الفصل الرابع والثلاثون (زواج وصدمة)

93 6 0
                                    

في القصر كان الجميع ملتف حول الملك بغرفة ابنته حكيمة ، كان بحال يرثي له بحق ، منذ ان رأي حال ابنته بعدما علمت بما حدث لوالدتها الراحلة وكيف انه تخاذل باخذ حقها بالرغم من علمه وقدرته ولكنه سكت ولما سكت لانه خاف ان يؤثر علي مستقبل ابناء اخيه ولم يخاف من الله الرقيب الحسيب يا حسرته علي ما فرط وعلي ما سيحدث بعدما يعلم الجميع ما حدث..............
كانت تنظر لوالدها وهي تبكي بشدة ولا تستطيع الاقتراب منه من شدة حزنها فهي لازالت غير مصدقة لما سمعته عن وفاة والدتها وأنها قد قتلت علي يد زوجة عمها ، لم تكن مستعدة لذلك ابدا فهي قد جاءت لتحاول اصلاح ما أفسدته تلك القاتلة بين عائلتها وتنشر الفرح والسلام مرة أخري وتحاول مداواة جرح أخيها الوحيد الذي تكن له الحب والاحترام وتتمني له راحة البال والسعادة ، ولكن يا سوء ما وجدت وعلمت ، تتمني أنها لم تأتي من الأساس ، استندت علي كتف زوجها الأسد بن عمار والذي لا يصدق بعد هو الآخر كل تلك الأحداث الصادمة ، أيعقل أن تلك المرأة تفعل كل ذلك ولماذا ، الهذا الحد تعلق قلبها بالدنيا ، الا تعلم أنها فانية ، الا تتعلم من السابقين الذين حاربوا علي الدنيا وماتوا دون الحصول علي شئ فيها ، اين هم ملوك الامس لقد رحلوا وما بقي منهم الا التراب ، تنهد بسأم واستغفر ربه بصوت خافت وقال لزوجته بهمس ، اذهبي يا حكمية واجلسي بجانب والدك أنه يحتاجك الان ، نظرة له حكيمة بدموع عينيها والتي جعلت قلبه يأن بألم لها ، ولكنه أصر عليها ذلك ، بالرغم من معرفته أنها لا تود ذلك فالصدمة شديدة عليها ولا تستطيع مواساته فهي تراه شريك لتلك البغيضة القاتلة بسكوته عليها ، لذا لا تستطيع أن تقترب منه وتواسيه ، بل عليها مواساة نفسها ، أفاقت من شرودها علي نداء ابيها لها ، لم تستجيب له بالمرة الاولي ، لكنه أصر وكرر النداء ، فهو يعلم أن ابنته تكرهه الان ، لسكوته كل تلك السنوات ، ولكن سكوت أخيه بالاصل هو ما اسكته ،،،،،، الملك ،،، يا حكيمة ، أعلم يا ابنتي انك غاضبة مني ، واني حقا مخطئ ولا الومك علي ذلك ، ولكني لم استطع أن اتحدث لما رأيت من أخي السكوت ، لقد قتلت من قبل حبيبته ريحانة ، أنها كانت امرأة صالحة وتحب عمك كثيرا لقد تسببت صفية بقتل أجنتها الاثنين ثم قتلها ، ومع ذلك سكت اخي بالرغم من يقينه أنها من فعلت ، وكان دائما ينظر إلي أطفاله من صفية بضعف وقلة حيلة ، وعندما قتلت امك لم أكن اعلم ماهو التصرف الصحيح وقتها ، لقد رأيت تلك النظرة بعين أخي مرة أخري ، دون أن يعلم أنها من قتلت زوجتي ، لكنه دائما ما كان ينظر لاطفاله الصغار وهو خائف عليهم منها ومن المستقبل ، أعلم أنني المخطئ الوحيد الان ، وان عاد الزمن بي لما فعلت ذلك ابدا ، وسأصلح ما أخطأت ، وسأتحمل عقوبتي بنفس راضية ،،،،، رق قلبها لوالدها فهروت الي حضنه وبكت ، وسط اندهاش زوجها الأسد بن عمار مما فعلت تلك المجرمة ، يالقسوتها الشديدة ، انها حقا تستحق ما سوف تلاقيه من عقوبة ،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ذهب أخيرا بعدما اطعمها وسقاها وجعلها ترتاح قليلا من العذاب الذي تتلقاه ، وهو يفكر الآن كيف يكف ايدي والدها عن عذابها ، فبأي حجة سيمنع عنها العذاب الان ،، لا يعرف ولكنه متأكد أن تلك الصغيرة لن تتحمل العذاب أكثر من ذلك ، وحقا غريزته كأب تحركه لفعل شئ تجاهها ،قبل تحرك جيش المسلمين لإنقاذها ، لأنها وبهذا العذاب لن تصمد وستخر قتيلة بين أيديهم في لحظة أو أخري ، نعم عليه وضع خطة صغيرة محكمة لذلك ، فهو لن يغلب علي كل حال ، فهو ذلك الرجل ذو الثقة المطلقة من الجميع حتي اخوه اليسندروا يثق به ثقة عمياء ويأمل أن يساعده في الخروج من محبسه نعم إنه هو ارمانيوس الشقيق الأكبر لاليسندروا ولكنه غير شرعي إذ أن والدته كانت جارية من جاريات والدهم الحاكم السابق آرثر ، والذي كان أكثر قسوة وغلظة حتي من أخيه اليسندروا ،،،،، كل ما عليه الآن أن يفكر كيف ينقذ تلك المسكينة من براثنهم، إلي أن يأتي جيش الملك محمد ويأمل أن يكون ذلك قريب ،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
غادر المسجد هو وذلك الرجل الذي يراه صالحا الليث بن هاشم ذلك هو إذا من يريد خطبة حبيبته ، آه يا قلبي انني حقا لن أتحمل أن تكن لرجل غيري ، نظر الأمير أحمد الي السماء ودعا الله أن توافق حبيبته ياسمينا علي الزواج به ، فهو يهيم بها عشقا ولن يتحمل أن تبتعد عنه مرة أخري يكفيه ما تحمله بالاشهر القلائل الفائتين فقد ذاب قلبه الما وشوقا لها ،،، حدثه الليث قائلا ، من أين أنت يا أحمد ، نظر له وقال من المملكة ، قال الليث وهل جئت للعمل ،ام للاستقرار ، قال أحمد بل لمسألة أخري ، سأله الليث ، وهل استأجرت بيتا ، ام تأتي معي الي بيتي يا أخي ، نظر له أحمد بود ثم شكره وقال لقد استأجرت بيت بوسط الولاية ، تنهد الليث وقال إذا نقص عليك شئ فأنا أخيك لا تتردد أن تأتيني ،قال أحمد ، جزاك الله خيرا يا أخي انك رجل كريم ، قال الليث وجزاك الله خيرا مثله يا أخي ، ثم افترقا كلا الي وجهته ،،
فكر أحمد أن قابلت ياسمينا ذلك الرجل و تحدثت معه ستوافق عليه بالتأكيد ، فهو يري أنه رجل صالح طيب القلب ، فمن الجيد أنها لم تره الي الان ،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سعادته الان لا توصف حين أبلغته ابنة صديقه الغالية بموافقة عائشة بالزواج منه ، لقد انشرح صدره حقا لموافقتها عليه ، وتضاعفت سعادته عندما علم بموافتها هي الأخري بالزواج من الأمير أحمد ، هو لا يريد أكثر من ذلك ،ان يطمئن عليها مع زوج يحسبه من الصالحين ، وان يجمعه الله بتلك المرأة التي غيرت حاله وجعلت منه عاشقا في بضع لحظات ، قام الحاكم ابراهيم ليذهب لبشارة الأمير أحمد بموافقة الأميرة ياسمينا بالزواج منه ، لقد تخيل ردت فعله من الآن لابد أنه سيسعد من ذلك الخبر ، وبالفعل ذهب الي الأمير أحمد وبشره بالموافقة ليتفاجئ به يضمه بشدة ويهنئه بسعادة ،ثم أخبره بطلب الزواج من عائشة وأنها قد وافقت ، لا ينكر الأمير أحمد أنه تفاجئ من ذلك الخبر ولكن مادامت وافقت فليس بيده الا الوقوف بجانبها فهو بالاخير يعتبر محرمها الوحيد ، ولا ينكر أنه يكن لها الحب والاحترام فهو لم يري منها إلا الحنان والمحبة والإخلاص لوالده طوال سنوات زواجه منها لذا قرر أن يكون هو وليها كما الحاكم سيكون ولي الأميرة ياسمينا ، وتم الزواج ، وسط سعادة الأزواج وبساطة جمعهم ، قرر الأمير أحمد أخذ زوجته والرحيل الي قصر المملكة ليعلن رسميا زواجه منها أمام الجميع ، ودعتها عائشة بدموع أما فرحة لزواج ابنتها من رجل يحبها وودعت الأمير أحمد كذلك واوصته عليها كحال جميع الامهات عند زواج بناتها وكذا الحاكم ودعهم بحب وسعادة ، ثم انطلاقا الي قصر المملكة ليصلا في اليوم التالي مع اذان المغرب ، ويتفاجأ بما يحدث بداخل القصر وتلك الاخبار عن جرائم صفية التي انتشرت بارجاء القصر ثم خبر حمل زوجته الاولي الأميرة ورد شاه ، احدث كل ذالك خلال الثلاث ايام المنصرمة فقط ، صدمت الأميرة ياسمينا مما سمعت ، فهي لم تتصور كل تلك الجرائم التي فعلتها صفية ، ولم تنكر أنها أشفقت علي حال الملك محمد كثيرا لما آلت إليه الأمور ، خاصة بعد معرفتها بما حدث لابنته حكيمة ابنة زوجته القتيلة علي يد صفية من اغماء اثر صدمتها بما حدث لوالدتها ، نظر الأمير لياسمينا بحزن علي ما يحدث فحاولت التخفيف عنه قائلة ، لا تحزن يا أمير سيزول الهم ان شاء الله ، قال لها الأمير ، لم أكن أتخيل أن يحدث كل هذا يا ياسمينا أن حال ابي الان يرثي له لقد هرم وكأنه بعمر المائة وأختي لم أرها ابدا هكذا من قبل ، لا أصدق أن تلك المرأة تخبئ كل ذلك الشر بداخلها ، لما فعلت ذلك بزوجة أبي روميساء ، اتعلمين يا ياسمينا بالرغم من صغر عمري حينما جاءت خالتي روميساء الا أني أتذكرها الي الان ، لقد كانت امرأة رائعة بكل شئ بشوشة الوجه حسنة الطباع ، لم قد تقتل امرأة كهذه ، لما ، كانت عيونه محمرة تماما ووجهه ايضا من أثر الانفعال وهو يتذكر تلك السيدة المغدورة ، قامت ياسمينا من تلك الأريكة لتجلس أمامه علي ركبتيها وقد كان يجلس متحفزا علي تلك الأريكة المقابلة لها بغرفة ياسمينا التي كانت مقيمة بها من قبل ، جلست أمامه محاولة احتواء حزنه بذلك الموقف المؤسف ، فمدت يدها وأخذت يده الموضوعة علي جبهته بحنان بالغ وضمتها بكلتا يديها وقالت ، لا تبكي علي من مات فإن الله به رحيم، بل ابكي علي الاحياء الذين مازالوا يعصون ربهم ويتجبرون ، انظر الي حلم الله علي تلك المرأة ، لقد تركها سنوات طوال لعلها تتوب وترجع ، ليسترها ، لاكنها زادت طغيان ، ففضحت اليوم أمام اقرب الناس لها ، وستعاقب علي كل ما فعلت في الدنيا قبل الآخرة ، هون عليك يا أمير أن الله لا يهمل الظالمون ،، نظر لها وقد سألت دمعة منه علي وجنته من تأثره ورفع يده المرتاحة بين يديها ليقبلهم  بحب وامتنان لها ، لتخجل هي بنعومة وتحمر اوداجها من فعلته تلك ،،،،،،،،،،،،،،
رأته قادما معها وهي التي كانت تنتظر قدومه لترتمي بحضنه تنشد الامان مما يحدث لها ولعائلتها ، لقد سمعت أحدي الخادمات تقول إنه تزوجها ، أهل حقا تزوجها ؟ لم تتحمل ، وذهبت مسرعة الي غرفتها ، لتفهم لما رجعت الان ، اشامتة هي بعدما سمعت بمحاكمة امها ، بالطبع شامته ،ولكن هذا ليس سبب لرجوعها بالطبع الي القصر ، إذا لما رجعت ، من الممكن أن يكون استدعاها الملك ، ولكن لما يذهب الأمير ليجلبها الي القصر كان من الممكن أن يرسل الحرس ، كل تلك الاسئلة كانت تدور برأسها وهي ذاهبة لغرفتها والتي تشعر أنها علي بعد أميال الان أثر حيرتها وانفعالها ، ولكن أخيرا وصلت لغرفتها ، فاقتحمتها دون استأذان ، ليصدمها ذلك المشهد ، أحقا هي بأحضان زوجها ، لاااااا ، صرخة خرجت منها ليتفاجئا بها بداخل الغرفة ثم ما لبثت بضع ثواني حتي غابت عن الوعي أمامهما ، ليهرولا إليها ، فحملها الأمير ووضعها علي الأريكة وأخذت ياسمينا تحاول افاقتها ، نظر الأمير إليها بخوف ثم تذكر حملها ، فأخبر ياسمينا والتي حرصت أن تطمئن علي سلامتها وسلامة جنينها ،لم تتركها الا وقد فاقت واطمئنت أنها وجنينها بخير حال ، ليهدئ الأمير قليلا من زعره عليها وعلي طفله الأول منها ، أخذ نفسه براحة ثم نظر لزوجته ورد شاه بظرة خالية من أي تعبير ، فتعجبت ياسمينا لحاله الذي تبدل الان ، ثم نظرة الي وردشاه بلطف لم تهتم له وردشاه ، والتي كانت تنظر للأمير بحزن وغضب ، لم يبالي لها الأمير الذي شكر ياسمينا باحترام وحمل وردشاه بغته ثم انصرف الي حجرتهما ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
                                   يتبع
فضلا متابعة لصفحتي وتصوووويت علي الفصول دمتم بأفضل حال♥️

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن