-
الساعة الـ 12 ليلًا .. :
بعد مراجعات طويله و فحوصات للتأكد من سلامة فيصل ، خرج على مسؤليته ببعض الرضوض الخفيفة و ضربة برأسه اللي انجرح بعمق متوسّط لكنه اصرّ على خروجه .
نزل من السيارة وهو يغلق الباب و خلفه خيّال ، تجاهل فيصل طلال اللي نطق وهو يراقبه بقلق : انتبه و لاتجهد نفسك كثير .. ، قطّب طلال حاجبيه و عينه على فيصل اللي يمشي متجاهله : فيصل سامعني ! ، تأفف و همس : استودعتكم الله .
اخرج فيصل سلسلة مفاتيحه من جيب شورته و اللي تقفقفت ببعضها معلنه قدومه ، اخرج المفتاح المطلوب و دخل للبيت و خلفه خيال الصامت تمامًا و اللي اغلق الباب خلفه بهدوء .. اكمل فيصل مسيره و طاحت عينه على المُلحق الخارجي واللي يصدر منه الصمت و الظلام خيّم عليه ، ما اهتم لكنه تذكّر خلال الايام السابقة ما شاف و لا صادف ثنيّان نهائيًا .. مشى بخطوات هادئة و بطيئة يتحاشى يسرع و يوقظ ألمه اللي بدأ يفيق من جديد و يشدّ عِصاب الوجع على فيصل ، رفع يدّه يتحسس الشاش الأبيض اللي يحاوط رأسه ، كان بينزعه لولا شرارة الألم اللي لسعت جرحه و نزّل يدّه ، نطق خيال بعد تردد وهو يناظر لكيسة الادوية اللي ماسكها : عمّي اعطيك مُسكّن الحين ؟ .
تجاهله فيصل و اكمل خطواته .. دخل للبيت و خلفه خيّال اللي يمشي بهدوء .. التفّ وهو يغلق الباب خلفه ، دخل فيصل على صوت التلفزيون المفتوح على إحدى قنوات الأطفال ، و دُنا جالسه فوق الطاولة الدائرية متربعه و تتابع بإنسجام .. بجانبها على الكنب لتين اللي مستلقيه على ظهرها و متغطيه نصها ببطانية خفيفة رماديه و بحضنها الأيباد مشغّل على احدى مقاطع الشروحات و على رأسها سماعات البلوتوث الكبيرة .. نايمه بعمق و تعب واضح و رأسها مستميل لليمين بوضعية غير جيدة لرأسها ..
التفتت دُنا من استوعبت وجود فيصل و ناظرت له و تدريجيًا توسّعت احداقها و تركت ريموت التلفزيون اللي طاح من يدّها و هي تهمس بصوتها الطفولي : بـ .. بابا ! .نزلت بسرعه من فوق الطاولة و بطريقها تعثّرت طاحت على الأرض تحت نظرات فيصل اللي وقف يناظرها بصمت ، اعتدلت بوقفتها و اقترب له بشفتيّن متقوّستين و بصوت ارتجف و هي تشوف الشاش الأبيض فوق رأس فيصل واللي بِلا شعور منّه تصبّغ بالدمّ اللي خرج من جديد : بابا هذا ايش ؟ ، قالتها و هي تأشر على رأسه ثم نطقت بصوت مهزوز : انت تعبان ؟ ، اقتربت له ومسكت يدّه و سحبته لتحت تنزّله لمستواها ، بِلا شعور منّه استسلم و نزل لمستواها وهو يناظر لها بِلا حدود .. يتأمل للحظات و من ثم يستوعب للحظات اخرى انها بنته .
انلجمت و عيونها تناظر للتعب اللي طغى على ملامح ابوها و بقعة الدمّ اللي تصبّغت بالجانب الايمن من رأسه فوق الشاش ، حاولت تقوّي نفسها ما تبكي ، ناظرت بعيونه تتأكد بخوف من ردّة فعله لو اقتربت له ، ارتخت نظراته بِلا شعور منّه كأنه يناديها وهو مايشعر .. اقتربت له و حاوطت رقبته بأذرعها الصغيرة و هي تقاوم بُكاها بشدّة و تحتضنه اكثر ، ما بادلها و لا رفع يدّه عليها .. جلس يناظر للأسفل و قلبه يخفق بقوة و زاد وجع عجز يتحكّم فيه و يتحمّله وهو يسمع انفاسها الصغيرة تكبح بكاها و شهقاتها ..
عجز يتحمّل و ابعدها بهدوء عنّه ، تلاقت عيونهم بهاللحظة عيون البنت بأبوها .. شيء بداخله اجبره يبرر و همس : مافيني شي .
وقف و استدار جهة الدَرَج مشى صاعد لفوق .. و هي تناظره بعيون خايفه ، تقوّست شفتيّها و هي تشوفه بدأ يختفي من امام ناظريها صاعد للأعلى ، التفتت لخيّال الواقف و اقتربت له و هي تقول : خيّال بابا وش فيه ؟ ليش برأسه فيه دمّ ؟ .
ابتلع خيّال ريقه بغصّه ثم نزل لمستواها وهو يتغصّب الابتسامة و يقول وهو يمسح على شعرها : طاح على رأسه بس رحنا للمستشفى و عطوه علاج .. لا تخافين هو بخير خلاص ؟ .
هزّت رأسها بالايجاب و شفتيّها متقوّسه ، تهرّبت بكلامها و هي تقول : بروح انام ، اسرعت بخطواتها هاربه لفوق و هي تقاوم بُكاها بشدّة تركض تحاول تلحق على نفسها تنهار بغرفتها قبل يشوفها احد ..
تنهّد خيّال و عينه عليها حتى اختفت .. التفت للصالة و انتبه لِـ لتين المستلقية على الكنبة الطويلة ، قطّب حاجبيه بخفّه و اقترب لها بهدوء،كسر خاطره شكل رأسها مستميل بشكل خاطئ و اقترب لها بتردد وهو يمدّ يدينه .. اخذ السمّاعات من فوق رأسها ثم عدّل رأسها بهدوء و ابعد يدينه لكن رجع رأسها يستميل من جديد ، عدّله مرّه اخرى بهدوء و لكن رجع يستميل و هي تنهّدت وهي تحرّك رأسها للجهة الاخرى ، مدّ خيّال يدّه و طبطب على كتفها بهدوء و خفّه وهو يقول : لتين ؟ .. لتين .
فتّحت عيونها بخفّه و نطقت بصوت ثقيل بِلا وعي : ر روّاف ؟ .
خيّال طبطب من جديد بخفّه على كتفها وهو يقول : انا خيّال .. ، تحرّكت تحاول تعتدل وهو شتتّ نظراته عنها و نطق : ء شفتك نايمه هنا و صحّيتك مايصير تنامين تحت .
اعتدلت بجلستها و رفعت يدّها تغطّي وجهها و شعرها انسدل يغطي وجهها وهي تتنهّد بصوت مكتوم وسط كفّيها .. بعّدت يدينها و كشّرت بخفّه من الاضاءة،قطّبت حاجبيها و همست رافعه نظرها له : الساعة كم ؟ .
خيّال رجع يناظر لها : الساعة 12 .. عندك دوام بكرا ؟ .
لتين غطّت جبهتها بيدها و هي تتأفف و تقول : ايه عندي اختبار نهائي ..
خيّال و عينه على لتين اللي تدوّر جوالها حولها : ء متى تخلص اختباراتك ؟ .
لتين التفّت تأخذ جوالها من داخل الكنب و هي تقول : الاسبوع الجاي ، التفتت له وهي تتنهّد و تفتح جوالها : و بعدها اجازة الفصل الثاني بس كلها بتروح مذاكرة للتحصيلي .
خيّال عطاها السماعات و همست له تشكره وهو دخّل يدينه بجيوب شورته وهو يقول : حلو يعني يمديك تتفرغين له .. ء الله يوفقك .
التفت له و ضحكت بخفّه و هي مبتسمه : و اياك بس حبيبي خيّال فيه فصل ثالث لسى ماخلصت .
قطّب حاجبيه و همس باستعجاب : فصل وشو ؟ ، تراجع بخطواته سامح لها توقف من على الكنبة و هي تبعد البطانية عنها : كيف يعني ثالث ؟ رمضان الشهر الجاي ! .
استقامت بوقفتها و التفّت تأخذ ايبادها و سماعتها و ترتّب البطانية الخفيفة و هي تقول بضحكه خفيفه : ايه صارت ثلاث فصول مادريت ؟ ، تأففت و هي تناظره و كشّرت بضيق و هي تمشي امامه : لا تذكرني انه رمضان و دراسة كلما تذكرت تجيني ضيقة ، التفتتّ له اثناء مشيها : انا بروح غرفتي .. تبغى شي ؟ .
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...