-
القسم الآخر من القصر ..
و اللي تمّ تجهيز قاعته الكبرى بأرقى و افخم التصاميم ، باللون الأبيض و درجات الوردي .. بإضاءة خافته اضافت احساس مضاعف بشعور هذه الليلة الهادئة .. و اللي جمعت ما بين قلبين .
وسط كل تفصيلة ..
قطعة تشوكلت
كرت ضيافة
علبة ماء
او حتى مرآة ..
تعانق اسم سيّاف بأسم اصايل منقوش وسط كل هالتفاصيل ..
.
.
درب الزفّة ، و اللي بُسط بالزجاج الثقيل ..
تحيط من حوله الورود مُزينةً هذه الليلة ..
وقفت وسطه اصايل ، بِـ فُستانها الأبيض الناعم الراسم لتفاصيل جسدها النحيف ، واللي كشف كتفيها و ابرز عظمتا الترقوة ، بِلا تفاصيل كثيرة بالفستان ، كان هادئ ناعم لكنه يحمل عُظم تفاصيل مشاعر هالليلة ، يحمل اصايل و فرحتها ، شعرها الطويل مسدول على كتفيها و ثُبّت فوق رأسها الطرحة البيضاء الطويلة ، و بيدها الورد ..
عينها المترقبة على سيّاف الواقف امامها بمسافة معطيها ظهره ، بطوله الواضح وقف و بِـ بشته اللي فوق اكتافه العريضة ، ما بين الدقيقة و الاخرى يعتدل بوقفته و يعدّل بشته دلالة على توتّره الشديد ، ارتفع صدره ساحب نَفَس طويل مرتبك ثم زفره ..
ينزّل رأسه يحاول ينظّم انفاسه المرتجفة من شدّة توتّره بهاللحظات .
اقتربت له بخطوات بطيئة وهو يسمع خطواتها و قلبه ينبض بشدّة مع كل خطوة يسمعها ، وقفت خلفه و بيدها المرتجفة طبطبت على كتفه ..
عدّل رأسه وبهالحظة فُتحت له اسوار رؤية اصايل من جديد و نادت له .. بعد فراق دام لِـ ستة اعوام .
كان عاجز يكبت ابتسامته برغم ارتجافها ، توتّره فضحه من خلال انفاسه و ضحكته الخفيفه وهو ينزّل رأسه يحاول يتخيّل شكلها بعد ما حَرَم نفسه منه لِـ ست سنوات ..
بهدوء و بطء التفّ و التوتّر ماليه و قابض قلبه بشدّة ..
طاحت عينه عليها و هي ابتسمت ضاحكة بِـ خجل و نزّلت عيونها ..
هو تعلّقت عيونه فيها بذهول و احداقه المتوسّعة تتحرّك ما بين تفاصيلها و ترتجف ، كان مايسمع بهاللحظة و ما يحسّ الا برجفة نبضات قلبه ..
رجعت ترفع عيونها له من جديد بلهفه .. ابتسمت ابتسامة ذوّبت قلب سيّاف اللي عيونه تلمع بهاللحظات ، كانت المصورة اللي ماسكه الكاميرا توثّق هاللحظة تطلب منه يسوي اي شيء و يَكُفّ عن النظر لها بدون حركة ..
بهاللحظات .. كل مُر فراق السنين اللي راحت مرّت امام سيّاف اللي لا زال يناظر لها بذات النظرة و هي ذوّبت قلبه بابتسامتها ، تحرّك لها مشرّع بشته و ضمّها لصدره وهو يغطيها بِـ بشته الأسود .. ، احتضنها وضلوعه ترتجف و هي الأخرى لا تقل رجفة عنه ، بكت و سمع صوت شهقتها الخفيفة ، كأنها تسمح له هو الأخر يعبر عن شعوره بدمعته اللي نزلت وهو منزّل رأسه على كتفها ..
الساعة الـ 2:10 ليلًا ، امام بيت ابو سيّاف ..
تنهّد رواف بتعب اثناء ما هو يفكّ حزام الامان ، قفّل السيارة و نزل منها وهو يلتفّ يغلق باب السيارة خلفه ، نبض الألم بشدة بداخله و اللي من ساعات وهو يتشعّب ببطء داخل جسده ، كان يتجاهله بصعوبة لأجل ان تنتهي هالليلة على خير بدون مشاكل و لو لمرّة واحدة ، فزّ مخفي ملامح تعبه و رفع رأسه لِـ لتين اللي نزلت من الجهة الخلف و كانت واقفه تناظره و همست : روّاف ليش ساكت ؟ .
روّاف ضحك بخفّه يتحاشى ألم قلبه من الضحك و قال و عينه على سارة اللي نزلت من الجهة اللي بجانبه : طول الطريق اسولف معك ما كفاك ؟ .
اقترب بخطواته للباب اللي خلفه و فتح الباب و ابتسم وهو يشوف دُنا مرتخيه على المرتبة نايمه بتعب و رأسها مستميل على كتفها و تاجها استمال عن رأسها ، اقترب لها و حملها و اثناء ذلك فزّت بتعب مفتّحه عيونها وهي تهمهم بعدم استيعاب،شدّها لصدره وهو يقول بابتسامه : نامي يا عمّي نامي .
تحرّكت بانزعاج و ملامحها متعكّره و نطقت بصوت ثقيل وهي تحاول تنزل : عمّي روّاف نزّلني مابي تشيلني .
ابتسم روّاف بخفّه و نزّلها و وضع يدّه على ظهرها وهو يقول بحنيّه : اذا دخلنا بدلي ملابسك و نامي زين ؟ بكرا ان شاء الله اجلس معك ، انحنى و باس رأسها بخفّه و اعتدل و هي دخلت بخطوات بطيئه برفقة سارة اللي فتحت الباب و دخلت ..
روّاف انتبه لِـ لتين اللي لا زالت واقفه عند الباب الخلفي من الجهة الاخرى و تناظره ، اشار لها و نطق : لتين يلا ادخلي وش تحترين .
لتين واللي كانت تناظره بصمت عيونها تحكي ضيقها و عتبها على روّاف اللي اقترب لها و قبل ينطق قالت بنبرة فيها من الضيق : ليش ساكت طول اليوم عن تعبك ؟ .
قطّب روّاف حاجبينه مبتسم باستغراب متجاهل نغزة قلبه و قال وهو يقرب لها : اي تعب ؟ ، حاوطها وهو يمشي فيها للباب : لا تدورين الضيقة بعد الوناسة مافيني الّا العافية .
لتين وقفت مكانها موقّفه روّاف معها و هي تقول : احلف طيب .
روّاف ابتسم وضحك بخفّه وهو يناظرها بتعجّب : بنت وش بلاك انتِ ؟ ليش احـ.. ، سكت من شاف عيونها،ثواني و ارتخى باستسلام و نطق بابتسامه خفيفة : تعبان شوي بس مو كثير .. طبيعي مع ضغط اليوم ، بس ماعليك اخذ لي شاور اريّح و اخذ علاجي بعدها انام و اصحى لك زي الحصان .
لتين كشّرت من تحت نقابها و باستهزاء : ايه ايه واضح .. وش ارجي منك اصلا ؟ بتكابر لييين تطيح و بعد تقول مافيني الا العافية .
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...