انتهت المملكة الكبيرة العريقة المتحدة وبسبب مَن بسبب شقيقه بن الجارية الذي يريد أن يتقمص دور القديس و يتبرأ من معاصيه وذنوبه أمام الجميع ويستقيم ، والبُلهاء الذين مَشْوا ورائه، منهم من قتل ومنهم من أسر ، والبقية جالسون فوق الدمار يبكون ، وتلك الساذجة قد تبدل حالها وأخذها الأمير بنفسه ملكة متوجة أمام الجميع ولا أحد تجرأ أن يرفع ساكنا منهم ، وحتي والدها ذلك الساذج شيموس والذي لولا وقوفه بوجهه من قبل واتخذ صفها لكانت في عداد الموتى ، لقد ذهبت جميع خططه ولن تعود ابدا ، أحلامه بالاستحواذ علي تلك المملكة قد تبخرت الي الأبد ، فهو لا عاد ملكا ولن يعود ،لانه بالفعل أصبحت دولته من ضمن الحكم الإسلامي وتحت أمرت الملك محمد ، ذلك الرجل البغيض ذو الاسم البغيض ، كم يكرهه بل يكرههم جميعا ،ويكره عجزه وغباءه الذي أوصله الي تلك النقطة ماكان يجب أن يلعب تلك اللعبة من البداية ليتخلص من تلك العاهرة زوجته حتي يتمكن من الزواج من أخري كان عليه أن يتخلص منها بشكل آخر لكنه ظن أنه ذكي وأنه سينتصر ، يالغباءه وحسرته ، ألتفت اليسندروا علي صوت تحطيم زجاجة وصوت ولده انطونيوس يعلو بسباب بزيئ من أين له هذا السباب ، ولماذا نشب هذا الشجار من الأساس ، ذهب اليسندروا لولده ليمنعه من قتل ذلك العامل البسيط في تلك الحانة الرديئة المتهالكة والتي تشبه جحر جرذ عفن مشرد ، لكنها متناسبة مع إمكانياتهم الحالية فقد شارفوا علي الإفلاس كليا ، لذا هما مضطران للجوء الي تلك الأماكن ، ولكن وحتي تلك الأماكن لم يعد بها قنينات الخمر ولا حتي بغيرها ، فؤلئك الجبناء قد منعوا الخمر ويقولون إن الله حرمها ، من الله هذا الذي يحرم ما يريد ، ومالي ومال ربهم الذي يتبعونه بذلك الاخلاص ، فأنا أريد الخمر ، هكذا كان يصرخ أنطونيوس بضجر وسكر فقد سأم كل ما يحدث من حوله ، بعدما كان أمير الامراء بن الملك يفعل ما يحلو له و يضاحع اجمل النساء ويشرب الخمر بلا حساب و يأكل الطعام بلا حساب ذهب كل ذلك وبسبب من، بسبب غباء أبيه والذي يريد الان تهدأته ، إلتفت أنطونيوس الغاضب ألي والده بوجه خالي من التعابير إلا من الغضب ولا زالت بيده أحد الزجاجات الفارغة من الخمر ، لا ينكر اليسندروا الرعب الذي دب بأوصاله آن ذاك لكنه حاول التحدث بلين مع ولده لعله يهدأ قليلا ، وبالفعل بدأ اليسندروا بتهدأت أنطونيوس فهو يقدر حالته بسبب ما آلت إليه الأمور مؤخرا ، ولكن أنطونيوس توجه بالسباب لأبيه الذي قد خذله ، فهو لم يكن له أبٌ يوما ويريد منه أن يهدأ منذ متي وهو يقترب منه الي هذا الحد منذ متي وينظر له بعطف هكذا ، لحظة ما تلك النظرة ، هل هي نظرة خوف ، هل أبي خائف مني ، لم يتدارك أنطونيوس نفسه وزرفت عيناه الدموع وبدأ بالضحك في نفس الوقت ، ضحك بصخب مرعبٍ ومريض ، ضحك لدرجة أن الرجلان اللذان كانا يشهدا الموقف فرا هاربين من الخوف منه ، وحتي إليسندروا حاول الهرب لولا يد أنطونيوس التي منعته من الهرب ،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لا أحد يجرأ الي الان أن يخبر ياسمينا بذلك الخبر ، لكنها فطنة لذلك استنتجته وحدها ، حزنت نعم ، لكنها مقدرة تماما للموقف وتعلم أنه كان أسلم حل ، وان كان بأمكان أحد الأمراء أن يحل مكانه لكن هذا قدر الله ، ومادام لم يفعل محرم فلا ضير ،،،
مر يومان أخران ولم يأتي إليها وبالرغم مما حدث قبل رحيله وغيبوبتها الطويلة إلا أنه مازال تاركا لها ، لم يظهر في محيطها ، اذا لماذا ، لماذا تزوجها ، هل كان يريد أن يمتلكها فقط ، ام يريد أن يعذبها ، لما دائما هي آخر اهتماماته ، لما هي عليها التحمل دائما ، بكت مرة آخري للمرة التي لا تعلم عددها حتي غفت مكانها علي الأريكة الحمراء برائحة الورد غفت ودموعها تملئ وجهها حزنا وخزيا وكمدا ،،،أما هو فكان في جناح أريا زوجته الثالثة ، نعم فهو تزوجها حتي لا يستطيع أحد أخذها مرة آخري لدين ليس دينها ليجبروها عليه ، وفي نفسه لا ينكر ذلك اليوم الذي رأها فيه في غرفته بذلك الثوب وتلك الرائحة ، ولولا خشيته من الله لكان واقعا لجمالها تماما ولكن تركه لها لله كان سببا في إمتلكها الان ، كان سعيد وهي أيضا كانت سعيدة بوجوده فهي أحبته منذ البداية فهما تقريبا بنفس العمر ونفس الحماس والانجذاب ، مكث لديها يوماً كاملا والغريب أنه لم يشعر بذلك كانا في عالما خاصا بهم عاشوا فيه مالم يسع لهم أن يعيشوه من قبل ، وعندما ودعها ليذهب للاطمئنان علي أهله ، ودعته بابتسامة رقيقة واذنته أن تذهب لتجلس مع ياسمينا ، وبذكرها ثبت مكانه واضطربت أنفاسه وزادت دقات قلبه وكأن العالم توقف من حوله ، كيف له أن ينساها ، كيف تركها ، كيف؟ اي ظلم هذا الذي يظلمه لها فهي من حقها أن تشعر به وبوجوه وان تنال وقت يشاركها فيه لحظاتها يدللها ويسعدها ويسأل عن حالها ويتحدث مع كثيرا ويسمعها أكثر ، اين حقوقها لديه ، فهي من وقت ما وافقت أن تتزوجه ورجع بها الي القصر لم يقربها الي الان حتي ، لم يقبلها وهو الذي كان شغوفا لقبلتها ، كيف له أن ينساها ويهملها ، أسرع أليها دون أن يجيب أريانا وذهب الي جناحها قرع الباب ولكن لا إجابة ، لا ينكر الخوف الذي سيطر عليه خوفا عليها لذا فتح الباب ودخل ليبحث عنها ووجدها نائمتا علي تلك الأريكة الحمراء وشعرها الطويل متناثرا من حولها وثوبها الجميل ازداد جمالا بجسدها أقترب منها بشوقٍ وخجل من بعده ووضع يده أسفل رأسها ليوقظها بهدوء وباقترابه من وجهها لاحظ تلك الدموع العالقة بأهابها ، لقد كانت تبكي ،حتي بعدما غطت بالنوم استمرت بالبكاء ، بالطبع تبكي هجره لها تبكي قسوة بعده بدون سبب عنها ، هو الملام الوحيد فيما تمر به فما ذنبها في كل ما يجري ،،،
رفرفت أهدابها فتبسم لجمالها الرقيق وحبس أنفاسه لجمال عينيها ، وهي للحظات اعتقدت أنها تحلم فغير معقول أنه بحجرتها ، لكنه تكلم ليثبت لها أنه ليس حلم بل حقيقة هو معها بالفعل وبالقرب منها بالفعل وتشتم رائحته وتنظر لعينيه أنه هو زوجها ، لم تتمالك دموعها مرة آخري فبكت ، ضمها إليه بحب وشوق وأخذ يهدهدها كما الطفل الصغير حتي تكف عن البكاء ،هدأت قليلا ومسحت دموعها بيدها كما الاطفال كانت تفرك عيونها آثر البكاء والنوم الذي لازال عالق بأهدابها ، قبل جبينها واستكانت بين أحضانة للحظات ، قبل قرع الباب ، نظرت إليه بإحباط فكلما أقتربا فرقتهم ابسط الاشياء ، هي حقا تشتاقه وتتمني تلك اللحظات التي تجمعهما ، ولكن إلحاح الطارق جعله يفتح الباب بنفسه له ، ووجدها أريانا التي كانت مبتسمة وهي حاملة بصينية الافطار وخلفها رمانة وأحدي الخادمات يحملن الافطار لهما ، شعر ببعض الإحباط لوجود أريانا فهو لم يخبر ياسمينا بزواجه منها ، لذلك لا يعلم ردت فعلها ، خاصة أنه بعيد عنها تماما منذ تزوجها فلا يعلم تأثير الخبر هذا عليها ، أفسح الطريق لاريانا ومن معها ليدخلن الي الجناح بابتسامة فالجميع يحب تلك الفتاة الصغيرة حسنة الخلق والخلقة ، وهي وبالرغم مما تمر به إلا أنها استقبلت أريانا بابتسامة صادقة وترحاب ، تعجب له الأمير أحمد ، فقد كان يظن أنها ستظل غاضبة من ذلك الطارق الذي قطع عليهم تلك اللحظة التي لا يعلم الي الان لما لا تتكرر كثيرا بينهما ، وكان هناك شيئا ما يفرقهما ،،،
وبعد لحظات سمع صوت وردشاه تصرخ وتسب ياسمينا وأريانا ، لم تفهم ياسمينا لم وردشاه تسب أريانا ، فهي تعلم لما تسبها أما أريانا فماذا فعلت لها
أسرع أحمد لزوجته التي أصبحت غريبة عنه وعن الجميع ليهدأها قدر المستطاع فهو يعلم أنه الوحيد القادر علي ذلك ،،،
أما أريانا وياسمينا جلستا في الشرفة لتناول الإفطار وتبادل الأحاديث ،،
وعلي الجانب الآخر في جناح الأميرة وردشاه الذي أصبح كارثة حقيقية فهو أصبح بقايا لقد دمرته بالكامل من شدة غضبها ، ومع ذلك تجاهل الأمير أحمد الوضع المزري للغرفة وتغاضي عن صراخها بوجهه وسبابها البزئ لزوجاته الأخريات ،و ظل صامتا وهو ينظر إليها إلي أن صمتت ، أجلسها بهدوء علي أحد الارائك بالغرفة ، وقال لها بهدوء مماثل ، هل انتهيت يا ورد ، هل ارتحت بعد ما فعلت ، الي متي يا ورد ستظل تصرخين الي متي ستكونين متهورة وغير مهتمة الا بنفسك فقط ، يا ورد لقد تعبت من أفعالك تلك التي لا معني لها ، قالت بصدمة وهي تبكي ، أبعد كل ذلك تقول إن تصرفاتي لا معني لها يا أحمد ، لقد تزوجت غيري اثنتان وتركتني وحدي ، وماتت أمي ، وحتي لا تكترث لحملي بطفلك ، وبعد ذلك تقول إن تصرفاتي لا معني لها ، تنفس بهدوء وقال ، يا ورد انا لم اتركك لقد كان لابد من الحرب وإلا لكانت عزة الإسلام شوهت ، نحن أمرنا بالجهاد في سبيل الله وأمرنا أن ننصر المظلوم ، وفي المملكة الأخري كان هناك ظلم كبير يقع علي اريانا وعلي الأمير رامانيوس ، هل كنت تنتظري مني أن أسكت في ظل ما يحدث معهما ،،
قالت ، لا ولكن لما تزوجت أريانا
قال ، كان لابد من ذلك لأنها أسلمت وعندما حدثتهم أن المسلمة حرام أن تتزوج من غير مسلم أنكروا عليا وقالوا إنها زوجة لملك البلاد حتي انهم اخرجوا اليسندروا من محبسه حتي لا يكون لي حجة عليهم ، ولكن اسلام اريانا لا شك فيه أبدا ، لذا تزوجتها أمام الجميع حتي اثبت لهم أنها لا تنتمي لهم بعد الان ،،،،
وما أن انتهي من شرح ما حدث تنهد بسأم من تجهم وجه زوجته وعبوسها ، لكنه ومع ذلك لا يستطيع أن يقسو عليها لكل ما تمر به ، لذا جلس بجانبها بهدوء محاولا تغير عبوسها الي ابتسامة ،،،،،،
وعلي الجانب الآخر تقبلت ياسمينا زواج الامير بأريانا فهذا عادلا جدا من وجهة نظرها بعدما مرت به أريانا من عذاب ، وواجب علي المسلمين جميعا أن لا يرجعوها الي الكفار بعد إسلامها هكذا أمرنا الله سبحانه وتعالي ، لكن مازالت تلك الغصة بحلقها لعدم تواجد زوجها معها يشاركها أخباره وأفكاره ، لما تغير هكذا معها فهو كاد أن يحارب ليتزوجها وواجه جميع ما حدث لأجلها ، تري ما سبب بعده عنها هكذا ،،،
سنعرف الفصل القادم بأذن الله لا تنسوا الدعاء لإخواننا بفلسطين ولبنان وسوريا ولا تنسوا المقاطعة فهي أقل ما يمكن تقديمه لإخواننا ،،اتمني الفصل يعجبكم وياريت متابعة وتصويت علي الفصول
دمتم بأفضل حال 💮💮💮💮💮💮💮💮
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Historical Fictionادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...