P/52

801 46 14
                                    

-
اتسعت احداقه بذهول يحاول يستوعب كلام فيصل و عينه على دُنا نطق وهو يقترب خطوة و يقول بلعثمه و الكلمات ضاعت وسط لسانه : فيصـ د دُنا !! .
دُنا اللي التفتت تناظر ابوها و الكلام عقلها يترجمه بعشوائية عاجز عن الإستيعاب .. انقبض قلبها و كأن فيصل مسكه بقبضة يدّه و شدّ عليه بشدّة من نطق هالكلمات اللي ماتعرف معانيها لكن اللي قدرت تستوعبه و تفهمه انها خافت ، خافت و جدًا .. لا زالت طفلة ، لا زال استيعابها لحقيقة امها شيء كبير عليها ، كبير انها تستوعبه و تفهمه ..
فيصل واللي كان يرتجف بخفّه و شادّ على دُنا،ضمّ اكتافها لصدره و نطق بضوت شديد برِفقة بحّة صوته : عايشه بوَهَم ، جاهله انها من ام **** و ..
سكت و اسكته الكَفّ الشديد اللي جا على خدّه الأيسر من روّاف واللي تسارعت انفاسه بغضب و صرخ : اسسسسكككت !!! ، إحمرّ وجهه و برزت عروق رقبته من شدّة غضبه و قهره بهاللحظة و صوته بُحّ وهو يصرخ يقول : مجنون انت مجنون ؟؟؟ تقول هالكلام لطفلة يالطفل ؟؟؟ .
فيصل الهادئ تمامًا ، عينه على روّاف و شادّ بقوّة على اكتاف دُنا جاذبها لصدره ، ارتسم سم ١ بين شفَتيّه و همس ببحّة صوته : ليش كل هذا ؟ على شان الحقيقة ؟؟ ، شدّ على نبرة صوته و ملامحه اشتدّت بغضب واصابعه اشتدّت على عضد دُنا اللي تأوّهت : على شاني قلت لها حقيقتك يا ابن الـ**** مافيه فرق بينك و بين ابوك و امها الـ****ـة كلكم انانيين ما فكرتوا غير بأنفسكم مافكرتوا فيني ، هو زوجني بالغصب و جت هالبلوة فوق راسي و هي خانتني يوم حبيتها و مع اقرب ناسي .. ، سكت يلتقط انفاسه ثم نطق بشدّه بصوت تتخلله الرجفة : احييتني بعد الله و انت ناوي الرحيل من اول .. و علقتني فيك يالـ*** ، شدّ على دُنا اللي بكت من ألمها : ليش تعيش دور المنقذ و انت الغريق اللي رمى نفسه بنفسه ؟؟ .
رصّ على اسنانه بشدّه مغمّض عيونه من روّاف اللي دفّه بقوة شديدة على الأرض و سحب دُنا منّه جالس على ركبتيه على الأرض و محتضنها بشدّه لكتفه و هي تبكي بقوة و تشاهق ..
كان داخله يبكي خوف و قهر عليها ،، لدرجة انه شادّ عليها ناسي انها تتوجع ..
ضحك فيصل ضحكة مرتجفه و اعتدل بجلسته و نطق ببحّة صوته المرتجف : الله يجعلني اكرهك و ما يكون موتي الّا قصاص دمّ نثرته من رقبتك .. يالغبي .

اعتدل بوقفته و اقترب لروّاف،سحب دُنا منّه بعد ما ضرب بقوّة برجله ركبة روّاف ،اخذها مسك بيدها و هو يسحبها تحت بُكاها الشديد و هي تحاول تفلت من يده لكنه شادّ عليها ، طلّعها خارج الغرفة و نطق : خلك بعيدة لا تقربين .. فاهمه !! .
طلّعها و تراجع بخطواته مقفّل الباب ، التفت لروّاف اللي وقف و نطق : انت مجنون .. مجنون رسمي مستحيل تكون بعقلك .
فيصل ابتسم بخفّه وهو يقترب لروّاف اكثر و عينه بعينه : ايه مجنون .. لأن اللي يستهتر بمشاعري مهمًا كان هو انسان قتل نفسه بنفسه .. انا من البداية اقولك ابعد عنّي .. لا تحييني و تحرّك فيني لكن انت ؟ ، ضحك و فرد ذراعيه و نطق بقهر : عايش دور البطل بالرواية اللي رسمت نهايتها ماهميتك ولا همّوك اخوانك .. يالمهووس بأمّـ..
اسكته روّاف اللي ضربه كفّ على خدّه بقوة وهو يصرخ بشدّه : لاااا اسسسمعععها منك فييصل مو احسن لك !!! ، تنفّس بتسارع و صدره يرتفع و يهبط اثر انفاسه السريعة و هو يقول : انا ما تركتك ولا اوهمتك و لا راح اتركك لكن احترم رغبتي اني مابي اتعالج .
فيصل بضحكه وهو يرمش بتكرار يقاوم دمعته المتمردة : ماتبي تتعالج ليش ؟؟ وش هدفك ! .
روّاف سكت بغصّه و رمش بتكرار وهو يتصددّ بعيونه ، فيصل اثناء ضحكه من قهره نطق : و تكذب عيني عينك .. شفت انك كذاب ؟ ..
الجمه روّاف اللي صرخ بقوّة لدرجة بُحّ صوته بشدّه : ماني كذاب! ماني كذاب يالـ*** ماني كذاب ! انت مو عارف ولا شي من الماضي اللي عشته و الألم اللي قاومته ! قد سألتني روّاف وش فيك ؟ وش وصّلك لهالحال ؟ قد قلت لي روّاف افتح لي قلبك و انا اسمع لك !! .
فيصل المنلجم يناظر بعيون روّاف بصدمه همس : روّاف انا اسمع لك و ..
روّاف بذات الصوت و العصبيه اللي زادت : لا تحاول و حتى لو حاولت ماراح اسمح لك .. انا ميت من سنين من قبل تعرفني .
فيصل جنّ جنونه و صرخ وهو يدفّ روّاف بقوة على الأرض حتى سقط : لييييششش تساعدني اجل ! ليش تعلقني فيك !! .
روّاف غمّض عيونه و اعتدل بجلسته بصعوبه ، كان داخله ينهشه بالوجع و قلبه يشهق محاولًا اخذ نَفَس واحد ! ظهر ذلك على انفاسه الشاهقة و رجفته وهو يقول : لأنك اخوي .. ، ابتلع ريقه بغصّه ثم رفع عينه لفيصل و بانفاس متسارعه نطق : لأني مابي اشوفك واصل للمرحلة اللي وصلت لها انا .. مابي اي احد فيكم يذوق الوجع و انا حيّ .
فيصل نطق بضحكة وسط غصّته : اللي يسمعك يقول تعرفني من سنين .
روّاف بنَفَس ضيّق : لازم سبب عشان تساعد احد ؟ من قال ان السنين هي اللي تبني الغلا ؟ الغلا ينولد من موقف واحد ..

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن