تمشي بين أحواض الورد شاردة تفكر في زوجها الذي لم تعد تراه لقد مر ثلاثة أيام ولم تراه حتي ولو صدفة ، فدارت بعقلها الاسئلة لتزيد من مخاوفها ، هل ندم الأمير من الزواج بي ؟ ام ان ما يحدث هو ما يشغله ؟ هل اكتشف انني غير مناسبة له ؟ أم أنه بات يكرهني ؟ أم أنه عندما رأني لم يعجبه وجهي وأكتشف أنه أضاع وقته معي ؟ بالتأكيد اكتشف انني لا استحق أن أكون زوجة له ؟ ولكن لماذا لا يأتي الي ويتحدث معي بوضوح لماذا ؟المها رأسها من التفكير والحزن لدرجة أنها اصطدمت بذلك الحائط الرخامي بشدة وأغشي عليها دون أن يراها أحد أو يشعر بها ،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
منذ لقاءها بصفية لم تتحرك من مكانها فهي ماكثة بغرفتها مبعثرة الثياب وحتي شعرها الزيتوني الجميل مبعثر من حولها لا تتحدث مع أحد حتي أنها لم تتحدث مع زوجها الأسد بن عمار والذي يعاني من صمتها ذاك ، منذ يومين يترجاها أن تتحدث معه ولكن دون جدوى ، تقوم الي صلاتها وترجع مرة أخري إلي نفس المكان لا تغيره ، تارة تصمت وتارة تبكي وهو لا يفهم شئ مما يحدث ، ظلت عيناه مسلطة عليها بحب ووله ، فجمالها لم يتأثر بذلك الحزن الكبير فعيونها الزيتونية مشعة كالشمس وجهها كالبدر في تمامه ، هل يعقل أن تلك المرأة شديدة الجمال تتعرض لذلك الحزن لا يمكن كاد قلبه يخرج من مكانه حزنا عليها ،ثم أقترب منها وشاركها الفراش وقد لاحظ عبوسها لاقترابه ذلك ، لكنه لم يبالي ولم يعد يتحمل حزنها هذا وتلك الدموع التي تغطي وجهها الجميل بالكامل ، أزال تلك الدموع برقة من علي وجهها وحاوطها بيده اليسري ليضمها الي صدره ، توقع أن تقاومه ولكنها لم تفعل لقد تمسكت به أكثر واستكانت وكأنها تحتمي من الدنيا في صدره ،،،،،،( ياتري صفية قالت لها ايه 🤔)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جاء المساء ولازالت ياسمينا بمكانها فاقدة للوعي في ذلك المكان ولم يلاحظها أحد بعد .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعدما اطمئن علي والده وعمه ، تحدث بهدوء مع هشام وعلي وقال لهما بمودة ، اسمعاني يا اخوي ، لقد حدث ماحدث بالماضي وليس لنا من الأمر شئ ، فلا تسمحوا لما حدث أن يؤثر عليكما أو يجعلكم تحنوا رؤسكم الي الاسفل هكذا ورفع رأسيهما بكلتا يديه ، وكما توقع لقد كانا خجلين منه لما فعلته صفية والدتهما ، وقد ازداد خجلهما منه لموقفه العادل المحايد ، ولكنه قرر أن يدعس بقدميه علي الماضي الذي لا يخص أحد سوي والده وعمه وزوجاتهم ، فقال ، يا أخواي من منا لا يخطئ فجميعنا خطائون وقال رسول الله صل الله عليه وسلم (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) وما أراه من أمي صفية أنها نادمة تائبة لله عما فعلت ، وذلك خير لها لعل الله يتجاوز عنها ويغفر لها ويرزقها حسن العمل وحسن الختام ، لم يتمالك هشام نفسه فبكي وارتمي بحضن ابن عمه الذي يراه أخوه الأكبر ، فاستقبله أحمد بحب وأخذ يربت علي ظهره عله يهدأ ونظر ل علي وجد الحزن بمقلتيه ، وكأنه حفر فيهما وأقسم ألا يخرج ، شد أحمد علي كتفه فهز علي رأسه يمينا ويسارا رافض تجاوز المحنة ، وقال بصوت مضطرب ، اتعلم يا أحمد لا أستطيع أن أسامحهم ، أعلم أننا جميعا مخطئون ، لكنهم اخطئوا بحق الجميع لقد اذوا الكثير فأمي فعلت وأبي وعمي شاركوها بصمتهم ولما ذلك من اجلنا ام من أجل حب أبي لامي ، لقد ماتت ريحانة في شبابها وقبل موتها مات قلبها حسرة علي أجنتها ثم لم تكتفي أمي فقتلت زوجة عمي لماذا ،؟ ومن وراء تلك الجرائم افتعلت جرائم أخري ، حتي أنها قالت إنها كانت تذهب هي وزوجتك الي السحرة ال هذا الحد خرجوا عن أمر الله ، لقد مات قلب أمي ، قاطعه احمد بشدة وقال ، لا لم يمت يا علي ، انظر لها ولحالها ودموعها الصادقة من انت لتتحدث عنها هكذا من انت لتغلق باب التوبة بوجهها ، ثم هدأ قليلا وقال بلين ورفق ، الحمد لله أن الله ربنا الغفور الرحيم غافر الذنب وقابل التوب ، يا علي لا تتحدث عن والدتك بمثل ذلك الحديث مرة أخري أنها تعاني ويلات الندم والحسرة يكفيها هذا ، يكفيها أنها انكسرت بعد عز وملك ، لا تزد عليها يا علي ، وأخيرا هدأ وبدأ يتقبل مسامحة والدته ولكن الأمر لازال يحتاج لوقت كبير أما هاشم فقد سامحهم جميعا فهو لا يستطيع أن يغضب منهم فأمه وعلي الرغم من مساوئها الا أنها بذلت الكثير من أجلهم ويكفي انها أمهم ،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعدما انتهي من الحديث معهم أخبرهم أن يذهبوا ثلاثتهم ليلتقوا بزوج الأميرة حكيمة الأمير الأسد بن عمار ليتابعوا شؤون البلاد معه فلقد أثقلوا كاهله منذ ماحدث فلم يتابع أحد شؤون المملكة كلها غيره ولابد من حمل المسؤلية معه ، وبالفعل ذهبوا جميعا ليلتقوا به ويتشاورا لما يحدث في الوقت الراهن ،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لقد انتصف الليل ولازالت تتابع دروسها التي كلفتها بها الأميرة ياسمينا ، فهي لا تمزح في العلم ابدا وتحب الاجتهاد ، لذا قد انكبت علي الكتب والابحاث وراجعتهم وحفظتهم وحتي أنها جربت صنع بعض الوصفات الطبية بنفسها ، لذا ذهبت لتطلع الأميرة ياسمينا علي ما آلت إليه أمورها ،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يدق قلبها مثل طبول حرب وشيكة ، هي تشعر أن ابنت قلبها ليست بخير قلقت عليها لدرجة البكاء ، وانتقل القلق الي الحاكم اسماعيل الذي أمر السائق أن يسرع ويصل في اقرب وقت الي قصر المملكة ،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بحثت عنها بكل مكان داخل جناحها وبدأت تسال الخادمات والحرس لم يراها احد منذ الصباح الباكر ، دب الخوف بجميع أطرافها فبدأت أقدامها ترتعش ويديها ، فكل شئ بجناحها بمكانه كتبها وأوراقها ملابسها واحذيتها لا يوجد شي ناقص الا هي ، فاين اختفت ، بدأ الجميع يلاحظ اختفاءها وانتشر الخبر بسرعة الي جميع من بالقصر ، وحتي الأميرة حكيمة التي لم تتحرك من مكانها منذ ثلاثة أيام هبت بالبحث عنها وأسرعت الي غرفة الاجتماع لتخبر زوجها وأخيها بعدما علمت انهم هناك ،،،،
عندما سمع خبر اختفاءها شعر أن روحه تسحب منه ببطئ مؤلم وكان العالم يدور من حوله كاد أن يقع فسنده علي بيده وحاول أن يطمئنه ، وقال الامير الأسد مكوثنا هنا لن يفيد علينا البحث عنها بكل مكان بالقصر قبل أن نتخذ أي إجراء ، وكعادة الأمير الأسد بن عمار يقود الموقف حينما يفقد الجميع حيلتهم وقوتهم ،، انتشر الحراس بكل مكان بالقصر للبحث عن الأميرة ياسمينا ، وبنفس التوقيت وصلت عربة الحاكم اسماعيل والأميرة عائشة داخل القصر ولاحظت حالة الفوضي التي تحدث بالطبع والتقطت آذانهم خبر اختفاء ياسمينا ، فلم تسيطر عائشة علي قدميها ف جرت نحو حديقة القصر الخلفية ، فهي تعلم أنها تحب الجلوس فيها خاصة أنها هادئة تماما ولا أحد يجلس بها ، لحق بها زوجها وبعض الحرس وحتي الأميرة حكيمة ، ذهبت ورائهم للبحث عنها ، وبعد مرور وقت من البحث وجدوها ملقاه علي الأرضية الرخامية وأثر الدماء علي جبهتها وعلي الأرض ، كانت عائشة اول من تحركت نحوها في محاولة منها لافاقتها ، ولكنها لم تنجح ، فحملها الحاكم اسماعيل وجري بها نحو القصر قابله الأمير أحمد وهو يلهث بشدة أثر البحث وأخذها منه برفق ، والحاكم ينظر له بغضب لا مثيل له ،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت غافية علي ذلك الكرسي المريح بشرفتها وهي ممسكة لاسفل بطنها ، فستيقظت علي أصوات صراخ مزعجة أقلقت راحتها التي ما عادت تجدها من بعد ما حدث ، سألت الخادمة الجالسة معها لتطمئن علي سلامتها وتكون تحت خدمتها حين تستيقظ ، فاخبرتها بخبر اختفاء ياسمينا ، لم تحاول أن تخفي سعادتها بذلك حتي فحقدها علي ياسمينا واضح للعيان، حتي أن الخادمة ظنت أنها تحولت لساحرة شريرة بتلك النظرة الخبيثة والإبتسامة الشامتة ،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع
الأحداث الجاية في تغيرات كتير هتحصل ياتري متوقعين ايه ياريت تكتبولي توقعاتكم في التعليقات وياريت متابعة لصفحتي بعد اذنكم ودمتم بأفضل حال ♥️🌹🌹🌹🌹
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Fiction Historiqueادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...