فلنتفق علي شئ بالبداية ،هناك أشياء لا تغفرها المرأة مهما كانت عاقلة ومتفهمة ، وهذا ما يحدث الآن مع بطلتنا الأميرة الجميلة ياسمينا ، بعدما تحممت و ابدلت ثيابها الي ثوب أنيق مريح وملائم أيضا للجلوس مع الامير ، لقد ظنت أنه عائدا إليها بالتأكيد فمن المستحيل أن يتركها اليوم بمفردها ولابد أنه سيتأخر قليلا حتي يتحدث مع زوجته الاولي ويطمئن عليها وعلي جنينها ، لا تنكر بذلك الوقت الغيرة التي سيطرت عليها ولكنها سرعان ما تحكمت بها ، واستعاذت من الشيطان حتي لا يستدرجها من تلك الثغرة، انتهت من صلاة العشاء وأخذت تقرأ وردها من القرآن إلي أن انهته ثم أخذت كتاب من كتب الطب لتدرس به قليلا وتستغل ذلك الوقت ، وها قد انتصف الليل ولم يأتي الأمير إليها بالرغم من ذلك ، تنهدت بسأم ، وحاولت إخماد شعلة الغضب تلك التي بدأت تتسلل إليها رويدا رويدا ، فبدأت تستغفر الله إلي أن هدأت قليلا ، وعاودت القراءة في كتبها حتي تصرف نظرها عن التفكير والغضب،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أما عند اريانا فظلت تردد التسبيح والحمد لله الذي أرسل لها من يقف معها ويحاول التخفيف عنها وانقاذها ، ماحدث بالأمس من ذلك الرجل رامانيوس والذي كانت من قبل تبغضه وتراه مثال للرجل القاسي المتعصب والذي ممن الممكن أن يفعل أي شئ مقابل ملذاته وشهواته هو بنفسه من ابهرها باسلامه لقد كان لها بذلك الوقت دواء لما حل بها من عذاب ، أما هو فحاول صرف نظر شيموس والد اريانا عنها وكلاروس رئيس القضاة بحديثه عن شقيقه المزجي بالسجن الان حتي يكسب جميع الأطراف الي صفه دون أن يشك به أحد فأخيه الان يثق به ويحتاجه بشدة وكلاروس لا يثق إلا به حتي أنه لا يثق باليسندروا ابدا ويثق فقط به أما شيموس فهو بالنسبة له صديق عمره وكفاحه لذا فمن الطبيعي أن يصدقوا كلامه كله ويسيروا وراءه دون شك ،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حينما ذهب به وهو يحملها الي غرفتهما كان في قمة غضبه ويأسه منها ومن أفعالها ، أما الآن فهو لا يعرف كيف ينهي علي بكاءها المتواصل ، فهي تبكي بلا انقطاع ،، وقف محتار طارة يحدثها بلين وتارة يصرخ عليها لتهدأ ولكن بلا جدوي ، فانتهي به الأمر أن ضمها الي صدره بحنان وأخذ يهددها كالطفلة الرضيعة كي تهدأ ، وقد نجحت تلك المحاولة أخيرا ، نظرت له ورد شاه بوجهها المتوهج وعيونها الباكية وصوتها المحشرج من أثر البكاء وقالت ،، لقد بحثت عنك حتي استطيع البكاء ولم أجدك كنت احتاج الي وجودك لتضمني هكذا لاشعر بالأمان الذي كنت افتقده منذ ما حدث ، وبحثت عنك حينما علمت انني واخير أصبحت احمل قطعة منك برحمي ، ولكني أيضا لم أجدك ، بحثت عنك لاقول انني أشتقت اليك وللحظات الرائعة التي امضيناها معا خلال الثلاث سنوات الفائتة ، واشتقت الي تلك القبلات التي تهدها لي وتشعرني انني أكثر من زوجتك بل حبيبتك وطفلتك ، ثم اقتربت منه لتقبله و ارتمت بشوق بحضنه ، فستقبل هو شوقها بشوق لم يكن يدركه إلا الان وعاشا بعالمهما إلي أن غطا بنوم عميق،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ظلت تحمد الله علي نعمته عليها فقد أرسل لها ما لم تكن تتوقعه ليقف بجانبها ويدعمها حقا لقد تفاجئت منه ، أن رامانيوس أخر شخص من الممكن أن تصدق أن يكون مسلما ، لقد كان رجلا فظا لاهي في ملذاته وشهواته ، سريع الغضب ، ذو صوت عال بشع ، وسكير ، لايشفق علي أحد وخاصة النساء ، أما من ساعدها بالامس كان شخصا أخر تماما غير راما الذي تعرفه ، شعرت وكأنه والدها ، بل كان أحن عليها من والدها ، الذي لم يرأف بها ولم يرحمها ، فالدوق شيموس مستعد لقتلها ، إن لم تعد لدينهم ، وكيف لها أن تعود إلي الظلام بعدما رأت النور ، كيف لها أن تعود للجهل بعدما ذاقت جمال العلم ، كيف لها أن تعود للوحدة بعدما وجدت الونس والصحبة في ذكر الله والصلاة وقراءة القرآن ، ما أجملها من صحبة ، فوالله لو قاموا بقطع جسدها قطعة قطعة لن تتخلي عن ذلك الدين الجميل ، ،،،،،،،
أما رامانيوس تحدث مع كلاروس علي انفراد بشأن اريانا ، وأنه إذا علم أحد بتعذيبها وحبسها سيظن أن الجميع متواطئ مع اليسندروا بعد إعلانه خائن للبلاد ، وايضا ليس من مصلحت البلاد أن يتسرب خبر اعتناق الأميرة الإسلام قد يؤثر ذلك علي الناس سلبا وخاصة بعد فرض ضرائب جديدة عليهم ، وحالة الفوضي التي تعم في بعض أنحاء البلاد ، ،،
فكر كلاروس قليلا فيما قاله راما وخاصة أنه يثق به فهو رجل مخلص للبلاد ومستعد أن يقدم حياته فداءا لها ، أمر أحد الحراس بإحضار شيموس ليتشاوروا بأمر أريانا ، ثار شيموس عليهم لانه يريد ابنته ترجع لصوابها والي دينها ودين ابائها ، فهي تغيرت تماما بعدما رجعت من بلاد المسلمين وأصبحت فتاة أخري غير فتاته التي يعرفها ، وهو والدها وعليه تقويمها ،، هدأه راما وهو يقول ، يا صديقي القديم شيموس أن تعذيبك المستمر لابنتك لن يأتي بأي ثمار الا موتها ، رج قلب شيموس لتلك الكلمة فسكت ، فتنهد راما براحة وواصل كلامه وقال ، دعنا نحررها من وثاقها وندعها ترتاح من العذاب قليلا ، ثم بعد ذلك نتحدث معها بهدوء ونرغبها في الملك والجاه ونري ماذا ستفعل ، اومأ شيموس بطاعة خوفا علي ابنته من الموت ، أما كلاروس قد أعجب بذكاء رامانيوس ، فلولا تلك القوانين الغبية لكان هو أحق بالحكم من اليسندروا الطامع المتهور ذلك ،،،، سعد راما من نظرة الرضا التي اعتلت وجهيهما وحمد الله في نفسه أن ارشده الي ذلك الحل ليخفف العذاب عن تلك المسكينة والتي لم تذنب بشئ سوي أنها قالت ربي الله الواحد الاحد ،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعدما نقل الملك الي غرفته ليرتاح علي سريره ،كانت حالته سيئة من الحزن علي ما حدث ، فتلك النظرة بالاتهام من ابنته حكيمة وكأنها حبيبته الجميلة روميساء قد جاءت تعاتبه علي تفريطه بحقها ، لقد رأي أمها الراحلة وكأنها قد جاءت بعد تلك السنوات لتعاتبه وتحاكمه علي تفريطه بحقها وكأنه يسمع صوتها وهو تقول لقد قتلتني مرة أخري ، لقد خذلتني ، انا لا استحق ذلك منك ، كان عليك أن تعاقب من قتلتني ،،،،،،
كانت زينب قلقة علي زوجها ، فقد رحل الجميع من غرفته بعدما اطمئنوا عليه وبقيت هي وأمينة و سارة ، وظلوا معه حتي غفا ، ورحلوا الي غرفهن ، ولكنها كانت قلقة عليه جدا لذا قررت أن تذهب لتطمئن عليه ، أدارت مقبض الباب ببطئ لتفتحه ثم دخلت الي الغرفة بخفة حتي لا توقظه ، ثم اغلقت الباب وراءها بهدوء تام ، واتجهت نحو سريره وبدأت تسمع بعض الهمهمات ، وكان أحد يتحدث بصوت خافت ، دب القلق بقلبها فأسرعت الخطي إليه ، واشعلت المصباح الموضوع بجانب السرير ، لتتفاحئ بزوجها غارق بعرقه يهلوث پاسم زوجته الراحلة روميساء ، أقتربت منه لتتفاحئ بارتفاع حرارته فأسرعت لتحضر وعاء الماء البارد والقماش محاولة منها لخفض حرارته ، جلست علي ركبتيها أمامه وبدأت بتجفيف العرق ثم قامت بغمس القماش بالماء البارد ثم أخرجته وعصرته قليلا ووضعته علي جبهته وكررت تلك الخطوات إلي أن هدأ الملك و زال ارتفاع حرارته ، حمدت الله لذلك ، ولم تتحرك من مكانها لكنها ظلت تبكي لحزن زوجها ، فهي تعلم أنه لم يقصد أن يفرط بحق زوجته ابدا ، ولكنه خشي علي أخيه وأبناءه الصغار ، لا تنكر أنه مخطئ ولكن من منا لا يخطئ فجميعنا خاطئون ،، بدأ الملك يفتح عينيه فتشوشت الرؤيا أمامه بعض الوقت ، إلي أن رأي جيدا ، كانت زينب غفت مكانها وأثر البكاء مازال واضحا جليا علي وجهها الجميل الذي لم يتغير حتي مع مرور الوقت ،، مد يده ليمسح بأطراف أصابعه دموعها العالقة علي رموشها ووجنتها ، فشعرت به واستيقظت وهي ترفرف برموشها كما الفراشة الجميلة زاهية الألوان ، فهي مازالت كما رأها اول مرة لم تتغير ابدا حتي مع تتويجها كملكة للبلاد لم تتغير ،لذا هي استحقت حبه وقد زاد ذلك الحب يوما بعد يوم إلي أن أصبحا أكثر من زوجين أصبحا رفقاء درب لا يفترقا ولا يظنوا ببعضهما السوء ، يعاونا بعض ويعينا بعض علي الحياة ،،،،
استيقظت زينب لتدرك وضعها لتحاول أن تغير ذلك الوضع المؤلم ، فشعرت بألم ساقها وذراعها المخدرة ، ليمسك بها الملك بحنو ويقوم بسرعة ليحملها ويضعها علي الفراش ، نظرت له بلهفة وقالت ، لماذا قمت من الفراش يا محمد لازلت مريضا ، قال الملك ، لا عليك يا زينب ، لقد أصبحت بخير الان ،تنهدت براحة وهي تحمد الله علي ذلك ، ابتسم لها زوجها بمحبة وود وقال ، لقد سهرتي تمرضيني يا زينب ، لقد نام الجميع الا انت ، دائما انت يا زينب تكوني معي باصعب الأوقات وأسوء اللحظات ، لا أعرف ما أقوله لك حتي كلمة أشكرك لا اراها تكفي أمام ما تفعلينه من أجلي ، مدت هي يدها الصغيرة البيضاء لتلمس لحيته الرمادية بحنان وهي غارقة بالنظر بعينيه البنية الرائعة وقالت
افديك يا حبيبي بعمري وفوق عمري ما أملكه اعطيك
لقد احببتك بملئ قلبي وها قلبي بين يديك يفديك
إن طال الزمان بي كنت لك السند ويد تسهر تداويك
أن الحب عندي أن تكون ليا الدنيا لاحقق لك امانيك
فما قيمة الشكر عندي أن لم أكن أطعك وأرضيك،،،،
دائما تطرب أذنه بحلو كلامها وتخفف عنه أحزانه ، لم تستحي دموعه منها أن تسيل علي وجنته السمراء ولكنه لم يستطيع النظر بعينيها خجلا من دموعه التي خانته ، ولكنه يعلم اي أمراة هي ، لن تستغل ضعفه أبدا بل علي العكس ستخفف عنه وتداويه من جراحه كعادتها ،،، مسحت باناملها دموعه السائلة وتحركت نحوه بخفه لتحتويه بذراعيها وتضمه الي صدرها ، فدفن وجهه بنحرها وأخذ يجهش بالبكاء كالطفل الصغير المذنب ومعترف بذنبه وينشد المسامحة والصفح كي تتمكن ابتسامته من العودة مرة أخري ،، وبالطبع هي تعذره فقد أخفي ذلك السر الكبير تسعة عشر عاما كاملة ، وان لم يكن قاله الان لم يتصوره أحد ،، ربتت علي ظهره بحنو بالغ وكأنها تهدهد صغيرها ، إلي أن بدأ يهدأ ،رويدا رويدا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Ficção Históricaادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...