دخل الأمير أسد بن عمار الي جناحه ليتفقد زوجته الأميرة حكيمة بنت محمد بن عبد الله أسماها حكيمة نسبة الي جدتها الراحلة حكيمة بنت محمود الاندلسي ام ابيها وخالة والدتها الراحلة العنود بنت عمر الهاشمي نسبها عريق ولها مكانة كبيرة عند الجميع وهي علي الرغم من ذلك امرأة بسيطة غير متكلفة عفوية صادقة دموعها قريبة جدا وتتأثر من أبسط الأشياء ،،
وجد الأمير أسد زوجته جالسة علي طرف الفراش واضعة وجهها بين يديها وصوت شهقاتها يملأ المكان دلالة علي بكائها الشديد، اصابه الذعر عليها وأسرع خطاه لها ،رفع يداه ليمسك يدها ويخفضها ببطئ من علي وجهها فاطاعته وانزلت يداها المملوئة بدموعها عن وجهها المحمر من شدة البكاء ،سألها في لهفة وخوف عليها ،ما بك يا حكيمة ،هل اصابك شئ ،رفع وجهها له. وجدها مغمضة عينيها بشدة وتبكي وتأن من كثرة البكاء ،سكت قليلا وضمها الي صدره بحنان لعلها تهدئ ،واخذ يربت علي ظهرها بحنان الي أن هدأت تماما ،من بكائها ،وبقي صوت شهقاتها العالية من شدة البكاء يؤلم قلبه عليها،تساوره الشكوك أن تكون قد علمت بتلك الشائعة فقد حرص علي اخفاء ذلك الأمر عليها ،فهو يعلمها تماما لن تتحمل ذلك الكلام المشين الكذب علي أخيها الأمير أحمد ،انتبه لهدوءها وهدوء المكان من شهقاتها ،نزل علي ركبتيه ليكون بمستواها ومسح بيديه دموعها نظرت له بعيونها الخضراء الامعة من كثرة البكاء ووجهها الابيض شديد الاحمرار وشفتاها الحمراء المنتفختان ،فهي امرأة شديدة الجمال ولقد ورثته عن جدتها وامها رحمهما الله وما يزيدها حسن فوق حسنها قلبها النقي الرحيم المحب الصادق ،لم يشعر بنفسه مرة أخري فقد غرق بجمالها كما هو حاله دوما معها يتذكر حينما أجبره والده علي التقدم لخطبتها كانت بعمر الخامسة عشر وكان الخطاب يصتفون عليها ولم يقبل منهم أحد ،وكان هو فارس قوي تتهافت عليه الفتيات فخاف أبواه عليه من الفتنة فقررا أن يخطبا له ومن ضمن الفتيات اللاتي اختارتهن والدته الأميرة حفصه بنت مسلم كانت الأميرة حكيمة ،لقد كان يظن أنها فتاة سيئة مدللة لابعد حد كما سمع من الجميع أنها مدللة القصر ولم يكن يريد الذهاب حتي لرؤيتها ولكن لم يجد فتاة أعجبته الي الان وقد حان دورها ليراها ذهب مع والده الحاكم عمار بن محمد ووالدته حفصه بنت مسلم الي قصر المملكة هو يعلم كم أن ملك البلاد رجل ذو خلق ودين وهو يقدره ويحترمه أما مسألة طلب نسبه لم يكن يدري إن كان قرار حكيم ام لا ،بعد أن استقبلوه وأهله أحسن استقبال جلسوا جميعا منتظرين العروس المنشودة ،وقد جاءت ومعها أحدي الاميرات من زوجات الملك بالطبع لم يتعرف عليها لأن وجهها مغطي تماما بالبرقع ،واما العروس فتغطي سائر جسدها بملابس فضفاضة وحجاب لرأسها كبير يكاد يخفي وجهها لذا لم تتضح بعد ملامحها له ،جلستا علي تلك الأريكة الفخمة بهدوء شديد ، تحت نظرات الفضول من العريس لمعرفة ملامح تلك الفتاة المدللة التي لا ينفك الجميع من ذكر مزاياها وصفاتها الحميدة ،نظر الملك لها بابتسامة وقال ،الن يكشف اليوم البدر عن نوره ،بادلته ابنته الابتسام ،ثم عدلت من وضع حجابها لتظهر ملامح وجهها الجميل ،فقد ابهرته حقا واثرته بتلك الابتسامه لم يري فتاة بذلك الجمال من قبل فهي بيضاء البشرة بوجه مستدير مثل البدر في ليلة كماله عيونها واسعة خضراء صافية وأنف صغير وشفاه مرسومة بدقة حمراء منتفخة ،وطابع الحسن ذلك الذي يزين أسفل فمها ،كم هي جميلة وملامح وجهها تدل علي رقتها ،أصبح بذلك الوقت يتمني أن تقبل به لينعم بذلك الجمال ،وبالفعل تم زواجهما وأكتشف أنها فتاة طيبة هادئة الطباع رقيقة فهام بها عشقا وانجب منها فتاة و أربعة أولاد ،،،،
عودة الي الوقت الحالي ،،،،،،،
كان يضمها الي صدره وهو غارق بجمالها بعد أن هدأت تماما من البكاء ،شق الصمت صوتها الجميل وهي تسأله ،أكنت تعلم يا ابا محمد بتلك الشائعة المنتشرة عن أخي ،تنهد أسد بضيق فقد حرص الا تعلم كيف علمت ومن اخبارها ،عندما طال سكاته علمت أنه هو من أمر بعدم معرفتها الأمر ،ولكنها لم تغضب منه بل فهمت أنه يخاف عليها من الحزن ،لذا قالت كان عيك أخباري يا أسدي ،نظر لها بابتسامة لمناداته بهذا الاسم وقال خشيت عليك يا حبيبتي فأنت رقيقة القلب لا تتحملي الاخبار السيئة لذا حرصت إلا تعلمي ،تنهدت بهيام له وقالت ،أعلم يا حبيب قلبي انك خائف علي ولكني شقيقة الأمير الوحيدة ويجب أن أقف بجانبه في تلك المحنة إلا تري ذلك ،قال لها أسد بجدية ،نعم اري ان عليك الذهاب الي قصر المملكة لعل وجودك يحدث تغييرا ،ثم نظر لعيونها بصدق وقال ،أنت يا حكيمة تستطيعين بأقل كلماتك أن تشفي جراح الصدور،وتجدين حل لاصعب المشاكل .
نظرت له بحب فهو دائما ما يجعلها تشعر بالتميز ،وانها ذات قيمة وفائدة كبيرة ،وهذا يشرح صدرها ويجعلها تبذل قصارى جهدها لتظل دائما بنظره تلك المرأة التي أحبها ،جهزت حكيمة احتياجات سفرها هي وزوجها وأحدي الخادمات معهم لتذهب الي بيت أبيها بقصر المملكة لتشد من ازرهم وتقف معهم بتلك المحنة ولعلها تستطيع أن تصلح الأمر ،،،،،،
بتلك المملكة البعيدة مازالت اريانا بحيرة من أمرها فقد وعدها كلاروس أن يقدم طلب للكنيسة بالطلاق وسيوضح بنفسه للكنيسة ما فعله اليسندروا بزوجته لعلهم يسمحوا لها بالطلاق ،ولكنها تخشي إلا توافق الكنيسة علي ذلك الأمر ،في تلك الحالة ماذا ستفعل فهي لا تستطيع العيش معه بعد كل ما حدث لقد اهانها لابعد حد ،وجعل منها امرأة لا تعرفها حتي ،تشرب الخمر وبأمكانها اغراء الرجال والاكدي أنها عرضت نفسها علي أحدهم مقابل المتعة التي يحرمها منها والاهتمام حتي لو كان بسيط و الشعور بالأمان والسكينة كل ذلك وجدته بذلك الأمير الشاب والتي علمت أنه بنفس عمرها فهي لازالت بالخامسة والعشرين من عمرها وتعيش كامرأة أرملة بائسة يائسة من الحياة بأكملها ،جلست علي ذلك الكرسي بالشرفة المطلة علي حديقة القصر والسماء شديدة الظلام يزينها البدر وينشر نوره بها نظرت له وتذكرته ،ذلك الأمير الوسيم الاسمر لم تجد رجل مثله أبدا ،فهي كانت متهيئة له ومسلمة له بكامل إرادتها ومع ذلك رفض ،رفضها ،رفض جسدها ،حينها شعرت أنه صفعها علي وجهها لتصحو من غفلتها ،ماذا تفعل ،ما الذي اوصلها لذلك ،من تلك المرأة ،هي لم تعد تدري ،لم تعد تعرف نفسها بعد ،قامت وتوجهت الي الحمام والقت بنفسها بالمغطس المملوء بالماء الساخن ولم تخلع عنها ملابسها حتي حذاءها مازال برجليها ،تريد أن تطهر جسدها وروحها ،تريد أن تعود اريانا البريئة الجميلة صاحبة الاحلام والطموح النبيلة ،ولكن هل ستفلح محاولاتها بإعادة برائتها لها بعد أن دنسها اليسندروا ،بعد أن جعلها تحتقر نفسها وتري كم هي عديمة الفائدة ،فاشلة كما كان يصفها ،لم تدري اريانا الا وهي تختنق من الماء فأخرجت رأسها بسرعة لتستطيع التنفس ،اخذت تسعل بشدة وهي ممسكة بجانب المغطس ،حتي استعادة أنفاسها مرة أخري ،خرجت من المغطس بدلت ثيابها ، وجففت شعرها جيدا ،ثم نظرت علي تلك الطاولة ورأت ذلك الكتاب الكبير فتذكرته علي الفور أنه ذلك الكتاب التي أهدتني ايه تلك الأمير ماكان اسمها ،،،،ها تذكرت ياسمينا والتي أهدتني معه تلك الابتسامة التي كنت احتاجها بشدة في ذلك الوقت القاسي،قررت أن تقرأ الكتاب لذا طلبت من الخادمة مشروب ساخن وجلست علي فراشها،لتقرأه ،،،،،،
كانت ياسمينا مستلقية علي تلك الأريكة تقرأ ذلك الكتاب الكبير في فنون الطب ،صحيح أن تلك الفنون لم تعدرسها بعد ولكنها تريد أن تتعلم في أسرع وقت حتي يستفيد الناس من علمها هذا ،عندما اتاتها أحدي الخادمات تأذن للحاكم بالدخول ليراها ،فأسرعت بالاحتشام وتغطية جسدها جيدا واحكمت غطاء رأسها ليداري شعرها وجزءا كبيرا من وجهها ،وذهبت تستقبله بنفسها ،فلقد أسعدها قدومه بالرغم من انشغاله الكبير إلا أنه يداوم السؤال عليها ويحرص إلا تحتاج لشئ ،،،،،،،،،،،
يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Fiksi Sejarahادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...