الفصل الحادي والثلاثون (اعترافات صادمة)

78 5 0
                                    

وصل علي وتوأمه هاشم الي قصر المملكة وجدا الجميع منشغل بشقيقتهما ورد ويتحدثون عن اغماءها و أن بوسط تلك الأحداث المحزنة هناك خبر جيد وهو حمل الأميرة ورد شاه ،كم انتظر الجميع ذلك الخبر منذ زواجهما من ثلاث أعوام ولكن ،قدر الله ماشاء فعل ،لعل حملها بذلك الوقت يخفف من وقع تلك الأحداث الصعبة التي يمر بها القصر من بعد فعلت صفية الشنيعة ،ولكن اين الأمير أحمد ليسعد بذلك الخبر الجميل ،انه غير موجود بالقصر ،،،
جالس أمامها بابتسامة خفيفة ونظرة أمل تتجلي من عيونه ،وهو يراها أمامه صامته ،متخبطة من عرضه عليها الزواج مرة أخري بتلك الجرأة وذلك الاصرار ،بينما أتت أحدي الخادمات تستأذن دخول الحاكم اسماعيل ،فأذنت له وهي شاردة الذهن تسترجع كلاماته ،،،،،،
بينما أنسحبت عائشة وهي تحكم غطاء رأسها لتغطي به وجهها جيدا لتصعد الدرج الطويل لتصل لغرفتها قبل دخول الحاكم ولكنها أصطتدمت به بقوة لدرجة جعلت غطاء وجهها ينحسر ويكشف عن جمالها الشرقي الاصيل ليتوقف الوقت لديهما ،،،
وصل إلي منزل الأميرة ياسمينا وهو مهموم ومشغول لوجود الأمير احمد،فهو لم ينسي تلك الشائعة التي مست كرامة رفيقه وابنته البريئة بسوء فأسرع الخطي ببال مشغول ولم يلحظ تلك السيدة التي أمامه فاصتدم بها بقوة حتي أنها كادت تقع ولكنه أمسكها جيدا بكلتا يديه القويتين ،لم يلحظا قربهما الشديد ولا حتي أين يقفا ،وكأن الوقت توقف بالفعل لديهما سرح الحاكم بجمالها الشرقي فهي حنطية اللون بعيون سمراء كحيلة واسعة وأهداب طويلة وشفاه ممتلئة والغريب أنه وجد تقارب كبير بين ملامحها وملامح الأميرة ياسمينا ولكن ملامح تلك السيدة أكثر نضوجا من ملامح ياسمينا وبالطبع عدا لون العينين ،وكما حاله كان حالها وجدت الأميرة عائشة في ملامح الحاكم اسماعيل الراحة والأمان لم يكن شديد الوسامة لكنه يمتلك وجه بشوش أسمر اللون تزينه لحية كثيفة وعيون بنية شعرت حينما نظرة لوجهه وكأن الراحة والأمان غمرتا قلبها الحزين الضعيف ،وكانت هي اسرع منه إذ أنها تذكرة الله سبحانه وتعالي واسرعت بالغض من بصرها وبلمح البصر انزلت البرقع علي وجهها ثم فرت هاربة الي حصون غرفتها واغلقتها جيدا ،،،،،،،،
سيطر علي انفعالاته جيدا فقد غرق في جمالها تماما دمعت عيناه من تهاونه في غض البصر واعطاء الشيطان مدخلا جيدا يدخل له منه ،وحمد الله أنه لم يغرق أكثر من ذلك في المعصية ،،، ثم أكمل طريقه للداخل ليري لما أتي الأمير أحمد الي هنا ،بقلب غير الذي أتي به ،،،،،،
وأخيرا نعمت بالسلام والدفئ يغمرنها ،كانت تفتقد لذلك الاحساس ،هل يمكن لسجدة أن تشعرها بالكمال ،هل يمكن أحساس أن لها الها وضع لها تشريعات خاصة لها ولكل أمرأة تعامل وكأنها عالة علي الدنيا بأسرها ، لترفع تشريعات الله من شأنها ،وتحفظها وتحفظ حقوقها ،وذلك الحجاب الذي كانت من قبل تسخر منه ،ها هي ترتديه بسعادة وطيب نفس ،لا تصدق انها المرأة التي أصبحت عليها بعدما كانت تلك المرأة الحقيرة المهمشة ،نظرت لانعكاسها بالمرأة لتري نفسها ولاول مره أصبحت راضية عنها ،لاول مرة تنظر إلي انعكاسها برضي تام وثقة وحب ،نعم هي كانت من قبل كارهة لذاتها وضعفها وقلة حياتها أما الآن تري نفسها قوية شجاعة وتستطيع أن تغير كل شئ حولها ،وهي نفسها متعجبة لذلك الاحساس الموقن بداخلها بالقوة ،أخذت القرآن التي باتت لا تفارقه الا قليلا لتقرأه بشغفا وشوق ،،،،،،،،،
دخل الحاكم اسماعيل الي قاعة استقبال الضيوف لدي الأميرة ياسمينا نظر إليهما نظرة ثاقبة ثم ألقي السلام عليهم قامت الأميرة ياسمينا لترحب به كما اعتادت فما استطاع الا الابتسام لها ولحبها وتقديرها له وكذلك وقف الأمير احتراما للحاكم والقي عليه السلام ،وبعد أن جلسوا ،وجه الحاكم السؤال للأمير أحمد مباشرة وقال ،ما الأمر الهام الذي جاء بك الي بيت نساء يا أمير ؟ لم يتعجب الأمير من سؤاله شديد اللهجة فهو يعلم مكانة ياسمينا عنده جيدا ورأي خوفه عليها وغضبه مما مس كرامتها يوم حضر الي القصر ليأخذها ،لذلك لم يتعجب ،بل عامله كوالد لها ورد عليه بأدب شديد وقال ، اعذري يا عم اسماعيل في فعلتي ،ولكني أتيت كي أجدد طلب زواجي من الأميرة ياسمينا مرة أخري ،، عقد الحاكم ما بين حاجبيه وقال ،لكن أحد الشباب قد طلب يدها بالفعل وانا بانتظار جواب الأميرة ،تمالك الأمير نفسه حتي لا يثور أمامه فهو يشعر أنه له فقلبه تعلق بها وأحبها حبا شديدا صادقا ،لكنه تحكم في انفعالاته وقال ، يا عماه لقد سبقته في طلب يد الأميرة من قبل أن تذهب من قصر الحكم ،ولا ذنب لي فيما حدث ،والاميرة لم تعطني فرصة حتي يتثني لي عقاب من أخطأت بحقها ،وأظهار الحقيقة للجميع ،الا تري أنه من الظلم أن تتزوج دون اعطائي فرصة للدفاع عنها ولو فرصة واحدة هذا جل ما أطلبه ،ثم سكت ، وزاد تخبط ياسمينا ،أما الحاكم فقد مست قلبه كلمات الامير ،فقد شعر أنها خرجت من قلبه ،وانه بالفعل أحب ياسمينا بصدق ،لذا فكر قليلا واختار كلماته القادمة بعناية ،،،،،،،،،،،

تراقبها الخادمات منذ يومان وهي تتصرف بغرابة،، ما الذي يحدث معها تحديدا ،لقد توقع الجميع منها أنها ستفرض سيطرتها الكاملة علي القصر وليس ببعيد أن يتولي ابيها أو أخيها شؤون البلاد إلي أن يجتمع الوزراء ليرشحوا ملك أخر غير الملك الخائن ،ولكنها لم تفعل ،بل والغريب بالأمر أنها هادئة ومتجنبة الجميع تغلق عليها غرفتها بالساعات ،وكلما دخلت أحد الخادمات الغرفة ليقدموا الطعام لها وجدوها باكية وترتدي تلك الثياب الطويلة الواسعة وتغطي شعرها الاحمر الطويل الامع ماذا حدث لتلك الصهباء الكريهة فهم يكرهونها جميعا ويرون أنها لا تستحق تلك المكانة العالية ،لكنها مختلفة منذ يومان ولا أحد يفهم ،لابد من إبلاغ كلاروس هو من سيكشف أمرها ،،،،،،،
محتضن لابنته الغالية الباكية يخشي عليه قسوة القلب والتيه هو يراها مازالت بنقاءها ،ويود الحفاظ علي ذلك النقاء ،،،، بعد أن دام بكائها اعترفت لأبيها بأشياء جعلتها امها تفعلها بالفترة الأخيرة ،ما جعله يصر علي محاكمته صفية أمام الجميع وليضرب بجميع الاعتبارات عرض الحائط فقد طفح كيله منها،،
ذهبا لعمهم الذي استقبلهم بحفاوة شديدة ،واستأذناه أن يذهبوا لرؤية والدتهما فأذن لهم ،طرقوا علي باب غرفتها ،فلم يجدوا من إجابة مما اضطر هما أن يفتحا الباب ليطمئنا عليها فوجدوها في حالة يرثي لها ،غير معقول أن تكون هذه أمهما الجميلة النظيفة المرتبة القوية ، فهي مبعثرة تماما وجهها شاحب و هالتان سوداءان كبيرتان متكونتان تحت عيونها ،ثوبها لابد وأنها لم تبدله منذ فترة ،والحزنض يكاد يقتلها ،احتضنها هاشم وبكي لحالها وجلس علي تحت قدميها و انحني وقبلهما وهو يبكي ،شعرت بهما اخيرا وزاد حزنها ،،،، فهي تشعر من أعماقها أن النهاية قد أقتربت ،ولن تنعم مرة أخري برؤية اولادها ،،،،،،،،،
ذهب صفي الدين لأخيه محمد وقص له ما أخبرته ابنته ،لم يتفاجئ البته وأخبر شقيقه أنه يعلم لانه لا يثق بصفية ولا بتصرفاتها فكان حين تخرج مع ابنتها وردشاه يبعث وراءها احدث الحراس ليراقب ما تفعل،والي اين تذهب ولمن ،قال صفي الدين ،وهل يعلم زوجها الأمير أحمد الي أين كانت تذهب زوجته مع امها ،رد الملك محمد ،،لا يا صفي لم أخبره شئ وكان لدي أمل أن تخبره ورد ذات يوم وهي نادمة تائبة لله ،،همم صفي وقال ،بذلك نصحتها أن تعترف لزوجها بما فعلت هي وأمها ،قال له شقيقه محمد ،خيرا فعلت يا أخي لعله يسامحها ،ولعل الله يهديها ،امن صفي بدعة أخيه لابنته بالهداية ،ثم قال ،لابد من محاكمة صفية يا أخي فأنا لم أعد اتحمل أكثر لقد طفح كيلي منها ومن قسوة قلبها ،الا تواقني الرأي ،سكت محمد قليلا وقال ،سأحاكمها فقط علي تلك الشائعة التي ظلمت تلك الفتاة البريئة أما باقي جرائمها لن اكتشفها أمام الناس ،غضب صفي الدين وقال ،اتخشي كلام الناس يا أخي ولا تخشي حدود الله ،نظر محمد لأخيه بصبر وقال ،يا أخي أنا لا أخشي الناس ولكن احاول سترها ،رد صفي وقال لقد قتلت نفس يا أخي ،نظر له محمد وقد فاض الدمع من عينه وقال، بل اثنان يا أخي فهي من قتلت زوجتي ،،،،،،،،،،،
يتبع

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن