ذلك الشعور الذي يسيطر علي الجميع بعدم الراحة والتقصير كان علي أحد أن يمنع ما حدث ولكن من كان يعلم بما تخطط له صفية الذي أوقع الملك وأسرته بذلك الموقف السئ ،لقد تغير القصر الذي كانت تملئه السعادة بالأمس القريب كان كل شئ فيه ينبض بالحياة والان لم يعد شئ كالسابق فالملك يشعر أنه لم يحمي ياسمينا ولم يكن اهلا لاستضافتها فمن اذاها من أقرب الناس إليه زوجة أخيه وام زوجة ولده الوحيد لم يستطع حمايتها من الأقرباء فماذا عن الغرباء كان يشعر بالألم علي ذلك لكنه يعلم أن الله اراد ذلك ومهما حاول من منعه كان سيحدث علي كل حال و لعل الوقت قد حان لمحاسبة صفية علي جل اخطائها ،،،،،هكذا كان يفكر الملك،
أما الأمير أحمد فلازال لا يتحدث مع زوجته وردشاه ،ولا يقترب منها ولا حتي ينام بفراشها لقد اتخذ قراره أن يعاقبها حتي النهاية فهو إن لم يقف أمام تصرفاتها ستتحول الي نسخة من والدتها بل وممكن أن تكون اسوء منها ،و يحاول إلا يفكر بالاميرة ياسمينا بأشغال نفسه بأمور المملكة وتطوير الجيش ،،،،
عند الأميرة صفية شعرت بأنفاسه تحاوطها من كل جهة ،ادارت وجهها ناحيته رأته يحدق بها بعيون حزينة مدمعة ،لا يوجد بها شماته ولا حتي شفقة ولكن تلك النظرة بالخذلان التي لم تفارقه منذ وفاة ريحانة ،آه يا وجع القلب 💔 يسيطر عليا عند تذكرها مازالت ذكراها تدمي قلبي الي الان حتي بالرغم من رحيلها ،،،
شق الصمت صوت زوجها الأمير صفي الدين قائلا، ماذا فعلت يا صفية ، حاولت القيام لكنها لا تقوي فهي لم تأكل شيئا ولم تتحرك من مكانها باليومين الماضيين ،حتي الكلام لم تستطيع إخراجه من حلقها ،فقط الدموع هي من عبرت عن حالها ، بحثت عينيها عن نظرة عطف بعيون زوجها لكنها لم تجد ،فزادت حسرتها وعلا نحيبها ،،،،
جلس علي الأريكة المقابلة للفراش الكبير ينظر لحالها المزري الذي وصلت له بأفعالها المشينة وتذكر حال حبيبته الراحلة ،فبعد أن استقرت ريحانة بقصر المملكة ،وتعرفت علي الملك عبد الله و زوجته الملكة حكيمة بنت محمود الاندلسي والأمير محمد وزوجته زينب واولادهما الأمير عبد الله والأمير أحمد ،كانت زينب لها أخت وصديقة وكانت تحبها وتشعر في وجودها بالارتياح ،وبدأت تتعرف علي اطفال زوجها الأمراء الصغار وأحبتهم ،لكن والدتهم لم تكن تسمح لهم بالتواجد معها وتنهرهم وتوبخهم أن ذكروا ريحانه أمامها ،لذلك فضلت اجتنابها واولادها حتي لا تسوء الأمور أكثر من ذلك مع ،الزوجة الأولي لزوجها ،ومرت الأيام علي تلك الوتيرة الي أن زف الي الأمير صفي خبر حمل زوجته الأميرة ريحانة ،لم يشعر بالفرح مثل ذلك اليوم هرول إليها فرحا وهو يحمد الله علي رزقه الواسع وفضله الكبير ،وجدها سعيدة وسمعها تقول ،الحمد لله الذي رزقني الذرية اللهم اجعلها صالحة ،سعد صفي لحسن إسلامها ،وانتشر الخبر وبارك لهما الجميع ،وكانت الغيرة تظهر علي وجه صفية وأفعالها ،فكانت شديدة الانفعال ،سريعة الغضب ،وكلما تري زوجها اتهمته بالتقصير بحقها وحق اولادها ،وهو يحاول أن يمتص غضبها ويثني عليها ويمدحها ويدللها حتي تهدأ وترضي ،وزاد خبر حمل ريحانة حالها سوءا ،فوجهها أصبح غاضب ولم تعد تهتم بمديح زوجها لها ولا لكلماته الصادقة ،اصبحت صامته صمت غاضب ،وتعابيرها غير مفهومة ،ولم يدم الأمر طويلا حتي استيقظ ذات يوم من جوارها علي صرخات زوجته ريحانه فهرول إليها هو وأمه وزينب زوجة أخيه وحتي هي ،وجدوها غارقة بدمائها ،ارسلوا الي الطبيب ،فأتي و أخبرهم أن الحمل لم يكتمل وداواها ثم رحل بعد أن أعطاهم وصفة العلاج المناسبة لها ،ظل صفي الدين بجوار ريحانة حتي استعادة عافيتها ،وكانت صفية تطمئن عليها من وقت لآخر وحتي تطعمها بيدها وسط اندهاش زوجها ولكنه قال لعلها فهمت أن حبه لها لن يتأثر بحبه لريحانة ،ولعل قلبها رق لها بعد ما حدث لها ،هكذا ظل يقنع نفسه بتغييرها المفاجئ والذي لا ينكر أنه أسعده ،،،،،،،،
فاق من شروده علي صوت صفية وهي تقول له ،لازلت تحبها الي الان رغم أنها رحلت ،لازلت تغرق بالتفكير فيها ،لقد نسيت حبي ،و،،،،، قاطعها صفي الدين بقوله المنفعل،انا لم انساكي يا صفية ،ولكن أفعالك جعلتك في نظري لا قيمة لك بعد أن كنت ذات مكانة عالية عندي ،لقد كنت أحبك يا صفية حبا صادقا ،اما اليوم أصبحت عندي لا شئ ،ولولا اني لا املك دليلا لكنت حاكمتك بتهمة قتل ريحانة ،انت قاتلة يا صفية ،ولم تكتفي بستر الله لك ،لكنك تجبرتي و نشرتي الأكاذيب عن تلك الفتاة البريئة اليتيمة ،وخضتي بعرضها ،وعرض زوج ابنتك ،كيف لك أن تفعلي هذا ،كيف تجرأت ،وفيما كنت تفكري ايتها الحمقاء الغبية ،،،،،، ذهلت مما قاله فهذه أول مرة يقولها صراحة لها أنها قاتلة ،كانت تري بعيونه نظرات الاتهام ،لكنه لم يقول اي شئ لها،يال غباءها ظنت أن لا أحد سيعلم بفعلتها ،ولكنها وقعت في شر أعمالها ،،،،بالمملكة البعيدة تجلس اريانا علي ذلك الكرسي الوثير تستمع لآراء الوزراء ،احدهم قال لابد من خلع الملك اليسندروا ،والاخر قال لابد من محاكمته علي ما فعله بزوجته البريئة ،اما الدوق شيموس نظر لرئيس القضاة كلاروس ،وقال أن بيننا رئيس القضاة فلا كلمة بعد كلمته ،ما قولك يا كلاروس في تلك المسألة افدنا برأيك ،
تنهد كلاروس ،وقال أن محاكمة اليسندروا سلاح ذو حدين وعلينا الحرص بتلك الخطوة ،وخلعه أيضا يحتاج لترتيب ،وأخذ اراء الجميع ،والترتيب مسبقا لنري من يصلح أن ينصب ملك لمملكتنا فذلك المنصب الكبير لابد له من رجل حكيم وذكي وحسن التعامل مع الجميع خاصة المملكة الإسلامية فهم السادة ولهم معاملة خاصة وأن فعلنا ما يغضبهم أو يخالف معتقداتهم سيقوموا لمحاربتنا ونحن الآن لا نقوي علي الحرب ،قال أحد الوزراء ،ولكن وضعنا جد مهين أمام تلك الدولة لابد من تغيير ذلك الوضع السئ ،نحن كنا قادة وهم كانوا عبيدا لدينا والان ندفع لهم جزية صاغرين لهم وننتقي الحسن من الكلام حين نتحدث معهم علينا أن نتحد لنحاربهم ونسترحع امجادنا ،ايده كلاروس فيما قال ولكن كلاروس اذكي من أن تأخذه الحمية ويتخذ قرارات قد تودي بالمملكة لذا قال ،علينا أولا أن نجمع شتاتنا الذي حطمته الحروب المتتالية مع المسلمين ،ثم بعد ذلك علينا توحيد صفوفنا التي فككها الطمع وحب المال ،ثم تقوية جيشنا وتشجيع الجنود وتحفيزهم وزراعة حب الوطن في نفوسهم ،وتلك الخطوات أمامها الكثير لتتحقق علي أرض الواقع وعلينا العمل بجد من الآن ،اما اسلوب اليسندروا في تحقيق أهدافه هذا مرفوض تماما ،والفوضوية في التنفيذ مرفوضة ،كذلك الأعمال و الاراء الفردية مرفوضة،علينا العمل بجد معا لنحقق مسعانا ،نظرات الاعجاب بكلاروس تزداد يوما بعد يوم فهو محنك ويعرف ما يفعله جيدا لذا وافقه الجميع فيما قال ،واضافت اريانا ولكننا يا سيدي رئيس القضاة مازلنا لا نعرف ماذا ستفعل بالملك هل سيبقي في الحكم ام ماذا ،وما وضعي الآن معه بعدما فعله معي ،،،،،،،،،،
في تلك الزنزانة الباردة البشعة يجلس الملك وولده القرفصاء غارقين بأفكارهم ،فالبطبع بأسوء كوابيسهما لم يتخيلا أن يصل بهم الحال الي هذا أبدا،ولا يوجد أمامهما مخرج ،سوي اريانا التي دائما كانوا يبغضونها لأسباب مختلفة أما الآن فكل شئ بيدها ،فبعد إن كانت مهملة أصبحت صعبة المنال ،من كان يصدق أن اريانا الضعيفة الساذجة توقعه هو الملك اليسندروا بشر أعماله ،ولكنه بالرغم من ذلك كله يخطط كيف يستدرجها الي هنا وماذا يقول لها لتقع في شباكه مرة أخري عليه التفكير جيدا بتلك الخطة ،التي يترتب عليها مصيره ومصير ولده
يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Historical Fictionادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...