انصرف الجميع ليستريح بغرفته بعد هذه الأمسية المختلفة واستعد الأمير أحمد لوجع الرأس من ثرثرة زوجته اللانهائية في اللاشئ🙄 فقط مجرد هراء وحماقة غير مبررة
طرق الباب واستعان بالله ليدخل علي غرفته وكما توقع راي وجه زوجته المنتفخة اوداجه من شدة الغضب وقذفت بوجهه سيل من الكلمات لم يفهم كلمة واحدة منها ولم يدري كم تنتج في الثانية الواحدة من كلمات 🙄 ولكنه تركها تثرثر علي كل حال حتي هدأت رغما عنها لتستطيع أن تلتقط أنفاسها ،فاستغل هو الفرصة ونظر لها حتي استطاعت التنفس ثم ضمها اليه بحنان بالغ ونجحت محاولته بأسكاتها ولكن يعلم أنها ستسكت لتلك الليلة فقط😂
أذن مؤذن صلاة الفجر واستيقظ كل من بالقصر للصلاة ذهب الرجال الي المسجد الملتصق بالقصر من الجهة الأخري بالطبع لم تره بعد ولكنها سمعت من الوصيفة الجميلة رمانة أنه رائع الجمال يخطف الأنفاس حينما تقع العين عليه من الوهلة الأولي وتمنت ياسمينا في نفسها أن تراه،انهت ركعتي سنة صلاة الفجر ،وطرق بابها ،اذنت بالدخول للطارق و ما كانت الا الوصيفة رمانة ببشاشة وجهها المحبب:السلام عليكم
بادلتها الأميرة الابتسامة ببشاشة محببة ،وردت عليها السلام وقالت هل هناك شئ يا رمانة
رمانة:يدعونك نساء القصر يا سيدتي للصلاة معهم بالاسفل
سعدت كثيرا ووافقت علي الفور وذهبت مع رمانة للحاق بباقي نساء القصر،،،،،،،،
تفاجات ياسمينا بهذا المشهد الرائع نساء القصر جميعهن من اميرات وخدم ووصيفات يصطفون بغرفة كبيرة بالقصر مخصصة للصلاة وكأنها مسجد كان مشهد جميل رؤيته كفيلة أن تبعث الراحة بالقلب
أقبلت عليها عائشة الزوجة الثانية للملك بأبتسامة مرحبة ،
واخذتها لتقف معهم بالصف الأول و تعرفت علي روتينهم اليومي فالصلاة، فكل واحدة من نساء القصر تؤم بهن يوما وكان الدور ذلك اليوم علي عائشة ولكنها بود أم طلبت من ياسمينا أن تؤمهن اليوم فأبسمت لها ورحبت وشرعوا بالصلاة
حين انتهين من الصلاة والتسبيح أثنوا علي حسن صوت الأميرة وحسن تلاوتها واتقانها لكلام الله مما أسعدها وجعلها تتذكر والدتها الأميرة رقية بنت الحسين بن عمر المتوفاة، هي من علمتها القرآن فقد ختمة ياسمينا القرآن كاملا في عامها الثامن بفضل من الله وتعلمت علوم الشرع مثل العقيدة والفقه علي يد والدتها الراحلة كانت تعلمها حتي في مرض موتها ولم تمل، وحين تشفق عليها طفلتها لمرضها وتثنيها عن تعليمها الي أن تشفي كانت ترفض رفض قاطع وتقول انت عملي الصالح بعد موتي فلا تخذليني يا ياسمينتي وظلت تسقيها من العلم الي وفاتها المنية واستمر والدها يعلمها بعد رحيل زوجته واستعان بمعلمين متخصصين في علوم أخري ولاحظ الجميع ذكائها الشديد وشغفها لتعلم فنون الطب ،ورغم أن تكون امرأة بمجتمعهم طبيبة شئ غير مألوف الا ان والدها ابراهيم أصر علي تعلمها له وقال لها :لا تعلمي يا ياسمينا كم ستكتب لك من حسنات حين توهبين علمك لله وتنقذي حياة مريض من الموت
ورغم خوفها ببداية الأمر إلا أن والدها دعمها بقوة وحينما ناقشته بأدب علي أنه غير مألوف عمل النساء بمجال الطب في مجتمعهم وقد لا يتقبلها الناس كطبيبة ،ابتسم والدها الحبيب وقال يا ابنتي الأمر لا يتعلق بالناس بل بما يحل وما يحرم في شرع الله هذا هو المقياس الوحيد للمسلمين ،وقد كانت نساء المسلمين في الغزوات التي كان يغزوها المسلمون مع رسول الله صل الله عليه وسلم يداون الجرحي ولم ينهاهم رسول الله عن ذلك إذن الأمر متاح للنساء وكذلك كم من نساء يخجلن من كشف جسدهن أمام الطبيب الرجل وبتعلمك الطب وممارسته ستتحين الفرصة لغيرك من الفتيات بتعلمه وتعم الفائدة ،،،،،
أفاقت ياسمينا من شرودها وقد أغرقت الدموع وجهها وبكت معها الأميرة عائشة حتي دون أن تعلم سبب بكاءها ،مدت ياسمينا يدها لتمسح دموع تلك السيدة رقيقة القلب ،التي شعرت بمحبتها تستحوذ علي قلبها وكأن الله أرسلها إلي هذا القصر ليبدل أحزانها ووحدتها ،،،،
قررت زينب أن تغير هذا الوضع باقتراح لطيف وهو أن تقرأ ياسمينا عليهن بعض من آيات الله بصوتها الجميل ،،،ابتسمت ياسمينا لذلك الطلب الجميل ،وبدات بتلاوة سورة مريم ،،،،،،،،،،،،
انتهي الرجال من الصلاة والتسبيح وقرروا الرجوع الي القصر ليتجهزوا لأعمال اليوم والتي ستبدأ في تمام الساعة الثامنة ،وصل الملك وولده الأمير أحمد الي القصر وذهبوا حيث تصلي النساء فإذا بذلك الصوت العذب يخطف سماعهما لينصتا له ،،،،،
نظر الملك لولده أحمد وابتسم ،كم تمني زوجة لولده ك ياسمينا متزنة وذكية مثقفة وحنونة لتفهم ولده وتحتويه ،فهو يعلم أنه غير سعيد مع ابنة أخيه الأميرة ورد شاه هي امرأة جميلة لكنها فارغة من داخلها لاتهتم سوي بظواهر الأمور ،وولده يرغب بزوجة فطنة مثقفة محاورة ،يلجأ لها حين حيرته لتهديه ،وحين غضبه لتحتويه ،وتكون عونا له لعبادة ربه ،تلك الصفات الحميدة يراها مجتمعة بشخص ياسمينا وكل يوم هو نفسه ينبهر منها ويعجب بتربيتها ،فاق من شروده علي رحيل ولده وقد رأي في ملامحه بعض الحزن ،والذي لا يعلم ما سببه
لحق هو الآخر بولده حتي يبدل ملابسه ويستعد لتناول الفطور مع عائلته قبل الذهاب لمباشرة اعمال البلاد،،،،،،،،
وقف الأمير أمام الخزانة ينتقي ثياب مناسبة للاجتماعات المتتالية التي لديهم اليوم ،حين دلفت زوجته الغرفة بوجه خالي من التعبير ،لم توجه له كلام وهو لم يحاول أن يتحدث معها حتي لا تبدأ مرة أخري بثرثرة لا فائدة منها الي أن انتهي من تبديل ثيابه ،ونظر الي زوجته والذي غير معتاد علي ذلك الهدوء منها 😂اعتراه القلق أن تكن مريضة أو بها شئ، خطي إليها بهدوء حتي لا تفزع فيبدو أنها ليست هنا الان، ونادها بهدوء قائلا:وردتي هل انت بخير ....لا إجابة وزاد هذا من قلقه، فكرر منادتها :يا وردتي ماذا بك هل انت مريضة ، نظرت لوجهه والقلق الصادق البادي عليه وعلي صوته وسألته بخفوت شديد:هل تحبني يا أحمد
لقد ضربه السؤال ولكنه جاوب دون تردد:أحبك يا وردتي هل لديك شك بهذا ،،،،
ابتسمت وردشاه له ابتسامه اشتاق لرؤيتها وضمها إلي صدره بقوة ليطمئن قلبها ، لايعلم ما أصابها أو ما يدور بداخلها لكنه لم يراها هكذا من قبل ولا يعلم سبب هذا القلق الذي ظهر لديها الآن لكنه حقا يحبها فهي ابنة عمه وصغيرته المدلله ،لقد كانت أول امرأة بحياته وهو أول رجل بحياتها فكيف له إلا يحبها ،تركها حينما شعر بسكونها بحضنه نظر إليها وجدها قد غفت ،حملها ليضعها علي الفراش ودثرها جيدا بالغطاء ،ولم يخفي علامات التعجب الظاهرة علي وجهه فهي لم تكن هكذا قبلا ماذا يحدث معها ، هل أحزنها شخص ما ،او كلمة ما ،لقد حاول قدر المستطاع تهداتها الليلة الماضية،حتي دون أن يقتنع بأسباب ثورتها تلك ،ولكنه لا يهتم سوي لمراضاتها ،فلو تعلم كم تعني له ابتسامتها لما حزنت قط ، ولكنها هكذا دائما تغضب وتثور من اللاشئ ،ويظل هو يراضيها دائما حتي تهديه تلك الابتسامة الرائعة ،التي يختم بها اليوم ،حتي يستعد مرة أخري ليوم جديد ويتحمل متاعبه واعباءه ليتها تفهم ذلك الحب ليتها .........
يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Fiction Historiqueادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...