لقد سمع ما فعلت والدته ولم يتفاجئ علي كل حال فهو كان يتوقع منها ذلك بل والاكثر ،بالطبع هو حزين لأجلها فهو يعلم أن عمه الملك لا يتهاون في عقاب من اخطأ لكنه ايضا ،لا يرضيه ما فعلت وما كانت تفعل دائما ،لا ينسي كم كانت تحاول زرع الكره في قلبه تجاه بن عمه الأمير أحمد ،والذي يعتبره أخيه الأكبر صحيح أن فارق العمر بينهم عام واحد ،لكن بن عمه ذو حكمة ووقار من صغره كما أن قلبه دائما علي الجميع ،عكس ما كانت تزرع أمه بقلبه الشكوك من ناحيته ،وتمنيه بملك المملكة هو وأخيه وإن كان أخيه علي لا يفكر مطلقا بالملك فهو يحب الزراعة واي مكان يذهب إليه يزرعه تلك هوايته الوحيدة ويورثها لولده أحمد والذي أسماه تيمنا ب بن عمهم أحمد ،كم صبر أخي هاشم علي كلام أمي في حق أحمد كم حاول أن ينصحها ولكنها لم تستمع يوما ،ليست تلك الشائعة هي المرة الأولي التي تسئ فيها أمي الي بن عمي فهي تتمني اني أو هاشم اخي التوأم يكون أحدنا ملك للمملكة من بعد عمي محمد اطال الله عمره،لكن ما لا تعلمه امي اني وأخي لا نفكر بذلك أبدا ،ومهما حاولت جاهدا أن أثنيها عن رأيها وأفكارها لم تستمع لي ،اما الآن لا اعرف ماذا افعل أأذهب لها ولكن ماذا سوف أقول ،لكني ابنها علي كل حال و لابد من تواجدي بجانبها في ذلك الوقت حتي وإن لم أكن راضيا عن تصرفاتها ،،،ذهب علي لبيت أخيه هاشم استقبله ولده ذو الستة أعوام الصغير أحمد كم هو جميل وكم يشبه أبيه فهو علي الرغم من أنهم توأم لكنهما لا يشبها بعضهما فهاشم يشبه والده كثيرا مائل للبياض أما هو أسمر البشرة ،استقبله الصغير أحمد بتلك الابتسامة البريئة وهرول إليه وقفز بحضنه ،اخذه علي بين أحضانه وقبله بشوق بالغ فهو لم يراه منذ شهر ،ثم سأله علي ،،،اين والدك يا صغيري ،ابتسم أحمد وقال والدي بالداخل يا عمي علي ،قبله علي من وجنتاه الحمراء الممتلئة وقال،،،ابلغه اني انتظره هنا ايها الصغير الجميل ،،ابتسم الصغير بلطافة محببة للقلب ،ثم هرول الي الداخل ليخبر أبيه بوجود عمه ،جلس الأمير علي ينتظر توأمه يفكر في والدته وافعالها والي اين اوصلتها واوصلتهم جميعا أنه لشئ مخزي بالطبع ما فعلته ،قطع تفكيره مجئ أخيه بوجهه البشوش الفرح بلقاء أخيه علي ،، احتضنه بشوق وجلسا سويا علي تلك الأريكة أمام منزل هاشم والتي تطل علي أرض خضراء بديعة الجمال،هكذا هو هاشم اينما ذهب يزرع الأرض بحب شديد ويري السعادة في وجهه عندما يشاهد ثمار زراعته ، قال هاشم ل علي ،زوجتي تجهز لي مؤن للسفر سأذهب لقصر المملكة ،وانت يا علي ماذا ستفعل ؟تنهد علي بهم وحزن وقال بالطبع سأذهب لرؤية أمنا فهي مهما أخطأت ستظل أمي يا هاشم كيف لي ان اتركها ،،،ربت هاشم بيده اليسري علي ركبة أخيه اليمني ثم وقف وقال إذا نأكل ثم نبدأ رحلتنا الي المملكة،،،،،،،،،
جالسة بمنتصف الغرفة علي الارض تتذكر خطاياها تشعر أن نهايتها قد أقتربت وعليها الاعتراف بما فعلت لقد اخطئت كثيرا هي تعلم وقد أمهلها الله لعلها تتوب لكنها أصرت علي ارتكاب الكبائر ،مناها الشيطان ووعدها باطلا وأطاعته فلا تلوم أحدا إلا نفسها ،،،،،،،،،
كانت الدماء تغلي بعروقه عندما أخبره ذلك الجندي الذي كلفه بحراسة الاميرة ياسمينا عن ذلك الخبر لقد أتاها عريس يطلب خطبتها فارس شجاع ذو شأن ونسب ،يريد أن يأخذ حبيبته ،لقد صبر علي ما يحدث بما فيه الكفاية لكنه لا يستطيع الانتظار أكثر لابد من تدخله في الأمر ،عليه أن يتحدث مع الأميرة فهو حقا يحبها ولم يعد باستطاعته السيطرة علي قلبه وشوقه لرؤيتها ،سيذهب للولاية التي بها حبيبته ويحدثها عن ما في قلبه لعلها ترأف به ،،،،،،،،
عجيب انت ايها القلب كيف لك أن تخلص لها الي كل ذلك الحد كيف لك أن تذكرها في كل وقت ،كانت من قبل مثلها مثل أي فتاة لا اعرفها ولا افكر بها أما اليوم فأنا مستعد أن أقدم حياتي لها دون تردد كما من قبل قدمتك ايها القلب مهرا لها ،،،،،،،،
ذهبت اريانا الي المكتبة لتبحث عن كتب إسلامية لتتعرف أكثر عن الإسلام وعن النبي محمد صل الله عليه وسلم،فقد قال الله عنه في القرآن أن خلقه عظيم ،وانه رحمة للعالمين ،لذلك قررت البحث جيدا عنه ،وعن سيرته ،وانجازاته ،حتي تحسم أمورها ،،،،،
محتضن لوسادتها ومازالت الدموع تهبط من عيونه حزنا عليها ،فقد اشتاقها وليس باستطاعته رؤياها قد رحلت باكرا لم يتثني له المزيد من الذكريات معها ومعظم ما يتذكره آلامها ودموعها فبعد فقدهما لطفلهما وقف بجانبها لتتخطي حزنها عليه كان يحاول جاهدا أن يشعرها بالسعادة ،الي أن شاء الله وحملت مرة أخري ،كانت السعادة تملأ وجهها لدرجة أنه كان يري النور يخرج منه من شدة سعادتها ،ولكن مالبث حملها سوي شهرين و لم يكتمل وتلك المرة شعرت بألام شديدة جدا أكثر من المرة السابقة ،هو لم يعد يفهم شيئا ،احضر الطپب ،فقال لهم ،ان نزول الجنين المتكرر يشكل خطراً كبيراً علي الام وفقدها الدماء سيتسبب لها في الشعور بالخمول والاعياء يجب أن تهتم بالغذاء حتي تتعافي ،ثم قال الطبيب للأمير صفي الدين ،متأكد أنها لم تأكل او تشرب شيئا سبب لها نزول الحمل ،فكر صفي قيلا ،ثم قال ،هل هناك طعام وشراب من الممكن أن يضر بالحمل ويسبب نزوله ،قال الطبيب بالطبع يا أمير صفي الدين ، وهناك أيضا عشبة تباع لتنزل الحمل ،صدم صفي الدين وقال واين تباع ،قال الطبيب ،لا أعلم تحديدا يا أمير ولكني فقط أحذرك أن تلك العشبة خطيرة جدا وتسبب أمراض كثيرة مع الوقت ،صنع الطبيب وصفة العلاج واعطاها للأمير ،وكرر تحذيره مرة أخري ثم انصرف ،ظل صفي الدين خائف ويفكر هل ممكن لأحد.ان يكون اعطي لزوجته تلك العشبة ومن يكون ،قد تكون صفي..... لا لا ،لا يمكن فهي تعرف أن هذا حرام ،وكانت تعتني بريحانة وكانت حزينة لأجلها ،لا يمكن أن تكون صفية ،،،،،تذكر صفي الدين ذلك والندم ينهش بقلبه لو أنه صدق ظنه لو أنه لم يكن يثق بها ،،أستغفر الله العظيم قدر الله وماشاء فعل،هكذا كان حال صفي الدين ،اما أخيه عبد الله فكان يفكر ،ان كانت شكوكه صحيحة فصفية ليست وحدها المذنبة لابد أن لها أعوان وهم لايزالوا بينهم الي الان ولكن من هم ،الله أعلم ،،،،،،،،،
ذهب الأمير أحمد الي بيت حبيبته ووقف أمام الباب ،ينظر إليه بصمت للحظات ،ثم طرق الباب ،فتحت أحدي الخادمات الباب ،ليسألها هل الأميرة بالداخل ،قالت الخادمة نعم بالداخل يا مولاي ،هلا انتظرت قليلا لاخبرها بوجودك ،،قال الأمير حسنا سوف انتظر هنا
تعجبت ياسمينا قدومه ،لكنها لا تنكر ذلك الشعور الذي غمرها بالسعادة ،لكنها أخفته بمهارة واحكمت حجابها واذنت له بالدخول ،،،،،،،
رأيت الحبيب بعد طول غياب
يا سعد قلبي من جمال طلته
نظر الأمير الي وجهها الجميل الذي اشتاقه بتلك المدة التي يعدها دهرا لم يستطيع أي منهما الكلام فهي أيضا اشتاقته ولا تستطيع أن تنكر هذا الآن ،،جلسا علي تلك الأريكة الكبيرة ومازال الصمت لغتهم الخاصة تبادلا النظرات علي استحياء ،الي أن كسر الصمت وجود الخادمة تحمل صينية الفاكهة وبعض المخبوزات الشهية والشاي تضعها أمامهما ومن بعدا أتت عائشة ترحب بالامير ،استقبلها الأمير وحياها بأدب وقال ،اشتقت لك يا خالتي ،كيف حالك الآن ،قالت عائشة بخير يا يا بني ،كيف حالك انت ،نظر الأمير الي ياسمينا وقال ،،الان أشعر أن بخير ،،،،،،،
في القصر كانت ورد شاه تفكر هل تخبر زوجها بكل ما يتعلق بوالدتها ،ام ماذا تفعل فهي خائفة أن يعلم ،من غيرها وقتها لن يسامحها أبدا يكفيها ما حدث الي الان ،ثم شعرت فجأة بدوران شديد وثقل في جفونها ،ووقعت علي الارض مغشية عليها ،،،،،،،
يتبع،،،،،،
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Historical Fictionادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...