الفصل السابع والاربعون

77 7 0
                                    

لازالت حكيمة تبذل قصارى جهدها في انتقاء أفضل الاشياء لجناح شقيقها وصديقتها الحميمة ياسمينا ، ولازالت تحاول الحفاظ علي سرية الأمر وعدم وصوله الي مسامع ياسمينا وكانت تساعدها بحب رمانة فهي متفانية في اخلاصها لياسمينا وسعيدة لأنها وأخيرا ستنال السعادة التي تستحقها ،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وسط استغراب الجميع فالعلاقة تتوطد مع وردشاه وياسمينا حتي أن وردشاه أصبحت فضولية تجاه فن الطب وتسأل عن تفاصيل كثيرة وكانت ياسمينا تجاوب عليها بسعادة وبشاشة لا تصدق ، ولكن ما تفعله ياسمينا بالنسبة للجميع مستصاغ ومألوف اما وردشاه فلا لذا بدأ الشك يساور قلب زينب فهي أكثر من يعرف وردشاه ولم تتقبل الي الان أنها فجأة أصبحت لطيفة وطيبة وهادئة لذا تراقبها عن كثب حتي لا تتفاجئ بصفية جديدة بينهم ،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في المجتمع العربي القديم لم يكن أحد يتجرأ أن ينظر لامرأة اولا لانهن كانوا آمنات في بيوتهن وان خرجن خرجن بكامل حجابهن وان تجرأ أحد و فعل بهن شئ عوقب بشدة أمام الجميع وكان تطبيق حد الله في الزنا له رهبة في نفوس الجميع فالرجم للمتزوج والمتزوجة أن زنا والجلد لغير المتزوجين منهم لذا كان من النادر جدا أن تسمع ان امرأة فعلت تلك الفاحشة الكبيرة لأنهن كانا يخشين الله ويخشين تطبيق حدوده ، أما الآن فحدث ولا حرج وانا لله وانا اليه راجعون ،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اجتمع الأمير أحمد والأمير هاشم وانضم إليهما رامانيوس أخيرا بالرغم من أنه لازال متعب أثر تعذيبه إلا أنه تغاضي عن ذلك لما وصل إلي مسامعه عن بن شقيقه اليسندروا ، هو الي الان لا يعلم أين شقيقه الأصغر ولكنه يتمني أن يكون سمع بمحاكمته أمام الجميع ويأتي إليه ،،،،،
تحدث الأمير أحمد الي الأمير هاشم وقال ،، بالطبع سيجلد انطونيوس لانه زنا ولكن ماذا ستفعل يا هاشم في فعلته الحمقاء تلك بسرقت الفتاة وهتك عرضها رغما عنها ، نظر له هاشم بحزن عميق وقال ، ينفي يا احمد ينفي من الأرض الي أرض أخري ، تألم رامانيوس لذلك ولكنه خجل أن يتحدث هو يعلم أنهما جادان في تنفيذهما لحدود الله ولن يستهين واحد منهما في ذلك الأمر ، لذا ابتلع كلماته بجوفه وظل صامتا ، ولكن لم يخفي ألمه علي الامير أحمد ولا الأمير هاشم فكلاهما لاحظا ذلك ، لذا ألتفت الأمير أحمد إليه وقال ، ما رأيك يا رامانيوس في ذلك ، تعرق قبل أن يستجمع شجاعته ويقول ، لما لا نزوجهما ايها الأمير وانا أتكفل بكل شئ المسكن واحتياجاته وكل شئ ، نظرا الي بعضهما ، ونظرة هاشم لم تكن راضية ، ولكن قال أحمد بحكمة ، هذا القرار يرجع إلي الفتاة يا صديقي رامانيوس وإذا لم توافق أما أن تجد حكما أخر و أما أن ينفي انطونيوس من تلك الأرض أو يسجن ، وهذا قرار لا رجعة فيه ،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بأحد الساحات الكبري بتلك المملكة الكبيرة ينصبون منصة عالية حتي ينفذ بها الحد حتي يري ويسمع الجميع حكم من يزني فالجلد مائة جلدة لغير المتزوج والرجم للمتزوج رجل كان أو أمرأة ، ينتشر الحراس والجنود بالساحات وينادي المنادون بالازقة والشوارع لينشروا خبر أن الأمير السابق انطونيوس سينفذ به حد الله عقابا له علي تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها ، وفي الحقيقة كان ذلك الأمر غريب علي ذلك المجتمع فالرجل عندهم لا يحاسب إلا أن سرق أموالا أو ذهب أو قَتل، أما أنه يسرق فتاة للمتعة فكانت تلك لا تعد جريمة والكل يري الفتاة ساقطة راغبة لممارسة الجنس مع الرجال ، لذا الخبر انتشر كنار بالهشيم وكما توقع الأمير أحمد جاء الناس من كل حدب وصوب ليشاهدوا ( حد الله ) وهو يطبق علي رجل في سابقة غير معهودة لدي مجتمعهم ،،،،،،،،،،،،،،،،،
سمع اليسندروا اسم ابنه يتردد بالوسط كله فالصغير و الكبير يذكره ويذكر فعلته وذلك العقاب الغريب الذي سيعاقب به أمام الجميع فذهب مع الناس حيث يتوجهون للساحة الكبيرة ، وبالفعل وجد المنصة ويقف عليها الحراس والجنود والجلاد وبيده السوط منتظرا المجرم الذي سيعاقب ، وما هي إلا لحظات وظهر الأمير أحمد اولا بهيبته و شموخه و نظر إلي الجميع بتأمل فهو يري أن ذلك الحدث سيغير من الكثير ويترك أثرا كبيرا خاصة في نفوس النساء اللاتي طالما شعرن أنهن منبوذات صغيرات أمام سلطة الرجل فماذا أن علمن أنهن غاليات عند ربهم الذي خلقهن وجعل لهن شرعا يحافظ عليهن ويحفظ كرامتهن الذي اهدرها الرجل بغلظته وتجبره ، لذا بدأ خطابه باسم الله الرحمن الرحمن ، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام أن الله كان عليكم رقيبا) سورة النساء الآية ( ١ ) قال الآية الكريمة بصوت رائع الجمال ثم حاول القائد موسي شرحها لهم ثم أكمل حديثه وقال إن الإسلام دين الهدي والرحمه والمساواة فالله سبحانه لا يفرق بين رجل و أنثي ولا أبيض ولا أسود ولا عربي ولا عجمي الا بالتقوي فمن يفعل الخيرات ويطيع الله سبحانه ويتقيه هو الفائز ومن يعصيه ويتكبر ويتجبر فيكون قد خسر نصيبه في الدنيا والآخرة من رحمة الله سبحانه ، أعلم أن منكم كثير متعجب من عقاب رجلا لأجل امرأة ولكن الله عز وجل لا يرضي أن تباح أعراض النساء لأي رجل لا تحكمه الا شهوته وغرائزه وجعل لمن يفعل ذلك عقابا شديدا في الدنيا والآخرة الا من تاب وعمل عملا صالحا يتوب الله عليه ويغفر له ، وقد أنزل الله عقاب من يفعل ذلك في سورة النور قال الله سبحانه بسم الله الرحمن الرحيم ( سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها أيات بينات لعلكم تذكرون ( ١) الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين (٢) الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك علي المؤمنين(٣) )وفي جريمة اليوم وهي جريمة بشعة شنيعة لم تقتصر فقط علي الزنا ولكن قد خطف المجرم فتاة صغيرة بمقتبل عمرها و عذبها قبل أن يهتك عرضها فذلك له عقابا اخر ،،،، مازال القائد موسي يشرح للناس بلغتهم ما يقوله الأمير ، ومازالوا متعجبون مما يقول ، وظل الجميع يهمهم مما يسمعوا إلي أن خرج عليهم أنطونيوس وهو بأضعف حالاته ، كان والده من بين الجموع دق قلبه مالطبول عندما رأي ولده الوحيد بذلك الضعف ما شعره هو الحسرة لقد ذاق مرارتها الان بكل قوة من بعد ما كان عزيزا اصبح ذليلا بعدما كان يهابه الجميع ويعرفونه من بعد وينحنون له أصبح لا احد يعرفه الا بالمتسول العجوز ويشفق البعض عليه والآخر يشمئز منه ومن رائحته والان ولده يحاكم بكل مذلة وإهانة ومن إجل ماذا من أجل فتاة ، دموع نزلت علي وجهه اغرقته وجعلت رؤيته مشوشة ، بدأ الجلاد بجلده بعدما كشف عن ظهره كان يتألم بصوت عال ولا أحد مصدق ، حتي هي لم تصدق أن كل ذلك يحدث لأجلها فقد أمر الأمير أحمد حارسان أن يذهبوا ويأتوا بمليسيا لتشاهد المجرم ذلك وهو يجلد بسبب ما فعله بها كانت تبكي وهي تتذكر ما فعله بجسدها الصغير لم يرحمها فسلط عليه من لا يرحمه يكفيه اذلاله أمام الناس جميعا وصوت تألمه يصل الي مسامع الجميع وخاصة والده اليسندروا الذي يشعر أن السوط ينزل علي قلبه وليس ظهر ولده لكن النساء كلهن كن مبهورات ومعالم السعادة والانتصار تظهر علي وجوههن ، فالكثيرات منهن يعاملن معاملة سيئة فقط كونهن فتيات حتي وان كن محافظات علي جسدهن ، أما الرجال فلا يصدقوا الي الان أن ذلك يحدث أمام أعينهم لرجل بنظرهم لم يخطئ بشئ ، لقد ظنوا أن العاهرات ازددن واحدة ، لكنهم أخطئوا ، فؤلئك المحتلين مختلفين تماما عن أي أحد ودينهم مختلف عن أي دين ويبدوا أن كل شئ تغير الان وليس هناك شئ من السابق باق ،،،،،،،،،
رأي رامانيوس شقيقه من بعد يعرفه حتي لو فات مائة عام وليس شهرا واحدا أو شهران ، أشفق عليه فهو من بعد عزة ذل ، بكي لبكاءه وتألم من أجل ألمه والم ابنه ونزل إليه وأخذ بيده ، نظر إليه اليسندروا فهو لوهلة شعر بالخوف يتملكه ظنا منه أن الأمير المسلم تعرف عليه و أمر بالقبض عليه لذا شعر بالخوف يتملكه ولكنه مسح تلك الدموع العالقة بأهدابه والتي تشوش علي رؤيته فظهر شقيقه أمامه وهو يبكي ، تعجب وسائله ، هل تبكي لأجلي ؟ احتضنه رامانيوس وقبله ، لم يشمئز من رائحته ولا شكله ، بل أخذه الي داخل قصره القديم ليتحمم ويبدل ثيابه ،،،، وقد انتهي الجلد ، مازال الجميع مصدوم مما يحدث ، وازدادوا دهشة حينما نزل الأمير أحمد الي ميليسيا وأشار لها أن تصعد الي المنصة ، وقال أمام الجميع ، الان يا ميليسيا عليك أن تحددي ما سنفعله بذلك المجرم ، هل تقبلين أن يصبح زوجا لك ، ام أننا ننفيه الي بلد أخري أو نزج به الي السجن ،،،،،،،،،،
تفتكروا رد ميليسيا هيكون ايه أن شاء الله نعرف الفصل القادم بأذن الله رأيكم يهمني جدا ، وتصويتكم بيفرق معايا ولا تنسوا المقاطعة والدعاء لأهلنا بغزة ولبنان وسوريا ،،،،،
ودمتم بأفضل حال قرائي الاعزاء ♥️🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن