الفصل الخامس والعشرون

73 7 0
                                    

لازالت جالسة علي الفراش شاردة حزينة حينما دخل الغرفة ورأها ،رأها ممددة علي الفراش بثوب غير مهندم علي غير عادتها وشعرها البني الطويل اللامع متناثر حولها بفوضي ،وتلك الدموع بعيونها ،قال الأمير صفي الدين في نفسه ،ياالله، لم أكن أتخيل يا صفية أن أراك هكذا ،كم تمنيت أن تعترفي بجرمك بحق ريحانة لكنك تكبرتي ولولا أنني لا أملك دليلا واحدا لما كنت ابقيتك معي،لكني موقن أنه سيحين الوقت لاعرف ما فعلتيه بها لتموت بقهر هكذا لقد كانت تعذب كنت أراها واحاول التخفيف عنها ولا أعرف ماذا أصابها ولكن الأمر كان سئ جدا وخارج السيطرة ويزداد سوءا كل يوم دون أسباب واضحة، فحزنها وبكائها مازالا عالقين بأذني ،ووجهها المقهور الحزين وهي تفارق الحياة لازلت اراه كل يوم بعيني لقد فات أكثر من عشرة أعوام علي رحيلها، ولم انسي يوما ما حدث،وكنت أعلم أن الوقت سيأتي لأخذ الثأر منك يا زوجتي وام اولادي ،فأنت التي قتلتها لقد رأيتها بعينيك ولكن لسانك ابي أن ينطقها ،،،،،لم اعد أشعر بذلك الوجع في قلبي عندما تحزني أو تزرفين الدمع من عيونك الجميلة التي طالما تغزلت بها وسهرت الليالي احلم بلقائها ،لم اعد أبالي إلا الانتقام منك فقد تجبرتي وتحجر قلبك ،قلبك الصغير الذي كان في الماضي نقي برئ ،اما الآن لم أكد اعرفك يا صفية ،دمعت عيناه ولكنه تدارك نفسه جيدا ،واستعد لمواجهتها ،،،،،،

قام الجميع تحية للملكة الضحية التي اوقعها الملك بشر أعمالها ،ولكنه كشف علي حقيقته اخيرا،لا احد يعرف ماهو القادم ماذا سيحل علي تلك المملكة بعدما علم عن الملك تلك الجريمة النكراء خاصة أن الدوق شيموس محبوب لدي الجميع وكلمته مسموعة عند رجال المملكة الهامين والذين بدونهم لا يستطيع الملك اليسندروا وحده تحمل عبئ الحكم وأبرزهم هو كلاروس رئيس القضاة ولسوء حظ الملك أنه من كشف مخططاته وأكد اتهام الدوق شيموس له ،اذا ماهو القادم يا تري ،،

مال قلبي إليها
وجعت قلبي عليها
هكذا كان حال الأمير الحزين يود الذهاب الي بيتها الآن ويقسم أمام الجميع أنها فتاة طاهرة بل اطهر الفتيات اللآتي قابلهن في حياته يريد أن يصرخ امامها بحبه والشوق الذي يشعر به إليها ،لم تغيب عنه إلا قليلا ولكن اليوم عند المحب بمقدار سنة ،
ياليتك تعلمي كم انني احببتك
،،،،،،،، ورغبتك
يا ليتك تسمعي صوتي الحزين
،،،،يهتف لك
صرت كالمجنون ل ليلاه التي
رحلت وتركته مجنون بكي
حمد الله أنه وحده بذلك الجزء البعيد من الحديقة حتي لا يري أحد دموعه التي يزرفها من أجلها وفكر في نفسه ،اهكذا الحب ،اتلك لوعته التي يتغني بها الشعراء في قصائدهم ،اصرت أنا المجنون ب ليلي ،اه من حسرتي أشعر أن قلبي يتمزق من داخلي ،لماذا لم تعطني الفرصة كي اثبت لك انني سند لك ،سمع المؤذن يؤذن لصلاة العصر ،ردد الاذن بدموع غزيرة متزايدة،وردد الدعاء بعد الاذن ،اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أت محمدا الوسيلة والفضيلة انك لا تخلف الميعاد،ثم قام ليذهب للصلاة وفي طريقه ظل يدعوا الله أن يتزوج من ياسمينا إن كانت خيرا له ،فالله يعلم الغيب وبيده كل شئ ،لعلها له والله يختبر ما في قلبه ،اراحته الصلاة كما اراحتها،فمنذ رجوعها الي بلدتها التي كان أبيها حاكم عليها ،وعلي عكس المفترض ،لا تشعر براحة ،قلبها يؤلمها لسبب لا تعلمه ،او بالاحري لا تريد أن تعلمه ،حتي لا تخذلها نفسها أن علمته ،حينما انتهت من الصلاة هي وامها عائشة ،فهي قررت مناداتها أمي ،بعد تلك التضحية العظيمة من أجلها فهي تخلت عن كل شئ من أجلها وكأنها امها الحقيقية وهذا ما شعرت به حينما نادتها ابنتي في أول لقاء بينهما ،وقد تفاجات أيضا بموقف رمانة التي استأذنت الملك أن ترافقنا وأهدتني الأميرة زينب خادمتان ،لتزيل عبئ البحث عن خادمتين متفرغتين عني،نظرت ياسمينا من حولها وتذكرت وإلديها الراحلين ،دعت لهم الله أن يجعلهم في الجنة،قد اشتاقتهما كثيرا ،ولكنها تحمد الله علي حب عائشة لها قد عوضها الكثير ولكنها مازالت حزينة لما ألت إليه أمورها لم تكن تتخيل أن تطلب الطلاق من الملك أبدا وبعيونها كل ذلك الحزن والانكسار والخذلان ،،،،،اتت رمانة وراءها الخادمة تحمل صينية عليها فاكهة وحليب ،فهي تري الاميرتان لا تأكلا إلا القليل جدا من الطعام والذي لا يقويهم علي فعل شئ ،وخاصة الأميرة ياسمينا فهي تحتاج الغذاء لتقوم بمهامها وواجباتها وابحاثها كل ذلك يحتاج مجهود كبير ،عليها أن تقف بجوارهما في ذلك الوقت الصعب حتي يمر علي خير ،،
انتشر خبر وصول الاميرتان بمنزل الأميرة ياسمينا بجميع انحاء المملكة مما أثار فضول البعض ، لم يتم الزواج إذا كما قالت الشائعات إذا فهي غير صحيحة ،ذلك قول بعض الناس ،ولكن بعضهم قال إن الأميرة رجعت الي منزل والديها بعض أن طردها الملك بعد ما فضحت ،واخرين يقولون إن ذلك قذف للأميرة والأمير علي غير علم ،ولا يجب الخوض في أعراض الناس دون بينة لقول الله سبحانه وتعالي(يأيها الذين ءامنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن أصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين)،لذلك تركوا الخوض في هذا الأمر ليميتوا الباطل بالسكوت عنه،،،،،،،،،،
أما الحاكم اسماعيل يشعر بالحزن والاسي لتلك الشائعة التي مست عرض صديقه العزيز الراحل وشعوره بالذنب يتضاخم لانه من شجع الأميرة لتذهب للعيش بقصر الملك ،ظنا منه أنه يحميها من الاشرار ويحافظ عليها ،ولكنه لم يكن يعلم أنها ستظلم هكذا ظلم بين ،،،،،،
عند اريانا كان الوضع أكثر من جيد فالجميع علم بمخطط الملك وقد علمت أن هدفه من البداية هو نبذها وفضحها في أرجاء المملكة ولم تستطع أن تسيطر علي صدمتها فيه صحيح أنها تعلم أنه يكرهها ولكن لم تكن تدرك أن الكره وصل به الي ذلك الحد المتدني فهو حتي لم يرأف بها وبصغر عمرها ،ولا حتي أنها تنتمي لأسرة عريقة ،ولا لمكانة والدها الدوق ،ونسي تماما أنها زوجته ،وانها كانت مخلصة له حقا ،وقرر أن يصنع منها خائنة دون رحمة أو شفقة عليها ،لذلك هو يستحق الانتقام ،فوقفت أمام الجميع ووجهت كلامها بأدب لرئيس القضاة كلاروس ثم الوزراء وقالت ،ايها الرئيس كلاروس ،ابي والوزراء الكرام ،ليس لدي ما أقول بعد ما علمته لتوي منكم عن مخطط زوج،،،، تنهدت ولم تكمل الكلمة وابدلتها ب الملك وهي تنظر إليه بطرف عينيها بكره واضح مبرر ،واكملت ،،،ما اطالب به أن يعزل من حكم المملكة ويبتعد عنها فهذا الشخص ليس أمين حتي علي زوجته كيف يؤتمن علي شعب المملكة ،وهذا كل ما لدي ،وشكرا لحسن استماعكم ومساعدتكم لي ،،،،،
لاقي طلبها موافقة من الحضور فهم يرون أيضا مدي السوء بذلك الرجل وكلما مر عليه من وقت ازداد سوءا علي سوء أن استمر علي ذلك ستقع المملكة في الظلام الدامس ويجب أن يقف له أحد وخير من يقف له هم ،لن تستمر تلك المهزلة كثيرا عليهم إيقافها ،وعلي الفور أمر كلاروس الحرس أخذ الملك وابنه الي السجن المشدد وعليهم الحذر منهما جيدا الي ان يتشاور رجال المملكة ويبتوا في أمره ،،،،وهكذا انتصرت عليه اريانا وعليها الان ترتيب أفكارها فعليها الحذر من خطواتها القادمة فهي لا تقل أهمية عما مرت به الي الان ،فهي قررت أن تكون أمراة قوية لا تتأثر بشئ صلبة ،لا تهتم بالرياح مهما كانت عاتية ،،،نظرت القوة بعيون اريانا قابلتها نظرة فخر من أبيها الدوق شيموس ،لطالما حلم أن تصبح ابنته قوية كم كره ما كانت عليه من جبن ضعف ،وها هي الآن حققت له حلمه وعليه أن يشكر من يرجع إليه الفضل وهو اليسندروا الملك المخلوع ،انتبه عندما وجهت اريانا ذلك الطلب الهام من كلاروس وهو أن تتقدم الي الكنيسة بطلب الطلاق من اليسندروا وبصفته رئيس القضاة سيسهل الأمر عليها خاصة بعد فعلت اليسندروا المشينة فالجميع علي استعداد أن يقف معها ،وهذا ما جعلها تفكر كيف تستغل تلك الفرصة بشكل جيد لصالح مستقبلها ،،
تبكي عيوني علي حبيبي
بعد الفراق
لم يعد له طاقة ليستمر أكثر وهي بعيدة عنه كل تلك المسافة الكبيرة ،يمنع نفسه كل يوم من الذهاب لها لقد مر الي الان ثلاثة أيام ولم يهدأ كما كان يظن أن لوعة الحب لشئ عظيم ،ما كان يهون عليه هو أنه يضع يده اليمني فوق قلبه ويشعر بنبضاته ثم يدعوا الله أن يرزقه الزواج منها أن كانت خيرا له ،منذ متي وهو هكذا منذ متي يترك لمشاعره زمام أمره ،لكنها مختلفة في كل شئ ،تستحق أن يفعل المرء لأجلها اي شئ ،ولكن هل هي تحبني مثل ما أنا حبيتها ،هي لم تفكر مرتين بالرحيل بل رحلت دون حتي أن تلقي عليه نظرة تشعره بالاهتمام ،ما ذنبه فيما حدث ليس له ذنب سوي حبها ،فهو لازال يتذكرها ويتذكر تفصيلها وكل كلمة وحرف قالته ،لكن هل هي أيضا تفكر به مثلما يفكر هو بها لا يعلم وكيف يعلم ؟

أتذكرك حبيبتي في كل وقت وحين
وأهمس للنسيم ليحمل لك مشاعري
إن قلبي ملئ لك بالحنين
يمدد لك يده فالتقبلي
لا تتركي يدي وتتركين
حبي لك وعشقي المنجلي
يتبع❤️

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن