس بالم

" لن اسامحك جيكوب "

احببت قاتلي .!! ❤( قيد التعديل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن