سمعت مؤذن الفجر فرق قلبها للمنادي وقامت للوضوء ،هي تصلي ولكن لم تكن تشعر بذلك الاحساس الطاغي عليها بالشوق والحنين لمناجاة خالقها ،استيقظ ولديها للصلاة فهما كانا نائمان بغرفتها ، لم يتحملا الابتعاد عنها رغم ما علماه عنها بعترافها ، لكنها ستظل أمهما وهي الآن في أشد الحاجة لوجودهما بقربها ،،،، قاما لصلاة ركعتي سنة الفجر ، ثم قبلا أمهما وخرجا من الغرفة ليذهبا الي المسجد لصلاة الفجر ، قابلا والداهما الذي نظر لهم بهم وتعب ، ذهب علي في اتجاهه وأخذ يديه ليقبلها وسأله باهتمام ، هل انت بخير يا أبي ، هل استدعي الطبيب ، نظر له والده بتيه واضح وكأنه لا يعي مع من يتحدث ، بدي القلق جليا علي وجه علي الذي نظر إلي أخيه هاشم وجده ينظر لأبيه بخوف شديد ،ولم يتردد هاشم فجري لأحد الحراس وأمره باستدعاء الطبيب فورا ، أخذه علي من يده واجلسه علي الأريكة وجلب له ماء وسقاه وسكب بعض منه علي يده ومسح وجه أبيه لعله يعي ما حوله ولكن لم يتغير حال والده ، فبكي علي عليه وعلي ما وصل له من حال ، ربت هاشم علي كتف أخيه وأقام الصلاة وصلا بجوار والداهما خشية أن يحدث له شئ أن ذهبا ،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استيقظ الأمير أحمد وجد نفسه بجوار زوجته ورد شاه ومؤذن الفجر ينادي علي الصلاة ، هب واقفا واسرع الي الاغتسال ليصلي السنة ثم يذهب الي المسجد لصلاة الفريضة وهو يفكر بحال ياسمينا الان لقد تركها في أول يوم لهما معا كزوج وزوجة وهو الذي كان يتمنى أن توافق علي الزواج به وها هو تركها ،لام نفسه كثيرا ، إلي أن هم الي الصلاة فنفض عن فكره اي شئ متعلق بالدنيا وأقبل علي الله بقلبه وبعد أن انتهي من صلاة ركعتي السنة ، أيقظ زوجته للصلاة وذهب الي المسجد لصلاة الفرض ، نزل من الدرج وجد عمه جالس علي الأريكة يبدو مشتت الذهن ينظر إلي أنحاء السقف وكأنه يتعرف عليه حديثا ، هاله حاله وجري عليه وناده بلهفة وقلق ، نظر له عمه بتيه وكأنه لا يعرفه ، لم يتمالك حاله فبكي علي حاله واجهش بالبكاء ، كانا قد انتهيا من الصلاة فأمال هاشم بجزعه علي بن عمه واحتضنه من خلفه ليخفف عليه ، وحاول علي أن يتمالك حاله وأمر احمد أن يقم للصلاة ، نظر له أحمد بحزن ، فزجره علي وقال قم للصلاة اولا ، لقد استدعي هاشم الطبيب ، ذهب للصلاة وهو يبكي ويدعوا الله أن يشفي عمه الحبيب الطيب مما هو فيه،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بالرغم مما يشعر به من تعب وحزن إلا أنه تحامل علي نفسه ليصلي في المسجد فهو لن يتحمل أن يصلي فرض الله بغرفته ، لذا نزل ليتفاجئ هو الآخر بأخيه ، وسأل ولداه عما يحدث له فقصا عليه أنهما وجداه بهذا الحال ، واستدعا الطبيب ، صدم الملك محمد ونظر له بحزن وندم ، وجلد نفسه واتهمها أنه السبب في كل ما يحدث الآن لعائلته ، شعر به هاشم ، فقال له ، ياعمي لا تلم نفسك فكل شئ مقدر علينا وأفعالك فقط وافقت القدر ، أن كل شئ مقدر ومهما حدث كان سيؤدي إلي نفس النتيجة ، هو يعلم أن ولد أخاه علي حق وبينة ، ولكن غلبه شيطانه الان وجعله يفكر بسوء تجاه نفسه ، ولاحظ هاشم علي عمه تلك النظرة الغاضبة الساخطة فذكره بالصلاة ووفاق حديثه آذان أقامة الفجر ، فشعر كأنما سكب أحدهم عليه الماء فأفاقه من ظنونه ، وهب واقفا وجري الي المسجد جريا ، فحمل هاشم والده برفق وصعد به الدرج إلي غرفته واراحه علي سريره الي ان يأتي الطيب ،، للحق أن كانت صفية فعلت خيرا فهو تلك النشأة الصالحة التي أنشأت اولادها عليها ،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لا تعلم متي غفت مكانها وهي تقرأ بكتب الطب لكنها تحمد الله أنه اقيظها للصلاة وإلا كانت ندمت علي ضياعها ندما شديدا ، لذا قامت وابدلت ملابسها وتوضأت للصلاة صلت السنة ونزلت الدرج وذهبت الي مكان الصلاة ، وجدت النساء كالعادة مجتمعات واحتضنها الجميع بشوق حقيقي بالطبع ماعدا ورد الذي حين رأتها ظهرت الغيرة والغضب علي وجهها ولا تنكر ياسمينا تلك المشاعر التي أصبحت تسيطر علي قلبها وهي تجاهد أن تمنعها الي التغلغل بقلبها ، تعلم أنها الفطرة ولكن تخشي علي نفسها من الوقوع بمرض الغيرة فيطيح بما في قلبها من صلاح ، فحاولت التغاضي واستقبلت مباركتهن علي زواجها بالأمير بسعادة وخاصة زينب والتي لم تكن تكف بالدعاء لولدها بالزواج من ياسمينا فهي تري فيها رفيقة الدرب لولدها والتي ستتحمله في جميع حالته وتعينه علي الخير وتمنعه من الشر ، أقمن الصلاة ، وطلبت زينب من ياسمينا أن تقرأ ما تيسر من القرآن فقد اشتاقت سماع ترتيلها ، فلبت طلبها بسعادة وقرأت عليهن سورة الصافات ،،،،،،،،،،،،،
انتهي الجميع ليتقابلوا بالبهو الكبير بالقصر وتسرع زينب الي ولدها تهنئه بزواجه من ياسمينا ولاكنها لاحظت عليهما الحزن والارهاق ، فتعجبت وسالتهما ، ماذا هناك أحدث شئ ، نظر لها زوجها بهم وقال لها شاكيا ، أن أخي صفي الدين مرض ويكاد لا يتعرف علي أحد حتي ولداه ، ما أن سمعت ذلك حتي جرت بسرعة الي غرفة والدها والدموع تسبقها بخوف حقيقي وقلبا يعتصره الالم ، وما أن وصلت لم تستأذن حتي وإدارة مقبض الباب ودلفت بلهفة إليه ، تفاجئ اخواها ولكنهما اعطا لها عذرا فبالتأكيد علمت ما حدث من عمهم ، استدارة إليه لتكون علي يمينه ونظرة له فوجدته يبادلها النظر ولكن كأنه لا يعرفها نادته باكية وقالت ،ياأبتي ، أنا ورد انا ابنتك هل تسمعني وضعت وجنتها علي صدره ، وأحاطت
خصره بشمالها واجهشت بالبكاء تحت نظرات اخواها الحزينة و لم يسيطرا هما أيضا علي دموعهما من أثر تأثرهما بما يحدث ، فلم ينتهيا بعد من مصيبة أمهم ، حتي يلحقها أباهم ،، تفاجئا بتحريك والدهما ليده اليمني ليحيط خصر ابنته ثم بصعوبة بدأ يرفعها الي أعلي رأسها ليتحسسها بود ابوي ليواسيها ، شعرت به ورد وسعدت بذلك فحاولت أن تعتدل بهدوء شديد ، ونادته مرة أخري ، هل تسمعني يا أبي ، وتلك المرة اومأ امائة خفيفة برأسه فخر علي ساجدا شكرا ، وجري هاشم ليحتضن أباه هو الآخر وهو يبكي ولسانه لا ينفك عن الحمد ، سمعوا قرع هادي بالباب ، فأسدلت وردشاه عليها الحجاب لتخفي وجهها تماما واحكمته عليها ، وما أن اطمئن علي من أحكام أخته لحجابها ، فتح الباب الذي كان قريب منه ، وجد أحمد ومعه الطبيب وما أن دلفا حتي سألهم ماذا حدث فقصوا عليه الي وقتهم ، فطمئنهم عليه ووصف له دواء ، بعد أن فحصه جيدا ، وبعد أن اختلا بهم قال لهم أن والدهم يعاني صدمة شديدة أثرت عليه ولابد لهم من رعايته ومحاولة إخراجه من تلك الحالة السيئة حتي لا يزداد الأمر سوءا معه ، طأطاوا رؤسهم حزنا عليه فما حدث لا يتخيله عقل ولا أحد منهم لديه طريقة لإخراجه مما هو فيه إذا انهم جميعهم يعانون نفس تلك الصدمة ،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تشعر بألم في صدرها شديد وكأن شئ سيئا يحدث لا تعلمه ، ظلت تستغفر الله لعلها تتخلص من ذنوبها الكثيرة ، ولكن حال تركيزها ذلك الالم المتكرر وكأنه جهاز انذار ، تحدثت صفيه لنفسها وقالت ما ذلك الالم ، هل أصاب أحد مكروه ، من يا تري وحينما خطر ببالها اتسعت عيناها برعب فهو حب حياتها ولن تتحمل أن يحدث له أي شئ ، فأصبحت وكأنها علي الجمر لمجرد تفكيرها أن أصيب زوجها مكروه ، فهي حقا تحبه وجل ما فعلته من أخطاء فادحة لا تغتفر كان ن أجل حبه ، اخذت الغرفة ذهابا وإيابا من القلق وكلما كانت تفكر فيما يمكن أن يكون إصابة تغض علي يديها من الحزن والغضب لأنها لا تستطيع أن تتطمئن عليه ،نست صفية بتفكيرها في صفي الدين كل شئ حتي أنه اليوم موعد محاكمتها،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Historyczneادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...