الفصل التاسع

126 6 0
                                    

هل تريد إشعال الفتنة بين الناس؟ عليك بتحسين صورتك قدر المستطاع وإظهار النفور مما يفعلوا وما يعتقدوا ،أحسن التحدث بلغتهم ،وادرس نقاط ضعفهم ،و اجعلهم يطمعون بالدنيا ،ويحرصون علي الاغتنام من ثرواتها ،وفرقهم عن بعضهم ،ثم نفرهم من بعضهم،واجعل ثتقتهم ببعض تتلاشي ،حتي تضمن أن يقعوا لك تماما،،،،،،،هذا ما كانت تخطط له اريانا زوجة الملك العظيم اليسندروا السابع سليل الملوك العظماء فهو داهية كما يلقبه الجميع ويخافون الاقتراب من ملكه فهو قاسي عنيف الي اسوء الحدود،وهي أكثر من تعرف هذا فهي من يوم ما زجوها الي قصره وهي ابنة السابعة عشر وهي تري منه القسوة والبرود كان يجبرها علي شرب الخمر ويعذبها بالسوط أن لم تستمع له تتذكر ليلتها الأولي كزوجة له ،كانت اسوء ذكري قد مرت عليها ولا تنسي العنف المفرط الذي افضي به بكارتها وآثار لمساته علي جسدها الذي ظل أياما ،وصوت ضحكاته من ضرخاتها وتوسلاتها له بالرحمة أو أن يتركها تذهب الي حيث جاءت،لكنه لم يرق بل تزداد متعته كلما علا صراخها ،وبعدما مل منها بعد شهرين من العذاب ،القي بها علي أرضية شديدة البرودة ،وقال لها:لقد سئمت منك ،لا فائدة منك ابدا وبصق عليها ،واستدعي جارية من جواريه وضاجعها أمامها ،وسط دموعها الحارة ،لقد كانت تشعر بالعذاب الخالص بذلك اليوم ،ولن تنساه ابدا ،في الحقيقة هي لا تذكر للمدعو زوجها هذا اي ذكري جيدة ،تتذكر فقط تعذيبه لها بالسوط وكلماته المهينة الجارحة ،وصورته وهو مع جاريته يلاطفهم ويطعمهم لا تذهب من مخيلتها ،كان يتعمد فعل هذا أمامهما ولا تعلم السبب ،وحتي عندما اشتكت لوالدها الدوق 'شيموس' تلك المعاملة القاسية لامها هي واتهمها بالتقصير بحق زوجها مما جعله يذهب للجواري والعاهرات يعاشرهن بدلا منها ،،،،حينها بكت ولم تدري ماذا تفعل وظلت تحاول أن تلفت انتباهه لها ولكنها لم تلقي الا البرود والقسوة منه ،الي أن جاءتها تلك الفرصة علي طبق من ذهب ،لقد سمعته يريد الايقاع بتلك المملكة المسلمة ،ويستحوذ علي ثرواتها ،وجيشها القوي ،لكنه لايري نقطة ضعف واحدة لتلك المملكة ومحاولات من سبقوه بأت بالفشل ،وبكل مرة يحاول أحد اختراق تلك الحصون لا يشعر بنفسه الا وهو ملقي علي ظهره خارجها ،فكيف له زرع احد الجواسيس داخل المملكة ومحاولة تشتيت الأسرة الحاكمة ونشر الفتنة بين الناس ،يري أن هذا هو الحل الوحيد الذي أمامه لنجاح مهمته ،لاختراق حصون تلك المملكة القوية عليه أثارت الفتن بين أهلها وعليه أن يبدأ بالأسرة الحاكمة ،لانها السبب في الترابط والقوة ،اذا فككها و زرع بعض الجواسيس له ينقلون اخبارهم إليه سيوفر عليه هذا الكثير من العناء،،،،،ووجدت اريانا فرصتها اللامعة بذلك الأمر ،وتقدمت بشجاعة تستعرض مهاراتها اللغوية عليه ،وانها أهل لتلك المهمة سوف تعمل علي تدمير تلك الأسرة وفك شملها ،لتعطيه الفرصة لنشر فتنه بباقي ولايات المملكة ،لتغرق في الفساد ،ويستطيع هو اختراقها ومحاربتها بسهولة
ضحك الملك ببملئ صوته وقال لها ،اتعلمين يا اريانا إذا لم تنجحي بتلك المهمة ،ورجعتي اليا صفر اليدين سابيعك كجارية لاي احد و أتخلص منك ،فهذه فرصتك الوحيدة معي ايتها الغبية الحمقاء،،،وضعت خطتها الأولي بالايقاع بالملك محمد أو ولده الأمير أحمد أو كليهما معا ولكنها لاقت الفشل ،فقد صدمها عدم نظرهما لها ،ولم يلقوا لحسنها بألا ،وتلك النساء مالهم لا يغارون منها ولا من جمالها البارز بل يغضون طرفهم عنها ،ويعاملوها بلطف وكرم ضيافة ،وتلك الفتاة التي سمعت بأنها تتعلم فنون الطب لتعلمه الفتيات ،هه منذ متي وتهتم الفتيات بتعلم الطب ،لكني أعلم من اين ابدأ ،نعم هي تلك السيدة الصغيرة زوجة الأمير أحمد ذلك الوسيم الفطن ،والذي صدمت عندما رأيته بتلك الوسامة لكنه ويال الحسرة يعيش حياة القديسين ولا يقرب الا زوجته ،كم احسدها ،هه تبدو غبية بلهاء لا ترتقي له ابدا ،تنقصها القوة والرزانة ،ووالدتها من الواضح أنها ليست كما تبدو ،ومن الصعب معاملتها يجب أن احرص بالكلام معها واتلون لها لتثق بي وتنفذ اوامري دون ان اشعرها بذلك ،ستكون حليف قوي لي ،سأستغل طمعها وابنتها بالعرش واطمعهم أكثر واكثر بالملك والثروة ،،،،،وكذلك باتت تخطط اريانا لتنجح لما جاءت له وحان وقت التنفيذ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كالعادة بعد انتهاءهم من صلاة العشاء حان وقت تناول وجبة العشاء والسمر بعدها فيما بيننا ،وسأبدأ اليوم بالتقرب من الأميرة ورد شاه ،،،،،،،،،،
جالسة علي ذلك الكرسي الوثير والذي تنبعث منه رائحة رائعة من الورود ،ترتدي ذلك الثوب الطويل شديد السواد وفتحة صدرها تظهره بسخاء كعادتها وشعرها الاحمر منسدل علي طول ظهرها ،ممسكة بيدها البيضاء الناعمة فنجان الشاي اللذيذ الدافئ ،وعلي وجهها ابتسامة رقيقة تخفي ما تخطط له خلفها وتحاول أن تنتقي كلماتها بحرص شديد ،لتحقق مبتغاها ،ناولتها زينب طبق الحلوي بلطف بالغ كعادتها ،شكرتها بأدب واثنت عليها، وقالت بخبث:كم انت امرأة جميلة ومتكاملة لا ادري لما قد يتزوج الملك بزوجة ثانية غيرك ،انه لأمر محزن حقا ،لا أعلم كيف تشعر كل واحدة منكن وهي تعلم أن زوجها مع أخري ،فأنا الزوجة الوحيدة للملك لا يمكنه أن يتزوج من اي امرأة غيري 🤔لكن انتن لا اعلم ماهية شعوركم،واتمني الا اعرف حقا،تكلمت صفية بتفاخر:صدقت يا ملكة اريانا فزوجي أيضا لم ينقصه شئ معي ،لذا انا الزوجة الوحيدة له وأم أولاده الثلاث،،،،،،،،،،،،نظرت زينب لصفية ثم نظرت لاريانا بابتسامة هادئة وقالت ،الرجال لهم أن يتزوجوا أكثر من إمرأة بدون اي شرط ألا شرط واحد وهو العدل وإن خاف الا يعدل بينهن فيتزوج واحدة أو لا يتزوج ويشتري جارية تكن ملك يمينه ،هذا هو شرع الله ،وان كان الملك يتزوج من أربعة نساء فهذا يدل علي قوته ورجاحة عقله ويزيده عزة علي عزته وهذا لا يجعلني ناقصة ولا يجعل اي امرأة كذلك ،،،،بهتت اريانا من ذلك الرد ولكنها حاولت تدارك الامر،ووجهت كلامها نحو وردشاه ،وانت ايتها الأميرة هل الأمير متزوج من أخري،رفعت ورد شاه نظرها لاريانا بعيون متسعة خائفة من مجرد الفكرة وقالت، لا انا زوجته الوحيدة ،ابتسمت اريانا هنا لاقترابها من هدفها،واثنت علي ورد شاه وبالغت بثناءها لتكسب ودها وثقتها،واضافت انا اري ان النساء هنا يعانين من بطش الرجال وحبهم الزائد لامتلاك النساء فبالطبع هناك جواري للملك غير زوجاته يتمتع بهن ،ردت هذه المرة سارة الزوجة الثالثة والتي فطنت الي ما تحاول الوصول إليه تلك السيدة الخبيثة وقالت،كان لدي الملك بالسابق جاريتان واعتقهما لوجه الله،لم تفهم اريانا ما قالته تلك السيدة فقالت ،لا أفهم ما يعني هذا ،ابتسمت سارة ونظرة لعائشة الزوجة الثانية للملك فابتسمت بدورها ،وسط تعجب اريانا الشديد من هذا الود بينهن ،قالت عائشة الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم أمرنا بعتق الرقاب ،ويكون هذا أما عقاب علي فعل معصية ارتكبها ،او لوجه الله تعالي ،والملك كان لديه من الجواري اثنتان واعتقهما لوجه الله ،هذا فقط كل شئ،قالت اريانا والتي من دورها تحاول ايجاد كلمات لتكمل ما بدأت به لقد أصبح الأمر أصعب بكثير الان ،ولكنها قالت ،ولكنني مازلت اري ان الرجال عندكم يستغلون النساء بشكل سئ جدا ولا اعلم لما لا تأخذن موقف منهم وتمنعوا استغلالهم لكن ،،،،،،
كان بالقرب من تلك الغرفة حينما استمع لذلك الكلام ماهذا ما الذي تحاول فعله تلك المرأة،،،،،
وجهت اريانا حديثها للأميرة وردشاه وقالت،ارجو منك يا أميرة ورد الاتسمحي بحدوث هذا الشئ لك فذلك أمر محزن جدا أن يكون زوجك مع امرأة أخري غيرك صدقيني ،،،،
لقد فاض بها الكيل حقا وضاقت زرعا بما تقول تلك السيدة ولم تشعر الا وهي تقول لها،،،،،،لا تحكمي علي شئ لا تعرفيه فقد جعل الله لتعدد الزوجات للرجل فوائد كثيرة ،منها العفة للرجل والمرأة فكم من رجل فقير لا يستطيع الزواج ومكتفي بملك يمينه ،وكم من مرأة حرة تريد الزواج ،الرجل الذي يستطيع ماديا وبدنيا أن يتزوج أكثر من زوجة يعف تلك المرأة الحرة عن فعل الحرام ويضمن لها حياة كريمة ،،،وليس فقط هذا فالنساء بديننا ومجتمعنا ،لها حقوق علي الرجال كثيرة أولها أنه مسؤل عنها بالكامل ليس لها أن تعمل وتنفق، عليه هو ذلك وإن كانت غنية وانفقت عليه تكتب لها عند الله صدقة ،اما بمجتمعاتكم فالمرأة تتكفل بنفقاتها ،وتضطر للعمل ،وقد سمعت من والدي رحمه الله والذي زار عدد من البلاد الغربية أن هناك نساء تضطر أن تبيع جسدها مقابل الطعام والثياب ،تعجبت ورد شاه كثيرا ،وقالت ولما لا يشتريها ثري لينفق عليها أو يعولها رجل ،ضحكت ياسمينا ساخرة وقالت ،هناك فقط الملك وحاشيته من يمتلكون جواري ونظرت بقوة لاريانا واكملت وقد سمعت أيضا أنهن تعاملن من قبل الملوك والأثرياء معاملة حسنة أفضل حتي مما يعاملوا زوجاتهم ،،،شهقت وردشاه بنفور وقالت :أهذا معقول وكيف للمرأة الحرة أن تعامل بسوء ...ردت اريانا وقد بدي عليها الحزن والارهاق هي حتي لا تستطيع أن تكذب ماقالته تلك الأميرة الشابة لقد أصابت وسط جرحها النازف بأحتراف والجمت لسانها وقضت علي محاولتها البائسة تماما وقالت،،،للاسف ما قلته يا أميرة كله صواب فالعاهرات بمجتمعنا لهن صوت اعلي من صوت النساء الاحرار ولهن المعاملة الحسنة والملاطفة أما بنات العائلات اللاتي يقعن بين براثن الملوك لا يعاملن الا بعنف وكراهية حتي من دون أسباب ،،،،،، أشفقت عليها حقا فمن الواضح أنه قد طالها نصيب من العذاب ،،اكملت اريانا ،ان الشئ الوحيد الجيد بتلك القوانين هو أن الرجل لا يحق له الزواج إلا بأمرأة واحدة ، ومن الممكن أن يكون الزوج رجل طيبا ودودا وممكن أن يكون عنيفا متوحشا لا يتبع الا شهواته فقط،قالت وردشاه ،انا لا اريد ان يتزوج زوجي بأخري انا حقا ارفض هذا ،فقالت زينب والدة زوجها انسيت قول الله سبحانه بسورة النساء(وإن خفتم الا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع وإن خفتم الا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم ذلك ادني الا تعدلوا) قالت ورد ،نعم أعلم هذا ولكني لا ارضي أن يتزوج زوجي بامرأة أخري ،وافقتها صفية ،وقالت الأميرة ورد شاه ابنتي لا يضاهيها اي من النساء ولا أعتقد أن الأمير بحاجة لزوجة أخري اين يجد مثلها في الجمال والنسب ،بالطبع لن يجد ،،
كان يستمع لكل هذا ولم يعجبه أنها وافقت تلك المرأة الأجنبية في كلامها ،هكذا بكل بساطة وقعت بفتنتها وقبلتها بصدر رحب حقا قد خاب أمله فيها ولكنه سيعلمها درسا لن تنساه حتي تفهم مقاصد الناس ولا تكن فريسة سهلة الصيد هكذا........
يتبع

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن