الفصل الثامن والثلاثون

79 6 0
                                    

لو بأمكاننا نعيد الوقت لنصحح أخطاء الماضي لكنا اليوم بحال غير الحال،،،،،،،،،،
ثبتت عليها التهمة إذا لقد تعمدت قتل ريحانة وليس مرة واحدة ولكن مرتين ، تنهد القاضي بتفكير ثقيل عليه وعلي جميع الحاضرين فقد ظهرت جريمة أخري لها وهي الشهادة الزور علي تلك المسكينة صالحة التي اتهمت بالسرقة وقطعت يدها وماتت قهرا وظلما ، يالا جرائمك ايتها الأميرة ، ولكن القاضي أكمل التحقيق معها وسألها عن تلك السمية التي ساعدتها ووضعت تلك العشبة بطعام الأميرة الراحلة ريحانة ، هل كانت تعلم المرأة التي تدعي سمية نيتك  يا أميرة صفية بقتل الراحلة الأميرة ريحانة ؟ تذكرتها صفية وتذكرة برائتها هي الأخري وقالت لا ، بالبداية لم تكن تعلم شئ وعندما لاحظت حال الأميرة ريحانة. استطاعت أن تخمن نوع العشبة الملعونة تلك لذا واجهتني بغضب عما يدور بعقلها ، وقد أجبتها بكل بساطة ، أنه نعم تلك العشبة تضر بصحتها حتي تموت ، وصدمة سمية ، وقالت لي اي شريرة انت يا أميرة ، لا أصدق انك نفس المرأة التي أحسنت الي واعطتني أجمل الثياب وأعلاها ثمنا ، انت كنت تأتيني بأشهي الطعام وكنت تطعميني بيدك  احيانا ، كنت أشعر أن الله عوضني بعد وفاة والدي واحدا تلو الآخر بك ، لكنك أشر من رأيت من الناس ، ولا يمكنني أن أشاركك بتلك الجريمة حتي لا يغضب علي الله ، فما كان مني إلا أني صفعتها علي وجهها وبصقت عليه وقلت لها انني سأتهما أمام الجميع أنها مسلطة علينا من الخارج من أعداء الملك الراحل رستم ، وتريد قتل وريثته الشريعة الوحيدة ، ما قولك الان ايتها الملاك ، هل ستفعلي ما أمرك به ام انادي جميع من بالقصر واخبرهم بتلك القصة ، تحشرج صوت صفية هنا وتذكرت دموع سمية المسكينة التي كانت صفية بالنسبة لها مثال الكرم والحب والحنان أما الآن فهي قاتلة شريرة مجرمة ، أكملت صفية بدموع ندم فات أوانها وقالت ، لقد ألجم لسان سمية بعد ما قلته لها فدسست بيدها ورقة تحتوي علي الاعشاب لتعاود وضعها لريحانة فاوهمتني أنها وضعتها بالطعام وأخذته إليها بنفسي كعادتي ، ولكنني أصبحت قلقة حينها من سمية ، فهي بالطبع ستحاول أن تخبر أحدا بالأمر ، ذهبت لريحانة واطعمتها وانا منشغلة بسمية لكن مرض هاشم ولدي جعلني انشغل معه ليومين ، وباليوم الثالث رأيت سمية تخرج مسرعة من غرفة ريحانة ولحقت بها لاعلم ما أخبرتها به ، لكن الأمير صفي ظهر بوجهي بغتة وسألني عن حالي وحال هاشم ولدنا فانشغلت معه بالحديث عنها ، ولم أعد أثق بسمية فلم أعد أعطيها ورقة الاعشاب ، وأخذ الطعام لريحانة واخلط به الاعشاب ولم يدوم الحال طويلا حتي ماتت ريحانة ،،،،،
أما سمية فاختفت تماما ولم أعد أراها امامي من حينها وحقا بحثت عنها لكني لم أجدها ،،،،
هكذا قالت بندم شديد لن يفيد اليوم بشئ ، أما القاضي فتنهد بثقل وقال ، إذا لقد قمتي بقتل الأميرة ريحانة متعمدة وتسببت بمقتل اجنتها حتي وان كنت غير متعمدة ،، قالتها وبحر من الدموع أغرق وجهها ،،نعم ،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يقف بشموخ يداري به توتره من ذلك الاجتماع الطارئ ، الجميع يراه أحق بالملك من أخيه المسجي بالسجن ، فهو عاقل ، حكيم ، ذكي ، وعلاقته جيدة مع الجميع ، عكس اليسندروا ذلك الماجن المتهور المكروه من الجميع سئ السمعة ، وتصرفه الحكيم مع اريانا جعله يعلو بنظر الجميع ، لقد أعادها الي رشدها أخيرا وبتلك البساطة ، لذا قرر الدوق شيموس و كبير القضاة أن يجتمعوا مع نبلاء البلاط الملكي و اقتراح أسم رامانيوس كملك للبلاد ، لكنه لا يريد ذلك الملك وعليه بالتفكير جيدا بالأمر ، لذا يحاول مدارة ذلك التفكير المتوتر بشموخه إذا زاده هيبة ووقار ، وقال أخيرا ، بعدما أمعن النظر إليهم جميعا جيدا وحاول الجلوس مسترخيا ، لكن القانون يمنع أن يتوج الابن غير الشرعي ملكا للبلاد ، تنحنح أحد القضاة والذي كان معترضا علي راما بسبب ذلك الأمر ، ووافقه علي الأمر ، وقال القاضي سميث ، أن ذلك القانون قائم من أكثر من مائة عام وتوارثته الأجيال جيل بعد الآخر ، زجره مؤيد من البلاط الملكي لرامانيوس ،وقال أنه بأمكاننا تغير القوانين فهي غير مقدسة ، وكون الأمير ليس شرعيا لا يجعله الابن الأكبر للملك الراحل ، وافقه الأغلبية علي ذلك فالجميع مستعد لتغيير القانون من أجله لانه الاكثر احتراما بينهم ومن ثم إنه تغير تغيرا جذريا واصبح أكثر حكمة وهيبة واحتراما وإخلاص ووقار ، والأهم أنه علاقته أكثر من جيدة بالجميع ، فلما لا يغيرون قانونا تافها من أجله ، فليتغير ذلك القانون ، وليتوج ملكا للبلاد ،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لازال في محبسه هو وولده الوحيد الذي لا ينفك عن لومه علي ما أصابهم من اذي ، ماكان لديه من حلي بدأ في النفاذ وعليه معرفة مايجري من حوله لقد جاءه خبر اسلام زوجته الغبية وقد ظن أنه سيتخذ من ذلك ذريعة ليتخلص منها ويفك اسره هو وولده ،ولكن الأمر لم يستمر كثيرا ورجعت مرة أخري إلي دينها ، لقد تعقد الأمر مرة أخري ولم يعد بمقدوره  عمل شئ أخر ، بدأ الإحباط يظهر علي اليسندروا ، ليتذكر أفعاله النكراء ، كم اذي من أشخاص حوله ، أبرياء ضعفاء ، حتي ولده لم يسلم من أذاه ليتحول الي ذلك الشاب الطائش الفج ، القي اليسندروا نظرة علي ماضية فلم يجد له حسنة واحدة تجعل احد  يساعده ، بحب وصدق ، فلم يكن حوله سوي الجاريات والعاهرات ، والجميع كان يؤذي من قسوته وغلظته ، يالا حسرته ، لم يبقي من ملكه شئ ، ولا من عزه شئ ، فقد جميع ما يملك بغمضة عين ، والادهي أنه من خطط لكل ذلك من البداية ليتخلص من زوجته التي في الحقيقة لم تفعل له شئ الا أنها كانت بريئة نقية لم تتغير بمنصبها ولم تغيرها قسوته الا قليلا ، راح الندم ينهش به إلي أن غفي ولأول مرة عرفت الدموع طريقها علي وجنتاه ،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كاد قلبها يخرج من مكانه علي والدتها ، لماذا يا أمي تفعلين شئا كهذا ، أأنت تقتلين ، لا أصدق ، أتمني أن يكون ذلك حلما سيئا واستيقظ منه لا اجد كل ذلك ، استيقظ علي حياتي السابقة قبل دخول تلك الياسمينة إليها ، فمن بعد وجودها بالقصر حلت علينا المصائب ، هكذا كانت تفكر وردشاه ، متجاهلة أن صفية من افتعلت المشكلات ، وجلبت إليهم المصائب واحدة تلو الاخري،،،،،
أما حكيمة تكاد عينيها تحرقها من خلف البرقع الذي يداري معظم عينيها وبالرغم من ذلك فنظرة الحقد واضحة فيهما ، ولولا يد زوجها القابضة بشدة علي يدها لقامت وقتلتها في الحال ، وهو يعطي لها الأعذار صفية قاتلة ، ولا تستحق الشفقة أو الرأفة ، حتي وان تابت ، هكذا تفكير الأسد بن عمار ، وأغلبية الحضور أيضا ، كانوا يفكرون مثله ، فصفية قاتلة ظالمة في نظرهم ، أما هو فتمني أن كان ميتا قبل أن يسمع ما سمع ، أكان ذلك يحدث وهو غافلا عنه ، أكانت زوجته تعذب كل ذلك العذاب وممن من من زوجته الأخري وهو لم يلاحظ الا في النهاية ولم يتخذ موقفا لحبه لصفية ، لقد لعن قلبه وحبه لصفية ، لقد خان ريحانة وحبها ، هو الملام علي ذلك ولا ينبغي لغيره أن يلام علي موت ريحانة ، لم يشعر صفي الدين بنفسه فقد أغشي عليه من شدة الحزن والندم والغضب ، والتف حوله الجميع باكين علي ما يحدث ، حمله أخاه بالرغم من مرضه ولم يعطيه لأحد حتي أوصله للعربة وصعد بجانبه هو والطبيب الذي حاول افاقته ليعطيه بعض الأدوية ، وقد نجح بذلك بشق الأنفس ، أجل القاضي محاكمة صفية بناءا علي طلب ولدها هاشم ، وقد وافق القاضي علي ذلك بصبر ، وهو يعلم أن الأميرة حكيمة لا توافق علي ذلك فهي منتظرة أن تستمع الي ما حدث لوالدتها ، وان تحاسب صفية علي تلك الجرائم الشنيعة حتي يثلج صدرها ، ولكن الوضع لا يتحمل اكمال المحاكمة الان ، لذا وافق علي التأجيل ،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ذهب الجميع الي القصر بحال غير الحال ، فالجميع  غلب عليه  الصمت ، فماذا يقال في ذلك الحال ، لا كلام ، فحتي الكلمات البسيطة ثقيلة ، شق الصمت ، دخول الخادم ومعه رسول يحمل رسالة من الأمير رامانيوس ، أو الأمير عبد الله  الصالح ، هكذا أسماه شيخه الذي أسلم علي يده ، والرسالة ذكرت الأحداث الجارية ، عدا تنصيب رامانيوس ملكا علي البلاد ، وقد تفاجئ الأمير أحمد بأسلام أريانا ، ونظر الي ياسمينا بدهشة ، وتسأل في نفسه أيعقل أنها أسلمت بسبب إعطاؤها القرآن أيعقل أن تكون ياسمينا السبب في إسلامها ، ثم قال يهدي الله من يشاء ، سبحان الله ، ثم التفت الأمير أحمد الي الرسول ، وشكره علي أمانته وأمر الخدم أن يكرموه ويعدوا له غرفة مريحة ، ليرتاح من عناء السفر ، ويعدوا له عتاد جيد عند الرحيل ، شكره الرسول والذي يبدو عليه عناء السفر و يفتقر بالفعل للراحة وذهب مع الخادم ،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تراجعت ياسمينا لغرفتها بصمت وذهبت لتستحم عل الماء يزيل عنها ذلك الحزن المسيطر عليها ، فما سمعته اليوم في المحكمة كان ثقيلا عليها ، ولا يتحمله قلبها الصغير الرقيق ، نزلت في المغطس  ليغمرها الماء بالكامل واطلقت لدموعها العنان ، بكت علي كل شئ علي والديها ، والافتراء عليها ، وترك زوجها لها في ليلتهما الاولي ، وبعد عائشة عنها ، بكت وبكت ، ولم تكف عن البكاء لولا استماعها لشهقات بالقرب منها ، فالتفتت ببعض الخوف ، لتدهش من وجود الأميرة حكيمة تجلس علي أحد درجات السلم الرخامية المؤدي الي المغطس وبالرغم من أن المسافة بينهم ليست بعيدة الا أنها لم تشعر بوجودها ابدا ، وتفاجات من وجودها بغرفتها وداخل حمامها ، لكنها حاولت أن تهدأ ، و غسلت وجهها ، وسألت حكيمة بهدوء منذ متي وأنت تبكي بجواري ، هدأت حكيمة بعد محاولات من البكاء وأجابت بصوت متقطع أثر البكاء ، منذ مدة فقد جئت لكي اتحدث معك قليلا وأسألك بعض الاسئلة فلم أجدك ، ثم سمعت صوت بكاءك آتي من الحمام فانتابني القلق عليك ، وعندما وجدتك بهذا الحال لم أتمالك نفسي انا أيضا ، وبكيت كثيرا لعل قلبي يهدأ ، ثم بكت مرة أخري أكثر من المرة السابقة ، وهي تتذكر المحادثة التي سمعتها بين والدها وعمها عن مقتل والدتها و وزوجة عمها الراحلة علي يد صفية بالإضافة لما سمعته اليوم بالمحكمة من اعترافات صفية ، وفقدانها حنان والدتها ووجودها بحياتها ، وما آلت إليه الأمور اليوم ، لم تستطيع ياسمينا إيقافها فهي تعلم كم تحتاج إلي ذلك البكاء ، علها تهدأ ، دخلت الوصيفة رمانة التي لم تترك ياسمينا منذ تعرفت عليها وهي تحمل المنشفة والثياب وتركتهم بالقرب منها ورحلت وهي حزينة لما يحدث ، خرجت الأميرة حكيمة لتعطي ياسمينا الخصوصية لترتدي ثيابها وانتظرتها بالغرفة ، ولازالت تبكي ،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن