نزلت درجات السلم الرخامي الطويل المغطي بسجاد يدوي الصنع ،كان تحفة فنية لم تري مثلها من قبل ،ومن بالقصر أيضا لم تري مثلهم من قبل ،لم تري أحد منهم بباحة القصر ،الا يريدون اهانتها والشماته بها ،هذا ما يحدث عادة مع أمثالها ،ولكن لا أحد هنا سوي خادمتين واحدة تحمل حقيبتي والاخري تتقدمني لتوصلني الي العربة التي ستقلني لبلدتي، كان الجو ممطر ،وكان المطر ينهمر علي الأرضية بكل مكان كما كانت تنهمر دموعي علي سائر وجهي ركبت العربة ووضعت الخادمة حقائبي وتأكدت الخادمة الأخري أنه لم ينقصني شئ لارحل وابدأ رحلة رجوعي الي قصر المملكة، الي زوجي الملك ،الي عذابي وبيعي واهانتي ، وقفت العربة قبل أن تغادر القصر ورأيت تلك الأميرة تنظر إلي بابتسامة واعطتني كتاب ،اخذته منها دون النظر إليه ثم نظرت إليها مرة أخري فأهدتني تلك الابتسامة ،وذهبت،،،، ما معني هذا ،اليست شامتة بي اوحتي غاضبة مني ،لقد كانت مشمئزة مني وتجبر نفسها علي التحدث معي ،لما تعاملني بلطف الان .......رحلت العربة وبدأت رحلتي الان الي بلدتي دون توقف تري ماذا ينتظرني هناك،،،،،،،،،،،،،،،،
رأها تتجه نحو باحة القصر ،ماهذا أتحاول اللحاق بتلك العا..رة لما وما الذي بيديها ،ما الذي تحاول فعله تلك الفتاة ،لحق بها علي عجلة ولكنها قد أعطتها ما بيدها وانصرفت و غادرة العربة القصر
غضب الأمير مما فعلت حقا هو لا يفهم ماذا أعطتها ،ولما بالأساس لقد علم الجميع فعلتها المشينة حتي نقضي علي اي اعجاب بأفكارها بين نساء القصر وتلك فكرة خالتي سارة وايدتها خالتي صفية لهذا علم الجميع ،وهي من ضمنهم إذا لما فعلت هذا ، وماذا تقصد بفعلتها تلك!،،،،،،،،،،،،،
ظل واقفا مكانه ينتظر وصولها إليه ليعلم السبب وراء ما فعلت،لابد أن هناك تفسير ،ها هي أتت بذلك الثوب البني الطويل الذي يصل لبعد قدميها ليغطيها تماما والحجاب الفاتح الذي يغطي جزءها العلوي ويكاد وجهها لا يري ،لا يعلم أن كانت رأته ام لا فهي تنظر للاسفل وحجابها يغطي معظم وجهها لذا نادي عليها:يأميرة ياسمينا ،وقفت مكانها دون أن تنظر له ،فسألها :أين كنت يا أميرة ،تعجبت يا سمينا من نبرته الحادة بالحديث معها ،فتسألت بصوت مسموع له:هل هناك خطب ما يا أمير
تعجب من سؤالها وهدوءها وكأنها لم تفعل كارثة للتو
رد عليها وهو يحاول الا يرفع صوته عليها ويتمالك غضبه الي أبعد حد،لقد رأيتك يا أميرة وانت تعطي شيئا لتلك ال....المرأة،الم يصلك ما كانت تريد فعله
اعتقد ايتها الاميرة أن لديك من الفطنة ما يجعلك تفهمي لماذا قد جاءت الينا من الأساس ولقد سمعتك تلك الليلة كيف ردعتيها والجمتي لسانها،اذا لماذا الان بعدما فعلت ذهبت اليها وما الذي كان بيدك
تغاضت ياسمينا عن أسلوبه هذا في الحديث معها ،وملئت رأتيها بالهواء وزفرته علي مهل لتسيطر علي انفعالاتها كل هذا وهو يلاحظ كل حركاتها وينتظر جوابها ،فقالت له بهدوء شديد ،أسمعني جيدا ايها الأمير انا اعلم جيدا مقصدها منذ رأيتها تنزل من عربتها بذلك الثوب الشبه عاري ،ولكنها اليوم في أضعف حالتها ،تراجع نفسها ونادمة حقا علي فعلتها
رد بغضب وما شئنك بها ،اتركيها تندم وتبكي لتفهم أن ما فعلته معنا عقابه كبير،و أننا لسنا بالسذاجة لنقع بفخاخها اللعينة ،استمعت له وصبرت حتي انتهي
ثم نظرت ورائها لتلك الارائك واتجهت نحوهم وجلست علي احداهن ،تتبعها وجلس مقابلها ،واستمع لها ....
فكرت مليا قبل أن تبدأ حديثها معه حتي تستطيع أن توضح له الامر،،،،
تنهدت مرة أخري وقالت ،اسمعني ايها الأمير ،تلك المرأة جاءت من مجتمع مختلف عن مجتمعنا ،مجتمع يشبه الجاهلية، به المرأة لا تقدر إلا بمقدار جمالها أو أموالها ،ولا يهم اي شئ آخر ،عندما تحدثت معها تلك الليلة رأيت علي وجهها الحزن والمعاناة ، و غير هذا أنها معتادة شرب الخمر فقد سألت أحدي الخادمات علي الخمر ظنا منها أننا نشربه ،صدم مما سمع حقا،واصلت يا سمينا، هي جاءت من مجتمع لا يري منها فائدة حتي بعد أن تعلمت وتزوجت من ملك البلاد ،ولهذا حاولت أن يكون لها مكان عندهم ،بفعل اي شئ ،زمجر الأمير متسألا ،وما الذي كان بيدك واعطيته إياها ،تنهدت ياسمينا بدورها وقالت بثقة ،انه القرآن،
دهشة تملكته عند سماعه ما قالت ،،،،،
ماذا القرآن ،وماذا ستفعل مثل هذه بالقرآن أنها مجرد...... ارجوك يا مولاي لا تكمل ما تقول ،
زفر بصوت ،وقال إذا افهميني ،لماذا اعطيتها كتاب الله سبحانه الطاهر الذي لا يمسه الا المطهرون،،،،،،
لتتعلم يا مولاي الأمير ،لتعلم لما هربت منها ولم تطعها فما تريد،ولما نحن نقبل بتعدد الزوجات،ولما أزواجنا يعاملونا برفق وحنان،ولما نتعلم ،ولما لا نشرب الخمر،كل ذلك ستتعلمه من كتاب الله سبحانه ، غير أن قلبها الذي ينزف الان لن يداويه الا كلام الله العليم الخبير ،يا مولاي أن ديننا دين الرحمة و الرأفة ،والسماحة ،نرحم الضعيف، ونرأف بالمخطئ ،ومن نهج رسول الله صل الله عليه وسلم أن نعرف الناس بالدين الحنيف ،وهذا واجب علي كل مسلم أن يبلغ دين الله للغير ،،،،،،،،،،،،
،لقد هدأ قلبه مما سمعه منها ،وغمرته السعادة بما صنعت ،لقد احبها فوق حبه حبا ،ولم يعد قادر عن الابتعاد عنها ،دعا الله في نفسه أن تكون زوجة له ،لدينها ،وادبها،وعلمها ،،،، خشي أن يصرح بمكنون صدره لها حتي لا تفهمه بشكل خاطئ الان ،او تظن أن مشاعره تلك لحظية ،فقرر شكرها علي صنيعها والانصراف،،،
صعدت لغرفتها وبدلت ثيابها لثياب نوم مريحة فقد انقضي اليوم ،ومر به الكثير من الأحداث ، جلست تقرأ كتاب ، في تفسير القرآن الكريم ،وكانت سورة النساء ،سبحان الله يالها من سورة رائعة بها فوائد وإنصاف كبير للمرأة ، لقد أعطي الله سبحانه وتعالي للمرأة جميع حقوقها ،واعطاها قدرها الذي كان مسلوب منها في الجاهلية قبل بعثة رسول الله صل الله عليه وسلم ،وببداية سورة النساء يقول الله سبحانه (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام أن الله كان عليكم رقيبا)وفي الآية الكريمة نداء للناس كافة وأمر من الله لهم بتقوي الله ربهم الذي خلقهم من نفس واحدة اي من آدم عليه الصلاة والسلام وخلق منها زوجها اي السيدة حواء عليها السلام ،ونجد الان كل هذا الخلق الكثير من نفس واحدة ،وهذه قدرة الله سبحانه وتعالي الخالق العظيم الكبير الذي( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) وظلت تقرأ في تفسير السورة الكريمة الي أن غفت بمكانها حتي أذن مؤذن صلاة الفجر
...........................
يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Ficción históricaادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...