الفصل العشرون

74 7 0
                                    

يترأس الملك اليسندروا تلك الطاولة المستطيلة الكبيرة والتي تضم أهم الشخصيات الأرستقراطية بالمملكة رئيس القضاة ها هنا بالتأكيد استدعاه ليحكم علي زوجته جراء التهمة الملفقة لها ظلما والوزراء جميعا حتي ولده الأمير ذلك المستهتر (انطوانيوس )صاحب النظرة الثاقبة المتفحصة لما حوله كالصقر قبل هجومه علي فريسته ،نظر لي بتلك النظرة الشامتة بابنتي وما حل بها وبالعائلة كاملة جراء ما اتهمت به ابنتي من خيانة ولكني لن أظل صامتا سأدافع عنها واكشف للناس كم أن الملك تلاعب بها وأمرها أن تستخدم جمالها للإيقاع بالملك وولده وهي لأنها مطيعة ومخلصة نفذت ما قاله لها بأخلاص وتفاني والاخير لم يقدر لها صنيعها، وفوق ذلك يريدون اتهامها بالخيانة وقتلها بتلك الآلة الشنيعة البشعة ،،لفت انتباه الجميع حضور شيموس والد زوجة الملك التي خانت زوجها وعائلتها والبلاد بأكملها ورجعت من مملكة المسلمين بجريمة نكراء لا يقبل بها أحد ،وبالطبع تستحق ما سيحدث لها بتلك الآلة التي تحافظ لكل رجل علي شرفه من أن يهان أو يدنس فجميعهن تخشاها ،وكلما وقعت احداهن بتلك الخطيئة وقاموا بعقابها علي تلك الآلة كلما تأدبت باقي النساء وعرفن حدودهن ،ولن تتجرأ اي واحدة علي تلك الفعلة الشنيعة النكراء ،هكذا يظن الجميع بما فيهم شيموس والد اريانا، ولكن اليوم الوضع يختلف فابنته بريئة من هذا ،وبالتأكيد لم يخفي عليه وجه الملك الذي يوحي بالسعادة الداخلية التي يشعر بها للتخلص من زوجته أو هكذا يظن أنه سيتخلص منها ،مهما حاول مدارات سعادته ،لن تخفي عليه ،وسيفضح أمره علي الملأ ،وسيري ما سيدافع به عن نفسه،،،،،،
جلسوا جميعا بأمر من الملك وأشار ليبدأ الوزير بالكلام ،،والذي قال ،، لقد بلغنا بكل أسف أن ملكة البلاد أثناء زيارتها لمملكة المسلمين حاولت أن تراود الأمير عن نفسه ،وهو رفضها وفر هاربا منها ،لذلك أعلن أن زوجة ملكنا وملكة البلاد خائنة ،خانت زوجها وعائلتها ،ومملكتها بتلك الفعلة الشنيعة ،والحقت العار علينا جميعا ،،،انهي الوزير( أرمينيوس )ادعائه ليشير له الملك بالجلوس مرة أخري ،،ليتكلم وهو يوجه أنظاره نحو رئيس القضاة ويقول ما رأي القضاء فيما نسب الي الملكة ،،،ولكن قبل أن يتكلم رئيس القضاة ،تكلم شيموس والد اريانا وقال ،قبل أن يحكم علي ابنتي فيما نسب لها من أفعال هل يمكن للملك أن يخبرنا السبب وراء زيارة الأميرة لمملكة المسلمين ،،،،نظر الجميع الي بعضهم بحيرة لم يفكر أحد بذلك قبلا ،ووجهوا أنظارهم الي ملكهم منتظرين منه إجابة علي سؤاله ،،،ولكنه لم يجيب سريعا ،وكان ولده (انطوانيوس ) يريد التخلص من زوجة أبيه الشابة لأنه كلما رأها كلما تذكر أنها أخذت مكان والدته المتوفاة وأخذت لقبها وحتي غرفتها ومجوهراتها ،كرهها كل دقيقة مرت علي وجودها بقصر المملكة وكره وجودها بجانب والده بالمناسبات بدلا من والدته ،فأسرع بالقول ،،بالتأكيد ذهبت للتتنزه في مملكة المسلمين فالجميع يعلم أنهم بنوا لأنفسهم حصون ومنازل جميلة فاخرة وشوارعهم واسعة وتجارتهم كثيرة ومختلفة فهي تضم بضائع من بلاد شتي ،لذا أحبت زيارة المملكة الأخري ،،،نظر شيموس للملك وقال بتريس ،هل ما يقوله انطوانيوس صحيح يا مولاي الملك ،،،لم يتوقع الملك ذلك السؤال من والد اريانا لقد ظن أنه أول من سيؤيد فكرة التخلص منها لالحاقها العار به وبعائلته ،هل قالت له اريانا شيئا عن مخططاته هل قالت إنه أمرها باستخدام جسدها الجميل لاغوائهم ،لا بالتأكيد لا فهي أغبي من ذلك وأجبن من مواجهة ابيها بذلك الكلام ،حتي شيموس لن يصدقها فهو يؤمن ان اولئك النساء كاذبات خادعات ماكرات لا يساوين إلا مقدار جمال أجسادهن ونعومة شعورهن ما فائدتهن إلا لذلك بالأساس أن يتمتع بهن الرجال ،بالتأكيد حتي لو قالت له لن يصدقها ،،،لذلك رأي موافقة ولده بما قاله ،فالمعروف عن النساء حبهن للنزه وشراء الأمتعة والأشياء الجديدة ،وهو كرجل ارستقراطي كريم لا يبخل علي زوجته بشئ وافق علي ذهابها للملكة الأخري فقط لارضائها ،،،قال الملك بعد صمت دام دقائق ولا يزال الجميع منتظرا إجابته وبدأ رئيس القضاة تساوره الشكوك ،ولكن الملك أتي بجوابه وقال،،،لم أكن أفكر قط أنها ستفعل ذلك كل ما أردته هو اسعادها وثقتي بها كانت كبيرة فعائلتها عائلة الدوق المخلص شيموس من أرقي عائلات المملكة وأعرقهم ،ولم يطرق الشك ابواب قلبي ناحيتها أبدا ،،هكذا قال بحزن مصطنع ،ذلك الرجل الماكر ،يتصنع حب ابنتي وهي من كانت تشكو قسوته واهماله لها ،لكنه لن ييأس ولن يتخلى عن ابنته فهي بريئة ،وتتعلق ببراءتها كرامة عائلة كريمة وعريقة بشهادة الجميع ،،،،لذلك قال بثقة ،ولكن هذا ليس السبب الحقيقي وراء زيارتها لتلك المملكة ،وانما جاء ذلك بناءا على أمر منك شخصيا ،لقد ارسلتها بمهمة للبلاد وابنتي أدت مهمتها كما كانت تظن علي نحو كامل ،كما خططت انت لها ،فهي كانت تتبع تعليماتك ،،،،هنا علا صوت الجميع بالهمهمة الجانبية ،بين المستغرب ،وبين من يقول أنه يحاول تبرئة ابنته ليبعد العار عن عائلته فقط ،،،،،،دق قلب اليسندروا سريعا وبدأ عقله يعمل بسرعة يبحث عن كلمات مقنعة تنفي ما قاله الدوق والد زوجته فهو معروف بين الجميع بصرامته وإخلاصه للبلاد وكلمته مسموعة ويحترمه الجميع وما يقوله سيؤكد لهم شائعات تخطيطي لمحاربة مملكة المسلمين والذين يؤخدون منا أموال عنوة يسمونها الجزية والتي ندفعها لهم ونحن متضررين ،وقد علم البعض عن محاولاتي لإشعال الفتن بين تلك المملكة الكبيرة وارسالي الجواسيس الواحد تلو الآخر ليأتوني بأخبار المملكة لاعرف نقاط ضعفها وقوتها ،لادرسها جيدا وأبدا بشن الحرب عليها ،لاتخلص من ذلك الذل والعار الذي الحقته بنا تلك الفتوحات الإسلامية وجعلتنا عبيدا عندهم بعدما كنا اسيادهم،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ظلت ياسمينا بغرفتها من بعد صلاة الفجر ولم تخرج منها الي صلاة العشاء لقد أدت باقي الفروض بغرفتها وقد أعتدن الصلاة معن ولكنها لم تستطيع الخروج من غرفتها بعد صلاة الفجر ،فهي لازالت تفكر في الخطوة القادمة وعليها التأني والحرص في تلك الخطوة فهي فارق كبير في حياتها القادمة ولا تحتمل اي أخطاء ،فهي عزمت النية أن أول ما ستفعله هو رفض طلب الأمير أحمد الزواج بها ،وثانيا ستنتقل لبيت والدها والذي عاشت به مع أسرتها الصغيرة قبل تولي والدها حكم بلدتها الأم بعد وفاة والدتها ،وستجلب خادمتان موثوقتان للمنزل الكبير ووصيفة لها تساعدها في حاجياتها الشخصية ،وحتي لا يقال انها وحيدة ،ستطلب الخادمتان والوصيفة متفرغات ليعيشوا معها بالمنزل دائما ،لقد ترك لها والدها من الأموال ما يكفيها وزيادة بجانب ذلك المنزل الكبير وايضا مجوهرات والدتها وتلك الأرض الزراعية ميراثها من امها والتي تدر عليها مبلغا من المال لا بأس به أبدا ،جلست تحمد الله علي ستره ونعمه وكرمه ،فبرغم من وفاة والديها إلا أنهم اورثوها الخلق والاحترام بين الناس والعلم والمال فالحمد لله حمدا كثيرا ،،،،،،بقي لها أن تتحدث مع الملك بذلك الشأن فمهما كان قد استضافها بقصر المملكة و أغرقها بكرمه ومودته واحتواتها نساءه فشعرت أنها ليست وحدها برغم من وفاة والدها الفرد الوحيد المتبقي من عائلتها ،،،،،،قررت الخلود للنوم ثم في الصباح ستتحدث مع الملك فقد استنزفت طاقتها في التفكير فيما هو آت وعليها التحلي بالشجاعة والقوة لتتمكن من مواجهة الصعوبات الآتية ببسالة وثبات،،،،
جالس علي تلك الأريكة يتذكر ملامح وجهها الجميل وفزعها منه وهو قريب منها لذلك الحد وحرصها علي المسافة بينهم وعلي حجابها الذي يغطي جسدها ،كم هي فتاة متكاملة لا يوجد بها عيب واحد ولا تنقصها صفة ،كم يريد أن تصبح زوجته فهو أصبح يفكر فيها كثيرا ،ولكن كيف الآن وتلك الشائعات منتشرة ،وكرامتها التي ضاعت بسبب زوجة عمه الحمقاء ،وضعف شخصية زوجته أمامها ،آه زوجته،، حزن عارم حل به عندما تذكرها ،هو يعرف انها طيبة القلب لكنها ضعيفة خاضعة لتفكير امها ،تخاف من المواجهة،وتلك اكبر عيوبها ،يعلم أنها تتألم لما حدث ولم تكن تقصد كل تلك الفوضي التي خلفتها تلك الشائعة ،ولكن ضعفها جعل منها شريكة بتلك الجريمة النكراء ،ولا يستطيع أن يسامح بحق الأميرة ،ولكنه لا يستطيع ألا مسامحتها بحقه هو ،فهو يعلم أنها لا تقصد الإساءة وقد سكتت بناءا علي تحريض والدتها لها ،ولكن كل ذلك لا يمنعه من عقابها علي جبنها ،فهو كان يفضل أن تثور عليه وتغضب و تحزن علي أن تتخذ ذلك الموقف المتخاذل وتري الباطل يحدث أمامها وتسكت عليه لمجرد أنها غير راضية بزواجي من ياسمينا ،،،لقد ألمه قلبه علي حال زوجته فهي لا تريد أن تأكل او تشرب ولازالت جالسة بذلك الثوب الزهري من ليلة أمس شاردة حزينة والدموع تغرق وجهها الجميل البرئ ،،،،،،،ويمزقه قلبه علي ما حل بالاميرة ياسمينا فما ذنبها بما حدث ،أخطئها أنها فتاة ذكية خلوقة متعلمة ومختلفة عن باقي الفتيات، ام خطئها أنني أحببتها وطلبت أن تكون زوجة لي ،ما خطئها ليحدث معها ذلك ،والاكثر أن ليس لها عائلة تحتمي بها مما يحدث فوالدها توفي ووالدتها قبله ،تري ماحالها الان، لقد سألت أمي عن أحوالها ،قالت أنها لم تراها من بعد صلاة الفجر ،يعني ذلك أنها قضت اليوم بأكمله بغرفتها ،وبالطبع لم تأكل جيدا ،تنهد بحزن لانه لا يستطيع مواساتها بتلك اللحظة فهي لازالت أجنبية عنه ،ولا تحل له مهما كن لها من مشاعر مخلصة صادقة ،تظل محرمة عليه ،وذلك يدمي قلبه حقا ،،،،
استدعي الملك محمد أخيه برسالة عاجلة حتي ينظر بما فعلته زوجته بنشر الشائعات الخاطئة وإثارة الفتن والافتراء علي امير المملكة والأميرة ياسمينا ضيفة الملك شخصيا وابنة الحاكم السابق لولايته ،،،بالطبع ستعاقب تلك المرة فهي أمسكت بالجرم المشهود واعترف عليها ذلك الصبي ،،،عليها أن تستعد فهو أقسم أن ينتقم للأميرة ريحانة زوجة أخيه الذي قتلتها بشكل غير مباشر ولم تثبت عليها الجريمة وبرغم من تيقن أخيه بأنها الفاعلة ولكن لم يكن لديه الدليل علي ذلك ،فخشي ظلمها ،واضطر أن يسكت عما حدث الي أن يظهر الله الحق من عنده ،وها قد ءاتته الفرصة وهي من صنعتها بنفسها فهو لم ينسي حسرة أخيه ودموعه وانهياره علي حبيبته ريحانه تلك المرأة البريئة طيبة القلب ،فأخيه لم يحب امرأة سواها كانت فرحته وقد انطفئت تلك الفرحة بعد رحيلها ،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، يتبع ،،،،

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن