الفصل التاسع عشر

79 6 0
                                    

ليست هي تلك الفتاة البريئة التي كانت تلقن حلو الكلام لتغازله به وتخجل ولا تستطيع أن تكمل الجملة الواحدة أمامه إلا ووجها اصتبغ بالحمرة ،كانت تذوب أمامه من شدة البراءة والخجل ،كانت مشاعرها ظاهرة للجميع لا تعرف الغش أو الكتمان،أحس بتغيرها منذ فترة ولكن قال لعلها الغيرة ،فهو يعلم أنها تحبه ومن حقها أن تغار عليه ولكن اغيرتها تعميها لتظلم وتفتري اغيرتها تجعلها تقع في كبيرة من الكبائر ،لا أحد يستحق أن تعصي الله من أجله يا ورد لما صغيرتي ،لما وضعتي قلبي بمثل ذلك الموقف فأنا أن سامحت بحقي ،لا أستطيع اسامح بحق تلك الفتاة المظلومة المفتري عليها ،لا أستطيع إلا عقاب من تسبب بذلك ،ولكني لا أستطيع أن ألحق بك الاذي ،ولم اعد قادرا علي رؤيتك امامي فأتذكر ما فعلت انت ووالدتك ،،،،،،،،كان غارق في أفكاره بصمت عندما شعر بحرارة جسدها بجانبه ويدها البيضاء الدافئة الموضوعة علي كتفه ،نظر لها بألم وعيونه تلمع بشبح دمعة لا تريد السقوط وكانت نظرة الخذلان بعينيه تقابلها نظرة الندم بعيونها البنية الحزينة المحمرة من كثرة البكاء ،،نطق اخيرا ليسألها بتردد وحذر،هل،،،هل اشتركتي معها بما فعلت يا ورد؟ كان قلق من الإجابة حقا وظل قلبه ينبض بجنون وهو مترقب لاجابتها،،،لم تستطيع الكلام ولكنها نفت برأسها بحركة عنيفة ودموعها تطاير من شدة هزة رأسها ،،،أغمض عينيه براحة ،،ثم فتحهما ليسألها مرة أخري ،،لما يا ورد اخفيتي عني ما كانت تنوي والدتك فعله ،أهان عليك زوجك يخوض الناس بعرضه ويتناقلون الشائعات عنه فيما بينهم ،علا صوت نحيبها ،،وقالت له بصوت محشرج من كثرة البكاء،،لقد،،،،لقد شعرت بالغيرة كادت تقتلني انت تريد أن تتزوجها لانها أفضل مني ،تريد أن تنجب الاولاد لاني لم أنجب لك الذرية منذ تزوجنا من ثلاثة أعوام ،لا تريد أن تقولها لي صراحة ولكني أشعر بما تريد قوله ،من حقك أن يكون لديك ذرية وانا ،،،،،وضع يده علي فمها ليسكتها ،لقد أغضبه كلامها فهو لم يفكر بذلك أبدا ،ومنذ متي وكانت تلك الأسباب سببا للزواج مرة أخري هكذا قال لها بتهكم ردا علي كلامها ،اليست أمي من انجبتني وأخي الراحل رحمه الله ومع ذلك تزوج عليها رحمها الله والتي أنجبت له شقيقتي وايضا تزوج عليها بحياتها خالتي عائشة ثم خالتي رقية من بعد وفاة خالتي روميساء رحمها الله ومن بعدها خالتي أمينة هل كان هناك سبب للزواج بهن جميعا ،وضعت ورد عينها بالاسفل وازرفت الكثير من الدموع،،وقالت من بين دموعها وشهقاتها الملتاعة ،ولكني اغار عليك ولا اتحمل اي امرأة أخري أن تقترب منك أريد أن أقطع أحشائها بيدي من شدة غيرتي عليك ،،،فأنا أحبك يا أحمد ولا أستطيع تحمل بقاءك بجانب امرأة تفعل بها ما تفعل بي وتسمعها حلو كلامك وتتغزل بجمالها كما تفعل معي لا اتحمل أبدا، علا نجيبها أكثر فأكثر ووضعت يديها علي وجهها من فرط البكاء ،،،أمسك زوجها يدها وهو مسلط أنظاره عليها وقلبه يؤلمه لالمها ،،،ازاح يدها عن وجهها الباكي شديد الحمرة ليحتضنه بيديه وإزال دموعها بابهاميه وظل مثبتا أنظاره عليها برهة ثم ضمها الي صدره كي تهدأ حتي يتقبل عقلها كلماته الآتية فبرغم من كل شئ هي أخطأت ،كان عليها الحديث معه كان عليها أن تخرج له ما يضمره صدرها بما يفعل، لكن أن تطعنه في ظهره وهو غافل هذا لا يستطيع تحمله ولكن الآن سيكون من القسوة الشديدة أن يسمعها تلك الكلمات فهي ضعيفة جدا الآن ومن حقها أن تهدأ لتعقل وتعي ما سيقول وما سيفعل ،،بالرغم مما يمر به من موقف عصيب إلا أنه تذكر الأميرة ياسمينا وردت فعلها تجاه الملكة اريانا عندما أمسكت تلك المرأة بالجرم المشهود وطردت شر طردة لقد علمته حينها ذلك الدرس الهام والذي غير مفاهيم كثيرة عنده ،،تعجب من حاله ،ليس هذا بالوقت المناسب حتي يفكر فيها وبما فعلت ،،،شعر بثقل جسد زوجته عليه علي مايبدو قد نامت من كثرة البكاء والحزن ،،حملها بين يديه ونظر لوجهها الباكي الغارق بالنوم ووضعها علي الفراش،ودثرها بالغطاء ليشعرها بالدفئ ظل ناظر في وجهها يتأمله ومسح بأصابعه تلك الدموع العالقة بأهدابها الطويلة وقبل شفاهها المنتفخة من البكاء ،،نظر لها مرة أخري وهو يشعر بالتشتت فهي زوجته وابنة عمه لا يستطيع أن يقسو عليها ،مهما فعلت ،،قام من جانبها بهدوء وعدل هندامه أمام المرأة واغلق الضوء ثم خرج من الغرفة ،،،،،،،،،،،،،
جالسة علي تلك الأريكة تنظر لحبات المطر الخفيفة وهي تمد يدها لعل نقطة مطر تنزل علي يدها كانت تفعل ذلك دائما وهي طفلة صغيرة وكانت والدتها الراحة تشاهد معها نزول المطر في فرحة طفولية مماثلة لفرحة صغيرتها ،ولكنها الآن لا تشعر بأي سعادة ،تشعر فقط بالصدمة ،والالم ،،،،،،،فبعد رحيل الأمير المفاجئ طلبت من الجميع اخبارها بما يدور حولها فهذا حقها أنها المعنية بما يحدث ويبدو من ردات فعلهم أن تلك الشائعة المنتشرة تمس كرامتها بسوء ،حاول الملك تهدأتها بعدما أمر الوصيفة رمانة والوصيفة هند أن يأخذوا الأميرة صفية ويحتجزوها بغرفتها ووضع حراسة مشددة عليها من الخادمات ولا يسمح لها بالخروخ إلا بأذن منه هو شخصيا ولا يدخل لها أحد إلا بأذن منه هو شخصيا ،،لم تستطيع الكلام فهو ليس زوجها الطيب الزاهد القنوع أنه مختلف تماما فهو وإن كان طيب القلب لكنه لا يسامح أحد ،عقابه شديد وصارم لهذا الجميع يهابه ويخافون أن يخطئوا بشئ، ولكن ما يجعلها مطمئنة هو وجود زوجها بالتأكيد سيأتي ولن يقبل أن أعذب أو احبس أو ينكل بي وبسمعتي بالتأكيد سينقذني كما أنقذني من قبل عندما تسببت بموت تلك الريحانة ،فابرغم من حزنه عليها الا انه لم يعاقبني ،،،ولكنني شعرت بالحزن عندما تذكرت تغيره معها كليا حتي معاشرته لي تغيرت كانه يفعل ذلك ليؤدي واجب مفروض عليه لا مشاعر كما بالسابق لا كلام جميل وغزل كما بالسابق ويتجنب النظر بعيوني التي كان يكتب عنها القصائد ،حتي أنه لا يقترب مني الا إذا ذهبت إليه وجلست علي ركبتيه ودللته ،واشعر أن استجابته لي أمر ثقيل علي صدره لا يريده ولكنه مجبور علي تقبله لم تشعر بنفسها ألا وهي ممددة علي سريرها تزف الدموع بشدة لما أل إليه حالها مع زوجها حبيبها واب اولادها ورفيق دربها ،،،،،،،،،،،،
لازالت ياسمينا تشعر بالتيه فالجميع يهرب من الإجابة لكنها لم تجد بدا من سؤال الملك شخصيا ،،نظر لها وقال ،،هلا جلسنا قليلا بالمكتبة يا أميرة ياسمينا ،،،لما يناديها برسمية الآن أما دائما يناديها بابنتي توجست خيفة أكثر من قبل و لكنها حاولة أن تبدو متماسكة قدر المستطاع ،،،مشت خلف الملك نحو المكتبة ،،،جلس الملك وأشار لها بالجلوس بالكرسي القريب منه ظل صامتا برهة يفكر كيف يبدأ الحديث ،ولما طال سكوته وظهرت الحيرة جلية علي وجهه ،،بادرت الأميرة ياسمينا بالقول ،،،يا ملكنا لا تحتار في كيفية أخباري فأنا مستعدة لأسمع الاخبار السيئة ولكني لا استطيع الانتظار أكثر واريد معرفة ما يحدث من وراء ظهري ،،،قال لها الملك بحزن وهو يشعر بالتقصير نحوها ،،ان الأميرة صفية اغرت ذلك الفتي ليقول انك والأمير كنتما علي علاقة غير شرعية ،واني سأعلن زواجكما لاخفي الأمر ،،،،
حاولة أن تستجمع شتات نفسها فقد بعثرتها تلك الكلمات المختصرة التي تصف الكارثة التي فعلتها بها تلك المرأة ولكنها فهمت انها فعلت ذلك لتمنع زواجها من الأمير فهي والدة زوجته علي كل حال ،ولكنها اختارت الطريق السئ لتمنع الزواج ،ظلت غارقة بأفكارها الي أن انتبهت لكلام الملك الذي يعتذر لها بألم لشعوره بالتقصير بحقها وعدم حمايتها كما ينبغي،،،شعرت بألمه وحاولت أن تهدأ من ذلك الاحساس السيئ لديه ،،وقالت،،،لا عليك يا مولاي فهذا قدر الله مهما حاولت منعه عني فهو مصيبني ،،،اراحه ما قالت ولكنه لم يثني نفسه من المسؤلية في عقاب من تسببوا بذلك فالأمر الآن يتعلق بتلك الوردة الغالية التي تزداد قيمة ومحبة في قلوبهم جميعا،،،تأخر الوقت لقد حدثت الكثير من الأشياء ،حمدت الله علي نعمة الصلاة فلولا أنها كانت تصلي ما قوت علي تحمل ذلك كله ،،بعد أن انصرف الجميع الي غرفهم ظلت هي جالسة أمام الشرفة بالطابق الأول للقصر فهذا المكان محبب للنفس ويبعث الراحة ،لا تعلم لما تعلقت بذلك المكان ولا تريد القيام منه لذا لم تقاوم النوم وغفت بمكانها دون أن تشعر ،،،خرج من جناحه ليجلس بمكانه المفضل ليرتاح مما حدث حتي يحسن التفكير فكلما كان الإنسان عليه ضغوط ويشعر بالاستياء لم يستطيع التفكير بشكل سليم وكلما هدأ ونظر للمشاكل والأمور جميعها بموضوعية أخرج أحسن ما لديه ،لذا عليه الراحة والتفكير بحكمة وروية ،،ما هذا ،،تفاجئ الأمير بوجودها نائمة وقال لنفسه ،،،اليست تلك الأميرة يا،،س،مي،نا،،دب الرعب بقلبه أن مكره قد أصابها من شدة الحزن لم يشعر بنفسه إلا وهو عندها يحمل رأسها بين يديه وينادي بأسمها ووجهه خائف بل مرعوب حقا عليها ،،،استيقظت فزعة وما افزعها أكثر وجوده بالقرب الخطير منها هكذا ،اعتدلت بجلستها ونظرة له ببعض الصرامة ،،فأدرك حاله وابتعد باطمئنان انها بخير ولم يصبها شئ سيئ ،،،،جلس بالاريكة المقابلة لها وأدار وجهه حالما تهندم ثيابها وتطمئن علي حجابها أنه يغطي جسدها جيدا ،،ورأته وهو يغض طرفه عنها وهو جالس يبدو أنه يريد الحديث معها ،،لكنها لا تستطيع الكلام الآن فمها حاولت أن تظهر عكس ذلك لكنها مصدومة حزينة ومحطمة من الداخل الآن ،،،فطن الأمير أن الوقت غير مناسب للحديث لذلك قال ،،من الجيد أنني أيقظتك لتذهبي لغرفتك وتدثري نفسك جيدا فالجو اليوم بارد وممطر ،،تصبحين علي خير يا أميرة،،،هكذا قال ثم ذهب إلي غرفته هو الاخر،،،
تعجبت ياسمينا فكان يبدو عليه أنه يريد الحديث معها ولكنه تصرف جيدا علي كل حال فهي تشعر بالبرد وتنشد بعض الدفئ لذا قررت أن تنسي كل ما حدث،وتذهب لغرفتها ، وتغط بالنوم الي أن يؤذن مؤذن الفجر،،،،،،،،
يتبع،،،،،،،

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن