دخل غرفته ليبدل ملابسه فرأها نائمة بفوضي علي فراشهم حزن علي حالها فوجهها مجهد من كثرة البكاء وثوبها في حالة فوضي وشعرها الجميل المرتب دائما بكعة مرفوعة للأعلي أو مضفر بضفيرة طويلة تصل إلي أسفل ظهرها ،يراه الآن متناثرا بفوضي حولها علي الوسادة التي تنام عليها في وضع مؤلم لرقبتها ،لم يتحمل قلبه ذلك المشهد فأسرع ليحملها بين يديه ليجعلها تنام بشكل أكثر راحة ،وانعكس ذلك فورا علي وجهها ،والذي كان يبدو متألما ،شعر بيديها تعلقت برقبته بحركة عفوية اعتادت فعلها وهما نائمين ،نظر بوجهها ليري تلك الابتسامة الخافتة والتي تدل علي شعورها بالاطمئنان لوجوده بقربها ،لم يستطع الابتعاد عنها، فهي لازالت صغيرته البريئة ،حتي بعد ما حدث ،لا يستطيع راويتها تتألم أمامه هكذا ،صعد بجانبها علي الفراش واعتدل بنومته ليأخذها بين أحضانه ويغط بالنوم علي الفور ،فهو حظي بيوم طويل ويشعر بالتعب حقا ،،،،،
تلقي رسالة أخيه ،،،وقد وصلته قبلا تلك الشائعات والتي تعجب منها فهو يعرف ابن أخيه جيدا ويعرف مدي خشيته من الله عز وجل ،وخوفه من أن يقع بالمعاصي ،ويعلم أيضا أخيه فإنه أن علم أن ولده قد وقع بتلك الجريمة ألا وهي الزني وهو محصن اي متزوج فلن يتردد لحظة ليقيم حد الله عليه ويرجمه حتي الموت وكان قد جلد الأميرة لانها غير محصنة ثمانون جلدة ،و قد سمع عن خلق الأميرة وعلمها ونسبها ،وفطن أن وراء تلك الشائعات مكيدة مدبرة ولكنه لم يكن يتصور أن خلق زوجته تدني الي ذلك الحد ،ان تفتري علي الناس وتنسب لهم ما ليس فيهم ،وعلي من افترت علي زوج ابنتها و ابن اخ زوجها أمير البلاد ،لقد وقعت الآن يا صفية بين براثن أخي والذي لن يتواني في أخذ حق ولده المظلوم منك وحق تلك الفتاة اليتيمة الوحيدة فيما افتريتي عليها به ،ونظر بحزن الي الامام و شرد وهو يتذكر ريحانة تلك الوردة المتفتحة النضرة والتي ملئت حياته فرح واضافت عليها البهجة لقد كانت فتاة مرحة بريئة لا تعلم عن الدنيا الا خيرها ولم تكن تعلم عن ذلك الشر شيئا إلا من قصص الأولين ، كانت ابنة حاكم البلاد المنضمة الي الاسلام حديثا في غزوة المسلمين الأخيرة حينها ،،لقد بارك والدها زواجهما بعدما تعرف علي صفي الدين وأحبه لطيبته وخلقه وءأتمنه علي ابنته الغالية ريحانة فهي اغلي ما يملك صغيرته صاحبة السادسة عشرة عام فلم يبقي له من الابناء إلا هي وقد كان له من الأولاد خمسة وهي السادسة توفي أبناءه الخمسة الذكور في المعارك معركة وراء معركة الي أن ضعفت بلاده فستعان بجيش المسلمين المعروف عنهم عدلهم وشجاعتهم ،فأرسل رسالة لملك المسلمين وكان حينها والد الأميرين صفي الدين و محمد الملك الحالي للبلاد (عبد الله بن محمد بن محمد بن ابراهيم )وكان اسم محمد حينها يتوارثه الأجيال فكل اب يسمي اول مولود ذكر يرزقه الله به محمد نسبة للنبي محمد صل الله عليه وسلم وكان يعد شرفا عندهم ويفتخرون بنقله بين الأجيال )،،،،بعدما علم الملك عبد الله بالمعاناة التي تعانيها دولة الملك( رستم الرابع) (اسم مؤقت)سليل الملوك بعدما وقعت بلاده في الفتن وضعفت ليهاجمها الغزاة من كل جهة وكان أبناءه يتصدون ببسالة للغزاة ليحموا بلادهم ولكنهم سقطوا الواحد تلو الآخر ولم يتبقي إلا ابنته ريحانه فقرر أن يستغيث بجيش المسلمين المعروف عنه أمانته وعدله ورحمته علي اعدائه ،ولم يتردد الملك عبدالله أن يغيث الملك رستم فأرسل له جيش مهيب بقيادة ولده الأمير الشجاع صفي الدين والذي بدوره حارب الغزاة بشجاعة وثبات، رأي الملك رستم بصفي الدين الفارس النبيل الذي طالما حلم به لابنته فهو ذكي محنك وقوي وطيب القلب حسن الكلام وسهل المعشر وأمين ،لم يتوقع أن برغم من استضافته بقصر الملك لم يرفع عينه علي وصيفة أو جارية لم يسأل حتي عن ابنته الوحيدة وهو بالتأكيد قد سمع عن حسنها وشخصيتها الفريدة فالجميع يعرف عنها حسن الخلقة والخلق،وخفة الظل والمرح ومع هذا لا يراه الا وهو ناظرا للاسفل ،لا يرفع بصره إلا له أو لأحد الجنود ،حتي الخادمات لا يعرف اوصافهن ،من ممكن أن يكون افضل منه زوج لابنته ،لا يوجد أحد ،استغل الملك رستم فرحتهم بالنصر ، وفرحة صفي الدين خاصة بدخول ملك البلدة وأسرته ومعظم أهل البلدة في الاسلام ، لقد رأي رستم الفرحة بعيون الأميرة صفي بدخولهم الاسلام علي يديه أكثر من فرحته بهزيمة الأعداء والعجب لم يكن سعيدا بانتصاره عليهم بل ظنه بالنسبة له أمرا عاديا ،لذلك قرر أن يعرض عليه أن يزوجه ابنته الوحيدة ريحانة ،فرحب صفي الدين وقال ونعم النسب نسبكم أنه لشرف لي أن اتزوج من كريمتكم ،أعجب رستم من ثناء صفي الدين علي نسبه ورأي الفرحة بعينه ،مع أن وزيره حذره من تلك الخطوة ولكن رستم رأي ان أبنته ستكون في ايد أمينة حينما تتزوج من ذلك الفارس الشجاع الخلوق ،وبعد ما تمت مراسم الزواج المبارك ،،،وقد جهز لهم الملك رستم مسبقا جناح كبير يليق بابنته وزوجها بالقصر ووتزينت الأميرة له ،دخل صفي الدين جناح عروسه ليراها ،فهو لم يراها من قبل وإن كان يعلم أن من حقه في شريعة الإسلام رؤيتها ولكن رأي ان الملك رستم سيأخذ طلبه عليه لأنه لا يزال حديث عهد بالإسلام وليس ملم بالشريعة الإسلامية ، لذلك قبل الزواج بها دونما يراها ،،،القي عليها السلام ، فردت عليها بصوت خافت يكاد يسمع فابتسم لها ولا يزال البرقع يغطي وجهها ،تقدم منها ببطئ وكانت جالسة علي حافة الفراش الضخم الوثير ضامة يديها اليمني بيدها اليسري دليلا علي توترها ،،فانحني لها وجلس القرفصاء ومد يده ليرفع البرقع من وجهها ببطء وهو يسم الله ،امعن النظر لوجهه و قد أثره ما رأي من جمال ،فسبح الله الخالق المبدع ،اببتسمت بحياء بشفاهها شديدة الحمرة ،وخديها المماثلين لشفاهها من كثرة الخجل عيونها زرقاء خالصة بلون السماء الصافية وجهها ابيض مثل وردة الفل وتكسوه حمرة خديها من فرط الخجل لقد وقع اثيرها ،،حاول أن يتكلم فلم يجد صوته يسعفه بعد ، فجاهد ليخرج الكلام حتي يخرجها من حالة الخجل تلك ،وقال،لم أكن أتوقع كل ذلك الجمال يا أميرة تبارك الرحمن ،ابتسمت بخجل ولم تجيب ،فابتسم لابتسامتها الرقيقة ،ثم قال أعلم أن اسمك ريحانة ولكن هل تعلمين اسمي ،اومات برأسها،فسألها ،اذا ما هو اسمي يا ريحانة ،كان يتوق أن يسمع اسمه من شفتيها الجميلتين المرتعشتان من الخجل ،تكاد الفتاة تنصهر أمامه ،لم تستطيع الإجابة عليه فضمها ،لم يستطيع أن يسيطر علي مشاعره ،حقا تلك الفتاة اثرته تماما وسيطرت علي قلبه بجمالها وخجلها يا الله ،ما تلك الفتاة ،اطال ضمها لصدره وشعر بتوترها تحت يده فأراد تهدئتها فهمس بأذنها قائلا أهدئ يا أميرتي ،لا تخافي مني أبدا فوالله لن اوذيك أبدا ،سكنت بعد ما قال لها تلك الكلمات البسيطة المطمئنة ،لقد شعرت ريحانة بصدقه ،لقد شعرت أن كلماته حقيقية ليست مجرد كلمات ،عندما شعر بهدوءها تنهد ثم ابتعد عنها ولازال ممسكا بكتفيها بين يديه ،فنظر لها وقال ،هل تعلمتي الوضوء للصلاة يا أميرتي ،،اومات بفرحة طفولية ،ففرح وسألها وهل تعلمت الصلاة فأجابت تلك المرة بتلك الطريقة الطفولية المحببة وقالت نعم لقد تعلمت الصلاة و اديت الفروض الخمسة كلها اليوم ،،فرح لفرحها وشغفها بالصلاة ،،اذا تعالي نتوضأ لنصلي ،تعجبت ،وسألته ،اليست الصلاة المفروضة خمسة صلوات لليوم والليلة ،لقد صليت العشاء قبل أن ارتدي ثوبي هذا ،هل هناك المزيد من الصلوات مفروضة علينا ،ابتسم هنا من قلبه ،وشعرت هي براحة غريبة عندما نظرة الي وجهه ،وامعنت النظر به ،لقد كان شعره اسود شديد النعومة ،يصل لاسفل رقبته ،وجهه طويل وذقنه بارزة يزينها طابع الحسن شفاهه غليظة وردية أنفه شامخ وعيناه اه من عيناه بنية واسعة باهداب طويلة وحاجبان مستقيمان وبشرته مائلة للبياض ،انه فاتن ،شعرت بصلابة جسده عندما ضمها الي صدره كما أنها شعرت بالدفئ الذي كانت تفتقده في الآونة الأخيرة ،بعد حسرتها علي موت اشقاءها الخمسة وهم بريعان شبابهم ،،،،اخرجها من تأملها به بعد أن شعر بالحزن يظهر على وجهها الجميل ،وقال سنتوضأ لنصلي ركعتين شكرا لله علي زواجنا ،نظرت له برهة لقد أخرجها من ذكرياتها الأليمة ،ولكنها وافقته علي الفور وقامت للتتوضا ليصليا معا لأول مرة ،،،أخرج الأمير صفي من غرفه بذكرياته مع حبيبته الراحلة أحد الحراس يأذن بالدخول ،فاذن له وقال ،ما عندك ايها الحارس ،فاجابه الحارس ،لقد انتهينا يا مولاي من تجهيزات السفر جميعها والعربية تنتظرك بالاسفل يا مولاي ،،تنهد الأمير صفي الدين ثم استقام من جلسته ونزل من علي كرسيه الذي يليق بأن يجلس عليه الأمير وذهب مع الحارس الذي انحني احتراما لاميره وذهب خلفه ،،،،،،،،،،،
يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Ficção Históricaادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...